عنوان المادة الأصلي باللغة الروسية: | Откуда в Иране появились сторонники ИГИЛ |
اسم الكاتب | نيكولاي كوجانوف- أنطون مارداسوف |
مصدر المادة الأصلي | مركز كارنغي في موسكو |
رابط المادة | http://carnegie.ru/commentary/71349 |
تاريخ النشر | 23 حزيران/ يونيو 2017 |
المترجم | سمير رمان |
المحتويات
مقدِّمة
لم تكن التفجيرات الإرهابية لتحدث في طهران لو لم تنته الهدنة الغريبة بين إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، لولا المشكلات الداخلية والتنوع العرقي في إيران، اللذين خلقا مخزونًا مؤهلًا لداعش داخل إيران. وإذا ما انجرَّ الإيرانيون إلى الاستفزاز، واستغلوا الحوادث الإرهابية لزيادة التطهير في المحافظات السنيَّة، فإنَّ عدد أنصار تنظيم الدولة في إيران سيستمر في الازدياد. انتقلت المواجهة بين إيران وداعش إلى مستوى جديد. ففي الثامن عشر من حزيران/ يونيو شنَّ الحرس الثوري الإيراني هجومًا صاروخيًّا على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سورية بالقرب من دير الزور. وجاء ذلك ردًا على الهجمات التي نفذها التنظيم في العاصمة طهران. وكان هجومًا مزدوجًا وقع على البرلمان وعلى ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، إذ قُتل 17 شخصًا وجرح 43 غيرهم.
مضى أسبوعان على وقوع الهجمات الإرهابية في طهران، ولكنَّ الأسئلة بشأن ما حدث أصبحت أكثر من الإجابات. وقبل كلِّ شيءٍ، هناك كثير من الغموض حول منفّذي الهجمات: من هم ومن أيِّ جنسية، وما توجهاتهم؟ من أرسلهم؟ ومن أعدَّ لهم العمل في إيران؟. إذا كان هؤلاء من تنظيم الدولة الإسلامية، فلماذا قام التنظيم بالهجمات في هذا التوقيت بالذات؟ وفي بداية الأمر أين وجدت الطائفة السنيّة في إيران وسكانها معظمهم من الشيعة؟ كيف استطاع الإرهابيون تنفيذ مخططهم بفاعلية في قلب العاصمة الإيرانية التي تمتلك إحدى فضليات الأجهزة المتخصَّصة بالتجسس المضاد وبمكافحة الإرهاب؟
حرب غريبة على داعش
الجواب الذي يقترحه الإيرانيون: تعرَّضنا لهجومٍ من داعش، ونقطة في آخر السطر، وهو أمرٌ يناسب السلطات الإيرانية. فبعد كلمتي (الدولة الإسلامية) لا يتطلَّب الأمر عادةً كثيرًا من الشرح. وهذا جيِّدٌ بالنسبة إلى رجال الدعاية الإيرانية. فالقول إنَّ إيران أصبحت ضحيّة هجومٍ إرهابيٍّ، يستغلّونه ليضعوا إيران أوتوماتيكيًّا على قدم المساواة مع الدول الأُخريات اللاتي عانين بسبب داعش. وفي ضوء هذا تبدو التصريحات الأميركية التي تقول بضرورة لجمِ إيران وكأنَّها تدنيس تقريبًا بحقّ إيران. وفي الوقت نفسه، ينسى موضوع تورّط الإيرانيين في تمويل بعض المجموعات الإقليمية الأُخريات التي تمتلك سمعةً مغايرة.
