أظهرت نتائج “المؤشر العربي” لعام 2016 أن نسبة الذين يرغبون في الهجرة الدائمة من بلدانهم ارتفعت إلى 25 في المئة في عام 2016، وتؤكد نتائج التقرير بأن الارتفاع يشير، من ناحية دلالته الاجتماعية، إلى أن وتيرة الرغبة في الهجرة ما زالت مستمرة. وتوقع التقرير أن نسب الراغبين في الهجرة مُرشحة للارتفاع في حال استمرار عوامل ودوافع الهجرة، موضحًا أن: “الهجرة باتت في العديد من البلدان العربية ظاهرة مجتمعية”.

وتعد ظاهرة (هجرة الشباب) العربي عمومًا ظاهرة مجتمعية مركبة ومتعددة الأبعاد. فحين وضعت الدول الأوروبية قواعد وعوائق كبيرة للحد من الهجرة، تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية. و تمثل هجرة الشباب هجرة للمهارات والكفاءات التي  تمثل أحد أهم مقومات التنمية في المجتمع العربي.

وفي السنوات الأخيرات سُلِّط الضوء على هجرة السوريين والشباب السوري بصورة خاصة، سواء ممن خرجوا من سورية باتجاه الدول المحيطة أو من بقي فيها ينتظر فرصة للخروج.

لقد أسهمت الحرب الممتدة منذ أكثر من سبع سنوات في تغيير بوصلة المستقبل لدى الشباب السوري، فباتت الهجرة واحدة من الغايات التي ينشدونها للتخلص من انسداد الأفق مع طول أمد الحرب وعدم وضوح حلول نهائية للوضع السوري المتأزم.

وتأتي أهمية هذه الدراسة في الوقوف عند الأسباب التي تدفع الشباب في مناطق سيطرة النظام إلى طلب الهجرة، ما يساعد في فهم المناخ العام لحياة الشباب هناك.