ديما كورس/ ترجمة أحمد عيشة

(*) الآراء الواردة في هذه المادة لا تمثل بالضرورة آراء المركز ولا مواقفه من القضايا المطروحة

المحتوى

مقدمة

المصالح الروسية في سورية

المصالح الإسرائيلية في سورية

التعاون الروسي والإسرائيلي في سورية

أين تلتقي المصالح الروسية الإسرائيلية؟

ما فائدة الناتو من ذلك؟

مقدمة

منذ عام 2015، دعمت روسيا إلى حد كبير نظامَ بشار الأسد في سورية، ضدّ معارضة متنوعة ومختلفة. وفي الوقت نفسه، واصلت إسرائيل سياستها المتمثلة في التدخّل العسكري المحدود: الضربات الجوية المتكررة ضد أهداف ووكلاء إيرانيين، كثير منهم شركاء لروسيا في سورية. لم تكن الاستراتيجية الإسرائيلية لمهاجمة أهداف إيرانية في سورية جديدة. على سبيل المثال، دمّرت قوات الدفاع الإسرائيلية مفاعل الأسد النووي في عام 2007. كانت روسيا موجودة أيضًا في سورية منذ فترة طويلة، ولكن وجودها كان محدودًا حتى عام 2015، ولم يؤدِ دورًا مهمًا في العلاقات مع إسرائيل.

لكن الوضع منذ عام 2015 تغيّر تغيرًا كبيرًا؛ إذ بدأ الطيران والدفاع الجوي الروسيان في العمل بنشاط، إلى جانب نظام الأسد. منذ البداية، افترضت وسائل الإعلام، في كلٍّ من روسيا وإسرائيل، أن تفعيل القوات الروسية في سورية سيتعارض مع أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي. وعلاوة على ذلك، أعرب المسؤولون الإسرائيليون بانتظام عن شكاوى بأن الروس كانوا يتدخلون ويعرقلون عمليات الجيش الإسرائيلي في سورية.

في الوقت نفسه، تعاون الجانبان إلى درجةٍ تسمح بهجمات متكررة من سلاح الجو الإسرائيلي، ضدّ أهداف تابعة لإيران في سورية. يقدّم موجز السياسة هذا تحليلًا مقارنًا للمصالح الروسية والإسرائيلية، في سياق الصراع السوري. ويؤكد أن التعاون بين البلدين كان مُربحًا للطرفين، على حين أن له تأثيرًا ضئيلًا على العلاقات الروسية الإسرائيلية بشكل عام.

المصالح الروسية في سورية

إن مصلحة روسيا الرئيسية في سورية هي منع انهيار النظام الحالي، أو الحيلولة دون إطاحة بشار الأسد، من دون موافقة موسكو [1].  تريد روسيا الحفاظ على موطئ قدمها الاستراتيجي الوحيد في الشرق الأوسط، وإثبات قيمة روسيا كقوة إقليمية وحليف استراتيجي. داخليًا، تعزز سياسة روسيا في سورية شرعية بوتين، من خلال استخدام الدعاية، مشيرة إلى مدى “نفوذ روسيا في جميع أنحاء العالم”. يساعد التدخل أيضًا في تعزيز مكانة روسيا الرائدة، باعتبارها تاجرًا ومصنعًا للأسلحة. كما يعِدُ الوجود الروسي بتقديم حصة كبيرة من مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب للشركات الروسية [2].

وللنموذج الروسي أيضًا دور مؤثر، بمعنى أن الأنشطة الجارية في سورية تسمح بإثراء دائرة واسعة من النخب الروسية -الجيش والاستخبارات والصناعة الدفاعية- التي يعدّ ولاؤها أمرًا حاسمًا بالنسبة إلى بوتين، من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى موارد ضخمة استُثمرت في سورية. وأخيرًا، توفر العمليات في سورية للجيش الروسي تدريبات حيّة مكثفة [3].

المصالح الإسرائيلية في سورية

اختارت الحكومة الإسرائيلية عدم التدخل، باعتباره النهج المفضّل، في جميع حالات “الربيع العربي”. الاستثناء الوحيد كان في المجال الإنساني، حيث تدير إسرائيل مشفًى ميدانيًا للمدنيين السوريين الجرحى في هضبة الجولان، وكذلك إدانتها دمشق لاستخدامها أسلحة الدمار الشامل. ولكن على عكس كل أحداث الربيع العربي الأخرى، قيّمت إسرائيل التطورات في سورية على أنها تحدٍ استراتيجي للأمن الإسرائيلي، ويرجع ذلك أساسًا إلى التدخل الإيراني. بالنسبة إلى إسرائيل، سورية هي جزء مما يسمى “الهلال الشيعي”، وهو تحالف استراتيجي محتمل بقيادة إيران بين إيران وسورية ولبنان. ونظرًا لعداء النظام الإيراني الشديد لإسرائيل، يُنظر إلى مثل هذا التحالف على أنه يُفاقم التهديد الإيراني.

في هذا السياق، على حين أن المصالح الإسرائيلية في سورية بدت محدودة ودفاعية أكثر من مصالح روسيا، إلا أن القيادة الإسرائيلية تُعرّفها بأنها أساسية. الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سورية هي كما يلي [4]:  لن تتسامح إسرائيل مع أي أنشطة عسكرية أو شبه عسكرية من قبل إيران ووكلائها، بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، وهو ما قد يعرّض المدنيين أو العسكريين للخطر؛ كما أنها لن تتسامح مع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية.

التعاون الروسي والإسرائيلي في سورية

في حالة عدم وجود اتفاقيات موثقة رسميًا، يُفترض أن يكون التعاون بين روسيا وإسرائيل محكومًا بالمبادئ التالية. أولًا، يتلقى الروس إشعارًا قصير المدى بضربات إسرائيلية بالقرب من مواقعهم. ثانيًا، يحاول الطرفان الاتفاق على مبدأ “منطقة خالية من وكلاء إيران، تساوي منطقة خالية من الضربات الإسرائيلية”، في مناطق جنوب غرب سورية الخاضعة للسيطرة الروسية [5]. وتتم إدارة الاتصالات على مستوى هيئة الأركان العامة، وفي كثير من الأحيان من قبل رؤساء الدول أنفسهم. وأخيرًا، تظل روسيا محايدة تجاه الجهود العسكرية الإسرائيلية، ولا تتصدى لها بالقوات الجوية أو المضادة الجوية [6].

ونتيجة لهذه المبادئ؛ نجح الجانبان في منع الاصطدام الخطير وتدهور العلاقات الثنائية، على الرغم من أن مصالحهما تتباعد أكثر مما تتلاقى. وفي ما يلي مثالان على هذا التعاون.

الأول، في صيف 2018، وعدت روسيا إسرائيل بالحفاظ على المنطقة الواقعة في جنوب غرب سورية -في المثلث الواقع بين الحدود السورية والأردنية والإسرائيلية- “نظيفة” من الإيرانيين ووكلائهم، ووعدت إسرائيل بعدم التصرف في المنطقة. وبهذه الطريقة، أعاد الروس ربط المنطقة بالنظام في دمشق، مع الحفاظ على استقلاليتها النسبية. وبدلًا من سيطرة القوات السورية أو الإيرانية أو الموالية لإيران، فإن المنطقة تخضع بشكل أساسي لسيطرة الفيلق الخامس (اسميًا) للجيش السوري (الذي تم إنشاؤه بمشاركة روسية نشطة) وعلى وجه الخصوص، اللواء الثامن السوري، الذي يُقال إنه تحت السيطرة الروسية المباشرة [7].

في مثل هذا المجال من الصراعات متعددة الطبقات ومتعددة الأطراف، لا تعمل مبادئ التعاون الروسي الإسرائيلي الموصوفة أعلاه دائمًا، ويقال إن الإيرانيين كثيرًا ما يتحدون هذه المبادئ، ويؤدي ذلك إلى ردة فعل إسرائيلية. ومع ذلك، فقد أسفر التعاون عن بعض النتائج، ويصفه كلا الجانبين بأنه جهد مستمر.

الثاني، في 17 أيلول/ سبتمبر 2018، إذ تمّ إسقاط طائرة عسكرية روسية من طراز (I1 -20)، بالخطأ، بسلاح القوات السورية المضاد للطيران، بينما كان يستهدف أربع طائرات (إف -16) إسرائيلية تهاجم أهدافًا أرضية بالقرب من اللاذقية. ألقى الروس باللوم رسميًا على مقتل 16 من أفراد الطاقم على إسرائيل و”أفعالها غير المسؤولة”، زاعمين أنها “أعطيت تحذيرًا قبل أقل من دقيقة قبل الضربات، ولم يكن وقتًا كافيًا لإبعاد الطائرة عن المسار” [8].

والجدير بالذكر أن ردة فعل وزارة الدفاع الروسية ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها كانت أقوى بكثير من ردة الفعل الرسمية من الكرملين. على الرغم من أن روسيا زودت سورية في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بثلاث بطاريات مضادة للطائرات من طراز (إس -300)، فإن حادثة 17 أيلول/ سبتمبر لم تنتهك الوضع الراهن، ولم تقاطع روسيا الهجمات الإسرائيلية اللاحقة في سورية.

أين تلتقي المصالح الروسية الإسرائيلية؟

من وجهة النظر الإسرائيلية، يحمل الوجود الروسي في سورية تحدّيًا أمنيًا كبيرًا محتملًا، لأنه قد يعوق حرية إسرائيل في العمل في سورية، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران. ومع ذلك، فإن التعامل مع روسيا يسمح لإسرائيل بإبطاء وتيرة ونطاق نمو الوجود الإيراني في سورية، وضمان الحياد الروسي تجاه عملياتها.

على مستوى مبدئيًا أكثر، فإن سياسة إسرائيل مدفوعة بمَيل قيادتها التاريخي إلى تجنب الصراع مع القوى العالمية. وبصورة أكثر براغماتية، روسيا هي اللاعب الرئيس الوحيد في الصراع السوري، حيث يمكن معه أن يقوم التعاون الثنائي. إيران ونظام الأسد معاديان، وتركيا تحت حكم أردوغان قلّصت علاقاتها مع إسرائيل، وتميل إلى تجنب الاتصال، والتدخل الأميركي محدود للغاية.

وهكذا، في حين أن مصلحة إسرائيل في التعاون مع روسيا تبدو راسخة، فمن الصعب فهم جاذبية الجانب الروسي. ما الذي يجعل روسيا شريكًا موثوقًا به، وهو ما دفع الخبراء الإسرائيليين إلى اقتراح مسألة: “هل بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل النظر في دور خاص لروسيا في سورية، كوسيلة للعمل مع موسكو للحد من الوجود الإيراني في البلاد”؟ [9].

أولًا، من المهم استمرار وجود العلاقات الروسية الإسرائيلية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. هناك إجماع في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي على أن قطع العلاقات مع إسرائيل في عام 1967 كان خطأ استراتيجيًا. هذه الخطوة الجذرية لم تمنح الاتحاد السوفيتي أي ميزة جدية في علاقاته مع الدول العربية، لكنها عرّت سياسته في الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك، على خلفية تدهور العلاقات مع الديمقراطيات الغربية، بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في عام 2014، تقدّر موسكو أي شريك غربي مستعد للدخول معها في حوار، حيث تقدم وسائل الإعلام الموالية للكرملين إسرائيل على أنها مثل هذا الشريك تحديدًا.

ثالثًا، من وجهة نظر عملية، هناك تنافس على النفوذ بين روسيا وإيران في سورية، لا يقلّ عن التعاون بينهما. بالنسبة إلى موسكو، من الواضح أنه إذا تغلب التأثير الإيراني على النظام في دمشق، فقد يتحدى المكاسب غير المتوقعة المحتملة من مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب. وعندها، قد يكون الوجود الروسي ذاته في سورية في خطر أيضًا، لأنه يتعارض مع الفكرة الإيرانية عن “الهلال الشيعي”. ربّما يدرك الأسد نفسه أن مصلحته الحيوية هي الحفاظ على التوازن بين روسيا وإيران، ولن يكون مهتمًا بجرّ إيران إلى حرب مع إسرائيل.

وبالتالي، فإن الهدف الإسرائيلي المتمثل في الحد من النفوذ الإيراني في سورية جذاب للكرملين، وعلى نحو غير متوقع، قد يخدم حتى مصالح نظام الأسد.

يسمح الوضع الحالي لروسيا بكسب نقاط، بصفتها جهة فاعلة قادرة على التفاوض مع إسرائيل، على عكس إيران التي تتجاهل هذا الخيار بشكل أساسي. وتستخدم روسيا أيضًا التعاون مع إسرائيل جزئيًا لشرح سلبية نظامها المضاد للطيران في سورية، وتقليل الضرر الذي يلحق بصورتها المهنية. بعبارة أخرى: قد يؤدي تغيير السياسة والمحاولة الحقيقية لوقف الهجمات الإسرائيلية إلى الإضرار بصورة روسيا، كمصنع أسلحة متقدم.

في الوقت نفسه، يحرص كلا الجانبين على تجنب الاصطدام وجهًا لوجه. في هذا السيناريو، ستتراجع إسرائيل إلى الوضع غير المستقر الذي كان سائدًا في أوائل السبعينيات، عندما كانت المواجهة مع الطائرات السوفيتية والدفاع الجوي تجري على حدودها، مع التهديد بوقوع تصادم أكثر فتكًا مع قوة عالمية. وستعاني روسيا بدورها أضرارًا جسيمة لصورتها، إذا دمر الإسرائيليون أنظمة دفاعها الجوي، كما حدث عام 1982 في لبنان. ومع ذلك، فإن إسرائيل ليست معنية بإثبات عجز روسيا عن منع استمرار الهجمات الإسرائيلية، لأن ذلك قد يجعل الموقف الروسي تجاه إسرائيل أكثر عدائية. لكل هذه الأسباب، فإن الوضع الحالي للتعاون المحدود، الذي يواجه تحديات متكررة، يظهر كسيناريو “مُربح” لكلا الجانبين.

بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، هناك أسباب أخرى أقلّ مركزية تتعلق بالعلاقات الشخصية والسياسة الإقليمية ودور الولايات المتحدة، قد تكون مسؤولة عن التعاون بين روسيا وإسرائيل في سورية.

أولًا، لا بدّ من الإشارة إلى العلاقة الشخصية الطيّبة، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (حتى حزيران/ يونيو 2021). بين عامي 2015 و2020، التقى الزعيمان شخصيًا ما لا يقل عن 16 مرة، وأحيانًا في غضون بضعة أيام. كانت هذه الاجتماعات مكرسة في أغلب الأحيان للتعاون في سورية [10]. وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن التغيير الأخير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي -مع وصول نافتالي بينيت إلى السلطة- لن يؤثر في طبيعة التعاون مع الروس، كان دور نتنياهو أساسيًا في إنشاء وتصميم قناة للحوار مع الكرملين، على مدى العقد الماضي.

لا يُعرَف الكثير عن هذه العلاقة. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو تلاعب بمهارة مع حساسيات بوتين. لقد استخدم باستمرار رواية وجود مليون إسرائيلي ناطق بالروسية، كـجسر يربط بين الدولتين، بما يتماشى مع الدعاية المحلية الروسية حول نفس الموضوع. على سبيل المثال، في إحدى المرات، أحضر نتنياهو معه إلى موسكو الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس والتراث: زئيف إلكين، وهو من مواليد خاركيف بأوكرانيا، حيث عمل كمترجم في المحادثات الخاصة بين نتنياهو وبوتين.

ثانيًا، قد يتأثر الاستعداد الروسي للتعاون مع إسرائيل، والبقاء على الحياد تجاه أعمالها في سورية، بمكانة إسرائيل في الشرق الأوسط. النقطة المهمة هي أنه كلما زاد ابتعاد إسرائيل عن المنطقة، قلّ اهتمام روسيا بالتعاون. وتحظى العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين بأهمية خاصة، في هذا الصدد، للدور الذي قد تلعبه هذه الدول في إعادة بناء سورية بعد الحرب. تأمل روسيا الوقوف إلى جانب الممالك السنية في هذه العملية، بصفتها رعاة أثرياء وأثقال موازنة لإيران. قد تكون العلاقات بين إسرائيل ومصر أو تركيا ذات صلة أيضًا في هذا الصدد.

أخيرًا، وليس آخرًا، يمكن للولايات المتحدة أيضًا تحدّي التعاون الإسرائيلي الروسي في سورية. يمكن أن يحدث هذا في حالة المواجهة المتزايدة بين الولايات المتحدة وروسيا، وخاصة في الشرق الأوسط. لكن في إسرائيل، لا يوجد خلط بين الشراكة الإسرائيلية الروسية المحدودة والعملية من جهة، والتحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.

ما فائدة الناتو من ذلك؟

في ضوء التحليل الحالي، يجب ألا يكون لدى حلف الناتو وحلفائه أيّ سبب للقلق بشأن التقارب بين إسرائيل وروسيا. تعاونهم حقيقي، وإسرائيل تقدّر هذا التفاعل مع روسيا، ولن تتنازل عنه بسهولة. ومع ذلك، فهو لا يحوّل إسرائيل إلى حليف لروسيا، كما أن منافسة روسيا مع إيران في سورية لا توقف شراكتهما.

بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يستبعد التحالف عبر الأطلسي حدوث سيناريو ينهار فيه التعاون بين إسرائيل وروسيا بموافقته. في هذه الحالة، يمكن للحرب الأهلية “البطيئة” في سورية أن تتحول بسرعة إلى مواجهة بين القوى الإقليمية والعالمية، مع عواقب صعبة للتنبؤ. السيناريو الأخير غير مرجح، لكنه قد يصبح أكثر واقعية في حالة مزيد من التقارب بين موسكو وطهران.

روسيا هي اللاعب الرئيس الوحيد في سورية الذي يتعاون بطريقة ما مع جميع اللاعبين الآخرين: مع نظام الأسد والمعارضة، وكذلك مع إيران وإسرائيل وتركيا. بعبارة أخرى: تلعب روسيا عملية توازن بين جميع الأطراف الأخرى، وتحاول إبقاء الوضع مستقرًا قدر الإمكان، وهذا مهم لإسرائيل.

في هذا السياق، إذا ظهر اتجاه إيجابي في علاقات أنقرة مع موسكو من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فإن ذلك يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات في المنطقة ككل. في المقابل، إذا كان هناك صدام بين تركيا وروسيا أو إسرائيل، أو إذا أجبرت الظروف روسيا على أن تختار بين شركائها الإسرائيليين والإيرانيين، فقد يتدهور الوضع بسرعة، مع احتمال اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق خارج الأراضي السورية، وغرق المنطقة بأكملها في الصراع.

اسم الدراسة الأصليWhat Russian-Israeli cooperation in Syria?
الكاتبديما كورس، Dima Course
مكان النشر وتاريخهكلية الدفاع لدى حلف الأطلسي، قسم الدراسات، Research Division – NATO Defense College، أيلول/ سبتمبر 2021
رابط الدراسةhttps://bit.ly/3l9za9C
عدد الكلمات2739
ترجمةوحدة الترجمة/ أحمد عيشة

[1] – ترينين، “مصالح روسيا في سورية”، مركز كارنيغي في موسكو، 9 حزيران/ يونيو 2014

[2] – ستشارك 100 شركة خاصة من روسيا في إعادة إعمار سورية (بعد الحرب)]، وكالة الإعلام الروسية، 14 كانون الأول/ ديسمبر 2018.

[3] – ديومكين، ادعى بوتين أن الحرب هي أفضل تدريب، رويترز (روسيا)، 17 آذار/ مارس 2016.

[4] – ديكل وماجين، “الخطوط الحمراء لإسرائيل على وجود إيران في سورية”، INSS Insight، العدد 993، 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ ولابين، هدف إسرائيل الاستراتيجي في سورية”، مركز بيغن -السادات”، العدد 1250، 9 آب/ أغسطس 2019.

[5] – “تعرض روسيا إبقاء القوات الموالية لإيران على بعد 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية”، راديو أوروبا الحرة، 24 تموز/ يوليو 2018.

[6] – ويليامز، “من غير المرجح أن تحد روسيا من العمل الإسرائيلي في سورية: نتنياهو”، رويترز، 9 أيار/ مايو 2018.

[7] – فالينسي وديكل، “الصراع من أجل السيطرة على جنوب سورية: أين إسرائيل؟”، INSS Insight، العدد 1414، 16 كانون الأول/ ديسمبر 2020.

[8] – “روسيا تلقي باللوم على إسرائيل بعد إسقاط طائرة عسكرية في سورية”، بي بي سي.  18 أيلول/ سبتمبر 2018.

[9] – “روسيا في الشرق الأوسط: تحديات الأمن القومي للولايات المتحدة وإسرائيل في عهد بايدن”، معهد كينان ومعهد السياسة والاستراتيجية (IPS)، آذار/ مارس 2021، ص 5.

[10] – يتطلب تحليل الموقف الشخصي المعقد لفلاديمير بوتين تجاه إسرائيل واليهود دراسة منفصلة. هناك العشرات من تصريحاته حول هذه القضية، التي توفر كثيرًا من المواد الغذائية للتفكير.