والآن؛ تستخدم السلطات الإيرانية هذه الهجمات في السياسة الداخلية لتعزز صورة إيران بوصفها قلعة محاصرة في نظر المواطنين، ولتجنِّد الناس ضدَّ الأعداء الخارجيين بطريق بثِّ إشاعات بينهم، حول قيام تنظيم الدولة بشنِّ هجماتٍ عليه بمساعدة رعاتها من المملكة العربية السعودية بمباركةٍ من خصوم إيران الجيوسياسيين التقليديين؛ الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
إلا أنَّه لا يجب نسب إيران إلى التحالف المضاد للإرهاب. فإيران لا تحارب في الشرق الأوسط ضدّ الإرهاب بقدر ما تحارب من أجل مصالحها، وهذا يمثِلُ فارقًا جليًّا. فمن ناحية، يمثِّل الصراع مع الإرهاب في مثل هذه الأوضاع عنصرًا واحدًا فقط من عناصر الوجود الإيراني في المنطقة، ولكنَّه ليس الأهمّ دائمًا. ومن ناحيةٍ أُخرى، يتطلَّب النضال في سبيل المصالح القومية مقاربةً أكثر مرونة ممَّا تصوره الدعاية.
وهكذا، أرسىت إيران- المقاتلة الشرسة حاليًّا ضدَّ الإرهاب- منذ تسعينيات القرن الماضي علاقاتٍ مع (القاعدة) ومع الجهاد الإسلامي المصري الذي كان يتزعمه حينئذ أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة. وفي بداية الألف الثالثة تواصل الإيرانيون بنشاطٍ مع قادة (طالبان) الميدانيين، مع أنَّهم – في المستوى الرسمي- يعدّون حركة طالبان العدو الرئيس في أفغانستان. وفي الوقت نفسه، في إطار التصدِّي للولايات المتحدة الأميركية في أثناء حملتها على العراق، كانت إيران تتعاون مع تنظيم (القاعدة في العراق) الأمَّ الأولى لتنظيم (الدولة الإسلامية). وبعد بداية الغزو الأميركي للعراق، وصل البغيض أبو مصعب الزرقاوي إلى العراق عبر إيران بالتحديد (أحد كتّاب هذه المقالة كان شاهدًا عرضيًّا كيفية مناقشة ممثلي وزارة الخارجية العراقية بعد سنوات عدَّة تفاصيل تنظيم انتقال الزرقاوي عبر طهران).
في عام 2010، صرَّح قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى ديفيد بيترويس، في كلمته أمام مجلس الشيوخ الأميركي، أنَّ «تنظيم القاعدة يستخدم إيران قاعدة له في المنطقة». وبعد نشر الوثائق، التي عُثر عليها في فيلا أسامة بن لادن بعد مقتله في (أبوت آباد) الباكستانية، اعترف الخبراء الأميركيون أنَّ اتصالات إيران بتنظيم القاعدة لم تكن وثيقةً جدًا مثل ما كانت تعدّ من قبل. ومع ذلك، يمكن الحديث عن تعاونٍ تكتيكيٍّ ذي (مؤشرات متقطِعة) تناسب قوات الأمن الإيرانية بين الحين والآخر.
وهكذا، في رسالةٍ تعود إلى عام 2007، كتب أسامة بن لادن يقول «كانت إيران بالنسبة إلى تنظيم القاعدة بمنزلة الشريان»، وفي عام 2014، قال أبو محمد العدناني (المقتول) -الناطق الرسمي، ورئيس قسم العمليات الخارجية في تنظيم داعش- في رسالةٍ موجهةٍ إلى زعيم (القاعدة) الحالي أيمن الظواهري أنَّ تنظيمه التزم بطلبه الامتناع عن مهاجمة إيران، لأنَّها «خدمت القاعدة بشكلٍ لا يقدَّر بثمن».
من غير المستبعد، أن تكون (الدولة الإسلامية) في بداياتها، قد اتّخذت سياسةً مماثلة، على الرغم من نشاط الحرس الثوري الإيراني والفصائل المواليات له في سورية والعراق. وهذا ما يفسِّر -على الأقلّ- سبب إحجام (الدولة الإسلامية) طوال الوقت عن القيام بأيِّ نشاطٍ في الأراضي الإيرانية. نعم؛ لقد كانت علاقة إيران بالتنظيم علاقةً براغماتية من نوعٍ خاصّ، لم تقمْ إيران بأيِّ مواجهةٍ جادَّة ضدّ تنظيم الدولة في مراحله الأُوَل، واكتفت بالدفاع عن (خطوطٍ حمر) من قبيل الأهداف، والمواقع المهَّمة، والمقامات الشيعية في سورية والعراق، وكذلك الشريط الحدودي مع العراق.
خلال المساومات التي كانت تقوم بها مع الولايات المتحدة الأميركية، وأفضت إلى التوقيع على اتفاق الصفقة النووية والاعتراف بدورها في العراق، استغلَّت إيران بنجاح التهديد الذي مثَّلته الخلافة المعلنة في عام 2015-2016، ولعبت على المشاعر واضحة العداء التي أبداها التنظيم تجاه المملكة العربية السعودية. وفي نهاية الأمر، نجحت إيران في دمج بعض فصائل الحشد الشعبي المواليات لها في عداد الجيش العراقي.
الانتقال إلى الهجوم
بدأ صراع تنظيم (الدولة الإسلامية) الحقيقي والفاعل مع إيران منذ مدة ليست بالبعيدة. وراحت السلطات الإيرانية تعلن التصدي لنشاط داعش في أراضيها ابتداء من صيف 2016. ففي حزيران/ يونيو الماضي، أعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شامخاني النجاح في منع هجومٍ إرهابي في طهران، ونشرت الأجهزة الأمنية شريط فيديو يتضمَّن اعترافات، زُعم بأنَّها لمقاتلين من تنظيم الدولة بمخططات لتفجير 50 هدفًا.
في آب/ أغسطس عام 2016، أعلن قائد القوات البريّة الإيرانية الجنرال أحمد رضا بورداستان إفشال عمليات تجنيد لمواطنين إيرانيين، كان يقوم بها ناشطون من داعش في محافظة كارمن شاه قرب العراق. أمَّا وزير الإعلام (الاستخبارات والاستخبارات المضادَّة في إيران) محمود علوي فقال إنَّ الاستخبارات الإيرانية حالت دون انضمام حوالى 1500 إيراني إلى داعش. وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، ذكرت Pars News أنَّ قوات الأمن قضت على زعيم داعش في إيران المعروف بأبي عائشة الكردي، وفككت شبكته.
من ناحيتها، أعلنت (الدولة الإسلامية) تشكيل أول (كتيبةٍ إيرانية) في آذار/ مارس عام 2017. ونشرت حينئذٍ شريط فيديو يظهر تدريبات مقاتلي الكتيبة الذين يطلقون النار على صور الخميني، والقائد الأعلى لإيران علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، وقائد قوات فيلق القدس قاسم سليماني. وفي الوقت نفسه، أطلق التنظيم الدعوة (للمجاهدين الإيرانيين) لتأليف مجلسٍ خاصّ بهم، وانتخاب (وزير حرب).
يُظَن أيضًا، أنَّ خلايا مستقلة تابعة لتنظيم الدولة، قد بدأت تنشط في الأراضي الإيرانية في الوقت نفسه. ففي آذار/ مارس عام 2017، بدأت ترجمة بعض النصوص في مجلَّة (روميَّة) الجهادية إلى الفارسية، لتدعو في بعض منها إلى انتفاضة السنَّة في إيران ضدَّ الهيمنة الشيعيّة.
أزمنة جديدة، حلول جديدة
لمَ بدأت حرب إيران على تنظيم (الدولة الإسلامية) في عام 2016، ولم تبدأ بعد إعلان الخلافة في عام 2014؟ ولماذا وقع الهجومان الإرهابيان المتزامنان الآن؟ هناك أسبابٌ أُخر إلى جانب (الهدنة) التي سبق الحديث عنها آنفًا، التي انتهت ببدء مهاجمة القوات المواليات لإيران في عامي 2016-2017. فما هذه الأسباب؟
أولًا، من وجهة نظر تنظيم الدولة، تندرج الهجمات الإرهابية في طهران في إطار الهجوم العام الذي تشنُّه في الشرق الأوسط، وأوروبا وآسيا (الفلبين) خلال شهر رمضان. فهم يذكِّرون العالم كلَّه بأنَّ تنظيم الدولة الإسلامية لن يلتزم بالهدنات -لا في شهر رمضان الكريم، ولا في وقت أداء المسلمين فريضة الحجِّ إلى مكَّة- مع (الصليبيين) و(الشيعة) الرافضة الذين يفترضون أنهم ليسوا بمسلمين. ومن هنا جاء تسليط الضوء غير المسبوق على هجمات طهران المزدوجة في شبكات التواصل الاجتماعي، وقبل القضاء على منفذي الهجومين جميعهم، أعلنت قناة داعش الإعلامية أنَّ التنظيم يأخذ على عاتقه المسؤولية، ونشرت فيديو من البرلمان الإيراني، إذ كانت مجموعة (مقاتلي الخلافة) تنفذ الهجوم.
ثانيًا، كان من المهمِّ بالنسبة إلى قيادة التنظيم دعم صورة داعش بوصفه ماركة مسجَّلة بعد الخسائر التي كان يتعرَّض لها في العراق وسورية. في أيّار/ مايو من عام 2016 دعا العدناني علنًا -وللمرَّة الأولى- أنصار التنظيم إلى توقُّع (أوقاتٍ صعبة)، و(إلى التراجع إلى الصحراء)، و(العودة إلى الأوضاع الأوليَّة السابقة)، أي إلى الدخول في العمل السرّي في مناطق الحدود العراقية- السورية. وفي عقب هذه التصريحات، راحت الآلة الدعائية للتنظيم تشدد على الإرهاب الجماعي، وتسلط الضوء على نشاط الخلايا النائمة خارج حدود العراق وسورية.
وأخيرًا، كانت الهجمات في إيران تهدف على الأرجح إلى إحداث أكبر تأثيرٍ سياسيٍّ ممكن، وليس إلى إيقاع عدد من الضحايا. وبذلك، تكون الدولة الإسلامية قد أظهرت أنَّها، على الرغم من خسارة الموصل والرقَّة المتوقّعة، ستكون هي بالتحديد (المدافع الرئيس) عن أهل السنَّة، وليس (القاعدة) التي عقدت في يومٍ ما مع إيران (وثيقة عدم الهجوم).
لغز مقاتلي داعش في إيران
من اللافت، أنَّ قنوات تنظيم الدولة الإسلامية الإعلاميّة تصوّر منفذي هجمات طهران معارضين: ويصادف في مصطلحات التنظيم ثلاث مسمياتٍ لمقاتليها: الجنود، والمقاتلون والإخوة. ويطلق مصطلح (الإخوة) على أولئك الذين أدّوا قسم الولاء، ولكن بصورة رئيسة، على من قُتل فداءً للتنظيم على أراضي (الدولة الإسلامية) ذاتها. وينضوي تحت مسمَّى (الجنود)، أولئك الذين ليسوا من إحدى خلايا التنظيم، ولكن أقسموا للبغدادي قبل تنفيذ العملية. وأخيرًا (المقاتلون)، وهم مقاتلو الدولة الإسلامية الذين شنّوا الهجوم الذي جرى التخطيط والإعداد له من قائد المجموعة. في الثامن من حزيران/ يونيو عام 2017 نشرت وكالة أعماق رسالةً من (مقاتلي الدولة الإسلامية وأحد الفصائل العاملات في إيران). وكانت الرسالة قد كُتبت أولًا من المقاتلين الذين نفذوا الهجمات في طهران. وجاء في الرسالة على لسان أحد المقاتلين أنَّ «هذا هو الفصيل الأوَّل، الذي سيشعل لهيب الجهاد في إيران»، ويدعو بقيّة المسلمين إلى «تدمير الأمن في هذه البلاد». إلا أنَّه لا تتوافر معلومات تقريبًا عن مشاركة الإيرانيين في صفوف داعش (باستثناء ما أعلنته داعش من مقتل 7 من الانتحاريين الإيرانيين في سورية والعراق عام 2016). ومن هنا السؤال المهمّ- من هؤلاء الناس؟
تحاول السلطات الإيرانية ألا تولي الموضوع أهميَّة. وحتى أولئك الذين حُدِّدت هوياتهم من منفذي الهجمات، لم تفصح السلطات عن الكنية والعائلة بل اكتفت بالأسماء. إضافةً إلى ذلك، كان ثلاثة من بين خمسة يحملون أسماءً إيرانية صريحة، مَا يقلل فرص مشاركة العرب من خوزستان في الهجمات، وقد حاول بعض الخبراء إلقاء اللوم عليهم في ما حدث كله.
بكلمةٍ أُخرى، ظهر في إيران أنصارٌ لداعش من أبناء البلاد أنفسهم. وقد يعود السبب في ذلك إلى انقسامٍ داخليٍّ في البلاد على أساسٍ دينيّ (على الرغم من أنَّ نسبة المواطنين من غير الشيعة قليلة، إلا أنَّها محرومة من الحقوق)، واجتماعيًّا (يعيش كثيرون تحت خط الفقر)، ومناطقيًّا (تخلُّف بعض المناطق تنمويًّا).
في عام 2017، تألّف طابور ممَّن يودُّون إقلاق راحة السلطات الإيرانية: بدءًا من الراديكاليين اليساريين في منظمة مجاهدي الشعب الإيراني (خلق)، وانتهاءً بالمجموعات الكردية المختلفة، والبلوش، والعرب. في ما يبدو، كان اندلاع الأعمال الإرهابية نابعًا من مشكلات إيران الداخلية، أمّا منطلقات داعش الأيديولوجية فليس لها أهميَّة هنا. ولهذا لم يكن عدد الإيرانيين في صفوف داعش في سورية والعراق كبيرًا. فهم فضَّلوا القتال في مواجهة مشكلاتهم الخاصَّة على أرضهم.
بحسب بعض المعطيات، فإنَّ العمليات الإرهابية التي نُفّذت في طهران قام بها أكرادٌ من السنَّة. وتشير إلى مشاركة الأكراد اعتقالات جرت بعد التفجير، إذ طالت متواطئين محتملين مع الإرهابيين الذين قتلوا في الحادثين، وشملت المناطق التي جرت فيها الاعتقالات مناطق تقطن فيها مكوِّنات كردية. هذا الأمر يضيف دليلًا آخر على أنَّ الإرهابيين قد جندوا من داخل إيران، وليسوا قادمين من الخارج. تعيش الأقليَّة الكردية في إيران أوضاعًا اجتماعية واقتصادية وسياسيَّة أبعد ما تكون عن المثالية. (على الرغم من أنَّ السلطات في طهران تحاول تحسين الأوضاع). وكانت المجموعات الكردية تمِّثل مشكلةً لطهران منذ وقتٍ بعيد، مع أنَّها المرَّة الأولى التي تتخذ فيها النموذج الداعشي.
في النتيجة سمحت التفجيرات الإرهابية في طهران لتنظيم الدولة الإسلامية بأنْ يوسِّع نشاطه في العالم أكثر. ولكنَّ هذا التوسُّع ما كان ليجري لولا عاملان اثنان: تغيُّر طبيعة العلاقة بين داعش وإيران، وكذلك وجود مشكلات داخلية، شقَّت طريقًا ضيِّقًا، ولكنَّه مع ذلك خزَّان كوادر في إيران. إذا انجرَّ الإيرانيون إلى الاستفزاز، وإذا ما تذرَّعوا بالحوادث الإرهابية لزيادة التطهير في المحافظات السنيَّة، وإن استمروا بالدخول في نزاعاتٍ إقليمية؛ فإنَّ عدد أنصار تنظيم الدولة في إيران سيستمر في الازدياد.