إن انتشار قوات الفرقة الرابعة في الجيش السوري أخيرًا في درعا هو تذكير آخر بالاضطرابات القاتلة المستمرة في جنوب غرب سورية. ومع أنها أُرسلت لتهدئة الوضع في مزيريب، على إثر هجوم مسلّح غير مسبوق أُعدم بعده عدد من الجنود علنًا؛ فلا يزال ريف درعا الغربي يشهد بانتظام اضطرابات عنيفة تشمل اغتيالات وهجمات كرٍ وفر وإطلاق النار من السيارات. حتى بعد مزيريب، ما تزال العمليات المماثلة الموالية للحكومة، ضد جيوب الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة السابقة، واردة.
في أواخر آذار/ مارس، على مدى أشهر، اندلعت دورة من عمليات الخطف المتبادل بين المجتمعات المحلية، في محافظتي سورية الجنوبية: درعا والسويداء، سرعان ما أصبحت مفتوحة عندما اختُطف رجلان من شرق بصرى الشام، في السويداء. اقتحمت قوات من الفيلق الخامس، وهي قوة مدعومة من روسيا مؤلفة من متمردي المصالحة، مدينة السويداء المجاورة، وأخذت سجناء، ثم زُعم أنه أعدِموا. منذ ذلك الحين، وقعت أواخر الشهر الماضي اشتباكات متقطعة بين المنطقتين، ومنها هجوم على بصرى الشام، مقر الفيلق الخامس.
على الرغم من ذلك، يشك بعض المراقبين -ومنهم محللون، وشخصية بارزة سابقة في الجيش السوري الحر الجنوبي، ومصدر من الفيلق الخامس، أُجريت معهم مقابلات لهذا التقرير- في أن الانتقام الحقيقي قد يستمر. إن المصفوفة المعقدة من الجهات المؤيدة للحكومة، ومن ضمنها القوات المدعومة من إيران وروسيا التي تتنافس بنشاط للسيطرة والتأثير في جنوب سورية، تخاطر بزيادة زعزعة استقرار الوضع الراهن الهش هناك.
تجارب متباينة/ متفرقة/ متباعدة في جنوب سورية
حكاية درعا معروفة جيدًا -فهي ما يُسمى بـ “مهد الثورة” التي ولّدت انتفاضة سورية عام 2011، وقدمت شيئًا قريبًا من نموذج لسورية ما بعد الأسد، ثم انهارت.
استعادت القوات الموالية للحكومة درعا في منتصف 2018. جزئيًا بسبب الطريقة التي استُعيدت، من خلال خليط من القوة العسكرية والتسوية التفاوضية، لا تزال جماعات المعارضة السابقة موجودة في جيوب تتمتع بالسيطرة الإدارية شبه المستقلة.
على الرغم من أن كثيرًا من أنصار المعارضة يكرهون أحمد العودة، بسبب تصور أنه باع الجنوب إلى الروس وسلّمهم إياه، فإن العودة شخصية مثيرة للجدل لأسباب أخرى أيضًا.
لا يوجد مكان أكثر وضوحًا من بصرى الشام، بالقرب من حدود محافظة درعا مع السويداء. استولت عليها المعارضة في عام 2015، وأصبحت البلدة مقرًا لــ “شباب السنة” وقائدها أحمد العودة، مدرس اللغة الإنكليزية السابق وزعيم المتمردين الذي أصبح شخصية رئيسة في الجنوب الغربي.
في صيف 2018، ومع هجوم الحكومة السورية، أصبح “العودة” أول قائد درعاوي يبدأ التفاوض على شروط الاستسلام مع الروس. وخرجت من تلك الاجتماعات فكرة “الفيلق الخامس”، وهي قوات رديفة للجيش السوري مدعومة من روسيا، تستوعب المتمردين السابقين الراغبين في تسوية وضعهم والعودة إلى حظيرة دمشق. في المقابل، سيحافظ العودة والفيلق الخامس -بمباركة القبائل المحلية- على استقلالية محدودة على الأمن المحلي وتوفير الخدمات.
على بعد بضع كيلومترات إلى الشرق، تقع بلدة القريا، السويداء، مسقط رأس الراحل سلطان الأطرش، بطل المقاومة السوري. وعلى الرغم من أن المسافات صغيرة، والقبائل والعشائر المحلية تمتد على طرفي حدود مقسمة إداريًا، فإن المحافظتين عاشتا شيئًا يشبه الحياة الموازية خلال الأعوام التسع الأخيرة من الصراع: منفصلة في بعض الأحيان، ومتشابكة تشابكًا قويًا في أحيان أخرى.
في حين وقع معظم درعا تحت سيطرة المعارضة بعد 2011، حافظت السويداء على درجة من الاستقلالية النسبية جزئيًا، بسبب الاستقلال التاريخي للمحافظة عن السلطة المركزية ومؤسساتها السياسية والروحية والعسكرية الخاصة، فضلًا عن تطورات ما بعد 2011. استقبلت السويداء أعدادًا كبيرة من العائلات النازحة معظمها من درعا وريف دمشق، لكنها أيضًا تأوي أعدادًا كبيرة من الشباب المتهربين من الخدمة العسكرية، يُقدر عددهم بعشرات الآلاف. وفي الوقت نفسه، شهد تأثير الصراع على الاقتصاد المحلي المترهل أصلًا، وضعف إدارة الحكومة المحلية، ظهور اقتصاد غير رسمي مترامي الأطراف تدعمه العصابات المسلحة التي تستفيد من تجارة الأسلحة وتهريب المخدرات وعمليات الاختطاف. كما تظهر عملية التفتت هذه أيضًا في الديناميكيات العسكرية للمحافظة.
ردًا على خيار النظام المتصوّر لهياكل السلطة الدرزية القائمة في السويداء، تشكلت سلسلة من ميليشيات “الطريق الثالث” بعد عام 2012 في محاولة لحماية استقلالية السويداء. أولًا كانت حركة رجال الكرامة، وهي تكتل من قوات الدفاع الدرزية المحلية المستقلة عن الحكومة السورية. انقسمت تلك القوة بعد عام 2015، عندما استهدف قصف يُعتَقد أنه من طرف الحكومة السورية زعيمَها وحيد البلعوس، وقتله، مؤديًا إلى فصائل أصغر مثل شيوخ الكرامة (بقيادة اثنين من أبناء بلعوس) والشريان الواحد.
تاريخيًا، كانت الحكومة السورية مضطرة إلى الاعتماد أكثر على الوكلاء أو الفاعلين الأمنيين المحليين المتعاملين بالأجرة مع إدارات المخابرات والفروع الأمنية. في السويداء، عند مقارنتها بالمحافظات الأخرى، يمكن لهؤلاء ممارسة مزيد من القوة بشكل مباشر. وإضافة إلى ذلك، قامت إيران و”حزب الله” اللبناني بتسليح وتمويل مجموعات وعصابات تهريب البدو لسنوات، ويستفيد “حزب الله” بشكل خاص من تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية، لكنه يرعى أيضًا مجموعة واسعة من التشكيلات المسلحة في المحافظة، من المجموعات العشائرية التي تقوم على العائلة لتتحول لاحقًا إلى قوات ميليشياوية كاملة. وعادة ما تنتهي التصرفات الإيرانية في السويداء على حساب الجماعات الدرزية المستقلة في المنطقة.
حاولت روسيا أيضًا دعم الجماعات المحلية، لكنها كانت أقل فعالية بكثير. وكما هو الحال في درعا، فإن أي تراجع في النفوذ الروسي في السويداء سيفيد إيران أولًا، قبل كل شيء.
من عمليات الخطف إلى الإعدام
مقاطع الفيديو متشابهة إلى حد كبير: رجال صدورهم عارية، وظهورهم مغطاة بالكدمات والقروح، ويصرخون باسم الله، بينما يضربهم شخص خارج نطاق الكاميرا. في الأشهر الأخيرة، أصبحت مقاطع الفيديو كهذه، التي تصورها عصابات الخطف ثم ترسلها إلى عائلاتهم من أجل الحصول على فدية، شائعة بشكل متزايد في جنوب سورية.
في 26 آذار/ مارس، عبَرَ رجال من بصرى الشام إلى السويداء لبيع الماشية في سوق محلي، عندما اختطفتهم عصابة مسلحة محلية. وبعد فترة قصيرة، طلبت الفدية.
لكن في المجتمعات القبلية شبه المترابطة وشبه المستقلة التي تُقدّر مفاهيم القتال العادل بدافع الشرف، لن تُنسى أفعال الفيلق الخامس.
هذه المرة كانت مختلفة، ولكن لماذا؟ يجادل البعض في أن عمليات الاختطاف تتخذ بشكل متزايد طبيعة منسقة أكثر، عبر تأليب المجتمعات في شرق درعا وغرب السويداء ضد بعضها البعض، ودفع البعض إلى الادعاء بأن هناك دوافع خفية وراءهم، لأن الحكومة السورية أو الجماعات المدعومة من إيران ستستفيد من عدم الاستقرار.
في كلتا الحالتين، ردّ الفيلق الخامس هذه المرة. في 27 آذار/ مارس، دخل مقاتلون القرية، ربّما لاختطاف رجال محليين، من أجل الضغط لإطلاق سراح المختطفين من بصرى الشام. أما تفاصيل ما حدث بعد ذلك فهو أمرٌ متنازع عليه.
مصدر من داخل الفيلق الخامس (اشترط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة) قال إن هذه “الدورية” تعرضت في وقت ما لإطلاق نار من ميليشيا السويداء. طلبت الدورية دعمًا من بصرى الشام، وتلا ذلك إطلاق نار. وادعى المصدر أن عدة مقاتلين من السويداء قُتلوا أثناء إطلاق النار، قبل إرسال جثثهم إلى مشفى في بصرى الشام.
ومع ذلك، تدّعي الجماعات المسلحة المتمركزة في السويداء وعائلات الضحايا، في غضون ذلك، أن الفيلق الخامس اختطف بالفعل عددًا من الرجال من طرف حدود السويداء، وأخذوهم إلى بصرى الشام، وأعدموا معظمهم تقريبًا بعد ذلك. وفي وقت لاحق، أُعيدت جثث الرجال إلى بلدة القريا.
وبحسب بيان صادر عن حركة رجال الكرامة، فإن مقاتلي الفيلق الخامس “أعدموا ستة سجناء … مما يقدم أدلة قاطعة” على أن الهدف لم يكن الضغط من أجل إطلاق سراح الرجال من بصرى الشام، بل كان عملًا انتقاميًا.
من المستحيل معرفة الهدف، ولكن في المجتمعات القبلية شبه المترابطة وشبه المستقلة التي تُقدّر مفاهيم القتال العادل بدافع الشرف، لن تُنسى أفعال الفيلق الخامس. ومن غير المستغرب أن تعقب ذلك الهجمات عبر الحدود، ومن ضمنها هجوم مسلح غير مسبوق على بصرى الشام في أواخر نيسان/ أبريل.
يعقب مثل هذا التصعيد تأثير متموج عبر المجتمعات والمناطق الجغرافية التي تحدث فيها. عادة ما يكون لأعمال العنف عواقب، تنتشر من مجتمع إلى آخر، على الرغم من أن هذه العواقب قد لا تكون محسوسة إلا بعد مرور أيام أو شهور أو حتى أعوام لاحقة. في اليونان القديمة، كانت هذه الديناميكية تعرف باسم ميازما miasma؛ وهي ملوثٌ مجتمعي ينتشر مثل العدوى حيث يقابل العنف بمزيد من العنف.
الديناميات المماثلة موجودة في المجتمعات القبلية. القوانين القبلية القديمة والهياكل المجتمعية موجودة للتدخل والتوسط في النزاعات، وإلا فقد يستمر العنف. إحدى هذه الآليات التي تستخدمها القبائل في جميع أنحاء سورية هي المصالحة القبلية (الصُلحة). في الأعوام الأخيرة، شهد غياب القانون في السويداء أيضًا تشكيلات قبلية تشكلت على غرار اتفاقية وقف سفك الدماء التي تهدف إلى حل حالات الاختطاف والقتل وغيرها من الجرائم العنيفة.
في أعقاب حادثة القريا، كانت هناك محاولات من المجتمعات المحلية للتوسط. وفي الوقت نفسه، استُهدف أعضاء لجنة تشكلت للتوسط بين بصرى الشام والقريات، وهذا يشير إلى أن بعض الجهات المحلية على استعداد لتصعيد الوضع.
العودة: عميل للنظام أم منقذ الجنوب؟
يتركز كثير من الغضب في السويداء حاليًا على رجل واحد: إنه أحمد العودة.
على الرغم من أن كثيرًا من أنصار المعارضة يكرهون “العودة”، بسبب تصور أنه باع الجنوب إلى الروس وسلّمهم إياه، فإن العودة شخصية مثيرة للجدل لأسباب أخرى أيضًا. أولًا، هذه ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها بارتكاب انتهاكات، ومن ضمنها التواطؤ في تعذيب السجناء وقتلهم.
في شباط/ فبراير 2016، أشرف العودة على اعتقال منشق عسكري سابق يدعى “زيدان النصيرات” أثناء عودته من محادثاته مع ممثلي الحكومة السورية في بلدة إبطع شمال درعا. وقد اعتُقل النصيرات في بصرى الشام، ومات على إثر إصابته. وفي حديثه إلى معد هذا التقرير آنذاك، نفى العودة ما وصفه بـ “الشائعات”، لكنه أضاف أيضًا أن النصيرات كان “ينسق مع النظام … بهدف مساعدة النظام في استعادة المناطق المحررة في منطقته”. وادعى العودة أن النصيرات قد مات في الواقع بسبب أزمة قلبية.
كان القتل جزءًا من اتجاه أوسع للاختفاء القسري والسلوك “الاستبدادي” الذي يمارسه العودة والمتمردون الذين هم تحت إمرته. ومع ذلك، فقد قدّم العودة نفسه على أنه ناجٍ، ويتنقل ببراعة بين المجتمعات المحلية وأنصار النظام. إن تقديم الخدمات أفضل بشكل عام في شرق المحافظة حول بصرى الشام، وهو أمر له وزن حقيقي بين المجتمعات المحلية، عندما تتميز معظم المحافظة بالإهمال وسوء الإدارة. ثانيًا، تدخلت وحدات الفيلق الخامس مرارًا وتكرارًا لمنع محاولات المخابرات الجوية وغيرها من الفروع الأمنية من الاعتقالات والمداهمات.
تكيف العودة ومؤيدوه مع الروس أيضًا، من خلال التوسط في القضايا المحلية خارج نطاق اختصاصهم التقليدي. في الآونة الأخيرة، أشرفت روسيا -من خلال الفيلق الخامس- على عودة العائلات النازحة من بلدة الخربة، ذات الأغلبية المسيحية القريبة من السويداء، وهو أمر فشل النظام (أو أهمله) في القيام به لأعوام. وعلى الرغم من أن روسيا أخذت على عاتقها الاهتمام بالمجتمعات المسيحية في سورية ورعايتها، فإن هذه الخطوة قد تساعد أيضًا العودة في توسيع شرعيته ودعم قاعدته.
“النظام وإيران يحاولان التصعيد”
ومع ذلك، فإن روسيا ليست الداعم الوحيد للنظام الذي يتطلع إلى الاستفادة من الوضع في الجنوب، حيث الديناميات محلية للغاية من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى تشمل كل داعم أجنبي رئيسي للحكومة السورية.
أولًا، تحرص الأجهزة الأمنية السورية على التدخل في السويداء، من أجل إعادة تأكيد سيطرتها على منطقة كانت تاريخيًا ذات استقلالية في البلاد، والبحث أيضًا عن أولئك الذين يتهربون من الاعتقال و/ أو الخدمة العسكرية الذين لجؤوا إلى المحافظة منذ عام 2011. بعد هجوم الفيلق الخامس على القريا، بدأت الأصوات في السويداء ترتفع مطالبة بالسماح للجيش السوري بتثبيت نقاط التفتيش والإشراف على الأمن بين درعا والسويداء، وهو الموضوع الذي يمكن القول إنه لم يكن من الممكن التفكير فيه قبل شهور فقط. لكن نتيجة إهمال الأمن والسماح للجهات الفاعلة المختلفة بالتقاتل في ما بينها، أو من خلال الوكلاء المحليين التابعين لإدارات المخابرات والفروع الأمنية (أسماؤهم على كشوف الرواتب) لزعزعة استقرار الوضع، تمكنت الحكومة السورية من أن تتفرج في الوقت الذي تتصاعد فيه الأمور أكثر فأكثر.
في الوقت نفسه، تتطلع كل من إيران و”حزب الله” إلى المزيد من الجذور لما يُسمى المقاومة في الجنوب. وهم يمثلون التحدي الأكبر لطموحات الاستقرار الروسية في المنطقة، ويكثر القول إن ميزان القوى في الجنوب يميل إلى جهة إيران، لا إلى روسيا. في السويداء، إلى حد كبير كان هذا نتيجة اكتساب “حزب الله” تدريجيًا نفوذًا متزايدًا من خلال الوكلاء المحليين، بحيث تحتفظ الجماعة الآن بتشابكات مع مجموعة واسعة من الفصائل الموالية للحكومة والعصابات الإجرامية في السويداء، وكذلك مع الأمن العسكري (الفرع الأمني الأكثر قوة في جنوب سورية).
وبحسب شخصية بارزة سابقة في معارضة درعا، تحاول الجماعات المدعومة من إيران في السويداء تصعيد الوضع الحالي حتى تتمكن من الاستفادة من عدم الاستقرار، ويفرضون أنفسهم ضمن الديناميات المحلية. وقال المصدر: “يحاول النظام وإيران التصعيد، وبالطبع يحاولان إضعاف الفيلق الخامس. لديهم بالفعل نفوذ كبير داخل هذه الميليشيات، لذلك أرادوا التصعيد لأنه من مصلحة حزب الله والنظام أن يكون لهما تأثير أكبر في المنطقة”.
المنافسة الإيرانية الروسية قائمة في سورية، ولكن يمكن أن يكون هناك مبالغة في تصور حدّتها. في بعض الأحيان، ذهبت بعض المنافذ الإعلامية المؤيدة للمعارضة إلى حد تقديم العلاقة بين أقوى حليفين للنظام السوري، كأمرٍ يشبه حرب الظل، التي تحدث دائمًا في مكان ما بعيدًا عن الأنظار. ولكن في جنوب سورية، ربما يكون من الأكثر دقة وصف التصارع بأنه منافسة بين إيران وروسيا، عبر وكلاء محليين يمثلون طموحات الحلفاء على الأرض. في بعض الأحيان يعملون وفق أهدافٍ متضاربة، وأحيانًا لا يعملون.
تقدم السويداء بعض الأفكار حول الشكل الذي قد تبدو عليه العلاقة المستقبلية. في الأسابيع التي تلت اندلاع النيران الأخيرة بين درعا وجارتها الشرقية، استهدف مسلحون -يُعتقد أنهم ينتمون إلى حزب الله- مقاتلين من شيوخ الكرامة المناهضين للنظام في مدينة صلخد شرق السويداء.
شهدت المدينة، وهي مركز تهريب مهم، اشتباكات مماثلة بين الجماعات التابعة لحزب الله والمجموعات المناهضة للحكومة سابقًا، ودورة أخرى منفصلة من العنف في العديد من التصعيدات المركزة في جنوب سورية، والتي لم تنتشر بعد عبر درعا.
ولكن إذا كانت الجماعات المدعومة من إيران أكثر استعدادًا لإلقاء ثقلها على الأعداء المحليين داخل السويداء، فهناك خطر أكبر من امتداد التصعيد أكثر نحو الغرب، ويحرّض هذا الأمر الجماعاتِ المدعومة من حزب الله والعصابات الإجرامية ضد الخصوم المحليين، ومنهم الجماعات المدعومة من روسيا. إذا وصلت تلك التصعيدات إلى غرب السويداء، فمن الممكن أن تؤثر في الفيلق الخامس، في النهاية.
اسم المقالة الأصلي | Kidnappings, cross-border clashes threaten increasingly fragile status quo in Syria’s south |
الكاتب | توم رولينز، Tom Rollins |
مكان النشر وتاريخه | معهد الشرق الأوسط، Middle East Institute، 20 أيار/ مايو 2010 |
رابط المقالة | https://www.mei.edu/publications/kidnappings-cross-border-clashes-threaten-increasingly-fragile-status-quo-syrias-south |
عدد الكلمات | 2101 |
ترجمة | قسم الترجمة/ أحمد عيشة |