منذ بداية الأزمة السورية، في آذار/ مارس 2011، تمّ تضييق مساحة المناورة على السوريين. وعلى الرغم من تضاؤل أهمية وجود الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2018، فإن الصراع في سورية ما يزال مستمرًا. تواصل تركيا حربها على الإرهاب ضد الأكراد، ويتصاعد العداء بين إسرائيل وإيران، وتدعم روسيا الأسد للحفاظ على نفوذها، كما تحرص الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على توحيد المقاومة ضد الوجود الإيراني. كل هذه المصالح الوطنية الأجنبية تتنافس في سورية (أوياما، 2012، ص111).

تم تهميش المصالح السورية إلى الحد الذي لا يمكن فيه تحديد وقف العداء إلا من خلال التسوية، ولا سيّما بين روسيا وتركيا وإيران، وهم اللاعبون الرئيسون في مفاوضات أستانة. قد يكون وجود سلام جزئي أو سلام سلبي، مثل وقف إطلاق النار على المستوى المناطقي، أو إنشاء مناطق لخفض التصعيد، هو نتيجة للتفاوض السياسي الذي تم بين هؤلاء. أيًا تكن الحال، من دون دمج أصوات الشعب السوري في أي عملية، لا يمكن لذلك أن يحقق سلامًا مستدامًا وإيجابيًا، أو أن يقلل من العنف البنائي في سورية.

يعتمد هذا البحث تعريفًا تشغيليًا لرأسمال الاجتماعي، ويصفه بأنه روابط وشبكات وقواعد وقيم مشتركة، يجب أن تستند إلى الثقة المتبادلة، وينبغي أن تسهل التعاون بين أعضاء المجتمع من أجل المنفعة المتبادلة. الحرب في سورية دمّرت كل تلك الصفات في الرأسمال الاجتماعي.

لقراءة الملف كاملًا اضغط هنا