بعد سنوات من القتال الشديد ضد (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام/ داعش)، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد الهزيمةَ الرسمية للجماعة الإرهابية، في آذار/ مارس 2019. وعلى الرغم من خسارة (داعش) للأرض التي أعلنت منها الخلافة، فإن هناك مشكلة أخرى ظلت قائمة، وهي مصير أطفال مقاتلي (داعش). هؤلاء الأطفال الذين كانت (داعش) تسمّيهم (أشبال الخلافة) تربّوا على التطرف، بينما الذين لقّنوهم هذه الأيديولوجية إمّا قُتلوا، أو أُسروا، أو اختفوا في الأرض. بالنظر إلى مستوى التلقين العقائدي الذي تعرضوا له، فإن هؤلاء الأطفال يعانون صدمة نفسية عميقة الجذور. لفت أطفالُ المنتسبين إلى (داعش)، المولودون لأبوين غربيين، انتباهَ العالم أخيرًا، ولكن أُهملت مسألة إعادة تأهيل الأطفال السوريين وإعادة دمجهم.

يوضح هذه الموجز السياسي أن إزالة الطابع السوري عن الأطفال السوريين تشكّل أزمة إنسانية، ويجب أن تكون أولوية دولية. وعلى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإغاثية أن تركز على هذه القضية، ليس بسبب التهديد الإرهابي الذي يمكن أن يشكله هؤلاء الأطفال فحسب، ولكن أيضًا -وهو الأهمّ- لأن هؤلاء الأطفال بشر، وهم أنفسهم كانوا ضحايا للإرهاب، ويحتاجون إلى الإدماج الاجتماعي وإلى برامج فك الارتباط الأيديولوجي وإعادة التأهيل الاجتماعي. ويجب إعادة تركيز الموارد التي تُنفق في “الحرب على الإرهاب”، لمعالجة هذه المسألة الملحة والمهملة. مثل هذا العمل في إعادة التأهيل سيساعد في اقتلاع الأيديولوجيات العنفية، وقطع العلاقات بين (داعش) والجيل المقبل في سورية.

الأطفال المتطرفون، كظاهرة، مدرجون هنا في إطار الجنود الأطفال، لأن تنظيم (الدولة الإسلامية) أنشأهم على التطرف، لجعلهم يقاتلون ويتسببون في العنف. وعلى الرغم من أن الآثار الناتجة عن الحرب والعنف والصدمات النفسية يجب أن تظل مصدرًا للقلق، فإن هذا التقرير يركز على التطرف المنهجي والمدمّر للأطفال، وعلى الحاجة إلى بدء النقاش حول هذا الموضوع.

خارج سورية، هناك نقاشات حول الأطفال الغربيين في المناطق التي كان يسيطر عليها (داعش): هل ينبغي إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو ينبغي معاملتهم على أنهم تهديدات محتملة للغرب، أو أنهم يستحقون اتهامهم بأنهم من بين أكثر الملتزمين بعقيدة (داعش). إلا أن الأطفال السوريين لم يحظوا بالقدر نفسه من الاهتمام، على الرغم من الحاجة إلى تلقينهم وتعليمهم لمحاربة التطرف وإعادة تأهيلهم. تحاول هذه الورقة تدارك هذا الإهمال، من خلال إلقاء الضوء على معاملة (داعش) للأطفال السوريين الذين عوملوا كغنائم حرب، ودراسة عملية التطرف وما يعنيه بالنسبة إلى الأطفال، وتختم الورقة بتوصيات سياسية بشأن كيفية إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال.

لقراءة الموضوع كاملًا يرجى الضغط هنا