اختتم مركز حرمون للدراسات المعاصرة، دورة في مجال “كتابة الرواية”، نفّذها المركز في مقره في الدوحة على مدار أسبوعين، وأشرف عليها وقدمها الأديب لؤي خليل، الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية في جامعة قطر، وحضرها 11 متدربًا من جنسيات عربية مختلفة.
خُصّصت الدورة لنقاش مجموعة من الموضوعات التي ترتبط بالخطوات العملية لكتابة الرواية ووضع المخطط الهيكلي لها، حيث عرض مشرف الدورة على المتدربين أهم الأفكار التي تُعنى بالأعمال الأدبية وطريقة التفكير بالصور وبناء القصة عليها، والدور الذي يؤديه الغموض في العمل الروائي، مع أهمية التفاصيل الخاصة بالأحداث والشخصيات والزمان والمكان.

كما تناول في محور آخر تعريف المتدربين بكيفية رسم إطار عام للرواية يشمل الحكاية الأساسية والحكايات الفرعية المنبثقة من هذا الإطار، مع توعية المتدربين بطرق نسج شبكة العلاقات في الرواية وتحديد الدوائر والوظائف وتوزيعها.
وفي محور ثالث ناقشت الدورة طريقة السرد في العمل الأدبي، وزواياه بدءًا من السارد العليم مرورًا بالسارد المصاحب وانتهاءً بالسارد من الخارج، والفرق بين كل زاوية سرد واللغة التي تقوم عليها، ونوع النص الذي يناسبها.
واختص المحور الرابع في شرح عملية التوازن والمؤشر الدرامي، وكيفية كسر التوازن، وطرق العودة للحالة المتوازنة الأولى أو حالة توازن بديلة مع الحفاظ على حركة المؤشر الدرامي وتوتراته تبعًا لأحداث الرواية، كما ناقش قواعد الحكي المتعلقة بالرواية، وارتباط العمل من أوله بالنهاية التي يختارها الكاتب إذ يبنى العمل على نهايته، وتحكم النوع الادبي بطرق العرض مع احترام ثقافة المتلقي.

فيما شرح المحور الخامس الشخصيات الروائية، وكيفية صناعتها وظهورها وأنواعها، ووظائفها وتسميتها وعددها، وكيفية بناء ملفات للشخصيات.
واختتمت المحاور بمحور لغة الرواية والأسلوب الذي تبنى عليه وكيفية صياغة الجمل الحكائية والتشكيل اللغوي والبصري، ومراعاة لغة الشخصيات بناء على زوايا السرد المتعلقة بهم وبالرواية.

تخلل الدورة تطبيقات عملية على كل محور، كتب من خلالها المتدربون نصوصًا جديدة عُرضت على المُدرب لأخذ الملاحظات والتعديل، إذ يعمل معظم المتدربين على كتابة عملهم الروائي الأول ويسعون لتطبيق المحاور على أعمالهم.
وعن الدورة، قالت المتدربة إيمان العزايزة: “لقد فاقت توقعاتي من حيث الفائدة والمحتوى المُركّز، لاسيما وأن أسلوب المحاضر المشرف كان مميزًا، وكذا تفاعله مع المتدربين وقدرته على استحضار كم هائل من النماذج الروائية والأفلام ، الأمر الذي جعل الشرح واضحًا، وأتوقع أن أكون قادرة على تنقيح عملي الروائي الأول، والبدء برواية جديدة وفق الخطة التي تعلمتها”، ومن جهته، قال المتدرب محمد الأشقر: “أتوقع أن هذه الدورة ستضيف لي الطريقة الصحيحة للبدء بمشروع الرواية الأولى”، بدورها قالت المشاركة سلام قباوة إن الفائدة “كانت أكبر من المتوقع، وسأحاول الاستمرار بالكتابة وعدم الانقطاع”.
