التطرُّف حالة ملازمة للتأزّم السياسي والاجتماعي، ومن ضمنه التطرف الديني الذي يتكثف في فكر وممارسة مجموعة من الأفراد الذين ينضوون في إطار تنظيمات عقائدية تعتمد العنف أساسًا، مبررةً ذلك بالاستناد إلى تفاسير انتقائية أو استحضار ممارساتٍ دينية في غير زمانها ومكانها، مع أنّ هذه التنظيمات تأخذ بأحدث منتجات الحضارة البشرية لتساعدها في تحقيق أهدافها.

تعتمد التنظيمات المتطرفة على تبسيط الفكر أو العقيدة لجعل الأمر مفهومًا بالنسبة لمن يمارس التطرف، من دون طرح المزيد من الأسئلة، من أجل تحقيق إنجازات سريعة وصادمة للفت الانتباه إلى التنظيم وقضيته، وتوفير الدعم اللازم من الحاضنة الشعبية المفترضة، بما في ذلك تلقين الكوادر صغيرة السن، قبل أن تمتلك القدرة على التفكير والتمييز، وحشدها في مجرى التيار المتطرف، كأداةٍ لتحقيق ما تصبو إليه قيادة التنظيم أو مشغِّلوها.

لعلّ تنظيم “داعش” هو أحد تنظيمات السلفية – الجهادية الأكثر تماسكًا في تطبيقه للمعايير المشار إليها أعلاه، ما مكّنه من تحقيق إنجازات مهمة على الأرض، من خلال الدفع بالعنف المرتكز على العقيدة والغريزة إلى أقصى مداه. حرّض ذلك بدوره ردّات فعل واسعة النطاق، أجبرت دولًا كثيرة، ليس على الانخراط في محاربة هذا التنظيم فحسب، بل واستغلاله أيضًا، كقوة مدمّرة وفعالة، في تحقيق مآرب سياسية، بعيدًا من الأضواء والإعلام.

يمكن تحميل البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل.