تقرير شهري
ترجمة: نزار أيوب
- زلزال تركيا وسورية: 6 طرق يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط – تحليل
نشرت صحيفة (جيروساليم بوست) الإسرائيلية تحليلًا، بعنوان “زلزال تركيا وسورية: 6 طرق يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط”، جاء فيه أنه سيكون للزلازل الهائل الذي وقع يوم الاثنين في 6 شباط/ فبراير 2023 تداعيات على بقية الشرق الأوسط، وسيؤدي بعضها إلى تدفّق المساعدات إلى المناطق المتضررة، في حين أن البعض الآخر قد يكون له عواقب مهمّة على العلاقات بين بلدان المنطقة.
ذكر الكاتب المحلل سيث فرانتزمان أن إسرائيل هرعت لدعم تركيا، وعكست وزارتا الخارجية والدفاع، على حد سواء، صورة لحكومة تعمل في وحدة لمساعدة جارتها وحليفتها. وأضاف: إن إسرائيل تمتلك عقودًا من الخبرة في مجال تقديم المساعدة في أعقاب الكوارث الطبيعية، ومنها الزلازل، وإرسال فرق البحث والإنقاذ والمساعدات الإنسانية بتوجيه من قيادة الجبهة الداخلية. وأفاد فرانتزمان بأنه قد ينتج عن هذا روابط أقوى، مستدركًا أنه من المحتمل أن تكون هناك تحديات في المستقبل.
الانقسامات السورية قد تعرقل المساعدات
قال فرانتزمان إن الدمار في سورية هائل، حيث المناطق المتضررة هي موطن لملايين الأشخاص الذين نزحوا منذ أكثر من 10 سنوات بسبب الحرب الأهلية، وهم يعيشون في كثير من الأحيان في مخيمات أو في مساكن بسيطة. وأشار إلى قيام الأمم المتحدة بتقييد وصول المساعدات، حيث أصبحت المعابر الحدودية الرئيسية، مثل باب الهوى، شريان حياة للملايين. وبالنظر إلى الدمار في هاتاي، ليس من الواضح مدى إمكان أنقرة مساعدة السوريين عبر الحدود.
تساءل فرانتزمان: مَن سيساعد الناس في عفرين، حيث تتنافس الميليشيات مثل جماعة تحرير الشام المتطرفة والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على المنطقة؟ وهل سيتمكن فريق الخوذ البيضاء والمجموعات الأخرى التي لعبت دورًا خلال الصراع في سورية من مساعدة المدنيين؟ وماذا عن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية غير الحكومية؟ هل سيتمكن النظام السوري وداعموه الروس من تقديم المساعدة في حلب، حيث أدى انهيار مبنى في كانون الثاني/ يناير إلى مقتل 16 شخصًا؟ ولا سيّما أن النظام السوري معزول ويخضع حاليًّا للعقوبات.
قال فرانتزمان إن إيران التي تدعم النظام السوري تتعامل مع الزلزال الذي ضرب شمال غرب إيران. وتساءل: كيف يمكن لإيران، وهي أيضًا تخضع للعقوبات، تقديم المساعدة؟ هل سيتمكّن أحدٌ من تنسيق الجهود في سورية؟ ويجيب: بالنظر إلى المشهد المنقسم والقتال، وحقيقة أن العديد من الدول قد أمضت وقتًا أطول في قصف سورية أكثر من تقديم المساعدة لإعادة بنائها، لنا أن نتساءل: هل سيحصل السوريون بالفعل على أيّ شيء؟ وهل من الممكن أن تندلع مجاعة أو ما هو أسوأ، بسبب هذه الكارثة؟
هل تستطيع الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى وضع التوترات في مقدمة أولوياتها؟
زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف العراق، وتسعى موسكو للجمع بين تركيا وإيران وسورية وروسيا للاجتماع وإجراء محادثات تطبيع. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة غاضبة من إيران، بشأن صادرات الطائرات بدون طيار إلى روسيا، لمساعدتها في غزو أوكرانيا.
هل الزلازل والخسائر الهائلة التي سببتها ستدفع هذه البلدان إلى التخلّي عن شكاواها لمساعدة المدنيين؟ تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في شرق سورية. وتعمل قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، في مدن رئيسية ليست بعيدة عن المناطق المتضررة. هل ستقرر الولايات المتحدة والتحالف المناهض لـ (داعش) أخيرًا أن لها أكثر من مجرد دور عسكري، وتوفر بعض الدعم الإنساني؟
الانتخابات التركية في دائرة الضوء
يستذكر المحلل فرانتزمان أن الأتراك سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في أيار/ مايو المقبل، لكن من المرجح أن يستغرق التعامل مع الخسائر الهائلة للزلازل شهورًا. فهل يُمكن أن تُؤجّل الانتخابات؟ أم أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سيستغل التداعيات في محاولة لتهميش المعارضين؟
الدروس المستفادة للتأهب الإقليمي
تواجه إسرائيل ودول أخرى في المنطقة تهديدات كبيرة من الزلازل. يجب أن يكون الدمار في تركيا درسًا لكل دولة، لمعرفة ما يمكن تعلّمه. بالنظر إلى أن تركيا لها تاريخ طويل مع الزلازل، ستكون هناك أسئلة حول تشييد المباني، وهل تمّ اتباع الرموز، وهل كانت الإرشادات صحيحة؟ وهل كانت خدمات الطوارئ معدة بالشكل المطلوب.
لا يمكن منع حدوث زلازل ضخمة كهذه، لكن دولًا مثل إسرائيل ستحتاج إلى معرفة ما يمكن أن تستخلص منه. سورية مدمرة، في حين أن شمال العراق وإيران قد يتأثران كذلك، بالإضافة إلى أرمينيا وأذربيجان. هذا يعني أن المنطقة سترغب في مساعدة تركيا، وهي تستعد للمرحلة التالية.
يختم فرانتزمان تحليله بالقول إنه يمكن للبلدان في المنطقة الاستفادة من هذا للعمل معًا، ويمكن لإسرائيل وشركائها في “اتفاقيات إبراهيم”، عبر منتدى النقب، تخصيص وقت لمناقشة كيفية الاستعداد بشكل أفضل للعمل المشترك بشأن الكوارث الطبيعية المستقبلية. ويمكن للدول التي ليس لديها علاقات مع إسرائيل أن تفكر أيضًا في تنحية وجهات نظرها السلبية جانبًا، لبعض الوقت، والنظر في كيفية عمل المساعدة الإنسانية المشتركة لتحسين الظروف في المنطقة.
- بعد الهزة الأرضية: إسرائيل ستساعد سورية. وسيغادر وفد الجيش الإسرائيلي إلى تركيا الليلة
3/2/2026
جاء في مقالٍ نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) في 6 شباط/ فبراير 2023، بعد حدوث الهزة الأرضية في سورية وتركيا، أنّ إسرائيل تلقّت طلبًا عبر روسيا لمساعدة سورية، وستقوم بإيصال الأدوية والخيام والبطانيات وغيرها من المعدّات الإنسانية إلى سورية. وأشارت إلى قول مسؤول إسرائيلي كبير: في حال طُلب منا استيعاب الجرحى، فسنردّ بالإيجاب. في دمشق، أنكروا أنهم طلبوا المساعدة، وقالوا: “إنها حملة لصالح رئيس الوزراء”.
أشار المقال إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وجّه إلى إسرائيل نداءً غير عادي وغير مسبوق، للمساعدة في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد. تم استلام الطلب في إسرائيل عبر طرف ثالث -روسيا- بعد مقتل 771 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 1000 في سورية. وقد أفادت التقارير عن مقتل 371 شخصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، وحوالى 400 شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار المعارضين له. ونقلت الصحيفة تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستساعد سورية، وكذلك تركيا، على غرار عشرات الدول التي عرضت بالفعل مساعدة الدولتين الأكثر تضررًا من الزلازل المميتة. وأشارت إلى ما قاله نتنياهو: “أصدرتُ تعليماتي، بناءً على طلب الحكومة التركية، بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية”. وأضاف قائلًا: “حيث إني تلقيت طلبًا لمساعدة ضحايا الهزة في سورية، أصدرت تعليماتي للقيام بذلك أيضًا”.
