عنوان المادة الأصلي باللغة الروسية: | Месть проигравших о войне, положившей начало эпохе международного терроризма |
اسم الكاتب | ليونيد مليتشين |
مصدر المادة الأصلي | صحيفة كومرسانت |
رابط المادة | https://www.kommersant.ru/doc/3311497 |
تاريخ النشر | 05 حزيران/ يونيو 2017 |
المترجم | سمير رمان |
المحتويات
- لماذا لا توجد دولةٌ فلسطينية؟. 4
- مأساة اللاجئين.. 4
- فرصةٌ فائتة.. 5
- حليب الكراهية.. 6
- أيديولوجيا الجهاد. 7
- الذئاب المنفردة. 8
قبل نصف قرن بالتمام، وفي الخامس من حزيران/ يونيو 1967، نشبت حربٌ في الشرق الأوسط. وفي غضون ستة أيام، استطاعت إسرائيل الصغيرة تحطيم الدول العربية المجاورة لها، التي تفوقها عددًا وعدَّةً. هزيمةٌ بهذا الحجم، لم تكن متوقَّعةً من المنتصرين، أو المهزومين على حد سواء. هذه الحرب غيَّرت مصير الشرق الأوسط، وولدّتْ عصر الإرهاب العالمي. ونتائج حرب الأيام الستَّة نلمسُها في يومنا هذا.
ملايين المسافرين على الخطوط الجوية في أنحاء العالم كله، يضطرون إلى خلع ملابسهم وأحذيتهم في أماكن التفتيش الخاصة في مطارات العالم. وهؤلاء المسافرون كلهم مدينون بالفضل للفلسطينيين. فالمقاتلون الفلسطينيون هم من اختطفوا أوّل طائرة ركاب عام 1968، أي بعد عام على حرب الأيام الستَّة. وأظهرت الحادثة أنَّه بإمكان إرهابيين أو ثلاثة تحويل أكثر من 100 راكبٍ إلى رهائن، يمكنهم المطالبة بأيِّ شيءٍ يريدونه مقابل إطلاق سراحهم، الإرهاب المعاصر الذي يعانيه العالم كله، بدأه المقاتلون الفلسطينيون.
14. لماذا لا توجد دولةٌ فلسطينية؟
بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجب أن تكون إلى جانب دولة إسرائيل دولةٌ فلسطينيةٌ يسكن فيها الفلسطينيون العرب. ومن المتعارف عليه، أنَّ الإسرائيليين لم يسمحوا للفلسطينيين بإقامة دولتهم، وأنَّهم استولوا على أرضهم. وفي الواقع، لم تتطلَّع إسرائيل إلى الاستيلاء على مترٍ مربَّعٍ واحد زيادةً عمّا نصَّ عليه قرار الأمم المتحدة.
لكنَّ الفلسطينيين العرب لم ينووا على الإطلاق إقامة دولتهمّ. وحتى إنَّ ذلك لم يناقش، فالجيران لم يعترفوا بوجود الشعب العربي الفلسطيني، إذ سبق للرئيس حافظ الأسد أنْ قال لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات: «ليس هناك شعبٌ فلسطيني، هناك سورية وحسب. أنتم جزءٌ لا يتجزأ من الشعب السوري، وفلسطين جزءٌ لا يتجزأ من سورية».
في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1947، أتاحت الأمم المتحدة للفلسطينيين اليهود وللفلسطينيين العرب فرصة متساويةً لإقامة دولتهم الخاصَة. كان اليهود مصممين بالكامل على الاستفادة من هذه الفرصة الوحيدة في تاريخهم، أمَّا العرب، فبدلًا من إقامة دولتهم، أعلنوا أنَّهم سيقضون على اليهود.
في 15 أيار/ مايو عام 1948، وفي اليوم التالي لإعلان قيام دولة إسرائيل، اقتحمت جيوش مصر وسورية والأردن والعراق ولبنان فلسطين من الشمال، والشرق، ومن الجنوب. ولم يكن يخامرهم شكٌّ في أنَّهم سيخنقون الدولة اليهودية في مهدها. ولدهشة العالم كلّه، تمكنت وحدات الدفاع اليهودية الذاتية من صدِّ الهجوم وانتصرت في حربها من أجل الاستقلال، واضطرَّت الجيوش العربية إلى التراجع.
في عقب ذلك، اقتسمت مصر والأردن الأراضي التي خصصتها الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية للعرب. حصلت مصر على قطاع غزَّة، أمَّا الضفّة الغربية لنهر الأردن فأصبحت من نصيب المملكة الأردنية الهاشمية. وأدارت الدولتان الفلسطينيين في مدى عقدين من الزمن، من دون أن يحركوا أصابعهم لإقامة دولةٍ لهم أو حتى السعي لمنحهم إدارةً ذاتية. عدا ذلك، أقرَّ البرلمان الأردني في عام 1950 ضمّ الضفة الغربية، وتحوَّل الفلسطينيون القاطنون فيها إلى رعايا أردنيين.
15. مأساة اللاجئين
كان العدد الأكبر من الفلسطينيين يعيش في قطاع غزَّة، منطقة صغيرة من الشريط الساحلي على البحر الأبيض المتوسط. تحوَّلت قطعة الأرض الصغيرة تلك (عرضها 8 كم وطولها 48 كم) إلى أكثر مناطق العالم كثافةً سكانيّة. عاش الفلسطينيون هناك فقرًا مدقعًا، وكان الموظفون المصريون يتصرفون فيها كأنَّهم موظفو سلطات الاحتلال.
أبرقت السفارة السوفياتية في القاهرة إلى موسكو: «لا تنوي الحكومة المصرية إعادة منطقة غزّة. ويزداد بين اللاجئين الفلسطينيين في منطقة غزَّة عدم الرضى عن الحكومة المصرية. وبدأ كثير منهم يرى في الإدارة المصرية قوةًّ تمارس مهمَّات احتلال»
في عام 1959، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة (Dag Hammarskjöld) بذل جهدٍ مشترك لنقل اللاجئين من المخيمات، ومنحهم فرصة بدء حياةٍ جديدة، ولكنَّ الدول العربية احتجت على الفكرة، ما اضطر الأمين العام إلى التخلي عنها.
وأبلغ السفير السوفياتي في القاهرة موسكو: «الحكومة المصرية غير مهتمة بحلِّ القضية الفلسطينية لأنَّ التوتر السائد في الشرق الأوسط والناجم عن المشكلة الفلسطينية، يسهم في حصول مصر على دعم أغلبية الدول العربية لسياستها».
في موسكو، كانوا يعرفون جيدًا لماذا تطالب الدول العربية بعودة اللاجئين إلى فلسطين، ولكنَّها لا تفعل شيئًا لمساعدتهم في ذلك. ورفعت البعثة السوفياتية في لبنان تقريرًا إلى موسكو يقول:
«تصرُّ الدول العربية على عودة اللاجئين العرب كلهم، ليس لأنَّها لا تجد مكانًا لتوطينهم في بقية الدول العربية أو في الجزء العربي من فلسطين، بل لأنَّها تريد أنْ يكون لها طابورٌ خامسٌ على أراضي الدولة اليهودية، بحيث تقدم دعمًا حقيقيًا للجيوش العربية في حال تجدُّد الحرب وهجوم الجيوش العربية».
لو أعطي الفلسطينيون إمكان العمل وعيش الحياة الطبيعية، فإنَّ كثيرًا منهم لن يصبحوا مقاتلين، ولكنَّ العالم العربي حوَّل الشباب الفلسطيني إلى وسيلة حربٍ ضدَ إسرائيل، وكان يدفع بسخاءٍ لمن يحمل السلاح منهم.
16. فرصةٌ فائتة
بعد انتصارهم اعتقد الإسرائيليون أن السلام المنتظر سيحلُّ أخيرًا، وأن الدول العربية التي تعرَّضت للهزيمة ستفهم أنَّه لا سبيل أمامها سوى طريق المفاوضات، وأنَّ عليهم عقد السلام في النهاية. في 19 حزيران/ يونيو عام 1967، وافقت الحكومة الإسرائيلية على التخلي عن الأراضي المحتلَّة في سيناء وفي هضبة الجولان إذا كانت مصر وسورية مستعدةً للتوقيع على اتفاق سلام. ولو كان هذا المقترح قد قُبِلَ، لكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت، ولكان بالإمكان لاحقًا إقامة دولةٍ للعرب الفلسطينيين.
غير أنَّ قادة الدول العربية طالبوا برفض الاعتراف بحقِّ إسرائيل في الوجود، وبرفض إجراء مباحثات سلام مع إسرائيل، ورفض عقد اتفاق سلامٍ معها. لم يكن رفض المباحثات من القادة العرب وحدهم، ولكنْ أيضًا من قادة التنظيمات الفلسطينية المسلَّحة. وقد أطلقوا وعودًا «بالرصاص سندفن أيَّ محاولةٍ لإجبارنا على القبول بحلٍّ سياسي». ومرةً ثانيةً لم يستفيدوا من إمكان إقامة دولةً خاصَّةٍ بهم.
تمامًا، وبعد عامٍ واحدٍ من حرب الأيام الستة، وبالتحديد في 5 حزيران/ يونيو عام 1968، كانت تجري حملة الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأميركية في ولاية كاليفورنيا، وكان السيناتور روبرت كينيدي -الأخ الأصغر للرئيس المقتول جون كينيدي- يحقق الفوز. وبعد أنْ ألقى خطابًا ناريًا أمام مؤيديه، توجَّه كينيدي إلى المشاركة في المؤتمر الصحافي. وفي ممرٍّ ضيِّقٍ، أطلق شابٌّ النار على السيناتور من مسدس عيار 22 مم. جاءت رصاصةٌ في الرأس، وأصابت رصاصتان الذراع اليمنى، وسقط كينيدي على الأرض.
قيل إنَّ القاتل هو بشارة سرحان، من مواليد القدس الغربية. وبعد إعلان هوية القاتل تركت أسرته منزلها، وانتقلت إلى منطقة عربية أخرى. وفي ما بعد، غادرت الأسرة بمساعدة الأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة، إلا أنَّ الأب سرعان ما تركها. عاش أبناؤه مع إحساسٍ بأنَّهم مهَّمشون ومحاطون بالأعداء. كان سرحان سرحان يعيش صدمة هزيمة الجيوش العربية الخاطفة في حرب الأيام الستَّة، فقرر القضاء على روبرت كينيدي، في الذكرى الأولى لخسارة العرب الحرب، عقابًا للولايات المتحدة على مساعدتها إسرائيل.
وُجِدت قوى كثيرة مؤثرة دعمت المقاتلين الفلسطينيين، وجعلت الإرهاب جذابًا، الأمر الذي ندمت عليه في ما بعد. وزودت أجهزة الأمن السوفياتية، وإلى جانبها الزملاء من الدول الاشتراكية الإرهابيين بالسلاح والأموال، ودربتهم وآوتهم في أراضي بلدانهم بذريعة أنَّهم يواجهون (الإمبرياليين وخدمهم الصهاينة). مثّل المعسكر الاشتراكي قاعدةً مثالية للعمل الإرهابي، إذ كانوا خلف الجدران الحديد في مأمنٍ من الشرطة. واستفاد الإرهابيون في بلغاريا، وهنغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، وألمانيا الشرقية من نظامٍ مواتٍ للغاية. ولكن بعد دخول القوات السوفياتية إلى أفغانستان فقدت موسكو تعاطف العالم الإسلامي. وأدار المسلمون ظهورهم لصديقهم القديم، وخرج الوحش الذي تربى بجهدٍ مشترك عن السيطرة.
