المحتويات:
مُلخّص
مقدّمة
أولًا: الاحتجاجات الإيرانية وملامح الأزمة في إيران
1-الدوافع الاقتصادية
2-انتشار الفساد وغياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات
3- سياسة التمييز ضد الأقليات
4- تزايد الضغوط الخارجية على النظام الإيراني
ثانيًا: الثيوقراط الشيعي من خلال نظرية ولاية الفقيه وتجلياته في السياسة الداخلية والخارجية
1-الروافد الغربية والجذور الفلسفية لنظرية ولاية الفقيه
2-تأثير ولاية الفقيه في السياسة الداخلية في إيران
3-تأثير ولاية الفقيه على السياسة الخارجيةّ
ثالثًا: انعكاسات الأزمة على شرعية أيديولوجيا ولاية الفقيه
خاتمة
المراجع
مُلخّص
يدرس هذا البحث أزمة النظام الإيراني المُتمثّلة في (ولاية الفقيه الإسلامية) وكيفية امتدادها في أكثر من بلد ضمن ما يُسمّى بمبدأ تصدير الثورة، وبخاصّة بعد الربيع العربي الذّي كشف ضعف الدول العربية وهشاشتها وعجزها عن فرض سيادتها على مواطنيها، وأثر التشيّع الولايتي في السياسات الداخلية والخارجية لإيران.
وتخيّرنا لهذا المبحث المُثير للخلاف والجدل اليوم في التاريخ السياسي المُعاصر يسعى إلى بلوغ جملة من الأهداف أهمّها:
– دراسة مُقارنة لحقبتين مُختلفتين للثيوقراط الشّيعي، أولاهما عصر الازدهار في أيّام المُرشد الخميني وثانيتهما بداية تراجع الأيديولوجيا الإسلامية في عهد المُرشد علي خامنئي.
– دراسة الفكر الولايتي الشّيعي حيث مثّلت الطائفة الإماميّة أحد تجلّيات الثيوقراط السياسي الأكثر تأثيرًا في الساحة السياسية المعاصرة.
– تناول قضايا ذات صلة بإشكالية بحثنا من قبيل انتشار التعصّب والتكفير والتطرّف المذهبي، والطائفية الدينية والسياسيّة، والعجز عن المُلائمة بين مبادئ الحُكومة الإسلامية ودُستور الجُمهورية المدنية.
– دراسة إمكانية التعايش وحُدودها في ظلّ هيمنة الخطاب الولايتي.
ولمُعالجة هذه القضايا اعتمدنا المنهج النقدي لتحليل القضايا بقصد ربط الطروحات النظرية بالواقع العملي ومقارنتها بالمعيش، وقد اعتمدنا على 3 عناصر فضلًا عن مُقدّمة وخاتمة:
1- دوافع الاحتجاجات الإيرانية
أ- الدوافع الاقتصادية
ب- انتشار الفساد وغياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات
ج- سياسة التمييز ضد الأقليات
د- تزايد الضغوط الخارجية على النظام الإيراني
2- الثيوقراط الشيعي من خلال نظرية ولاية الفقيه وتجلياته في السياسة الداخلية والخارجية
أ- الروافد الغربية والجذور الفلسفية لنظرية ولاية الفقيه
ب- تأثير ولاية الفقيه في السياسة الداخلية في إيران
ج- تأثير ولاية الفقيه في السياسة الخارجية
3- انعكاسات الأزمة على شرعية أيديولوجيا ولاية الفقيه
مقدّمة
شهدت الجُمهورية الإسلاميّة الإيرانية في شهر تشرين الثاني/ نُوفمبر 2019 تظاهرات عنيفة ودموية، انطلقت من قرية (سرجان) في محافظة (كرمان) في وسط البلاد، هاجم في إثرها المُحتجّون مُستودعًا لتخزين الوقود في المدينة وحاولوا إضرام النار فيه.
وانتقلت عدوى الاحتجاجات سريعًا إلى مدن أخرى مثل (برجند وبندر عبّاس والأهواز وعبدان وخرمشهر) مرورًا بمدينة (مشهد) المدينة المُقدّسة التّي تُعد أحد أهمّ معاقل النظام وصولًا إلى العاصمة (طهران)، احتجاجًا على قرار الحُكومة القاضي برفع سعر الوقود.
انطلقت الاحتجاجات لأسباب اقتصادية حمّل فيها المُتظاهرون النظام مسؤوليتها، لهذا سُرعان ما تحوّلت الشعارات من طبيعتها الاقتصادية إلى المُناداة بإسقاط نظام الولي الفقيه الذّي حكم البلاد أكثر من 40 عامًا. وقد سلُّطت الضوء على جوهر أزمة الدولة الإيرانية المُتمثّلة في فشل السلطة الحاكمة في سدّ احتياجات المواطن الإيراني وانعكاسات سياسات إيران الخارجية المُمتدّة في أكثر من بلد (سورية، العراق، لبنان، البحرين، اليمن) وتكلفتها الباهظة في مُستوى معيشة المواطن الإيراني وحُقوقه.
والحقيقة أنّ إيران عاشت أزمات مُتعدّدة منذ بداية التسعينيات مع تشكّل التيار الإصلاحي المُعارض لسياسة المحافظين. الشقّ التابع للمُرشد الأعلى خامنئي. احتجاجًا على قوانين أصدرها مجلس الشُورى تُقيّد حرّية الصحافة والتعبير في البلاد. واتّسعت أزمة النظام الحاكم مع اندلاع الاحتجاجات الطُلاّبية في 2009 المعروفة (بالحركة الخضراء) رفضًا لسياسات الرئيس نجاد، واستنكارًا لدوره في تزوير الانتخابات الرئاسية وتبنيه سياسة إقصاء المُعارضين، وقد اتّخذت الاحتجاجات في حينها طابعًا سياسيًا بالأساس وقادها بعض الرُموز السياسية المعروفة مثل موسوي وكروبي، لكنّ النظام نجح في قمعها.
وقد توضّحت الأزمة السياسية أكثر مع اندلاع احتجاجات كانون الأول/ ديسمبر 2017 التّي خرجت رفضًا لسياسات النظام الداخلية وفشل منوال التنمية، فضلًا عن السياسات الخارجية التّي تستهلك آلاف المليارات من ميزانيتها انتصارًا لمشروعها الوهمي تصدير مبادئ الثورة الإسلامية، ليسقط هذا المشروع تحت أقدام الفقراء والمُهمّشين من عامّة الشعب الإيراني ويسقط معه ما تبقّى من شرعية الأيديولوجيا الحاكمة التّي منعت كلّ مُحاولة إصلاحية.
لهذا فلا غرابة أن تُسلّط احتجاجات 2019 الضوء من جديد على ثلاث قضايا رئيسية: أولها تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة وثانيها إسقاط النظام وعلى رأسه الهرمي سُلطة الولي الفقيه وثالثها رفض السياسات الخارجية التّي تحاول إيران من خلالها تصدير مشروعها القائم على الثورة الإسلامية الشيعية العابر للأوطان والحدود لتغطية فشلها الداخلي.
وتبعًا لذلك تُحاول هذه الدراسة أن تُسلّط الضوء على تداعيات هذه الاحتجاجات وتأثيراتها في النظام الإيراني وما رافقها من ظروف وعوامل ساهمت في اندلاع شرارتها، من دون أن ننسى التركيز على طبيعة الأزمة التّي يمرّ بها النظام وتوسّع حركات التمرّد الداخلية والخارجية التّي يُواجهها منذ التسعينيات.
فما هي مظاهر الأزمة في إيران؟ وما هي دوافع الاحتجاجات المُتكرّرة؟ وما هي تجلّيات الثيوقراط الشيعي في السياسة الداخلية والخارجية لإيران؟
يمكنكم قراءة البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل