(استكشاف مستقبل الرقة، يوفر أدلة على النهاية النهائية للحرب الطويلة والمعقدة في سورية)
عنوان المادة الأصلي باللغة الإنكليزية: | Winter is coming: Who will rebuild Raqqa? |
اسم الكاتب | ارون لوند |
مصدر المادة الأصلي | شبكة المعلومات الإقليمية المتكاملة IRIN |
رابط المادة | https://www.irinnews.org/analysis/2017/10/23/winter-coming-who-will-rebuild-raqqa |
تاريخ النشر | 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 |
المترجم | محمد شمدين |
المحتويات
بعد سنوات من القتال، جرى أخيرًا إخراج ما يسمى “الدولة الإسلامية” من الرقة، المعقل الرئيس لها في سورية. وهو انتصار كبير للذين يقاتلون ضد هذه المجموعة، إلا أن الرقة الآن، هي مدنية أشباح، تتناثر فيها الأنقاض والقنابل غير المنفجرة. ومع اقتراب فصل الشتاء، السلطات الجديدة للمدينة في سباق مع الزمن لجعلها قابلة للسكن مرة أخرى.
كان “دوار النعيم” في مركز مدينة الرقة، رمزًا لحكم تنظيم “الدولة الإسلامية”؛ فقد زخرت أفلام الدعاية المذهبية التي أنتجتها المجموعة في إظهار لافتات سوداء ترفرف فوق الجثث المصلوبة مقطوعة الرأس في هذا الدوار المروري.
لقد ذهب هذا كله الآن، واليوم يكتسي الدوار بالأعلام الصفراء لقوات “سوريا الديمقراطية”، التحالف العربي- الكردي للقتال ضد “داعش”، المدعوم من الولايات المتحدة وعشرات من البلدان الأُخَر.
بالنسبة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” وحلفائها، كانت السيطرة على الرقة ([1]) من بشائر النصر وسببًا للاحتفال الكبير. ولكن في سبيل القضاء على “داعش”، تحول دوار النعيم وكل شيء محيط به إلى ركام ([2]).
قال برور محمد علي، المسؤول الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، لـ (IRIN) بالهاتف من بلدة عين عيسى شمالي الرقة، إن: «مئة وخمسة وثلاثون يومًا من الاشتباكات تسببت في دمار هائل للمدينة»، ووصفها بأرض قاحلة من المباني المنهارة المتناثرة والألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة.
وأضاف: «حتى الأن لا يمكننا أن نطلب من المدنيين العودة إلى الرقة، لأن ذلك خطر».
مدينة من دون سكان
منذ بدء هجوم قوات “سورية الديمقراطية” في حزيران/ يونيو الماضي ([3])، أفادت الأنباء بإسقاط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حوالى 20 ألف قذيفة على الرقة. ووفقًا لمجموعة رصد (AirWars) الطيران الحربي ([4])، في شهر آب/ أغسطس الماضي، وحده، تعرضت المدينة لقنابل أكثر من عشرة أضعاف ما تعرضت له أفغانستان كلها في المدّة نفسها.
أحصت مجموعة رصد الطيران الحربي أن قذائف الولايات المتحدة تسببت في موت ([5]) 1800 مدني سجلت خلال مدّة الهجوم على الرقة، إلا أن التحالف ينفي هذه الأرقام.
قال مسؤول في الأمم المتحدة لـ (IRIN) متفقًا مع تقرير قوات سوريا الديمقراطية: إنه ما لا يقل عن أربعة أخماس مدينة الرقة أصبح الآن غير صالح للسكن، يرجع ذلك إلى دمار البنية التحتية، وأيضًا بسبب القذائف غير المنفجرة ونقص في الكهرباء والماء.
تقول الأمم المتحدة إنه أكثر من 312 ألف شخص فروا من محافظة الرقة كلها، وإن كثيرًا من سكان المدنية السابقين عالقون في مخيمات فقيرة في الريف الشمالي للمدينة الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. الوضع هناك “مزرٍ” بحسب منظمة إنقاذ الطفولة ([6]) التي حذرت من أن كثيرًا من النازحين يمكن أن يبقوا عالقين في تلك المخيمات الموقتة «أشهرًا أو سنوات مقبلات».
الصور: سوريون نازحون من القتال ضد داعش في مخيم عين عيسى، شمال الرقة. أندريه ديسنزو/ IRIN
ولهذا يصر عمال الإغاثة على أنه ليس لديهم من الوقت ما يخسرونه في تهيئة الأوضاع لعودة آمنة إلى الرقة.
قالت كريستي ديلفيلد، المتحدثة باسم فيلق الرحمة -وهي جماعة إغاثية أغلقتها الحكومة التركية ولكن ما يزال لها بعض العمليات ([7]) على الأرض في سورية- لـ (IRIN) إن: «المخيمات مكتظة، ونحن بحاجة إلى التفكير في ذلك الآن». وأضافت إن «الإطار الزمني الذي ننظر إليه حقًا هو الطقس. في هذه اللحظة بالذات، الجميع يراقب فصل الشتاء المقبل، ولا أحد يرغب في قضاء هذا الشتاء تحت خيمة».
في الوقت عينه، توزع الأمم المتحدة بالفعل ([8]) “الحاجات الشتوية” في أنحاء سورية جميعها، وتشمل العوازل، وحصيرة للأرضيات، تصريف المياه وسخانًا للخيم.
قنابل تحت الأنقاض
الوضع الأمني في الرقة محفوف بالخطر. قالت مصادر في قوات “سوريا الديمقراطية” لـ (IRIN) أن بعضًا من مقاتلي “الدولة الإسلامية” ما زالوا يختبئون داخل المدينة، حيث ادعوا إنهم ألقوا القبض على أحدهم مؤخرًا يوم الجمعة.
بصرف النظر عن طرد ما تبقى من قناصة “الدولة الإسلامية”، فإن لائحة مهمات قوات “سوريا الديمقراطية” يتصدرها الحاجة إلى إزالة الألغام الأرضية والقنابل الأميركية غير المنفجرة أو على الأقل معرفة مكان وجودها. أوضحت مصادر في التحالف، أن الألغام الأرضية قتلت بالفعل على الأقل تسعة أشخاص حاولوا العودة إلى الرقة.
قال المتحدث باسم البنتاغون، أدريان رانكين- غالواي لـ (IRIN)، إنه: «كان لدى “الدولة الإسلامية” سنوات لإعداد الأفخاخ المتفجرة، ووضعها في المباني».
قالت ديلفيلد إن «هناك عدد غير قليل من الأخطار غير المعروفة في ما يتعلق بالقذائف غير المنفجرة وغيرها من أنواع المواد المتفجرة، مثل الألغام» في الرقة.
وأضافت «إن الناس بحاجة إلى أن يعطوا معلومات دقيقة حول ما جرى القيام به من تطهير في أحيائهم ومنازلهم لضمان عدم انتقال الناس بشكل مؤذٍ عندما يحاولون العودة».
وحال الانتهاء من المهمة الشاقة بإزالة الألغام، سوف تكون هناك مسائل صغيرة جدًا متعلقة بالحوكمة وإعادة الإعمار ينبغي الاهتمام بها.
مجلس الرقة المدني
قالت “قوات سوريا الديمقراطية”، إنها سوف تسلم الإدارة لمجلس الرقة المدني ([9])، وهي مجموعة جرى التأسيس لها في بلدة عين عيسى في نيسان/ أبريل الماضي. وكما هو الحال مع المؤسسات المدعومة من (قوات سوريا الديمقراطية) معظمها، فهي على النقيض تمامًا مع تلك القيم التي يفرضها (تنظيم الدولة)، فإن المجلس يتمتع برئاسة مزدوجة متوازنة في الجنس: القيادة المشتركة هي بين ليلى مصطفى، سيدة كردية من بلدة تل أبيض، ونظيرها محمود البورسان، رجل عربي، وعضو سابق في البرلمان السوري، وزعيم قبيلة ولدة الفاعلة في الرقة.
إن اختيار شخصيات قبلية للفوز بدعم المكون العربي هو تكتيك صحيح من (قوات سوريا الديمقراطية”، وقد أثبت جدواه في أماكن أخرى في شمال شرق سورية.
ويبدو أن مجلس الرقة المدني هو محاولة للاستفادة من تلك التجارب: فقد عمل مصطفى في مجلس مماثل أنشئ من قبل في مسقط رأسه في تل أبيض، البلدة ذات الأغلبية العربية، عندما استعيدت البلدة من سيطرة تنظيم الدولة في 2015.
إلا أن خضر خضور، باحث سوري في مركز كارينغي للشرق الأوسط، حذر من أن الرقة -وهي مدينة أكبر بعشرة أضعاف على الأقل من بلدة تل أبيض- لها مشهد اجتماعي مختلف جدًا عما تعاملت معه “قوات سوريا الديمقراطية” من قبل.
وأضاف خضور لـ (IRIN) عبر البريد الألكتروني، إن «تعداد مدنية الرقة يصل إلى حوالى 200 ألف نسمة، حيث كانت مكان عمل الطبقة المتعلمة المتوسطة والتجار المحليين الذين ينتمون إلى القبائل المحلية، ولا يمكن لأي هيئة حوكمة محلية شرعية أن تعمل من دون إشراك هذه الطبقة المتوسطة والمتعلمة وهي من النازحين الى حد كبير».
وبحسب خضور، فإن الفصائل الكردية التي تسيطر على “قوات سوريا الديمقراطية) واجهت مشكلة مماثلة من قبل في اختيار النخب الحضرية المتعلمة بوصفها حلفاء، حتى في مدن مثل القامشلي التي هي تحت سيطرتهم منذ أكثر من خمس سنوات.
وليس خافيًا أن هذه الفصائل الكردية هي القوة الحقيقة وراء مجلس الرقة المدني وقوات سوريا الديمقراطية، وأنها في انتمائها موالية لحزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يقود تمردًا مسلحًا ضد الحكومة التركية منذ مدّة طويلة.
عرِضت صورة ضخمة لمؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في دوار النعيم ([10])، حيث قامت مجموعة من المقاتلات الكرديات بالاحتفال بالجولة الأولى من احتفالات النصر، وخصص قادتها النصر له ([11]).
وأثارت هذه النقطة عودة إلى البدء: فبالنسبة إلى المجلس والمجموعات التي أسست للتغطية عليها، ليس هناك من شك في أن الرقة، شأنها شأن مدن الشمال السوري معظمها، أصبحت الآن تحت السيطرة الفعلية لحزب العمال الكردستاني.
سياسة إعادة الإعمار
ولو أن الفروع التابعة لحزب العمال الكردستاني معروفة باتباع نهج صارم- فقد أثبتت أنها أكثر مهارة في إدارة الأراضي من الجماعات المسلحة الأخرى معظمها في سورية، فهم يفتقرون إلى الموارد وتدريب الكادر اللازم لإطلاق برنامج إعادة إعمار كبير من تلقاء نفسه. إذ يتعين على قوات سوريا الديمقراطية أن تعتمد على حلفائها الغربيين لتمويل إعادة بناء الرقة، إذ يبدأ من هنا تعقيد الأمور.
ففي أفضل الأحوال، إن إمدادات إعادة الإعمار ستمر عبر الحدود التركية، المدفوعة من المجتمع الدولي، ويتوقع إيصالها إلى مجلس الرقة المدني وتهيئة الألغام وإزالتها من الأحياء السكنية قبل مجيء الشتاء.
إن المساعدات الإنسانية تدخل إلى الشمال السوري بانتظام، ولكن علاقة قوات سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني، تعني أن تركيا سوف تمنع أي شيء يصل إلى الرقة.
تفترض أنقرة أن المجموعة تمثّل تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي، ويبدو أنها تتجه إلى مهاجمة ([12]) المناطق التي يحكمها الأكراد عوضًا عن المساعدة في إعادة إعمارها وتعافيها.
الصورة: مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية على الجبهة الغربية لمعركة الرقة.
وحتى كردستان العراق المجاورة، ليست بالضرورة، قناة موثوقة لدعم الرقة. فرئيس حكومة إقليم كردستان في العراق، مسعود بارزاني منافس شرس لحزب العمال الكردستاني، وهو في الأغلب حليف مقرب إلى تركيا.
إضافة إلى ذلك، فإن قرار البارزاني بإجراء استفتاء ([13]) على الاستقلال في 25 أيلول/ سبتمبر، دفع كلًا من تركيا وإيران إلى وضع منطقته المتمتعة بالحكم الذاتي تحت الحصار، بينما بدأت الحكومة المركزية العراقية في استعادة مساحات من المناطق المتنازع عليها التي يسيطر عليها الأكراد، بما في ذلك المناطق الحدودية التي قد تكون من الطرق التي سوف تستخدمها قوات سوريا الديمقراطية توريد جهد إعادة الإعمار في سورية.
إذًا ماذا عن الأميركيين؟ كانت حكومة الولايات المتحدة حليفًا موثوقًا به للأكراد السوريين في ساحة المعركة، وهي قدمت بالفعل بعض المساعدات التي يمكن استخدامها في مرحلة ما عبد الصراع.
وقد ذكر المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية برور محمد علي، أنه: «خلال الاشتباكات زودت التحالف قوات “سورية الديمقراطية” بكاسحات ألغام وببعض الأدوات اللازمة لإزالة الألغام ولكن كمية الدمار ضخمة ونحن بحاجة إلى أكثر من ذلك كثيرًا».
غير أن واشنطن أشارت مرارًا إلى وجود حدود لمقدار المساعدة غير العسكرية التي ستقدمها، وأنها لن تشارك في بناء الدولة في المدى الطويل. «نحن لسنا هنا إلى الأبد لإصلاح كل شيء. ليست لدينا الأموال أو الرغبة في صرف 20 سنة لإزالة المنازل»، قالها المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس([14]) في الأسبوع الماضي.
لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب شبكة (IRIN) بالتعليق على ذلك.
ثم إن الأميركيين مقيدون بحاجتهم إلى تحقيق التوازن في الاستثمار في مكاسب قوات سوريا الديمقراطية مقابل علاقتها القديمة بتركيا عضو حلف الشمال الأطلسي (NATO). تبدي أنقرة انزعاجها، بالفعل، من مساعدات الولايات المتحدة لقوات سوريةا الديمقراطية، أو أي تلميح عن دعم الأميركيين لإدارة مدنية كردية أو جهد بناء كيان في شمال سورية من شأنه أن يوتر العلاقات أكثر.
هذه القضية أوجدت انقسامًا وجدلًا داخل الإدارة الأميركية، ولم يقدم احتفال يوم الخميس بأوجلان في دوار النعيم أي مساعدة لحلفاء قوات سوريا الديمقراطية في واشنطن.
وقد قال نيكولاس هيراس، وهو زميل في مركز أمن أمريكا الجديدة مقره واشنطن الذي هو على علاقة بصانعي القرار في الولايات المتحدة بشأن سورية، إن: «هناك مناقشة جدية في الوقت الراهن داخل الحكومة الأمريكية حول ما إذا كانت قوات “سورية الديمقراطية” أو المكونات الكردية منها، تستطيع بالفعل أن تؤمن الحكم المستدام بعد سيطرة الدولة الإسلامية».
وقد صرح لـ (IRIN) أن حلقة دوار النعيم «جاءت بصورة غير متوقعة، وفي الوقت الخاطئ»، وأحرج مسؤولين كبار في البنتاغون الذين يدعون إلى استمرار الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية.
دور للرياض؟
لكن ربما يكون هناك طرائق لتجاوز الحصار السياسي في واشنطن: أفادت تقارير ([15]) إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول الحصول على دعم العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للتدخل ودفع تكاليف إعادة إعمار الرقة.
الثلاثاء، زار وزير الشؤون الخليجية ثامر السبهان مجلس الرقة المدني في عين عيسى برفقة المبعوث الخاص للولايات المتحدة في التحالف ضد داعش، بريت ماكغورك. وبحسب كل من مسؤولي المجلس ([16]) والصحافي الهولندي فلاديمير فان ويلغنبرغ([17]) الذي كان في موقع عين عيسى، فقد تناول اللقاء تمويل إعادة الإعمار. إلا أن زيارة السبهان تبدو أول زيارة، ولم تظهر أي إشارة واضحة إلى دعم السعودية.
قال برور محمد علي: «إن ماكغورك جاء، وبعض المسؤولين السعوديون أتوا، ولكن ما زلنا لم نر أي شيء». أضاف: «نتوقع في مقبل الأيام أن يساعدونا ولكن ما زالت كلها وعود».
الصورة: مع الهدف طويل الأجل لإعادة إعمار الرقة، بعد التحضير لفصل الشتاء في مخيمات مثل عين عيسى أولوية لجماعات الإغاثة. دليل سليمان/ اليونسيف.
في وقت يبدو فيه جذب العرب الخليجين لتمويل جهد إعادة الإعمار كالفوز بالجائزة الكبرى بالنسبة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، فإنه سيأتي بمجموعة من الأخطار والشروط أيضًا.
الأنظمة العربية السنية المحافظة في الرياض وأبو ظبي لها نظرة تقليدية تجاه طموح أكراد سورية، ويبدو أنها تنظر إلى الميليشيات النسوية والاشتراكية لحزب العمال الكردستاني بكراهية خاصة. مع ذلك، فإن مصالحهم تتماشى موقتا، يحدث ذلك في حين إن حزب العمال الكردستاني العدو لتركيا؛ التي اصطفت إلى جانب المنافس المحلي لدول الخليج، قطر ([18])، والنظام السوري متحالف بشدة مع عدوها الإقليمي، إيران ([19]).
وأي أموال خليجية تأتي إلى شمال سورية عليها أن تعتمد على قدرة “قوات سوريا الديمقراطية” في الاستمرار بأن تكون بمنزلة شوكة في الجانب التركي والإيراني، وأنها سوف تجف إذا حققت السعودية والإمارات التصالح مع قطر وتركيا، أو إذا وجد أفراد العائلات الحاكمة الخليجية أن “قوات سوريا الديمقراطية” مرنة جدًا في تعاطيها مع نظام بشار الأسد في دمشق.
عقبات في الطريق إلى دمشق
هذا جزء من المشكلات لـ (قوات سوريا الديمقراطية” التي تبدو أنها ترى في التعاون مع الأسد شرًا ضروريا لضمان بقاء مشروعهم في شمال سورية.
فبينما يتجه ([20]) النظام السوري نحو الشرق ([21])، ويتلاعب بمدن الصحراء في الأيام الأخيرة “لخلافة” الدولة الإسلامية، فإنه يتجنب الاشتباك مع (قوات سوريا الديمقراطية”. ثم إن روسيا والولايات المتحدة تعملان بجد من أجل منع أي احتكاك بين حلفائهم الحاليين، ولكن ذلك قد يتغير الآن لأن سورية تتحرك بوضوح نحو شكل ([22]) من أشكال النهاية ([23])، في وقت ما يزال فيه الأسد يسيطر على دمشق.
مع وجود تركيا بوصفها عدوًا لا يقهر، وشمال العراق بوصفه حليفًا لا يمكن الاعتماد عليه في أحسن الأحوال وعدو آخر في أسوأ الأحوال (ولكن في الأغلب محض فوضى غريبة)، والولايات المتحدة غير الراغبة في وضع يدها في بناء كيان، تمثل دمشق بالنسبة إلى كرد سورية النافذة الوحيدة على العالم. يملك الأسد المفاتيح لبقية الحدود السورية من مطارات وطرق وبنية تحتية، ولولوج بيرقراطية الدولة والاقتصاد السوري، والخدمات العامة والرواتب، ولجزء كبير من مساعدات الأمم المتحدة.
قادة قوات سوريا الديمقراطية ربما لا يحبذون ذلك، ولكنهم يدركون، -ويبدو أنهم قد قرروا- أنه سيكون الأفضل لقضيتهم في وقت ما يزال سلاح الجو الأميركي في ظهرهم.
وقد قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية برور محمد علي: «سوف نتفاوض في المستقبل مع النظام السوري». وأضاف: «إن هاجمونا، بالطبع لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا، ولكن نحن مستعدون لإجراء المحادثات والتفاوضات مع الجميع».
في الأيام المقبلة، ستنظم موسكو جولة من المحادثات بين الأكراد وحكومة الأسد في قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في غرب سورية.
وقال برور محمد علي: «دعنا مما ستقوله الأطراف الأخرى من النزاع. سيكون من الجيد الجلوس والاستماع الى بعضنا. إن ذلك أفضل من القتال».
بالفعل، ما شكله التدخل الروسي وتلاشي الدعم الخارجي ([24]) للمتمردين المعارضين للنظام السوري، يبدو أن الصراع السوري يتجه منطقيًا فالطرق كلها تؤدي إلى دمشق.
مع ذلك، ما يزال بإمكان الكثير أن يتغير. إن تحركت قوات سوريا الديمقراطية بسرعة أو اقتربت من الأسد وحلفائه الإيرانيين، يمكن أن تودع آمالها في الحصول على تمويلي السعودية والإمارات لإعادة الإعمار.
مجاراة روسيا في الدفع الطريق نحو دمشق ربما يؤدي إلى دفع الإدارة الأميركية التي هدفها الرئيس في سورية، هو محاربة الجهاديين وتجاهل البقية، هي مباراة سيئة مع هدفها الرئيس في الشرق الأوسط عمومًا هو إلحاق الضرر بإيران. وأخيرًا، كيف تتعامل مع نظام يبدو أن غريزته الكبرى هي عدم المساومة على أي شيء أكثر من أي وقت مضى؟
هناك كثير من الأسئلة ما تزال تتعين الإجابة عنها قبل أن نعرف كيف سوف تلعب في هذا كله. فالسياسة المحلية في سورية تميل إلى التراجع أمام المنافسة الدولية ومن الواضح أن إعادة إعمار الرقة ليس استثناء.
([1]) Aron Lund, The Islamic State Is Collapsing, but Raqqa Is in Ruins. The century foundation, October 18, 2017
https://tcf.org/content/commentary/islamic-state-collapsing-raqqa-ruins/
([2]) Maya Gebeily, After IS, rotting corpses and empty jail cells in Syria’s Raqa, AFP. October 18, 2017
https://www.yahoo.com/news/rotting-corpses-empty-jail-cells-syrias-raqa-162404665.html
([3]) Aron Lund, The battle for Raqqa begins. IRIN. STOCKHOLM, 6 June 2017 https://www.irinnews.org/analysis/2017/06/06/battle-raqqa-begins
([4]) Samuel Oakford, Intensity of Coalition’s Raqqa bombardment greater than for all of Afghanistan, official data shows. September 20, 2017
https://airwars.org/news/raqqa-bombardment/
([5]) Samuel Oakford, More than 1,800 civilians killed overall in defeat of ISIS at Raqqa, say monitors. October 19, 2017
https://airwars.org/news/raqqa-capture/
([6]) Save the Children Statement on Recapture of Raqqa, October 17, 2017 http://www.savethechildren.org/site/apps/nlnet/content2.aspx?c=8rKLIXMGIpI4E&b=9506655&ct=15006143¬oc=1
([7]) Mercy Corps Provides Urgent Assistance to Raqqa’s Civilians. October 19, 2017 https://www.mercycorps.org/press-room/releases/mercy-corps-provides-urgent-assistance-raqqas-civilians
([8]) Growing concerns for Syrian civilians amid intense fighting in Al Raqqa and Deir ez-Zor. 13 October 2017
([9]) https://goo.gl/NKCNkF
([10]) Kurdish fighters raise flag of PKK leader in centre of Raqqa http://www.middleeasteye.net/news/kurdish-fighters-raise-flag-showing-pkk-leader-abdullah-ocalan-centre-raqqa-610840006
([11]) SDF Commander: We congratulate Raqqa victory to Leader Apo https://anfenglish.com/news/sdf-commander-we-congratulate-raqqa-victory-to-leader-apo-22763
([12]) Turkey-Kurd feud distracts from Islamic State fight in Syria https://www.irinnews.org/analysis/2017/05/02/turkey-kurd-feud-distracts-islamic-state-fight-syria
([13]) Iraqi Kurdistan has voted for independence. What now? https://www.irinnews.org/analysis/2017/09/27/iraqi-kurdistan-has-voted-independence-what-now
([14]) Far from front line, volunteers prepare to rebuild Raqa https://www.yahoo.com/news/far-front-line-volunteers-prepare-rebuild-raqa-062858761.html
([15]) مصادر لـ«عكاظ»: تفاهم سعودي أمريكي على إعادة إعمار الرقة، صحيفة عكاظ، الخميس 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2017
http://www.okaz.com.sa/article/1581789/
([16]) https://goo.gl/b8pfBQ
([17]) https://twitter.com/vvanwilgenburg/status/920335147215609856
([18]) As Arabs Bicker over Qatar, Assad Sees an Angle https://tcf.org/content/commentary/arabs-bicker-qatar-assad-sees-angle/
([19]) Iranian general, Assad discuss joint military strategy: report https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-iran/iranian-general-assad-discuss-joint-military-strategy-report-idUSKBN1CO1UR?il=0
([20]) Aron Lund “The complex battle for control in eastern Syria” IRIN, 30 May, 2017 https://www.irinnews.org/analysis/2017/05/30/complex-battle-control-eastern-syria
([21]) Aron Lund “Pivotal point in eastern Syria as Assad breaks key Islamic State siege” 4 September 2017 https://www.irinnews.org/analysis/2017/09/04/pivotal-point-eastern-syria-assad-breaks-key-islamic-state-siege
([22]) Aron Lund “ Rebuilding Syria’s rubble as the cannons roar” 8 March 2017 https://www.irinnews.org/analysis/2017/03/08/rebuilding-syria%25E2%2580%2599s-rubble-cannons-roar
([23]) Aron Lund “How Assad’s Enemies Gave Up on the Syrian Opposition” October 17, 2017 https://tcf.org/content/report/assads-enemies-gave-syrian-opposition/
([24]) How Assad’s Enemies Gave Up on the Syrian Opposition https://tcf.org/content/report/assads-enemies-gave-syrian-opposition/