وفقًا لمنظمة يونسكو، فقد أغلقت 188 دولة حول العالم المدارسَ، في جميع أنحاء البلاد، حتى 14 نيسان/ أبريل، وقد أثر ذلك على أكثر من 1.5 مليار طالب، يمثلون أكثر من 91 في المئة من إجمالي المتعلمين المسجلين. لم يسبق للعالم أن شهد مثل هذا التأثير المثير على استثمار رأسمال البشري، وما زالت نتائج كوفيد 19، على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، غير معروفة، ولكنها بالتأكيد ستكون درامية.
على الرغم من أن غالبية الحكومات تبذل جهودًا كبيرة، لضمان استمرار فرص التعليم، فإن قدرتها على التعلم الجيد -خاصة بالنسبة إلى أكثر السكان حرمانًا- تتباين تباينًا كبيرًا. في هذا الموجز، أستخدم البيانات التي جمعَها أخيرًا مركز التنمية العالمية، ودُمجت مع طريقة تصنيف البنك الدولي لمستويات دخل البلدان ومناطق العالم، لتقييم استجابات نظام التعليم الرسمي لـ COVID-19 حول العالم، وتحليل كيف يمكن لهذه الاستجابات أن تؤثر على الفجوات في تعلم الطلاب، عبر المناطق والبلدان ذات مستويات الدخل المختلفة، والبلدان ذات مستويات أداء الطلاب المختلفة، وفقًا لقياس التقييمات الدولية.
التباين في التعلم عن بعد بحسب البلد والمنطقة وموارد التعليم
يلخص الشكل 1 كيف تستخدم الحكومات في البلدان ذات مستويات الدخل المختلفة التعلّم عن بعد، لمواصلة التعليم الأساسي (K-12) في ضوء إغلاق المدارس. تختلف الاستجابات كثيرًا بحسب مستوى الدخل: أقلّ من 25 في المئة من البلدان منخفضة الدخل توفّر حاليًا نوعًا من أنواع التعلم عن بعد، ومن بينها التلفزيون والراديو. وعلى النقيض من ذلك، فإن ما يقرب من 90 في المئة، من البلدان عالية الدخل، توفر فرص التعلم عن بعد، وكلها تقريبًا يتم توفيرها عبر الإنترنت. يستخدم نحو عشرين بالمئة من البلدان عالية الدخل مجموعة من مناهج التعليم عبر الإنترنت والبث. من بين البلدان ذات الدخل المتوسط العالي، يوفر أكثر من 70 بالمئة فرصًا للتعلّم عن بُعد، باستخدام مزيج من البث عبر الإنترنت والبث [المرئي والمسموع]. توفر نسبة أقل من البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض -66 بالمئة- فرص التعلم عن بعد، عبر الإنترنت و/ أو تبثّ للطلاب.
ولكن حكومات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، عندما تحاول تقديم مواد تعليمية عبر الإنترنت، لا تصل إلى معظم الطلاب. حيث إن 36 بالمئة فقط، من سكان البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض، على سبيل المثال، لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وهي إحصاءات لا يمكن تحسينها بسهولة في أثناء الوباء.

تختلف استجابات البلدان لإغلاق المدارس أيضًا، بحسب المنطقة (انظر الشكل 2). في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا وآسيا الوسطى، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (LAC)، تعتمد غالبية البلدان التي توفر التعلم عن بُعد، على التعليم عبر الإنترنت حصريًا، ولكن حصّة كبيرة تجمع أيضًا بين التعليم عبر الإنترنت والتلفزيون والراديو، للوصول إلى المناطق الريفية وإلى من ليس لديهم اتصال بالإنترنت. في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، تعتمد 28 في المئة من البلدان على التلفزيون والراديو فقط، ولا تقدّم نسبة 40 في المئة سوى التعليم عبر الإنترنت، و22 في المئة تستخدم مزيجًا من خيارات البث عبر الإنترنت. في جنوب آسيا، يستخدم ما يقرب من 40 بالمئة من البلدان البث (راديو أو تلفزيون وراديو)، ويستخدم ما يقرب من 50 بالمئة مزيجًا من فرص التعلم عبر الإنترنت والبث. في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تعتمد 11 في المئة فقط من البلدان حصريًا على الفرص المتاحة عبر الإنترنت، ولا يستخدم سوى 23 في المئة مزيجًا من الإنترنت والبث.

من بين البلدان التي تستخدم موارد التعليم عبر الإنترنت، يستخدم ما يقرب من 60 بالمئة المنصات عبر الإنترنت، وما يقرب من 35 بالمئة يوزعون مقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت. تستخدم نسبة صغيرة من البلدان ألعاب الفيديو، كمورد تعليمي (انظر الشكل 3). يقترح حوالي 30 في المئة من البلدان موارد تعليمية عبر الإنترنت للأسر، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع وزارة التعليم. ينشر 12 في المئة وحدات تعليمية، تحتوي على مواد القراءة والدروس التي تركز على مواضيع محددة، وعادة ما تستهدف مستويات الصف الفردية.

