(*) الآراء الواردة في هذه المادة لا تمثل بالضرورة آراء المركز ولا مواقفه من القضايا المطروحة
إن لنطاق وشدة العنف والتدمير المرتبطين بالحرب الأهلية التي شهدتها سورية منذ عام 2011، عددًا قليلًا جدًا من أوجه الشبه في التاريخ الحديث. يذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR) أن إجمالي عدد القتلى (من 15 آذار/ مارس 2011 إلى 15 آذار/ مارس 2019) وصل إلى عدد مهول، يفوق 570 ألف شخص. كما أنّ لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – إسكوا/ ESCWA 2018) التي أجرت تحليلًا مفصلًا لتقدير التكلفة الاقتصادية للحرب الأهلية في سورية، وضعت تقديرًا عن تدمير الرأسمال الفعلي مع نهاية عام 2017، بحوالي 120 مليار دولار أميركي. وفي ما يتعلق بالتكلفة حول تدمير الاقتصاد بالكامل، يقدّر البنك الدولي (تقرير في 2017) أن الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الإجمالي، من عام 2011 إلى نهاية عام 2016، وصلت إلى 226 مليار دولار، أي إلى حوالي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي السوري في عام 2010. يبدو أن هذه التقييمات تتسق مع حسابات الكثافة السكانية الليلة التي أجراها سيلان وتومان (2018)، ولي، وآخرون (2017)، مع الإشارة إلى أن سورية بحلول 2017، فقدت حوالي 80 في المئة من الكثافة السكانية الليلية.
وإضافة إلى الموت والدمار الكبيرين، خلقت هذه الحرب أيضًا عددًا غير مسبوق من اللاجئين والنازحين الداخلين. وفقًا للمفوضية العليا للشؤون اللاجئين (UNCHR)، يوجد هناك حوالي 5.6 مليون لاجئ سوري مسجل في البلدان المجاورة لسورية. ومع حساب اللاجئين غير المسجلين في ثلاث بلدان فقط: في مصر والأردن والبنان، سيرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 7 مليون (UNCHR، 2019).
إضافة إلى هذه الأرقام، هناك حوالي 6.3 مليون نازح داخلي في سورية، إذًا لدينا ما يقارب ثلثي عدد سكان سورية، البالغ عددهم 21 مليون، أُجبروا على ترك منازلهم. ولتقدير التأثير العالمي لأزمة اللاجئين والنازحين في سورية، يكفي أن نلاحظ أن أعداد اللاجئين السوريين يشكل أكثر من 23 في المئة، من إجمالي عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، كما أن عدد النازحين يُقدّر بنحو 20 في المئة من العدد الإجمالي للنازحين في العالم.
إن الخسائر التي تكبّدتها سورية كبيرة، لكن ليس من الوهم أن ننظر في سبيل الانتعاش وتعزيز الأسس الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، نظرة تتعدى الوضع الذي كان قبل الحرب. أجرى كل من تشن، لويرزا ورينال كورول (2008) تقييمًا شاملًا لما بعد الحرب الأهلية، باستخدام تحليل دراسة للأحداث في 41 دولة، خلال الفترة من عام 1960 إلى 2003.
يمكن تحميل البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل.