“في ثلاث السنوات الأخيرة وحدها، فقد أكثر من 12 ألف لاجئ حياتهم. لقد فقد مئات الآلاف من الناس خلال هذه التجربة القاسية والصادمة أرواحهم وصحتهم العقلية”. كانت هذه هي الكلمات التي قالها اختصاصي الأطفال النفسي عصام داوود، في معرض حديثه عن أزمة اللاجئين الناجمة عن الصراع في سورية، خلال برنامج (TED) بشأن الصحة العقلية للاجئين السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا بعد عبورهم خطر البحر المتوسط. من الصعب الحصول على بيانات دقيقة عن مدى انتشار الإضرابات الصحية العقلية التي تؤثر على اللاجئين السوريين في البلدان المضيفة. ولكن، من خلال دراسات محدودة حول هذا الموضوع: من الواضح أن هناك زيادة في تشخيص اضطرابات الصحة العقلية عند اللاجئين أعلى بكثير مما هي عند السكان المستقرين. وفق دراسة في عام 2015، اختبرت 6000 لاجئ من البالغين والأطفال، أظهرت أن 54 بالمئة منهم يعانون اضطرابات عاطفية شديدة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق”. وهذا الاضطراب يكون بحدوث أزمات غير مرئية، تنتج عن صدمة الحرب، مثل: الاكتئاب، والقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة، والميول الانتحارية التي جعلت حياتهم ما بعد الصراع والصدمة معركة مستمرة بلا هوادة. ما سأسعى إليه في هذا البحث بعد تحليل أوسع، ليس رصد حالة الصحة العقلية بين اللاجئين فقط، ولكن رصد التداعيات التي تضاعف من هذه المسألة أيضًا، مثل: الآليات القانونية غير الكافية، سواء أكانت تلك الموجودة، أم تلك غير الملتزم بها، أم تلك التي تفتقر إلى حماية رفاهيتهم في الحاضر، مع التركيز على تركيا.