تحوّلت مطالب السوريين المحقة للتخلص من نير الاستبداد إلى سلسلة من أحداثٍ مأسوية بدأت أولى حلقاتها بمواجهة النظام للمتظاهرين بالقمع المنفلت، ما قاد إلى ردات فعل عنيفة وأفسح المجال لتدخل العديد من الدول، مباشرةً أو بالوكالة، وحوّل المشهد إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، دفع فيها السوريون ثمنًا باهظًا من دمائهم وممتلكاتهم. وعلى الرغم من الجهود الدولية وانعقاد الكثير من اللقاءات والمؤتمرات، لم يحصل أي تقدم ملموس على طريق حلّ المأساة السورية الشائكة حتى الآن.
من بين المؤتمرات المكرّسة للمسألة السورية كانت محادثات أستانة، التي بدأت كمسار عسكري بين النظام والمعارضة المسلحة في بداية العام 2017 برعاية روسية – تركية بداية قبل انضمام إيران إليهما في مرحلة لاحقة، تلك المحادثات التي تميّزت باستمرار انعقادها وتحقيقها لنتائج ميدانية، لكنها أخفقت في الوصول إلى نتائج ذات أهمية بخصوص الحل السياسي، نظرًا لتعارضها، كليًا أو جزئيًا، مع متطلبات مؤتمر جنيف والإرادة الدولية التي تتبناه من أجل اجتراح حلّ للمسألة السورية، عماده تجاوز مرحلة الاستبداد.
يمكن تحميل البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل.