بدأت يوم أمس الاثنين 22 تموز/ يوليو 2019، أعمال دورة (التدريب على قراءة الأرشيف العثماني) التي يُنظّمها مركز حرمون للدراسات المعاصرة، في مقرّه الكائن في حي الفاتح بمدينة اسطنبول التركية.
يُشارك في الدورة التدريبية 26 متدربًا ومتدربة، أتراك وسوريون وعرب من جنسيات عربية أخرى، ممن يجيدون اللغتين العربية والتركية معًا، بإشراف المدرب المختص الأستاذ كمال خوجة، وتمتد الدورة لثلاثة شهور، وتهدف إلى تمكين المتدربين من قراءة الوثائق العثمانية وفهمها والبحث فيها، وترجمتها إلى اللغة العربية، أو إعادة كتابتها باللغة التركية بالحروف اللاتينية.
بدأت الدورة التدريبية بكلمة للأستاذ سمير سعيفان، مدير مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، رحّب فيها بالمشاركين في الدورة، وتحدث عن أهمية اختيار موضوع الدورة (التدريب على قراءة الأرشيف العثماني) بسبب الكم الهائل من المعلومات الموجودة في الأرشيف، الذي يضم نحو 250 مليون وثيقة عن تاريخ المنطقة منذ أكثر من 500 عام، لافتًا إلى أن “تغيّر كتابة العثمانية من الأحرف العربية الى الأحرف اللاتينية أوجد صعوبة في الاطلاع على هذه المخطوطات للناطقين باللغة التركية”.
تلا ذلك كلمة للمدرب كمال خوجة، عرّف من خلالها المشاركين إلى الأرشيف العثماني وأهميته، وتحدث عن تجربته الشخصية في العمل بترجمة المخطوطات العثمانية، وعن مركز أرشيف الوثائق العثمانية وأقسام الأرشيف، وحجم الوثائق وطرق التعريف بالوصول إليها.
والأستاذ المدرب كمال خوجة يُعتبر واحدًا من أهم خبراء الأرشيف العثماني في تركيا، وقضى ما يزيد عن خمسين عامًا في ترجمة الوثائق العثمانية، وبلغ عدد ما ترجمه منها أكثر من 50 ألف وثيقة، كما ترجم العديد من الكتب العثمانية والتركية إلى اللغة العربية، وأسس القسم العربي في وكالة (إخلاص) للأنباء، ووكالة (جهان) للأنباء التركيتين.
تأتي أهمية هذه الدورة التدريبية كون الأرشيف العثماني يضم نحو 250 مليون وثيقة ومخطوطة تتناول تاريخ العديد من البلدان العربية والأجنبية، ويُعدّ ثالث أكبر أرشيف في العالم من حيث كمية الوثائق التي يضمها، و 100 مليون وثيقة من وثائق الأرشيف يخص المنطقة العربية من مختلف مناحي الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، وتعد مصدرًا تاريخيًا مهمًا لا غنى عنه للباحثين.
تُقسم هذه الدورة التي تضم 150 ساعة تدريبية إلى أربع مراحل: تهدف الأولى منها إلى تعلّم مبادئ الخط العثماني، ومبادئ قراءة وفهم وثائق بدرجة صعوبة أولى، مثل “وثائق برسم الرقعة” وترجمتها إلى اللغة العربية. وتهدف الثانية إلى تعلّم مبادئ قراءة وفهم وثائق بدرجة صعوبة ثانية، بينما تهدف الثالثة إلى تعلّم مبادئ قراءة وفهم وثائق بدرجة صعوبة ثالثة، والرابعة والأخيرة يتم فيها تقديم مراجعات وتمارين منوعة.