ذكرت الصحيفة أن المساعدات التي ستُنقل إلى سورية ستتكون من معدات إنسانية، مثل الأدوية والخيام والبطانيات وغيرها من المعدات التي سيتم إرسالها إلى عناصر نظام الأسد. وأضافت أن مسؤولًا سياسيًا رفيعًا قال: كلّما طلب النظام نقل المصابين إلى إسرائيل، لتلقي العلاج الطبيّ في القدس، فإننا سنردّ بشكل إيجابي. ولن تشمل المساعدة بعثة إنقاذ إسرائيلية تدخل الأراضي السورية.
وختمت الصحيفة بأن الجهات الرسمية السورية نفت التقارير التي تفيد بأنهم طلبوا المساعدة من إسرائيل. ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصادر مطلعة على التفاصيل قولها: “ننفي التقارير والادعاءات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، بأن سورية طلبت المساعدة من إسرائيل، وكل ما يُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذا الشأن هو عبارة عن حملة لصالح رئيس الوزراء ولا شيء غيره. كيف يمكن لسورية أن تطلب المساعدة من الكيان الذي قَتل وساعد في قتل الشعب السوري لعقود طويلة؟”.
- يديعوت أحرونوت: رئيس الأركان في زيارة سرية للبحرين: “ناقشنا أهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي”
10/2/2023
تناقلت وسائل إعلام اسرائيلية أخبارًا عن قيام رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بزيارة سريّة إلى البحرين، الخميس في 9 شباط/ فبراير 2023. وفيما امتنعت إسرائيل عن نشر تفاصيل الزيارة، نشر الموقع الإخباري البحريني “أخبار الخليج” صورة لوليّ العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، في استقبال وفدٍ من كبار المسؤولين الأمنيين، وبضمنهم هاليفي الذي ظهر بملابس مدنية، وناقش الوفد أهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي.
ونقلت (يديعوت أحرونوت) عن وكالة أنباء البحرين أن “وليّ العهد كان يود التأكيد أن الأمن والاستقرار هما على رأس أولوياتهما، وأن على جميع الأطراف العمل على الحفاظ عليهما دائمًا، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تهدف إلى تعزيز الأمن وتعزيز الأمن”، فضلًا عن دورها المهمّ في خلق خط فكري موحد ورؤية مشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي. وأضافت أن هذا النوع من التعاون يضمن الحماية المتبادلة للجميع في مواجهة التحديات القائمة، وتحقيق السلام وتمهيد الطريق للازدهار.
أشار المقال إلى تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي، في حديث إلى صحيفة (إيلاف) السعودية، على خلفية الزلزال الشديد الذي ضرب سورية هذا الأسبوع، أشار فيه إلى احتمال أن تستغل إيران الكارثة، وقال: “لن نتردد في مهاجمة أي شحنة أسلحة إيرانية تصل إلى سورية، تحت ستار مساعدات إنسانية. لدينا معلومات عن نية إيران استغلال الوضع المأساوي في سورية، وإرسال شحنات أسلحة لترسيخ أقدام حزب الله في سورية تحت ستار المساعدات الإنسانية. وأضاف أن إسرائيل ليست على استعداد لقبول مثل هذا الوضع، وستكون مستعدة لشن هجمات في أي مكان على الأراضي السورية”.
وبشأن المساعدات الإنسانية من إسرائيل، قال المصدر: إن “الجيش لم يتلق أي تعليمات بإيصال الأدوية أو المعدات لسورية، لكن إسرائيل مستعدة لإرسال ما هو مطلوب لضحايا الزلزال في كل مكان”. وذكر المقال أيضًا أن “إسرائيل زادت من رقابتها على كل ما يمرّ من إيران إلى سورية، هذه الأيام”. وأضاف المصدر نفسه: “حاولت إيران في الماضي إخفاء وسائل قتالية في شاحنات للخضار والفواكه وفي قوافل مساعدات مختلفة، مما دفع إسرائيل إلى مهاجمة هذه الشاحنات، العام الماضي وأوائل هذا العام، في أثناء عبورها من العراق إلى سورية. وختمت بأنه لا سلطة للحكومة السورية في مطالبة إيران بنقل السلاح، وحتى لو قاومتها فلن تكون مجدية”.
- الزلزال الذي ضرب سورية يوفّر عاملًا لعزل الأسد
8/2/2023
جاء في تحليل نشرَته صحيفة (جيروساليم بوست) الإسرائيلية، نقلًا عن وكالة “رويترز”، أن المحللين يقولون إن الرئيس بشار الأسد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من الزلزال الذي دمّر أجزاءً كبيرة من سورية وتركيا، وهو يضغط من أجل إيصال المساعدات الخارجية عبر أراضيه، بهدف التخلص من عزلته الدولية. وأضاف التحليل أن دمشق انتهزت فيض حالة التعاطف مع السوريين الذين ضربهم الزلزال، لتكرر مطالبتها منذ فترة طويلة بالتنسيق معها، لكن القوى الغربية لم تظهر أي مؤشر على استعدادها لتلبية هذا المطلب أو إعادة التعامل مع الأسد، على الرغم من تعزيز موقفه جراء الصعوبات التي تواجه تدفق المساعدات من تركيا عبر الحدود إلى شمال غرب سورية الذي يسيطر عليه المتمردون. ونبّه التقرير إلى توقف تدفقات المساعدات التي تعد ضرورية لأربعة ملايين شخص في المنطقة، لأن دمشق اشترطت وصول المساعدات إلى جيب المعارضة في الشمال، عبر سورية، وليس عبر الحدود التركية.
فرصة للأسد
أشار التقرير إلى قول آرون لوند، الخبير في الشؤون السورية في “مؤسسة القرن – Century Foundation“: إن هذه الأزمة ستكون بمنزلة فرصة للأسد لكي يظهر ويقول “إنكم بحاجة للعمل معي أو من خلالي”. لكنه أضاف أن الأسد سيكون ذكيًا إذا سهّل المساعدة للمناطق الخارجة عن سيطرته، وسيحصل بذلك على فرصة ليبدو وكأنه لاعب مسؤول، مستدركًا بأن النظام عنيد للغاية. واستذكر رفض وزارة الخارجية الأميركية الاقتراح المتمثل بأن الزلزال يمكن أن يكون فرصة لواشنطن للتواصل مع دمشق، والتي أعلنت مواصلة تقديم المساعدة للسوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة عبر المنظمات غير الحكومية على الأرض وليس عبر الحكومة، لأنّ التواصل مع حكومةٍ، تقوم بمعاملة شعبها بوحشية منذ عشر سنوات باستخدام الغازات وذبحهم والتسبب لهم بالمعاناة، ستأتي بنتائج عكسية.
أشار التقرير إلى أن موسكو المنغمسة في حرب مع أوكرانيا تعتبر تحالفها مع دمشق ورقة مساومة مع الغرب، ولذلك قدمت الدعم السريع للأسد، بوصفه حليفها الرئيسي، وأرسلت فرق إنقاذ، ونشرت قوات بالفعل في سورية للانضمام إلى أعمال الإغاثة.
موارد
ذكر التقرير أن موسكو جادلت طويلًا بأنّ إيصال المساعدات إلى شمال غرب سورية من تركيا ينتهك السيادة السورية، وأثار تمديد التفويض لعملية المساعدة تلك جدلًا دبلوماسيًا، بين روسيا والقوى الغربية في مجلس الأمن. وبينما يخشى السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من أن تخنق دمشق المساعدات، إذا تم إغلاق الطريق التركي وسيطرت الحكومة على تدفق المساعدات، طلب سفير سورية لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المساعدة، وقال إنه يجب تنسيق تدفقات المساعدات مع الحكومة، وتسليمها عبر سورية، وليس عبر الحدود التركية. وأعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد هذا الأسبوع أن الحكومة مستعدة “للسماح بدخول المساعدات إلى جميع المناطق، ما دامت لا تصل إلى الجماعات الإرهابية المسلحة”، وذلك في إشارة إلى المتمردين. وصرّح المقداد لإذاعة الميادين العربية بأن العقوبات “تزيد من صعوبة الكارثة”، فيما دعا الهلال الأحمر السوري ومقره دمشق إلى رفع العقوبات التي تفاقم الصعوبات الاقتصادية، والتي شددتها واشنطن في 2020.
وختم التقرير بما قاله جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، بأن دمشق تحاول الاستفادة من المساعدات “لإضفاء الشرعية على النظام”، من خلال استغلال التعاطف من قبل جميع العرب والعالم بأسره تجاه السوريين الذين عانوا كثيرًا.
- الصحافة الإسرائيلية والهجوم الجوي على منطقة كفر سوسة في دمشق
اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلي بما أفادت به وسائل إعلام سورية، مساء (السبت)، بالهجوم الجوي الذي شنته مقاتلات إسرائيلية على منطقة كفر سوسة في دمشق، والذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 15، بحسب الجيش السوري ووزارة الصحة السورية.
وقد ذكرت صحيفة (معاريف) أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى مقتل ثلاثة من القتلى في حيّ كفر سوسة، نتيجة إطلاق صواريخ أرض – جو السورية، فيما أصيب اثنان آخران من الجيش السوري على ما يبدو في منطقة أخرى، بعد إطلاق النار على الطائرات. صحيفة (يديعوت أحرونوت) قالت بدورها إن الصور تظهر أن أضرارًا لحقت بمبانٍ في حيّ كفر سوسة، حيث هنالك تواجد إيراني كبير. وأشارت إلى تصريحات مسؤولي المعارضة ومصادر أخرى موثوقة بأنه صاروخ سوري مضاد للطائرات انفجر في الحيّ. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت قد أوضحت بأنها هاجمت بشكل عام جنوب دمشق وجبل الدروز.
ونقلت الصحيفة، عن محلل الشؤون الأمنية رون بن يشاي، تأكيد مصادر شرق أوسيطة موثوقة بشأن تصريحات قوى المعارضة السورية التي أفادت بأن صاروخًا مضادًا للطائرات أصاب مبنًى في كفر سوسة. وذكرت المصادر نفسها أن كفر سوسة لم تُهاجَم إطلاقًا، بل إن الهجوم استهدف منطقة السويداء، ومنشآت يستخدمها الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية جنوبي دمشق. واستشهدت الصحيفة بأحداث مشابهة وقعت في أوقات سابقة، كإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، سواء في سورية أو في هجمات روسية على أوكرانيا، وتحطمت طائرات على المنازل، مما أدى إلى أضرار وجرحى.
أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل استهدف على يبدو أهدافًا نوعية من أسلحة مضادة للطائرات ومعدات صواريخ دقيقة، ولمحت إلى نقل إيران كثيرًا من المعدات الإنسانية إلى سورية بالطائرات، ولذلك يمكن الافتراض أنهم استغلوا هذا أيضًا لتهريب أسلحة أو معدات لإنتاج الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولًا عسكريًا إسرائيليًا ذكر، في مقابلة مع صحيفة “إيلاف” السعودية، أن هنالك احتمالًا بأن تستغل إيران الكارثة على خلفية الزلزال العنيف الذي ضرب سورية. وأشار المسؤول قائلًا: “لن نتردد في مهاجمة أي شحنة من أسلحة إيرانية تصل إلى سورية تحت ستار مساعدات إنسانية، ولدينا معلومات عن نية إيران استغلال الوضع المأساوي في سورية، وإرسال أسلحة إلى حزب الله من شأنها أن تساعد في تعزيز تموضعه في سورية تحت غطاء إنساني”. وأضاف: “هذا وضعٌ لن تكون إسرائيل مستعدة لقبوله، ونحن مستعدون لمهاجمة أي مكان على الأراضي السورية”.
وجاء في مقالة نشرتها (يديعوت أحرونوت)، في 20 شباط/ فبراير 2023، بعنوان: “الهجوم في سورية – ردًا على الهجوم على الناقلة. روسيا تدين: هذا انتهاك للقانون الدولي”، ادعاء بأن صاروخًا سوريًّا مضادًا للطائرات أصاب حيًّا في دمشق، وألحق أضرارًا به جسيمة، مشيرة إلى أن روسيا وسورية سارعتا إلى إلقاء اللوم على إسرائيل، حيث أعلنت روسيا أن “استمرار الهجمات غير مقبول، خاصة ونحن نساعد السوريون في التعامل مه تداعيات الزلزال”.
واستشهدت الصحيفة بما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “ندين بشدة الأعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل والتي تشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي، ونحثّ الجانب الإسرائيلي بشدة على وقف الاستفزازات المسلحة ضد سورية، والامتناع عن الإجراءات التي تترتب عليها عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها. الاستمرار في مثل هذه الممارسة الوحشية غير مقبول على الإطلاق، لا سيما في ظلّ الظروف التي تساعد فيها العديدُ من دول العالم، ومنها روسيا، سوريةَ في التغلّب على عواقب الزلزال المدمر، من خلال إرسال المنقذين والأطباء والمعدات الإنسانية”.
أشارت الصحيفة إلى قول محلّل الشؤون الأمنيّة رون بن يشاي: إذا كانت إسرائيل هي من نفّذ الهجوم؛ فهذا ردٌّ على هجوم الإيرانيين يوم الجمعة على الناقلة الإسرائيلية المملوكة للملياردير أيال عوفر، أي قبل يوم من الهجوم في سورية. وأضافت أن الهجوم تم وفقًا لسياسة إسرائيل الجديدة: (اللعب ضدّ الإيرانيين في الملعب بأكمله)، وفقًا للسياسة التي حدّدها كلٌّ من رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، ورئيس الموساد ديدي بارنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي أيال حولاتا، حيث تجبر إسرائيل الجمهورية الإسلامية على أن تدفع ثمنًا باهظًا جراء أفعالها، في المكان والزمان المناسبين.
ونبّهت الصحيفة إلى ما أعلنته مصادر شرق أوسطية موثوقة بأنّ أحد الأهداف التي تعرضت للهجوم كان رادارًا بعيد المدى، وضعه الإيرانيون في منطقة السويداء، بمقدوره مراقبة التحركات الجوية لإسرائيل والأميركيين في المنطقة، وفي الأردن وغرب العراق. وأضافت الصحيفة أنّ المصادر نفسها ذكرت أن القصف كان على منشآت يستخدمها الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية جنوب دمشق، وليس في المدينة نفسها.
- دبلوماسية الزلزال
نشر أيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، والمتخصص في التاريخ الحديث لسورية ولبنان والصراع العربي الإسرائيلي، تحليلًا في صحيفة (يسرائيل هايوم) اليمينة، قال فيه إن الزلزال هو فرصة بالنسبة إلى تركيا وإسرائيل لتكثيف جهودهما لتدفئة العلاقات بينهما، والتي بدأت العام الماضي. وأضاف أن الكوارث التي تحل بالآخرين تفتح نافذة للقادة والحكومات، وكذلك للدول التي تأثرت بها، لتعزيز مصالحهم من خلال “دبلوماسية الكوارث”.
أشار زيسر إلى أن الزلزال بالنسبة لتركيا وإسرائيل وفّر فرصة لرفع مستوى الجهد في محاولة لتحسين العلاقات بينهما، والتي بدأت العام الماضي؛ إذ سارعت إسرائيل بإرسال وفد إغاثة، ومستشفى ميداني، على غرار ما فعلت في الزلزال السابق الذي وقع في تركيا، في آب/ أغسطس 1999. وأكّد أن الأتراك ردّوا هذا الجميل لإسرائيل، خلال كارثة الكرمل في كانون الأول/ ديسمبر 2010، عندما أرسلوا طائرات إطفاء للمساعدة في التعامل مع الحريق الكبير، ساعدت في إخماد النيران في جبال الكرمل، وساعدت أيضًا في إخماد الحريق الذي عصف بالعلاقات بين البلدين.
أضاف زيسر أن الزلزال يؤدي إلى تغيير حياة الملايين، في المناطق التي تأثرت به، لكنه لا يُغيّر الواقع الداخلي والإقليمي بشكل أساسي. فهو يُسهّل أو يُسرّع التحوّلات في العلاقات بين البلدان، التي ربّما كانت ستحدث على أي حال، ولو بوتيرة مختلفة. وكدليل، على عكس الحالة التركية، حيث تم التعامل مع الزلزال لتكثيف التحركات الدبلوماسية، لم يكن هذا هو الحال في سورية، حيث نادرًا ما حازت على اهتمام وسائل الإعلام، ولم يسارع أحدٌ تقريبًا إلى مساعدتها. ففي العقد الماضي، اندلعت حرب أهلية دموية في سورية، تسببت بمقتل نحو 600 ألف شخص، وتدمير نحو ثلاثة أرباع البنية التحتية والمباني في البلاد. من هنا، يمكن أن نفهم لماذا الزلزال الذي تسبب في مقتل عدة آلاف بعضهم في مناطق لا يسيطر عليها النظام السوري، مع انهيار عدة آلاف من المباني، لا يُفضي إلى تغييرات بالنسبة إلى نظام بشار الأسد، وإلى أصدقائه وأعدائه على حد سواء.
