لا تختلف العلاقة الروسية – الإسرائيلية بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية كثيرًا عن العلاقة بينهما قبل ذلك؛ فقد كان هناك مستوى جيد من التنسيق بين الطرفين، والفرق الوحيد أنه كان يُعتقد قبل هذا التدخل أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تقف إلى جانب “إسرائيل” لحمايتها من تداعيات الملف السوري عليها، لكن بعد التدخل الروسي اتّضح أن روسيا تقوم بالدور نفسه أيضًا إن لم يكن بشكل أكبر.
خلال ثماني سنوات من الحرب، ضمنت روسيا مصالحها الأمنية والاستراتيجية في سورية، واستطاعت “إسرائيل” بلورة تفاهمات مع روسيا للحفاظ على مصالحها الأمنية هي أيضًا، وأسهمت روسيا في تمكين “إسرائيل” من ضمان هذا الأمن بيسر، على الرغم من أنها كانت تدّعي أنها لا ترسم استراتيجياتها بناء على المصالح الإسرائيلية، كما حرصت روسيا على الحفاظ على توازن المصالح بينها وبين “إسرائيل”، التي تعتبرها قوة إقليمية لا بدّ من أخذ مصالحها في الحسبان، مثلما أخذ النظام السوري بهذه المصالح، فبقيت “إسرائيل” حيادية طوال سنوات الحرب تستفيد من جميع الأطراف، النظام وروسيا وأميركا، ولا تتأثر بما يجري ولا يتجرأ عليها أحد، ولا تتحرك ضد أحد، إلا عند نقل سلاح إلى (حزب الله) أو قيام إيران بتحرّكات تعتقد أنها ضدّها.
يمكن تحميل البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل.