عنوان المادة الأصلي باللغة الإنكليزية: | Generation War”: Syria’s Children Caught between Internal Con!ict and the Rise of the Islamic State |
اسم الكاتب | بينيديتا بيرتي Benedetta Berti أكسل بيا أوسيته Axel Bea Osete |
مصدر المادة الأصلي | Strategic Assessment
|
رابط المادة | |
تاريخ النشر | تشرين الأول/ أكتوبر 2015 |
المترجم | وحدة الترجمة في مركز حرمون – فاتن شمس |
بينيديتا بيرتي Benedetta Berti، وأكسل بيا أوسيته Axel Bea Osete(*)
المحتويات
أولًا: تكلفة الحرب على مستقبل سورية: لمحة عامة
ثانيًا: النشأة في الدولة الإسلامية
ثالثًا: حرب جيل.. أولوية الاستثمار في أطفال سورية
أولًا: تكلفة الحرب على مستقبل سورية: لمحة عامة
على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت سورية بؤرة عدم الاستقرار الإقليمي؛ فقد أدى عنف “حربها الأهلية”، ودمويتها، إلى حالة إنسانية طارئة طويلة الأمد، وذات أبعاد مهولة، وسهّل نمو الجهات الفاعلة المتطرفة، كالدولة الإسلامية. وعلاوة على ذلك، وفي ما يتعدى التأثير الحالي للصراع على البلاد، وعلى الشرق الأوسط بأكمله، سيستمر إرث الحرب -بلا شك- في صوغ مستقبل سورية، فترة طويلة، بعد صمت المدافع. ويُشكِّل تأثير الصراع على أطفال سورية – بشكل خاص- جانبًا مدمرًا جدًا، وطويل الأمد، من جوانب إرث الحرب المعقدة، التي يتعين على أصحاب المصلحة الإقليمية والدولية مواجهتها، إذا ما كانوا يأملون، في استعادة قدرٍ من الاستقرار لسورية، وبلاد الشام.
وأسوة بمعظم بلدان منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا (MENA)، فإن سورية بلد شاب؛ إذ يمثل أطفال سورية من عمر 0 إلى 14 سنة، وشبابها من 15إلى 24سنة، على التوالي، ما بين الـ 20 والـ 35 في المئة تقريبًا، من عدد سكانها البالغ 22 مليون نسمة ([1]). وليس مستغربًا، أن العدد الأكبر من ضحايا الأعمال القتالية، ومنذ سقوط الثورة الشعبية السلمية، في دوامة “الحرب الأهلية” عام 2011، كان من السكان المدنيين بشكل عام، ومن أطفال سورية بشكل خاص؛ خارج البلاد، أكثر من مليوني طفل من أربعة ملايين من الأطفال اللاجئين المسجلين، هم دون عمر الثماني عشرة سنة، بينما داخل سورية نفسها، فإن نصف الاثني عشر مليون شخص، ممن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء، هم من الأطفال، وما يزيد على المليونين منهم، يقيمون في مناطق نائية، حيث “يصعب” وصول المساعدات إليها([2]).
إن وضع مخطط تفصيلي لآثار الصراع السلبية على أطفال سورية، أمر في غاية الصعوبة؛ فالتأثير متغلغل، ولا ينحصر بصحتهم الجسدية والنفسية، أو حصولهم على الرعاية الصحية الأساسية والتعليم، إنما يضعف نموهم بالعمق أيضًا، ويؤثر – بالتالي – على مستقبلهم ذاته. ومن هنا، جاء القلق الذي عبَّر عنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستيفان دي ميستورا، بقوله: “لدينا جيل كامل من السوريين، أطفال صغار، لم يشهدوا سوى الحرب”([3]).
ومع شنّ أطراف الصراع كافة-تقريبًا- هجماتٍ متعمدة ضد المدنيين، كان الأطفال مستهدفين -بشكل مباشر- أيضًا؛ ما يزيد على عشرة آلاف حالة موثقة للضحايا من الأطفال، وتقارير حول ضحايا الأطفال، من جراء التعذيب، والإعدامات من دون محاكمة، والعنف الجنسي، والاختطاف ([4]). وبالفعل، فقد أفاد تقرير لليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في شهر آذار/ مارس 2014، بأن معدلات إصابة الأطفال في سورية، كانت “الأعلى التي سُجِّلت في أي من الصراعات الأخيرة في المنطقة”([5])، ولم يتغير الوضع منذ ذلك الحين. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من حظر ذلك، بموجب القانون الإنساني الدولي، لن يكون الأطفال -ما دامت الحرب مستمرة لمدة أطول- ضحايا وشهودًا على الصراع فحسب، وإنما مشاركين مباشرين فيه أيضًا، ووفقًا للأمم المتحدة، فإن أطفالًا دون سن الخامسة عشرة، ولا تزيد أعمارهم على ثماني سنوات، قد تم تجنيدهم؛ للانضمام إلى صفوف الفصائل المسلحة المختلفة، سواء من الجانب الموالي للحكومة، أم من جانب الثوار([6])، وقد وثَّقت منظمة هيومن رايتس ووتش –بالمثل- استخدام الأطفال في القتال المباشر، والعمليات الاستخبارية، والهجمات الانتحارية، وتوريد الذخيرة إلى الجبهة الأمامية، من بين مهمات أخرى([7]).
ويجد الشبان السوريون أنفسهم، متورطين –مباشرة- في القتال، لأسباب عدة؛ ففي بعض الحالات، ينضمون طوعًا للدفاع عن قضية يؤمنون بها، بينما قد يسعون -في حالات أخرى- ليصبحوا جزءًا من جماعة مسلحة، تلبية لإحساس الجماعة والانتماء؛ بعد فقدان أحبائهم في الحرب على سبيل المثال. وبشكل حاسم، ومع وصول القتال لأن يصبح –تدريجيًّا- أحد المصادر القليلة المتاحة للدخل، يُدفع الأطفال إلى التجنيد بسبب قلة الفرص، والحاجة للبقاء أحياء، ومساعدة أُسَرِهم، وبوجود جماعات مسلحة، ولا سيما جماعة الدولة الإسلامية، ذات التمويل الجيد نسبيًّا، القادرة على دفع رواتب تصل إلى أربعمئة دولار أميركي شهريًّا (مع متوسط مكافأة شهرية، تقارب المئة دولار أميركي)؛ أصبح أن تغدو مقاتلًا – وبشكل متزايد – أحد الخيارات القليلة المتاحة للعديد من السوريين، بمن فيهم الأطفال([8]). وفي أوضاع أخرى، وينطبق هذا -بشكل خاص- على جماعات مثل الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، دُرّب الأطفال وجُنّدوا، من خلال برامج تعليمية أوسع نطاقًا. وأخيرًا، وكما هو حال الحروب الأهلية المطوَّلة كلها تقريبًا؛ فقد كان تجنيد الأطفال، يتم قسرًا –أيضًا- للعمليات القتالية، والأدوار المساعدة، على حد سواء ([9]).
وللتأكيد، لم تكن كافة الفصائل تتبنى الموقف نفسه، مما يتعلق باستخدام المجندين الأطفال؛ فعلى سبيل المثال، في شهر آذار/ مارس 2014، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إعلان التزام الامتثال إلى القانون الدولي الإنساني، وتيسير المساعدة الإنسانية، حيث أعلنوا -على الملأ- أنهم “سيمتنعون عن تجنيد الأطفال، واستخدام الأطفال في الأعمال القتالية”([10])، وهو مبدأ، أعاد تأكيده الجناح المقاتل للجماعة، الجيش السوري الحر([11])، كما تم الإعراب عن التزامات مماثلة -أيضًا- من قبل الجماعة المسلحة الكردية الرئيسة، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي (YPD)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، وقوات الشرطة الخاصة بها، الآسايش([12])، على الرغم من توثيق انتهاكات -بشأن هذا الالتزام- على مدى السنوات القليلة الماضية؛ على سبيل المثال، في شهر تموز/ يوليو 2015، وجهت منظمة هيومن راتيس ووتش انتقادًا، إلى وحدات حماية الشعب؛ لتقصيرها في التنفيذ الكامل لمبادئها التوجيهية والتزاماتها([13]).
وعلى نطاق أوسع، يقع الأطفال في خانة الفئة المستضعفة بصورة خاصة؛ فمن خلال عيشهم في بيئة فقيرة، وغير آمنة، يغدون أهدافًا محددة، لمختلف أشكال الاستغلال؛ من عمالة الأطفال، إلى العنف الجسدي، والتجنيد، والتوظيف، من قبل الجماعات المسلحة والإجرامية، وكذلك تزداد ظاهرة زواج الأطفال شيوعًا، داخل سورية، وعلى النطاق الأوسع، في مخيمات اللاجئين ([14]).
ولا يمكن الاستخفاف، بالندوب النفسية والتنموية، الناجمة عن التعرض – لفترة طويلة – لأهوال الحرب، كما لا يمكن الاستخفاف، بالتأثير المستقبلي لانعدام فرص الحصول على التعليم، وقد أثبت تأمين فرص الحصول على التعليم الابتدائي، ولا سيما التعليم الثانوي والعالي، تعقيده بين السكان اللاجئين، على الرغم من كفاح الحكومات المضيفة لاستيعاب الأطفال السوريين، وتشمل الصعوبات، التي تحرم الأطفال اللاجئين السوريين المدارس، عدم وجود الوثائق الصحيحة، وتكلفة التعليم، والبعد عن المدارس، ومسائل السلامة، والحواجز اللغوية أو الثقافية، والاختلافات الكبيرة في المناهج الدراسية، إضافة إلى حاجة القاصرين إلى العمل لدعم الأسرة([15]). أما في سورية نفسها، فالوضع أشد قتامة؛ إذ ما يقارب الثلاثة ملايين طفل لم يلتحقوا بالمدرسة، كما أن النظام التعليمي –ببساطة- قد انهار([16])؛ فقد انخفضت معدلات الالتحاق بالمدارس، إلى ما بين 50 في المئة و 100 في المئة، في السنوات القليلة الماضية؛ لتسجل سورية –اليوم- واحدًا من أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس في العالم، وهو مجرىً، مرده إلى مزيج من الدمار المادي في النظام التعليمي، وعدم توافر المعلمين، وتعذر الحصول على التعليم -بشكل عام- بسبب المسافة، الأمن، أو لأسباب مالية([17]). وأكثر من ذلك، فإن الالتحاق بالمدرسة، فعل شديد الخطورة في سورية؛ فالمدارس، وبعيدًا عن كونها مكانًا آمنًا، تشكل –مع المستشفيات والأسواق– أحد أكثر المواقع استهدافًا، والتي تُضرب -بشكل متكرر- من قبل النظام، في هجمات القصف الجوي ([18]).
إن الوضع يدعو إلى اليأس، وعواقبه تمتد إلى ما هو أبعد من البُعد الإنساني؛ فالتأثير الاقتصادي لحرمان جيل كامل من الأطفال الالتحاق بالمدرسة، تأثير جسيم، ولن يقتصر التأثير العميق، لعدم إمكانية الحصول على التعليم لفترة طويلة، في التنمية الشخصية والمهنية لجيل الشبان السوري فحسب، وإنما سيؤثر -وبنطاق أوسع أيضًا- على قدرة أُسرهم ومجتمعاتهم على التعافي، وعلى قدرة سورية –في النهاية- على الانتعاش ما بعد الحرب. وتتطلب إعادة بناء البنية التحتية التعليمية، على الصعيدين: المادي والاجتماعي، تمويلًا وجهدًا واسعي النطاق، ولن يكون ذلك بين عشية وضحاها. وفي ما يتخطى مسألة التعليم، يُمثِّل التأثير الاجتماعي للصدمة الجماعية العميقة، التي أصابت جيلًا كاملًا من السوريين، أحد أهم التحديات الواجب تخطيها، في الجهد المبذول للتعافي والانتقال، في مرحلة ما بعد الحرب؛ ما يؤثر على مجموعة واسعة من القضايا: من التماسك الاجتماعي، إلى الحملة ضد التطرف، ونجاح برامج نزع السلاح والتسريح، على نطاق شامل.
وفي هذا السياق، فإنه من المهم – وبصورة خاصة – تسليط الضوء على دور الدولة الإسلامية، وهي الجماعة التي تركِّز على الأطفال، و”إعادة التأهيل”. وقد وصف الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، أفعال الدولة الإسلامية، بأنها “إساءة معاملة الأطفال على نطاق صناعي”، وتحدٍّ “متعدد الأجيال” لتحقيق الاستقرار ([19]).
ثانيًا: النشأة في الدولة الإسلامية
إن أي تقييم لتأثير الحرب على أطفال سورية، يجب أن يعطي اهتمامًا خاصًا للدولة الإسلامية، بسبب ما أظهرته هذه المنظمة بالدرجة الأولى، من عنف ووحشية متطرفة؛ فقد استهدفت الدولة الإسلامية الأطفال –بشكل مباشر– وأعدمتهم، بينما تتورط بغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب، وإعدام القاصرين من دون محاكمة، والاستعباد الجماعي القسري، والعنف الجنسي ضد فتيات لا تزيد أعمارهن على العاشرة، ومعظمهن من الطائفة اليزيدية ([20]).
غير أن تأثير هذه المنظمة على الأطفال، الذين يعيشون في أراضٍ تحت سيطرتها، أعمق من ذلك كثيرًا؛ فمشروع الدولة الإسلامية -في الواقع- هو –أولًا وأخيرًا– مشروع سياسيٌّ، فمع إعلان الخلافة عام 2014، أعلنت الجماعة، أنها النظام السياسي الشرعي الوحيد، رافضة –بذلك- الدول القائمة في بلاد الشام وحدودها، ومؤكدة أن المسلمين جميعهم ملزمين بقبول السلطة الدينية، والسياسية للخليفة إبراهيم (بالإشارة إلى القائد و”الخليفة” أبو بكر البغدادي). وتتخطى طموحات الجماعة، والتي انعكست في صرخة المعركة، “باقية وتتمدد”، السيطرة على الأراضي والسلطة السياسية، وتمتد إلى مفهوم هندسة جديدة للمجتمع، بأعراف اجتماعية وثقافية مختلفة، ولتحقيق هذه الأهداف، اعتمدت الدولة الإسلامية على الحكم، وبناء الدولة، والإعلام المُكثَّف، ووسم وسائط التواصل الاجتماعي بهويتها، وكذلك على الوحشية المفرطة، والعقيدة العسكرية الهجومية الشاملة ([21]). وفي سعي الجماعة؛ لخلق وفرض نظام اجتماعي-سياسي جديد، يغدو تدمير أعدائها ليس كافيًا، وإنما تحتاج –أيضًا- إلى “إعادة تثقيف” رعاياها، وفي هذا السياق، انصب استثمار المجموعة –بشكل منهجي- على جيل الشباب، من خلال تزويدهم بالتعليم، والتدريب العسكري. وفي الواقع، فإن الجماعة تستهدف، كما تجند، الأطفال في صفوفها، إضافة إلى اعتمادها المنتظم على القاصرين في بعض الأحيان؛ لتنفيذ إعدام السجناء و/أو العمليات الانتحارية ([22])، ومن ثم تروج الدولة الإسلامية –بكثرة- صور أطفال صغار يضربون، أو يقطعون رؤوس، السجناء، عبر قنوات اتصالها الإعلامية؛ لاستخدامهم كأداة في استقطاب وتجنيد المؤيدين([23]).
ويُعدُّ التعليم منبرًا رئيسًا لإعداد الأجيال المقبلة، لمحاربة “الصليبيين وحلفائهم”، وكذلك دعامة أساسية لمشروع الخلافة ([24])؛ إذ تسعى الدولة الإسلامية جاهدة، في وثائقها الخاصة، إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم العلمي والديني، وتنخرط في نقاشات حول أصول التدريس، وتصميم المناهج، وإعادة النظر في النظام التعليمي ([25]). ومن أولى الإجراءات التي تنفذها الدولة الإسلامية، بعد الاستيلاء على مدينة أو قرية، هي السيطرة على المؤسسات التعليمية القائمة، وإما إغلاقها، أو ووضعها تحت سيطرة فرعها التعليمي؛ الديوان التعليمي ([26])، كما أن سيطرتها على البنية التحتية التعليمية، يسمح –أيضًا- لسلطات الدولة الإسلامية الجديدة، بمراجعة وإعادة صوغ المناهج القائمة، بما يؤكد عكس هذه المناهج لفهمهم للإسلام، ومحو أي موضوع، كحقوق الإنسان، والفنون، أو العلوم السياسية؛ أو مفاهيم، كالقومية، أو “الحدود”- يرونه غيرَ شرعيّ ([27]). وتعتمد الخلافة، لتنفيذ خططها، على المُدرسين الذين انضموا للدولة الإسلامية من الخارج، بينما توظف مدرسين محليين، شريطة المبايعة (إعلان الولاء)، واعتماد “نظام الزي الإسلامي” (بمصطلحات الدولة الإسلامية)، وحضور الدورات المخصصة للشريعة([28]).
وتؤدي معسكرات التدريب –أيضًا- دورًا رئيسًا في تشكيل الجيل المقبل من المجاهدين([29])، وعلى الرغم من أن المعسكرات ليست حصرًا على الأطفال، يُعتقد أن 60 في المئة، من المشاركين في معسكرات كهذه، هم دون سن الثامنة عشرة([30])، فعلى سبيل المثال، أفادت الأمم المتحدة أنه في حلب “مئات الأولاد، ممن لا تتجاوز أعمارهم سن العاشرة”([31])، وربما يكون المجندون الأصغر سنًّا، في الدولة الإسلامية، أطفالًا يتامى، مهجورين، أو مختطفين[32]، غير أن العديد من المشاركين الشبان ينضمون طواعية أيضًا، وغالبًا ما يتم تجنيدهم في مخيمات اللاجئين، ومن خلال الخطب العامة([33])، أو عبر شبكة الإنترنت([34])؛ إذ يوعَدون بـ “رواتب، وهواتف محمولة، وأسلحة، ومكانة الشهيد في الجنة، وزوجة “هدية””، عند التحاقهم بالدولة الإسلامية([35]). وتؤكد مؤسسات، كمؤسسة أشبال الخلافة المركزية، على الجمع بين التدريب العسكري والديني، والشعور المتغلغل بالانتماء للمجتمع والهوية، وبالتالي، تعزيز قبضة الدولة الإسلامية على عقول المجندين الشبان، كما يساهم ابتعاد الأطفال –لفترة طويلة- عن منازلهم وعوائلهم، في انخراطهم أكثر في أيديولوجية الدولة الإسلامية ورؤيتها الشاملة ([36]).
ويُستخدم الأطفال –بكثرة- في إبراز الهوية العامة للجماعة؛ بتصوير المجندين الشبان، في معسكرات التدريب، بصورة جيش يدين بالولاء للبغدادي والخلافة، ومستعد لمواصلة القتال ضد الكفار والمرتدين ([37])، وبحسب ما صرح به أحد مدربي هذه المعسكرات، فإن “جيل الأطفال هذا، هو جيل الخلافة… فقد تم تزويدهم بالعقيدة الصحيحة، وجميعهم يحبون القتال؛ من أجل بناء الدولة الإسلامية”([38]). وغنيٌّ عن القول أن التعرض لتكتيكات الدولة الإسلامية الوحشية، إلى جانب الدور الناشط في التدريب العسكري (أو حتى القتالي)، والتنشئة الاجتماعية الشاملة في نظام الخلافة التعليمي، لها عواقب طويلة المدى على “مستقبل” سورية؛ إذ ستواجه البلاد –حتمًا- تحديَ دمج “أشبال الخلافة”.