17. حليب الكراهية
عندما نرى اليوم توسُّع جغرافية الهجمات الإرهابية يكون من المنطقي أنْ نتذكَّر كيف أمكن أنْ يعد قائد (المقاومة الفلسطينية) ياسر عرفات أطفالًا بعمر ثماني سنوات، عسكريًّا وأيديولوجيًا، ليحملوا البنادق، ويتعلموا كراهية دولة إسرائيل. كانوا يشرحون للأطفال أنَّ فلسطين كلها ملكٌ للعرب، وفي الخرائط السياسية لا وجود لإسرائيل، وحيث تحمل المدن الإسرائيلية أسماءً عربية. بعد مرور سنواتٍ، أُنشئت في الدول العربية وفي أراضي الحكم الذاتي آليةٌ دعائيةٌ غير مسبوقة لتنشئة قتلة المستقبل. وأكَّدت الدعاية للمقاتلين أنَّهم يعملون عملًا خيِّرًا عندما يقتلون أعداء الله، وأنَّ العقيدة تسمح لهم بقتل الكفَّار كلهم، بمن فيهم الأطفال والنساء. وعندما يشيَّع إرهابيٌّ قُتل على يد القوات الإسرائيلية، يصرخ الرجال: (سنأخذ بثأرك أيها الشهيد).
وتعدُ النساء الفلسطينيات: (سنرضع أطفالنا حليب الثأر).
جمعت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، والكويت، والعراق وقطر، كمياتٍ هائلة من أموال النفط، وكان بإمكانهم تأمين مستقبل اللاجئين الفلسطينيين. ولكنَّهم -كسابق عهدهم- ما يزالون يحتفظون بالفلسطينيين في المخيمات. وثمة سببان لهذه السياسة: بخل السلطات وحسابات مخجلة، ففلسطين المزدهرة والمسالمة لا تلزم السلطات العربية، لأنَّ الصراع ضدَّ إسرائيل تحوَّل إلى ذريعة للحرب على الكفار.
وبعد مضيِّ نصف قرنٍ على حرب الأيام الستة، يتحوّل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى مشكلة من دون أفق حلِّ أ ويصبح اليوم جزءًا من المواجهة بين الإسلاميين وبقية العالم، ما يولِّد يوميًا جهاديين- انتحاريين.
18. أيديولوجيا الجهاد
منذ 1400 عامٍ، خرج الإسلام إلى الساحة العالمية بزخمٍ هائل وأهدافٍ كبيرة، أقام المؤمنون إمبراطوريةً شاسعة، وما زالت الذكريات عنها تعيش في زمننا الحاضر، إذ يتوعَّد الإسلاميون بانتقامٍ تاريخي، وفي قلوبهم أسىً على الحال الذي وصل إليه العرب، فالغرب يعيش حالة ازدهار، بينما العرب يذوون.
هناك كثير من الفراغ الإسلامي الذي نشأ في عقب انهيار الأيديولوجية السياسية التي كانت تجذب الشباب، بمثل الاشتراكية العربية والقومية العربية، فهذه العقائد لم تفض إلى شيء.
أمَّا السياسيون الذين استلموا السلطة باسم هذه الشعارات، تحوَّلوا إلى طواغيت فاسدين.
يقول الإسلاميون إنَّ على المسلمين أنْ يكونوا في مقدِّمة العالم، ولكنَّ الآخرين يشغلونها الآن، أي إنَّ العالم مبنيٌّ بصورة خاطئة.
الجهاد يعني الاجتهاد على الطريق إلى الله، ولكنَّه يُفهم الآن -حصرًا- حربًا مقدَّسة على الكفار والمرتدين عن الإسلام، حربًا يجب الذهاب بها حتى النهاية. وعلى الرغم من أنَّ العالم يتأثر بقوةٍ بالأحداث التي تقع في أميركا الشمالية وأوروبا، إلا أنَّ الجهاديين يقتلون أكثر ما يقتلون من المسلمين. فالإرهابيون الفلسطينيون -على سبيل المثال- قتلوا من العرب أكثر ممّا قتلوا من الإسرائيليين.
موجة الجرائم المرعبة، التي تنفَّذ باسم الله، ترهب العالم الإسلامي. وقد اعترف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: لدينا حقيقة مقدَّسة، ولكنَّ إدراك هذا يحوِّل المجتمع الإسلامي إلى مصدر خوف وخطر للعالم كلِّه. ودعا الرئيس المصري رجال الدين إلى ثورةٍ دينية، إلا أنَّ سبب الإرهاب ليس الدين وحده. فقد أقام طغاة الدول العربية عادةَ العنف مغلَّفةً برداء دينيّ. في رأي العلماء: يجب الحديث ليس عن الإسلام الراديكالي، بل عن أسلمة الاحتجاج الراديكالي.
