أثار إعلان الرئاسة عن إصابة بشار الأسد وزوجته أسماء بكوفيد19 عدم تصديق وشكوك السوريين

ترجمة بدر الدين عرودكي

(*) الآراء الواردة في هذه المادة لا تمثل بالضرورة آراء المركز ولا مواقفه من القضايا المطروحة

فيروس كورونا على أرجله يهرب بأقصى سرعة أمام بشار وأسماء الأسد. يريد رسم علي فرزت الكاريكاتوري، الذي استعيد بصورة واسعة وجرى التعليق عليه في شبكات التواصل الاجتماعي، أن يبيِّن أن “الفيروس يخاف من مجرم وقاتل أكثر منه”، كما تخيل أحد المغردين. سيل من ردود الفعل، في بداية الأسبوع، تلا الإعلان الرسمي الصادر عن الرئاسة السورية بأن الأسد وزوجته مصابان بكوفيد ـ 19 بعد إجراء الاختبار لهما، وأنهما وضعا نفسيهما في العزلة بمقر إقامتهما.

سخرية، أو عدم تصديق، أو حسابات.. فسَّرَ السوريون بألف طريقة بثَّ هذه المعلومات، من دون أن يصدقوا وجود إرادة في الشفافية أو بحقيقة المرض المعلن عنه. يرى منفيٌّ سوري “أن الأسد يريد أن يقلد رؤساء الدول الأخرى الذين أصيبوا بالمرض، كي يبدو مهمًّا؛ إنه يضع نفسه على هذا النحو على مستوى دونالد ترامب أو بوريس جونسون أو بولسانارو أو إمانويل ماكرون”.

“الإفلات من الضغط الشعبي”

بعض التحليلات السياسية تشك، هي الأخرى، في حقيقة إصابة الأسد وزوجته بالمرض، معتبرة أن الأمر يتمثل في طريقة يجذب بها الزوجان تعاطف شعب غاضب من شروط حياته. ففي البلد المدمَّر خلال عشر سنوات من الصراع، هناك 80% من السكان يعيشون تحت درجة الفقر، إذ يطال النقص المواد الغذائية الأساس، في الوقت الذي تنهار فيه العملة مقابل الدولار، جاعلة الأسعار تلتهب.

يرى المعارض أيمن عبد النور، المنفيُّ في كندا، أنها “طريقة ماهرة للإفلات من الضغط الشعبي الكبير وخصوصًا ضغط أنصارهما، كي يتدخل علنًا من أجل أن يشرح الوضع الاقتصادي الكارثي”. شكٌّ يتقاسمه العالِم بالأمور، المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يؤكد أن “الأسد ابتكر كذبة كوفيد هذه لكي يحول الانتباه عن الاحتجاجات المتزايدة […] في مواجهة الفقر الذي ابتليت به البلاد”.

مزاعم أسماء السياسية

يندرج هذا الإعلان ضمن الحملة الانتخابية من أجل الرئاسة”، كما يرى مغرِّدٌ، استنادًا إلى الانتخابات المتوقعة في أيار/ مايو المقبل التي ينوي بشار الأسد أن يرشح نفسه فيها من أجل ولاية رابعة لسبع سنوات على رأس الدولة. ضمن هذا الإطار، تستهدف الشكوك بصورة أكثر، خصوصًا، أسماء الأسد، في الوقت الذي يعزى فيه إلى زوجة الدكتاتور دعاوى سياسية بالإضافة إلى طموحاتها الاقتصادية. فمنذ أن أبعدَت عن السلطة ابن خال زوجها رامي مخلوف، كبير رجال الأعمال في سورية، كثرت الإشاعات حول ترشح أسماء في الانتخابات الرئاسية القادمة مكان زوجها بشار، الذي يمكن على هذا النحو أن يفلت من ملاحقات العدالة الدولية ضد جرائمه الحربية. على هذا النحو، يمكن لأسماء أن تقوم بدور “الوصية على العرش” بانتظار أن يبلغ ابنها الأكبر، وهو الآن في التاسعة عشر من عمره، السن القانونية كي يصير رئيس جمهورية البلد.

السوريون يخمّنون، بل ذهب بعضهم إلى درجة إعلان موت الدكتاتور السوري على (تويتر)، أو، وهو الأكثر تكرارًا، إلى الحديث عن هروب الأسد إلى روسيا بحجة وجوب الاستشفاء هناك. قدَّمَ الناطق باسم الكرملين، ديمتري بسكوف، ما يشبه الجواب عن هذه الإشاعات، مؤكدًا تمنياته بألا يستفحل مرض الزوجين الرئاسيين السوريين قائلًا إنه يجهل “إن كان [الأسد] قد وجَّه طلبًا بمساعدة طبية ما”.

عنوان المادة: En Syrie, l’invraisemblable Covid du couple présidentiel

الكاتب : Hala Kodmani

المترجم: بدرالدين عرودكي

مكان وتاريخ النشر: Libération, le 13 mars 2021

رابط المقال: http://bit.ly/3r7yuRI

عدد الكلمات: 610