ثالثًا: حرب جيل.. أولوية الاستثمار في أطفال سورية
إن “الحرب الأهلية” السورية، بوحشيتها الهائلة، تقولب الأجيال الشابة في سورية؛ أطفال اليوم يعانون جسديًا ونفسيًا؛ فهم يُستهدفون ويُستخدمون من قبل الجماعات المسلحة، ويُرَوّعون ويُحرمون المدرسة من قبل النظام، وغدًا سيستمر إرث الحرب بتشكيل وجودهم؛ إذ سيضطرون لإعادة بناء حيواتهم، بينما يعانون صدمات نفسية مُرهقة، ويُسلَّون أنفسهم بمهارات تعليمية وحرفية محدودة، كما أن البنية التحتية التعليمية المتضررة بشدة، والاقتصاد المتهالك، سيزيدان من سوء آفاق الأطفال السوريين([39])؛ الأمر الذي لن يؤثر –بالطبع- على استقرار سورية وانتعاشها فحسب، وإنما على انتعاش المنطقة المحيطة بها أيضًا، ليس من ناحية الهجرة القسرية وحسب، وإنما من ناحية تعزيز التطرف، والنشاط الإجرامي كذلك.
وفي هذا السياق، إنه من المهم حقًا، أن نفهم تأثير الدولة الإسلامية طويل الأجل، واستهدافها الأطفال؛ فقد وضعت الجماعة استراتيجية، لا تكتفي باستخدام الأطفال للعمليات العسكرية، وإنما تقولبهم ليكونوا أنموذج مواطني الخلافة الجدد؛ وبالتالي، فقد وضعت حملة موسعة لتلقين العقائد، تستهدف الأطفال، وتجمع بين التعرض للعنف، والتشدد الديني، والتدريب العسكري. وتقرن المناهج الدراسية، في جامعات ومدارس الدولة الإسلامية، التعليم الديني باللغات والعلوم؛ حيث تدرك الجماعة ضرورة تثقيف شبابها، في مجالات جوهرية بالنسبة لتوسع الخلافة المستقبلي، وتمثل حملة التلقين العقائدي الطموحة، تهديدًا مستقبليًّا للاستقرار الإقليمي والعالمي، على حد سواء. وفي بيئة ما بعد الدولة الإسلامية، ستمثل إعادة دمج أطفال الحرب في مجتمع ما بعد الخلافة، تحديًا كبيرًا للجهات المعنية المحلية والدولية.
عمومًا، فإن تسريح وإعادة دمج الجنود الأطفال، يشكل تحديًا رئيسًا في أي مرحلة تعافٍ تلي الحرب؛ لكن الوضع في سورية مزرٍ جدًّا، وإن كان لنا أن نسترشد بالتاريخ، فإن المخاطر كبيرة جدًّا، وما يوازي ذلك أهمية، هو تأثير الحرب المطوَّلة، والمصالح الجيوسياسية، والعنف، والنزوج الجماعي للسكان الأفغان، خلال سنوات الحرب العشر ضد الاتحاد السوفياتي؛ فقد سمح ذلك الوضع بإنشاء حركة طالبان، في وقت سهَّل فيه عدم الاستقرار، الذي أعقب انسحاب الاتحاد السوفياتي عام 1989، صعود الجماعة –رسميًّا- في أفغانستان. والدرس الواجب تعلمه من هذا التطور هو: كيف أنتج فشل المجتمع الدولي، في الاستجابة للأزمة الإنسانية التي أحاطت بأفغانستان بعد عام 1989، عواقب واسعة النطاق على الأمن المحلي، والإقليمي، والعالمي.
بعد الانسحاب السوفياتي، سرعان ما فقد العالم اهتمامه بأفغانستان التي مزقتها الحرب، بصرف النظر عن الدور الذي لعبته الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومة الخاصة –غالبًا- في إرسال مساعدات محدودة ([40])؛ كانت مساعدات الولايات المتحدة عام 1994، وهو العام الذي ظهرت فيه حركة طالبان رسميًا، 3.5 مليون دولار أميركي فقط ([41]). ومجددًا، يبدو أن الأطفال، هم من يتحمّل وطأة الوضع، محاصرين بين اقتصاد متهالك، وانعدام أمن سائد، ونظام تعليمي عام مُنهار، بأدنى معدل رسمي لأعداد التلاميذ المسجلين ([42]). وفي الوقت نفسه، في باكستان، وهي موطن لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني([43])، أدى ضعف الاستثمار في التعليم العام، ونظامه المكتظ، وعدم اهتمام الحكومة الباكستانية في دمج الأفغانيين في النظام التعليمي السائد، إلى اعتماد عائلات اللاجئين على المدارس الدينية المحلية؛ لتعليم أبنائهم([44])، وقد ازداد عدد المدارس بسرعة من 2.500 عام 1980، إلى 39.000 بحلول أواخر تسعينيات القرن الماضي([45]). وتقدم المدارس الدينية التعليم، والطعام، والمنامة مجانًا، وهي حوافز مغرية للاجئين المعدمين، وفي الوقت نفسه، فإن العديد من هذه المدارس، تتلقى قليلًا من الرقابة الحكومية، أو لارقابة على الإطلاق، وتقدم تعليمًا دينيًّا مقيَّدًا للغاية، وكثير من المدارس في إقليم الحدود الشمالية الغربية مقرّبة من التيار الديوبندي الأصولي، ويتلقى فيها الأطفال –في بعض الحالات- تدريبًا عسكريًّا أيضًا؛ وبالتالي، ليس مستغربًا نشوء حركة طالبان من هذه البيئة، مع التحاق كثير من أولئك الطلاب، الذين يفتقرون إلى المهارات الثقافية والاقتصادية، اللازمة للانخراط في مساعٍ غير النشاط الديني، بحركة الملا محمد عمر، والهدف الذي وضعته لنفسها، باستعادة السلم والأمن للبلاد[46]. وفي هذا السياق، يسَّر افتقار المجتمع الدولي لالتزام إعادة الإعمار، ما بعد عام 1989، نمو الحركة، وتضخم صفوفها.
وإذا ما اعتبرنا صعود حركة طالبان في أفغانستان الجهادية، بعد السوفياتية، بوصفه دراسة حالة، فإنه من السهل رؤية، كيف سيستمر الفشل، في معالجة مصير أطفال سورية، بقض مضاجع العالم لأجيال مقبلة. وللتصدي لهذا التحدي الأمني الهائل، وطويل الأجل، لا بدَّ للمجتمع الدولي أن يستثمر في ما هو أبعد من النطاق العسكري، ويُلزم نفسه بالمستقبل، وأن يستثمر في مقاربات اجتماعية، وثقافية، وتعليمية، معقدة وطويلة الأجل؛ لاجتثاث التطرف. والتنشئة الاجتماعية؛ والوصفة البديهية، هي زيادة الاستثمار في التعليم.
وعليه، فإن الاستثمار في التعليم، في سورية، كما في أوساط اللاجئين، ينبغي أن يكون إحدى أهم أولويات المجتمع الدولي؛ فثمة حاجة للاستثمارات؛ لدعم البنية التحتية التعليمية، وكذلك لتعزيز التعليم العلاجي والمهني، ما يسمح للأطفال –شيئًا فشيئًا- بتعويض الوقت الذي حُرموا فيه المدرسة، وهذا لا يحدث حاليًّا؛ فإن 20 في المئة فقط، من إجمالي التمويل المطلوب للتعليم من الأمم المتحدة، في خطتها للاستجابة لسورية 2015، تمت تلبيتها أواخر أيلول/ سبتمبر 2015، وبالمثل، وفي حين يختلف التمويل المخصص للتعليم –في حالة اللاجئين السوريين- من بلد لآخر، تراجعت نسب الأطفال السوريين، وفقًا للمؤشرات المتاحة كافة، من الالتحاق بالمدرسة، وصولًا إلى الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. إن إدراك أهمية التعليم، وزيادة الاستثمارات، والبدء بوضع وتنفيذ برامج طويلة الأجل، أمر ملحّ لسورية، ولمستقبل سكانها. علاوة على ذلك، فإن الاستثمار في التعليم، ما هو إلا نصف المعادلة؛ فالأمر الذي يحمل القدر نفسه من الأهمية، هو معالجة الهجمات المتعمدة على المدارس، والبنية التحتية التعليمية، والتي حوَّلت المدارس –على مر السنين- من أماكن آمنة، إلى أماكن خطرة.
ومع ذلك، يبقى –حتى هذا- أقل كثيرًا مما يكفي؛ إذ إن العديد من المشكلات التي يواجهها الأطفال، من عمالة الأطفال، مرورًا بالاستغلال الجنسي، إلى تجنيد الأطفال من قبل جماعات، مثل الدولة الإسلامية، ترتبط –جوهريًّا- بالديناميات الأوسع للصراع والنزوح؛ وبالتالي، لا يمكن معالجتها إلّا في سياقها الأكبر.
(*) الدكتورة بينيديتا بيرت، باحثة زميلة في معهد دراسات الأمن القومي. وكانت أكسيل بيا أوسيته متدربة في معهد دراسات الأمن القومي.
([1] ) “الطابع الديموغرافي للجمهورية العربية السورية”، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، http://www.escwa. un.org/popin/members/syria.pdf.
([2]) بيانات من مفوضية شؤون اللاجئين، “الاستجابة الإقليمية للاجئي سورية”، http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php، ومنظمة اليونيسيف، “أطفال سورية”، http://childrenofsyria.info/category/sitrep/..
([3]) “سورية: مبعوث الأمم المتحدة الخاص يدين القصف العشوائي للمناطق المدنية”، مركز أنباء الأمم المتحدة، 14 آب/ أغسطس 2015، http://www.un.org/apps/news/ story.asp?NewsID=51638#.VdfaEniolmA.
([4]) “أطفال سورية”. وذكرت مصادر أخرى 14.691 عملية قتل (9.940 ذكور/4.679 إناث). مركز توثيق الانتهاكات في سورية، “إحصاءات أعداد الشهداء”، http://www.vdc-sy.info/index.php/en/؛ مجلس الأمن الدولي، الجمعية العامة للأمم المتحدة، “الأطفال والصراع المسلح: تقرير الأمين العام”، 5 حزيران/ يونيو 2015، http://www.un.org/ga/search/view_doc. asp?symbol=A/69/926&Lang=E&Area=UNDOC.
([5]) “تحت الحصار: التأثير المدمر لثلاث سنوات من الصراع على الأطفال في سورية”، اليونيسيف، آذار/ مارس 2014، http://www.unicef.org/publications/ index_72815.html.
([6]) “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح، https:// childrenandarmedconflict.un.org/countries/syria/.
([7]) انظر “ربما نعيش، وربما نموت: تجنيد واستخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة في سورية”، هيومن رايتس ووتش، 22 حزيران/ يونيو 2014، https:// www.hrw.org/report/2014/06/22/maybe-we-live-and-maybe-we-die/ recruitment-and-use-children-armed-groups-syria.
([8]) “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([9]) توني سومرفيلد ومارك ب. تايلور، “المعضلة الكبيرة لجنود صغار: تجنيد الأطفال في الحرب في سورية”، المركز النرويجي لموارد بناء السلام NOREF، شباط/ فبراير 2015، http://reliefweb.int/sites/ reliefweb.int/files/resources/f2c1eef2efb2c782b9a9dab621ceaf75.pdf.
([10]) “إعلان التزام الامتثال إلى القانون الدولي الإنساني، وتيسير المساعدة الإنسانية”، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، 19 آذار/ مارس 2014، http://www.etilaf.us/ihl_declaration.
([11]) “سورية: الجماعات المسلحة ترسل أطفالًا إلى الحرب”، هيومن رايتس ووتش، 22 حزيران/ يونيو 2014، https://www.hrw.org/news/2014/06/22/syria-armed-groupssend-children-battle.
([12]) “الجماعات المسلحة الكردية من غير الدول في سورية، تلتزم بحظر الألغام المضادة للأفراد، والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال”، نداء جنيف، 16 حزيران/ يونيو 2014، http://www.genevacall.org/syrian-kurdish-armed-non-state-actorcommits-ban-anti-personnel-mines-sexual-violence-child-recruitment/؛ “سورية: القوات الكردية تتخذ مزيدًا من الإجراءات؛ لإيقاف استخدام الأطفال في الأعمال القتالية”، نداء جنيف، 29 أيار/ مايو 2015.
([13]) “سورية: القوات الكردية تنتهك حظر تجنيد الأطفال”، هيومن رايتس ووتش، 15 تموز/ يوليو 2015، https://www.hrw.org/news/2015/07/10/syria-kurdish-forcesviolating-child-soldier-ban-0.
([14]) “زيجات الأطفال تتضاعف بين اللاجئين السوريين في الأردن”، العربية، 28 أيلول/ سبتمبر 2014، http://english.alarabiya.net/en/News/middleeast/2014/07/16/Child-marriages-double-among-Syria-refugees-in-Jordan-. Html.
([15]) بينيديتا بيرتي، “أزمة اللاجئ السوري: العواقب الأمنية الإقليمية والإنسانية”، تقييم استراتيجي 17، رقم 4 (2015): 41-53، http://www.inss.org.il/uploadImages/systemFiles/adkan17_4ENG_7_Berti.pdf.
([16]) “تكلفة الحرب: حساب تأثير انهيار النظام التعليمي في سورية على مستقبل البلاد”، منظمة أنقذوا الأطفال، آذار/ مارس 2015، http://www.savethechildren.org.uk/resources/online-library/cost-war.
([18]) “مستقبل تحت التهديد. تأثير أزمة التعليم على أطفال سورية”، منظمة أنقذوا الأطفال، 2014، http://www.savethechildren.de/fileadmin/Dokumente_Download/Downloadbereich/StC_Futures_Under_ Threat_Syria.pdf.
([19]) جيسيكا ستيرن وجي. م. بيرغر، “تنشئة مجاهدي الغد: العالم المُروِّع للجنود الأطفال في الدولة الإسلامية [داعش]”، الغارديان، 10 آذار/ مارس 2015، www.theguardian.com/world/2015/mar/10/horror-of-isis-child-soldiersstate-of-terror.
([20]) روكميني كاليماشي، “الدولة الإسلامية [داعش] تكرس عقيدة الاغتصاب”، النيويورك تايم، 13 آب/ أغسطس 2015، http://www.nytimes.com/2015/08/14/world/middleeast/ isis-enshrines-a-theology-of-rape.html.
([21]) جيمس فرمسون وستيفن سايمون، “داعش: جنة سفر الرؤيا المريبة اليوم”، سيرفايفل 57، رقم 3 (2015): 7-56.
([22]) “الدولة الإسلامية تنشر فيديو لأول طفل قاطع رؤوس”، مشروع كلاريون، 19 تموز/ يوليو 2015، http://www.clarionproject.org/news/islamic-state-forces-childcarry-out-latest-beheading؛ هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”؛ جوانا باراسزوك، “الرضع في الدولة الإسلامية – الاتجاه الجديد الذي تقشعر له الأبدان بين مقاتلي الدولة الإسلامية”، إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية، 19 تموز/ يوليو 2015، http://www.rferl. org/content/islamic-state-babies-toddlers-sharing-photographs/27136799. Html.
([23] ) الروابط متوافرة على اليوتيوب (حذفت من قبل المؤلفين).
([24]) مركز الحياة للإعلام، “أسود الغد”، مجلة دابق الإصدار 8: الشريعة وحدها ستحكم أفريقيا، آذار/ مارس 2015.
([25]) انظر على سبيل المثال “الجوانب التعليمية لبناء الدولة الإسلامية”، مؤسسة البتار الإعلامية.
([26]) انظر على سبيل المثال الفيديو: “إعادة فتح المدارس بمناهج جديدة – ولاية الخير”، جهادولوجي، 6 شباط/ فبراير 2015، http://jihadology. net/2015/02/06/new-video-message-from-the-islamic-state-reopeningschools-with-the-new-curriculum-wilayat-al-khayr/.
([27]) – ريتشارد سبنسر، “الدولة الإسلامية تصدر مناهج مدرسية جديدة في العراق”، التلغراف، 16 أيلول/ سبتمبر 2014، http://www.telegraph.co.uk/news/ worldnews/middleeast/iraq/11099882/Islamic-State-issues-new-schoolcurriculum-in-Iraq.html.
([28]) ياسر علاوي، “مدارس الدولة الإسلامية في دير الزور”، موقع سورية في العمق [Syria deeply]، 22 أيار/ مايو 2015، http://www.syriadeeply.org/articles/2015/05/7278/islamicstates-schools-deir-ezzor/؛ الدولة الإسلامية: دورة أبناء الخلافة للعلوم الشرعية – ولاية الفلوجة”، جهادولوجي، 4 تموز/ يوليو 2015، http://jihadology.net/2015/07/04/new-video-message-from-theislamic-state-course-of-the-sons-of-the-caliphate-for-the-sciences-of-shariahwilayat-al-fallujah/.
([29]) مركز الحياة للإعلام، “سباق نحو الله”، تشرين الثاني/ نوفمبر 2014؛ كول بينهيرو، “دور الأطفال الجنود في الحركة متعددة الأجيال”، مركز مكافحة الإرهاب، 27 شباط/ فبراير 2015، https://www.ctc.usma.edu/posts/therole-of-child-soldiers-in-a-multigenerational-movement.
([30] ) هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”.
([31]) “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([32]) ميا بلوم، “أشبال الخلافة: أطفال الدولة الإسلامية [داعش]، الشؤون الخارجية، 21 تموز/ يوليو 2015، https://www.foreignaffairs.com/articles/2015-07-21/cubscaliphate.
([33]) سومرفيلد وتايلور، “المعضلة الكبيرة لجنود صغار”.
([34]) هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”.
([35]) “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([36]) مشرق عباس، “أشبال خلافة الدولة الإسلامية”، المونيتور، 4 حزيران/ يونيو 2015، http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2015/06/iraq-isis-childrenrecruits-army-qaeda-execution.html.
([37]) مركز الحياة للإعلام، “سباق نحو الله”.
([38]) فايس نيوز، “الدولة الإسلامية (وثائقي كامل)“، https://www.youtube.com/ watch?v=AUjHb4C7b94.
([39]) مارتن هارتبيرغ، دومينيك بوين، ودانييل جوريفان، “إخفاق سورية”، منظمة أوكسفام الدولية OXFAM International، 12 آذار/ مارس 2014، https://www.oxfam.org/en/research/ failing-syria.
([40]) جوناثان جودهاند، “مساعدة العنف أم بناء السلام؟ دورالمساعدات الدولية في أفغانستان”، فصلية العالم الثالث 23، رقم 5 (2010): 843.
([41]) انظر موقع المعونة الأميركية على شبكة الإنترنت: http://us-foreign-aid.insidegov.com/l/196/ Afghanistan#key%20facts&s=4fLKCr.
([42]) ذو الفقار أحمد بوتا، “أطفال الحرب: الخسائر الحقيقية للنزاع الأفغاني”، BMJ 324، 9 شباط/ فبراير 2002، http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/ articles/PMC1122273/pdf/349.pdf.
([43]) روديغر شوي Rudiger Schöch، “اللاجئين الأفغان في باكستان خلال فترة الثمانينات: سياسة الحرب الباردة وممارسات التسجيل”، مفوضية شؤون اللاجئين، ورقة بحث رقم 157، حزيران/ يونيو 2008، http://www.unhcr.org/4868daad2.html.
([44] ) رياز محمد خان، أفغانستان وباكستان: صراع، تطرف، ومقاومة للحداثة (واشنطن العاصمة: مطبعة مركز وودرو ويلسون، 2011)، ص 56.
([46]) إيلي بيرمان، متطرفة، دينية، وعنيفة: اقتصادات الإرهاب الجديدة (كامبريدج، ماساتشوستس: مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، 2009)، ص 135.