في الشرق الأوسط نسبةٌ كبيرة من الشباب العاطل عن العمل، لا يرون أفقًا لمستقبلهم، وهم بالذات يستهدفهم من يطوِّع الجهاديين (انضمَّ إلينا). قاتل في سبيل الله. في سبيل حرية المسلمين، الذين يُقتلون في أرجاء العالم كافة. ولكن يوجد حدٌّ آخر: المقاتلون الموجودون في أوروبا لا يعرفون اللغة العربية، ولا يصلّون في المساجد ولا يقرؤون القرآن، فهم يحملون السلاح للتنفيس عن غضبهم ضد المحيط الذي يعيشون فيه، ويعدونه سببًا في إخفاقاتهم.
19. الذئاب المنفردة
تتغيَّر الأساليب الجهادية تحت بصرنا، فالعمليات الصاخبات تنفَّذ من أفرادٍ، وهي استراتيجية جديدة، أسسَّها أحد منظِّري الجهاد المدعو (أبو مصعب السوري): «يلزمنا نظامُ، وليس تنظيمًا». فعمل التنظيمات الكبيرة أصبح أكثر صعوبةٍ بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. ولذا ينظم الإرهابيون (فرق عمل)، يلتقون، يحضِّرون للعمل الإرهابي، ويتفرَّق من يبقى حيًّا.أبو مصعب السوري ليس منظِّرًا وحسب، إذ سبقت له المشاركة في تفجيرات قطار الأنفاق في مدريد في آذار/ مارس 2004، حيث قتل 191، وجرح نحو 2000 شخص. دعا أبو مصعب السوري إلى (المقاومة الإسلامية الشاملة)، ووضع جملة أهدافٍ من ضمنها مطارات، وموانئ بحرية، ومحطات قطارات، ومواقع أثرية، ومقرات صحفٍ ومحطات تلفزيون.
يوضِّح أبو مصعب «الطريقة التي تدمِّر الحكومات والدول هي قتل المدنيين الجماعي. يجب مهاجمة تجمعات الناس، لإيقاع أكبر عددٍ من الضحايا. مثلًا، الملاعب الرياضية المزدحمة، المعارض الدولية، الأسواق المزدحمة، ناطحات السحاب».
كانت فكرة إقامة الخلافة، أي إقامة حكمٍ إسلامي على أراضي العراق وسورية، قبل سنواتٍ شعارًا جذابًا للشباب الإسلامي، ولكن بعد الهزائم التي تعرّض لها التنظيم الإرهابي، تراجع عدد المتطوعين تراجعًا حادًّا، إلا أنَّ المقاتلين الذين يتعرضون للهزيمة أمام الجيوش، يتفرقون في أصقاع الأرض ومستعدون لمواصلة عملهم. ويدعو حمزة بن لادن، ذو الـ 28 عامًا، الذي تولى قيادة التنظيم الذي أسَّسه والده أسامة، هؤلاء للانضواء تحت راية تنظيم القاعدة.
ويجب الأخذ بالحسبان الشباب العراقيين والسوريين الذين نشؤوا في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الخلافة، إذ خضعوا لتربية أيديولوجية مكثّفة. فأمام ناظرهم كانت تجري عمليات قتل الأسرى، وقد تربّوا على قناعةِ بأنَّه هكذا يجب التصرّف. ويخاطب مسؤول الدعاية الأول في الخلافة، أبو محمد العدناني هذه الفئة بالتحديد حين يقول: «حطِّم رأس الكافر بحجرٍ، قطِّعه بالسكين، ادهسه بالسيّارة، ارمه من سطح البناء، اخنقه أو سمِّمه…».
وها هي بذور الكراهية التي زرعت قبل نصف قرن، تنمو بوفرة.
- ملاحظة: الآراء الواردة في المقالة تعبر عن رأي الكاتب، واقتضت الأمانة الإبقاء عليها كما هي.