أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة[1]

218 قتيلًا سقط في سورية هذه المدة (من 11 إلى 20 شباط/ فبراير 2019)، عدد المدنيين منهم 65 مدنيًا نسبتهم 30 في المئة من إجمالي القتلى، بينهم 21 طفلًا، و18 امرأة.

تتصدر دير الزور -كالعادة- قائمة الضحايا بحصيلة مقدارها 169 قتيلًا بسبب الحرب على داعش، لكن الأغلبية العظمى منهم من المقاتلين (87 في المئة)، أما المدنيون فسقط معظمهم بسبب مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي في الجيب المتبقي تحت سيطرة تنظيم الدولة شرق الفرات.

أما قتلى إدلب، التي تأتي ثانيًا بعد دير الزور، فعددهم 34 قتيلًا، أغلبيتهم العظمى من المدنيين، وقد سقطوا إما بسبب قصف قوات النظام المكثف واليومي لمنطقة الهدنة الروسية التركية، أو بسبب التفجيرين الانتحاريين الذين ضربا قلب المدينة وتسببا في مقتل 15 مدنيًا.

نختم في موضوع الضحايا بالإشارة إلى مسلسل انتشال الجثث اليومي من المقابر الجماعية الكثيرة التي خلفتها داعش في الرقة، حيث لا يخلو يوم من خبر انتشال عدد من الجثث يراوح بين 10 و20 جثة.

في المشهد الميداني نشير إلى الحدث الرئيس في هذه المدة، وهو الحرب على بقايا داعش في شرق الفرات، فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض هذه الحرب بدعم من قوات التحالف، في 20 من الشهر الجاري، عن استسلام مقاتلي التنظيم في تلك البقعة، حيث قامت ستون شاحنة من نوع (قاطرة ومقطورة) بنقل ما تبقى من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، المقدر عددهم بنحو 2000 شخص، من جيبهم الأخير في قرية الباغوز، على الضفة الشرقية للفرات، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويجري الآن تمشيط المنطقة للتأكد من خلوها من عناصر التنظيم. ليصبح شرق الفرات خاليًا من أي سيطرة للتنظيم المتشدد. لكن انتهاء هذا الفصل المهم من الحرب على التنظيم لا يعني انتهاء سيطرة التنظيم على الأرض، ولا  يعني هزيمة داعش بصفته تنظيمًا، فما زال يحتفظ ببقعة جغرافية في البادية غرب الفرات، تقدر مساحتها بـ 4000 كيلو متر مربع، تحوط بها قوات النظام من كل جانب، لكنها هادئة عمومًا، ولا تجري مهاجمتها من قوات النظام لأسباب غير مفهومة، أما داعش بصفته تنظيمًا، فتشير التقديرات جميعها إلى أنه سيستمر في العمل بأسلوب حرب العصابات، من دون السيطرة على الأراضي، وستستمر خلاياه النائمة وعناصره الذين انتشروا في دول عدة في النشاط.

بقي بالنسبة إلى داعش أن نشير إلى مشكلة مقاتلي التنظيم الأسرى لدى قوات سوريا الديمقراطية، البالغ عددهم نحو 800 مقاتل، ومعظمهم من جنسيات أوروبية، ترفض دولهم استعادتهم، بينما تصر قوات سوريا الديمقراطية -تدعمها الولايات المتحدة- على استعادتهم من دولهم ومحاكمتهم هناك. منبهة إلى أنها لا يمكنها احتمال وجودهم مدّة أطول، وقد يفرون ويصبحون طلقاء ويتوجهون إلى الغرب، مشبهة إياهم بالقنبلة الموقوتة.

نختم نظرتنا المكثفة هذه بالإشارة إلى خبر إعلان النيابة العامة الألمانية اعتقال عنصرين سابقين من عناصر الاستخبارات السورية؛ مشتبه بارتكابهما جرائم ضد الإنسانية، وهما الضابط أنور ر، وضابط الصف إياد أ، انشقا عن نظام الأسد في وقت مبكر من العام 2012 ولجأا إلى ألمانيا.

[1] يقصد بالمدة الزمن الذي يغطيه التقرير.