يضيف الكاتب أن إسرائيل التي تلقّت طلبًا غير مباشر لمساعدة سورية، ربّما من خلال الروس، أعلنَت أنه من الصواب التعبئة والمساعدة، لكن السوريين سارعوا إلى الإعلان عن عدم رغبتهم في هذه المساعدة. من المحتمل أن تصل بطانيات أو خيام إسرائيلية في نهاية المطاف إلى سورية، مثلما وصلت مئات الآلاف من جرعات لقاح كورونا إلى السوريين عبر موسكو، قبل عامين، لكن لا ينبغي الافتراض أن ذلك سيؤدي إلى أي تغيير في السياسة السورية، أو في طبيعة علاقات دمشق مع طهران.
ختم زيسر بالقول: من الجدير بالذكر أن زلزالًا ضرب مدينة بام الإيرانية، في كانون الأول/ ديسمبر 2003، راح ضحيته نحو 40 ألف شخص. وقد استغلّ الإيرانيون والسوريون الحدث بخلاف الدبلوماسية، إذ حصلوا على إذن بتسيير جسر جوي للرحلات الجوية، ينقل المساعدات من سورية إلى إيران، عبر أجواء العراق التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة آنذاك، واتّضح أن الطائرات لم تعد إلى سورية فارغة، بل محملة بصواريخ إيرانية موجهة لحزب الله، وهذه طريقة أخرى في الشرق الأوسط للاستفادة من المآسي والكوارث الطبيعية.
- الضربات الجوية في سورية قد تدفع المحور الموالي لإيران إلى التصعيد- تحليل
نشرت صحيفة (جيروساليم بوست)، في 22 شباط/ فبراير، تحليلًا لسيث فرانتزمان، تناول الضربات الجوية التي قامت بها إسرائيل في سورية قبل يومين، ذهب فيه إلى أن هذه الحادثة مختلفة، لأن رغبة النظام السوري في تسليط الضوء على الهجوم قد تكون مرتبطة بقضايا أخرى. وأشار التحليل إلى انتقادات إيران ووكلائها المرتبطين مباشرة بالحرس الثوري الإسلامي إسرائيل لشنّ ضربات جوية في سورية، مضيفًا أنه في غضون ذلك، انتشرت أيضًا تقارير عن إطلاق صواريخ من قبل وكلاء موالين لإيران، استهدفت القوات الأميركية في شرق سورية، ومنطقة حقل العمر، ومهاجمة إيران سفينة تجارية قبالة سواحل عمان.
ما دلالات ذلك؟
اعتبر المحلّل أن الضربات الجوية التي استهدفت سورية، يوم الأحد في 22 شباط/ فبراير، غيرُ عادية، حيث أوقعت عددًا كبير من الضحايا، وهو أمرٌ لا يحدث عادة في مثل هذا السيناريو. وقد اتّهمت سورية، في الماضي، إسرائيل بتنفيذ هجمات، لكنها لم تُفصح عن معلومات بهذا الخصوص، ولم تحشد أصدقاءها في وسائل الإعلام الموالية لإيران أو في حماس، لإدانة الهجمات، وهو الأمر الذي حدث هذه المرّة، مما يشير إلى أن النظام السوري يريد التركيز على الهجوم أكثر من المعتاد.
لفت المحلل فرانتزمان إلى أن سورية تعي أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين زار أوكرانيا، الأسبوع الماضي، بينما تحاول إعادة إحياء علاقاتها مع الخليج، مضيفًا أن الزلازل المميتة التي ضربت تركيا وسورية وضعت دمشق في نوع مختلف من الأضواء؛ إذ يأتي كل ذلك في الوقت الذي زار فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الصين، الأسبوع الماضي، ومواجهة روسيا ضغوطًا من الولايات المتحدة بشأن مزاعم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في معرض غزوها لأوكرانيا.
يستشهد فرانتزمان، في معرض تحليله، بتأكيدات إسرائيل المستمرة بشأن تصميمها على منع ترسيخ إيران أقدامها في المنطقة ونقل الأسلحة عبر سورية، وسعي النظام السوري لتلقي الدعم من إيران وروسيا في مواجهة هذه الضربات. ويستقرئ أن سورية ترغب في الحصول على دعم روسيا الآن، وسوف تستخدم زيارة كوهين لأوكرانيا كوسيلة ضغط في سبيل ذلك.
- صفقة الطائرات المقاتلة الروسية مع إيران هي علامة ضعف – تحليل
نشر سيث فرانتزمان تحليلًا، في صحيفة (جيروساليم بوست)، في 24 شباط/ فبراير 2023، بشأن عزم روسيا تزويد إيران بطائرات مقاتلة، جاء فيه أنّ من شأن ذلك أن يُقوّي الأسطول الجوي لإيران، في الوقت الذي بلغت فيه التوترات الإيرانية مع الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة ذروتها. وذكر بأن هذه الخطوة جاءت بعد عام من غزو روسيا لأوكرانيا، حيث تلقّت روسيا طائرات بدون طيار من إيران. فهل يمكن لروسيا أن تدفع لإيران “عينيًا”، مقابل الطائرات بدون طيار، بأن ترسل لها بعض المقاتلات القديمة؟
تحذيرات الولايات المتحدة تحققت
أشار فرانتزمان، في سياق التحليل، إلى تحذيرات الولايات المتحدة بشأن تحركات روسيا، حيث إن العلاقات بين إيران وروسيا في الماضي قد أثبتت صحتها، مما يعني أخذ التقارير التي تفيد بأن موسكو قد تزوّد إيران بطائرات نفاثة على محمل الجد. واستشهد بتصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بأن “روسيا قد تُزوّد إيران بتعاون دفاعي غير مسبوق، يشمل الصواريخ والإلكترونيات ووسائل والدفاع الجوي، وطائرات مقاتلة”.
سورية كأرض اختبار
جاء في سياق التحليل أنّ روسيا استغلّت الحرب الأهلية كأرض اختبار للأسلحة، ولزيادة المبيعات؛ إذ اختبرت مقاتلات Su-30، و Su-35، في سورية. واستذكر أحد التقارير شراء الجزائر قاذفات مقاتلة من طراز SU-32، فضلًا عن اهتمام دول أخرى، مثل باكستان وفيتنام وإندونيسيا، بالطائرات والمروحيات الروسية. وأشار إلى امتلاكها العديد من الطائرات التي تعود أصولها إلى الستينيات والسبعينيات، معظمها من طراز أميركي، مثل F-4s و F-5s و F-14s، ولديها بعض Su-24s، وتسعى منذ سنوات إلى شراء Su-35s.
أكد التحليل اهتمامَ إيران الرئيسي بأن تحصل على Su-30s، لمنح سلاحها الجوي نطاقًا موسعًا في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف أن إيران سعت إلى شراء Su-34 و Su-35، وأعربت عن اهتمامها بالجيل الخامس من Su-57. وأشار إلى عدم استخدام روسيا قوتها الجوية بشكل مكثف في حرب أوكرانيا، خشية إسقاط مقاتلاتها وقاذفاتها، ويبدو أنها تفتقر إلى القوة والثقة لاستخدام الطائرات في أوكرانيا، مع أنها استخدمتها في سورية.
يضيف فرانتزمان في سياق تحليله أنْ ليس لدى إيران القدرة على تحديث قوتها الجوية، من خلال عمليات الاستحواذ الرمزية، إذ سيحتاج الطيارون الإيرانيون إلى التدريب. وحتى لو كان لدى دولة مثل إيران عدد قليل من الطائرات الجديدة، فلن تكون قادرة على استخدامها في صراع حقيقي. كان للعراق قوة جوية في عام 1990، وثبت أنها غير فعالة.
يختم فرانتزمان تحليله بالقول: إنّ امتلاك قوة جوية حقيقية مسألةٌ تتطلب عقودًا مسمعقودًا من الاستثمار والتدريب، وستكون الطائرات الحديثة من الجيل الخامس قادرةً بسهولة على تدمير أي طائرة مجزأة قد تُرسلها روسيا إلى إيران. باختصار: تُعتبر عمليات الاستحواذ الإيرانية المحتملة في سوق الطائرات الروسية المتعثرة علامةً على ضعف البلدين أكثر من كونها علامة على تغيير حقيقي للعبة.