التباين في الدعم الحكومي للمعلّمين أثناء التعلم عن بعد
المعلمون هم في صميم العملية التعليمية. وقد أظهرت الأبحاث بشكل مقنع أن المعلمين هم أهمّ عامل في تعلم الطلاب. [2] ولذلك، فإن كيفية عمل الحكومات لدعم المعلمين أثناء إغلاق المدرسة ستؤثر، على الأرجح، في مستوى تعلّم الطلاب.
في الشكل 4، أستخدم مؤشرين متاحين لاستجابة الحكومات: هل كانت الحكومات توجه المعلمين للتواصل مع الطلاب، وهل كانوا يقدمون التدريب على التدريس عن بُعد في أثناء الأزمة. في جنوب آسيا، توفر 50 بالمئة من البلدان التوجيه والتدريب للمعلمين، حول كيفية التعامل مع الطلاب أثناء الأزمة. والأرقام المقارنة للمناطق الأخرى هي: أكثر من 50 في المئة في أوروبا وآسيا الوسطى، وكذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و48 في المئة في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و40 في المئة في شرق آسيا والمحيط الهادئ. لكن العديد من البلدان في هذه المناطق الأربع توفّر أيضًا إرشادات للمعلمين للتواصل مع الطلاب، حتى عندما لا يقدمون التدريب على التدريس عن بُعد. ما بين 20 و30 في المئة من البلدان، في شرق آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، تجمع بين التوجيه والتدريب للمعلمين. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، يقدم 18 في المئة، و15 في المئة من البلدان، هذا التدريب على التوالي. يشجّع ثلث البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى المعلّمين على التواصل مع الطلاب، ولكن لا يقدّم أي منها التدريب.

استخدام الدول المشاركة لموارد PISA لموارد التعليم
منذ عام 2000، قام برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقييم الطلاب الدوليين (PISA) بفحص كفاءات الطلاب البالغين 15 عامًا في جميع أنحاء العالم، في القراءة والرياضيات والعلوم. تم إجراء أحدث تقييم في عام 2018، بمشاركة 79 نظامًا تعليميًا في البلدان ذات الدخل المتوسط والعالي، من جميع أنحاء العالم. وتشير المشاركة في PISA إلى وجود دافع لتعزيز العملية التعليمية، حيث إن الحكومات التي توافق على التقييمات غالبًا لا تعرف كيف سيكون أداء طلابها. من بين الدول المشاركة في PISA، يقدم ما يقرب من 85 بالمئة فرصًا تعليمية عبر الإنترنت، في أثناء أزمة COVID-19. يوفر حوالي 30 بالمئة من البلدان البرمجة التعليمية عبر الراديو و / أو التلفزيون، مع التعلم عبر الإنترنت (انظر الشكل 5).

ما تقوله البيانات: تأثير COVID-19 على التعليم
تشير البيانات إلى أن جائحة COVID-19 سيكون لها تأثيرات كبيرة على تعلم الطلاب، في جميع أنحاء العالم، ولكن الطلاب في البلدان منخفضة الدخل، وتلك الموجودة في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، سيكونون الأكثر تضررًا. في هذه البلدان، الحكومات أقل قدرة على توفير فرص التعلم عن بعد، وعلى توجيه المدرسين لتلبية احتياجات تعلم الطلاب خلال الأزمة.
في البلدان المتوسطة والعالية الدخل ذات الوصول الواسع إلى الإنترنت، وفي الدول المشاركة في اختبار PISA، سيعتمد التأثير في تعلم الطلاب على جودة التدريس والتعلّم عن بعد، أكثر من توفير فرص التعلم.
من المرجح أن تنمو فجوة التعلم بين الأغنياء والفقراء، خلال الوباء، ليس فقط بين البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض، ولكن أيضًا بين المناطق والمجتمعات ذات الدخل المرتفع والمنخفض داخل المجتمعات. على الرغم من أن البيانات المتاحة لا تميز بحسب الجنس أو وضع اللاجئ/ المهاجر، من المحتمل أيضًا أن تتأثر الفتيات واللاجئون والأطفال والشباب المهاجرون بشدة.
ملاحظة: قدّم براين فاولر مساعدة بحثية ممتازة في هذا المنشور.
العنوان الأصلي للمادة | School closures, government responses, and learning inequality around the world during COVID-19 |
الكاتب | Emiliana Vegas |
المصدر | معهد بروكينغز 14 نيسان/ أبريل 2020 |
الرابط | https://www.brookings.edu/research/school-closures-government-responses-and-learning-inequality-around-the-world-during-covid-19/ |
المترجم | وحدة الترجمة/ محمد شمدين |