يشكّل موضوع زواج الأقارب نظامًا اجتماعيًا قائمًا في مجتمعات البيئة المحلية التقليدية في سورية، وعلى الرغم من أن كثيرًا من زيجات الأقارب “على المستوى الصحي” لا تؤدي إلى نتائج سلبية، فإن الأطباء يحذّرون من نتائج هذا الزواج الذي قد يؤدي إلى مشكلات صحية كبيرة، منها: إنجاب أطفال معاقين، أو إنجاب أطفال لديهم نقص في وظيفة عضو أو أكثر من أعضاء الجسد.
إنّ أوضاع الحرب السورية عمّقت من مأساة المعاقين خلقيًا، وأثقلت كاهل ذويهم، من دون أن تلتفت إليهم جهة معنية؛ ما تسبّب في تفاقم المشكلة أكثر، وبخاصة في مناطق الريف؛ لضعف العمليّة التعليمية وقلّة الوعي الطبي بخطر زواج الأقارب في إنجاب أطفال معاقين.
ليس هناك إحصاء حول أعداد المعاقين خلقيًا في الجزيرة السورية، لكن دراسات عديدة أجريت عن واقع المعاقين في سورية. وقد توصّلت دراسة ميدانية إلى نتيجة مفادها: إنّ “ارتفاع نسبة الإعاقة في الريف (60 في المئة) عنها في المدينة (40 في المئة)، وهذا يعكس ارتفاع انتشار عادة زواج الأقارب في الريف أكثر منها في المدينة”.
تكمن أهمية هذه الدراسة في التنبيه إلى النتائج السلبية لزواج الأقارب التي تؤدي إلى إنجاب أطفال معاقين، والوقوف عند وضع المعاقين الذين ولدوا نتيجة زواج الأقارب، وبخاصة زواج الأقارب من الدرجة الأولى؛ لأنّهم يشتركون في الجينات الوراثية نفسها، ما يؤدي دورًا مهمًا في نقل الأمراض الوراثية من الجدّ إلى الأب فالابن والأحفاد، وأحيانًا إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية.
اعتمدت الدراسة طريقة (دراسة الحالة)، وذلك من خلال إجراء مقابلات مع أربع أسر أنجبت أطفالًا معاقين من جرّاء زواج الأقارب، وهي أسر من ريف الجزيرة السورية، وتسكن في قرى واقعة شرقي مدينة الحسكة، وهي المنطقة التي تعاقبت السيطرة عليها؛ إذ بعد طرد قوات النظام منها، سيطرت فصائل الجيش السوري الحر، ثم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ثم قوات سوريا الديمقراطية.
تهدف الدراسة إلى إجراء دراسة معمّقة للشروط المحيطة بإنجاب أطفال معاقين نتيجة زواج الأقارب، والتوقف عند أوضاعهم خلال سنيّ الحرب.
يمكن تحميل البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل.