المحتويات

المدخل

صعود “الكرد السوريين”

الانتداب الفرنسي ونشوء القومية الكردية

المدّة ما بين الانتداب وصعود الأحزاب الكردية

عهد البعث وصمت الكرد السوريين

الأحزاب القديمة في ظل حكم البعث

وصول حزب العمال الكردستاني إلى سورية

التعبئة العامة ما بعد سنة 2000

ثورة 2011 وولادة الحكم الذاتي الكردي في سورية

الثورة السورية

ثورة روج آفا

تحولات الهوية الكردية نحو المستقبل

 

 

 

المدخل

قبل عام 2011 كان الكرد السوريون يعدّون “أناسًا منسيين”[1]، إذ كانوا يلقون الاهتمام القليل من الباحثين والتغطية الإعلامية قبل الحرب الأهلية.

وضعت الحرب الأهلية الكرد السوريين على الخريطة الإقليمية مع تمكنهم السيطرة على أجزاء من شمال البلاد. وقد أثاروا الاهتمام العالمي عندما أثبتوا قدراتهم بوصفهم حلفاء فاعلين وأكثر موثوقية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) في سورية[2].

كيف تحرك الكرد السوريون نحو الهوية الكردية في سورية، وحملوا في سبيلها السلاح والمحاربة من أجلها؟ بتعبير آخر؛ كيف تحول الكرد من “منسيين” فجأةً إلى “بارزين”.

ستتابع هذه الورقة تطور الهوية السياسية الكردية السورية من خلال ثلاثة عوامل حاسمة (على الأقل) لفهم تعبئة الكرد السوريين.

أولًا: الأراضي التي شكلت الدولة السورية بعد الحروب الكبرى في القرن العشرين، واستضافت كثيرًا من الإثنيات (مثل العرب والكرد والتركمان والأشوريون) وكذلك من الجماعات الدينية (المسلمين والمسيحيين والعلويين والإسماعيليين والدروز). ثم إن الكرد أنفسهم لا يشكلون مجموعة متجانسة، فهم مجزؤون جغرافيًا وديموغرافيًا في جيوب.

ثانيًا: ألهمت هذه التجزئة الأنظمة المختلفة في سورية اتباع سياسة قمعية مبهمة بحق الكرد. كانت استراتيجية النظام تعني أن الكرد قد حُرموا الحقوق الأساسية، واسُتخدموا أدوات ضد البلدان المجاورة، بالدرجة الأولى ضد تركيا.

ثالثًا: اتبع الكرد السوريون بشكل أساس استراتيجية العمل السلمي والسياسة المعتدلة[3].

اختار الكرد المنخرطون في السياسة التواطؤ مع النظام عوضًا عن الاشتراك في التمرد، بعكس الأجزاء الأخرى في مناطق الوجود الكردي (كما في العراق وتركيا وإيران). لذا من الجدير بالذكر كيف انسحبت القوات السورية في ما يتعلق بالأزمة الحالية في سورية من المناطق الكردية في 2012 قبل سيطرة (وحدات الحماية الشعب/ YPG) عليها. فضلًا على أن العدو الرئيس لوحدات الحماية الشعب (YPG) لم يكن النظام، بل تنظيم (الدولة الإسلامية) وغيرها من مجموعات المعارضة.

الورقة دراسة خلفية لبحث الدكتوراه قد أجريته حول التعبئة للجالية الكردية في الدانمارك لدعم النضال الكردي في سورية في سياق الحرب الأهلية. الجانب التاريخي للورقة، جرت الاستعانة فيه بمصادر عدة[4]. عمومًا عدد الكتب عن الكرد السوريين محدودة، كما يشير عنوان الورقة. جرى الحصول على معلومات مفصلة حول التطور الحالي من الصحف الكردية بالدرجة الأولى، ووسائل التواصل الاجتماعي ولقاءات مع ناشطين كرد. تعتمد الورقة على مفهوم التواطؤ الذي نشأ مع ليزا ويدين (1999). هنا علينا فهم التواطؤ على أنه اخضاع المواطنين في ظل حكم أوتوقراطي واسع الانتشار وغامض.

[1] يلدز 2005، غونثر 2014.

[2] تقرير IISS 2016، 310.

[3] تيجيل 2009، 5.

[4] جوردي تيجيل 2009، هاريت آلسوب 2015.