أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة
270 قتيلًا سقطوا على الأرض السورية هذه المدة (بين 01 و10 كانون الثاني/ يناير 2019)؛ 80 في المئة منهم من المقاتلين، و20 في المئة من المدنيين. نسبة القتلى من الأطفال 31 بالمئة إلى مجموع المقتلى المدنيين، ونسبة القتلى من النساء 11 في المئة فقط..
حلب نازعت دير الزور هذه المدة في عدد القتلى، حيث سقط على أرض كل منهما 122 قتيلًا، يشكلون 90 في المئة من إجمالي قتلى القطر، ويعود السبب في سقوط هذا العدد من القتلى في حلب إلى المعارك التي دارت على مدى تسعة أيام بين فصيلين من (فصائل المعارضة المسلحة)، هما هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي، وتركزت بصورة خاصة في ريف حلب الغربي.
ويمكن القول أنه، باستثناء اقتتال أخوة المنهج، كان العنف، ومن ثم عدد القتلى، في حده الأدنى هذه المدة، وكانت المحافظات جميعها هادئة، باستثناء دير الزور حيث الحرب على داعش، وحلب وإدلب حيث اقتتال الفصائل المسلحة.
قبل مغادرة ملف الضحايا نشير إلى المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف في مدينة الشعفة في الريف الشرقي لدير الزور، وراح ضحيتها 11 مدنيًا من أسرة واحدة، بينهم ثمانية أطفال.
في ملف اللجوء نشير إلى العاصفة الثلجية التي ضربت مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال اللبنانية، وأدت إلى غمر 131 مخيمًا تقطنها 7800 عائلة، بالثلوج، وقطع الطرقات والخدمات عنهم، وتحويل حياتهم إلى جحيم.
في المشهد الميداني نشير إلى ثلاثة من أبرز التطورات؛ الأول استمرار الحشود والتعزيزات التركية العسكرية على الحدود مع سورية، مع تصريح أردوغان أن الاستعدات العسكرية لاقتحام شرق الفرات أوشكت أن تنتهي؛ والثاني هو التقدم الميداني الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، حيث سيطرت على بلدة الشعفة، ثاني أكبر البلدات التي كانت تحت سيطرة التنظيم، في ما يبدو أنها أيامه الأخيرة في ما يتعلق بحيازة الأراضي؛ أما التطور الثالث فهو الاقتتال العنيف الذي نشب بين فصائل (المعارضة المسلحة) في ريفي إدلب وحلب الغربي، وتحديدًا بين هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) وحركة نور الدين الزنكي، ما تسبب يقتل العشرات من الطرفين، إضافة إلى عدد من المدنيين، وانتهى بسيطرة الهيئة على مناطق الزنكي معظمها، وانسحابه مقاتلي الأخير إلى منطقة عفرين، والتوقيع على اتفاق بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير التي تنتمي إليها حركة الزنكي، يقضي بوقف المواجهات، وإخضاع المنطقة لحكومة الإنقاذ التي تأتمر بأمر الهيئة.
في المشهد السياسي، ما زال الجميع مشغولًا بالزلزال الذي أطلقه ترامب بقراره الصاعق حول الانسحاب من سورية، فقيادة (قوات سوريا الديمقراطية)، وجناحها السياسي (مجلس سوريا الديمقراطية)، اللذان يعيشان كابوس دخول القوات التركية إلى المنطقة، يسعيان بدأب للتوصل إلى اتفاق مع حكومة النظام السوري، عبر الوسيط الروسي، لنشر قوات النظام السوري على الحدود مع تركيا، عسى أن تُقطع الطريق على الهجوم التركي المرتقب. وفي السياق نفسه، قام ضباط إماراتيون ومصريون بزيارة استطلاعية لمدينة منبج، استعدادًا لاحتمال نشر قواتهم لتحل محل القوات الأميركية بعد انسحابها. ومن الجانب الأميركي تأتي الرسائل المختلفة حول شكل الانسحاب وبرنامجه الزمني، حيث من الواضح أنه لا توجد خطة واضحة بهذا الشان، ومن الواضح أيضًا أن الانسحاب لم يعد سريعًا، بل سيأخذ وقته لإجراء الترتيبات التي تضمن انسحابا آمنًا، ويأخذ بالحسبان حماية الحلفاء وعدم استغلال الأعداء.