المحتويات
تمهيد
أولًا: مقدمة
1- الدولة الحديثة
2- الدولة الإسلامية
3- الدولة القائمة
4- خلاصة تمهيدية (إشكالية البحث)
ثانيًا: الإطار المنهجي ومداخل الدراسة
1- مفاهيم الدراسة
2- مداخل البحث
3- أهداف الدراسة
4- أهمية الدراسة
5- منهجية الدراسة
ثالثًا: المدخل الأول، من منظور فكري نظري
1- هدف الدولة
2- قانون الدولة
3- تطور الدولة
4- وظيفة الدولة
رابعًا: المدخل الثاني، من منظور شرعية الدولة
1- شرعية الكاريزما
2- شرعية بالأيديولوجية
3- المكون البنيوي
4- شرعية الأصول
5- شرعية التمثيل وشرعية الإنجاز
خامسًا: المدخل الثالث، من منظور وظيفة الدولة
سادسًا: المدخل الرابع، أفكار سريعة من منظور حديث
1- الحرية
2- الحداثة
3- الديمقراطية
4- الحيادية الإيجابية
سابعًا: خاتمة
قائمة المراجع
تمهيد
تطرح هذه الدراسة موضوعًا إشكاليًا مهمًا، يتعلق بالاتفاق على شكل الدولة الممكنة الملائمة للسوريين جميعهم، وتقترب الدراسة -بتواضع- من هذا الحقل الشائك من خلال قَصر النظر على موضوعيه الفكريين الأكثر وضوحًا، والأكثر تأثيرًا في الممارسة بالعموم -بتقديرات الباحث الشخصية- وهما ثنائية الإسلام والحداثة. ويأتي هذا الطرح حول الدولة السورية في وقتٍ يتساءل فيه الجميع: هل سيكون في سورية دولة أم دويلات؟ وقد يبدو لبعض المهتمّين وكأنه طرح مفرطٌ في حتمية بقاء سورية موحدة، وأنه يبني على هذا الإفراط “غير المنطقي والواقعي” -في رأي هؤلاء- أولوية الإشكالية فيما هي الآن ثانوية. وقد واجهت طيلة فترة عملي على هذه الدراسة سؤالًا متكررًا: ما مدى علاقة الفكر بالسياسة فعلًا؟ وإلى أي حدٍ يمكن أن تصل نسبة الوهم في تفكيرنا، إذا افترضنا صحة القضية القائلة إن الفكر النظري يساهم في التأثير في نوعية السياسة وأشكال مُخرجاتها العملية؟ وإلى أي حد نكون موهومين إذا عددنا أن هذا المسار الفكري مُجدٍ، في الوقت الذي يواجه ازدياد احتمالية عبثيته؛ وخصوصًا إذا قررت القوى الدولية الفاعلة أن تفرض سيناريوهات تقسيمية تجعل من تفكيرنا هذا وهمًا وطوبى خارج الواقع؟ ومنذ أن وضعت عنوان الدراسة مازلت أتعرض للسؤال نفسه بصيغ مختلفة من المقربين والأصدقاء الذين عرفوا بالعنوان: ما الذي يجعلك متأكدًا من أنك تتكلم عن شيء ممكن (الدولة السورية)، أو مازال وجوده الواقعي ممكنًا بالشكل الذي نتمناه ونفترضه نظريًا؟ وفي الحقيقة لا شيء يجعلنا متأكدين، أو في الأصح: لا شيء في الأصل يمكن أن نعدّه يقينًا. ولكن -وعلى أقل تقدير- نعتقد -وبكثير من الجزم- أننا إذا قمنا بهذا النوع من البحث والكتابة والمراكمة، فإننا بالتأكيد لا نقوم بشيء إلا أننا نقاوم أي مشروع للتقسيم، سواء كان هذا المشروع داخليًا أم خارجيًّا. ليست لدينا النية هنا في خوض النقاش السياسي حول حظوظ التقسيم أو استحالته، ولكن ما نجزم بصحته هو أن التقسيم إن كان له حظوظ فسيكون هذا النوع من العمل فعلًا مقاومًا له؛ وإن لم يكن له حظوظ، فنعتقد أن هذا العملَ مساهمةٌ متواضعةٌ في الاتجاه الصحيح. إننا في الوقت الذي لا يمكن لأحدٍ أن ينكر دور دول العالم والإقليم في تحديد مستقبل سورية، ولكن بالتأكيد هذا لا يعني أن السوريين قد أصبحوا من دون دور، أو أنهم إن قرروا فلن يستطيعوا تغيير أي نية دولية متفق عليها. وهذا النوع من الِعَبر هو ما لم يتوقف التاريخ عن نقله لنا باستمرار: “إرادة الشعوب لا تهزم”. ما سيعمل هذا البحث عليه يأتي مساهمة متواضعة في إطار السؤال الكبير الأشمل الذي يحتاج إلى مجهودٍ عظيم: كيف نصنع من أنفسنا شعبًا له إرادةٌ مشتركة؟ أي كيف نبني الدولة الوطنية السورية.