صدرت في نيسان/ أبريل 2014، عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى من كتاب “نحو معجم تاريخيّ للغة العربية” لمجموعة من الباحثين العرب، تضمّن أوراقًا بحثية مقدَّمة إلى أعمال ندوة الخبراء الأولى التي عقدت في الدوحة يوميّ 10 و11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بمشاركة ممثلي المنظمات الإقليمية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية المعنية بمشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” الذي أطلقه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وقد جاء الكتاب في 439 صفحة من القطع المتوسط، توزّعت على ثلاثة عشر فصلًا، قدّم لها الدكتور عزمي بشارة، وكلّ فصل ورقة بحثية مذيّلة بمراجعها، تسلسلت في الكتاب وفق ترتيب الأولويّات التالي:
1- الإطار التصوّري والمنهجي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، اشترك فيه كل من الباحثين: عز الدين البوشيخي، ورشيد بلحبيب، ومحمد العبيدي:
تمهّد الورقة للبحث بأهمية المعجم التاريخي للغة العربية، وموجباته العلمية والقومية والحضارية، والنتائج المتوخاة من إنجازه، كتمكين الأمة من فهم لغتها، وتوفير عدد من المعاجم الفرعية التي تفتقر إليها مكتبتنا العربية، ثم تطرح مفهومًا للمعجم التاريخي؛ و تصورًا لما سيكون عليه، وما يقتضيه من وسائل وأدوات وخطط إجرائية وآليات عمل؛ فتقترح خمس مدوّنات لتكون بمنزلة مراحل عمل، تبدأ بالقرون السبعة الأولى، وتنتهي عند أواخر القرن العشرين ( عام 2000). ثم يُختم البحث بتوصيات، يقتضي المعجم التاريخي للغة العربية أنْ يؤخَذ بها.
2- نحوَ خطّةٍ لإنجاز القاموس العربي التاريخي في ضوء التجربة الفرنسية، للباحث عبد العلي الودغيري:
أهمل الباحث – في ورقته – مصطلح “معجم” واستبدله بـ “قاموس” ؛ فعنون مشروع المعجم التاريخي للغة العربية بـ “القاموس العربي التاريخي”، دون تبرير لهذا الاستبدال!
ولا يخفى أن كلمة “قاموس” تعني البحر، وأن الفيروز آبادي، بوصفه أوّل من أطلقها على معجمه “القاموس المحيط”، أراد منها المبالغة في الدلالة على السعة والعمق لا غير، وأن اصطلاح “المعجم ” أكثر ملائمة لهذا النوع من التصنيفات اللغوية.
لقد درس الباحث سلسلة “القواميس” التاريخية الفرنسية بدءًا بـ “أصول اللغة الفرنسية” لـ “جيل سيناج” الذي وضعه في عام 1650؛ ليقف -هنيهةً – عند أهم قاموس تاريخي فرنسي ، وضعه “لاكورن دي سانت بالاي” بعنوان “القاموس التاريخي للفرنسية القديمة” في عام 1781، ثم يخطو نحو القرن التاسع عشر الذي يعتبره كثيرون قرن القواميس بلا منازع، ليس في فرنسا فحسب، وإنما في ألمانيا وإنكلترا كذلك، مشيرًا إلى أهم ما أنتجه الفرنسيون من “قواميس” آنذاك.
واستخلاصًا من التجربة الفرنسية يعرض الباحث أنموذجًا مختصرًا لمواصفات “القاموس التاريخي العربي” كما يتصوّره، وكذلك لهدفه العام والأهداف الفرعية، وللمدوّنة ومصادرها، وللمدخل المعجمي، مختتمًا بحثه بجملة مقترحات بنّاءة.
3- منهج أوغست فيشر في المعجم التاريخي، للباحث عبد العزيز الحميد:
في دراسته لمنهج المستشرق الألماني “أوغست فيشر” المعجمية ، يستعرض الباحث أهم إسهامات فيشر” في القضايا اللغوية أثناء عضويته في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. مركّزًا على تحليل منهجه التاريخي في “المعجم اللغوي التاريخي” أو ما عُرف بمنهج فيشر، مفصلًا القول في نظريته والأسس المنهجية التي ارتكز عليها ( مادة المعجم، مصادر المادة، المداخل، الترتيب، الشرح …إلخ.)، ثم ينمذج لمعجم فيشر بمادة “أخذ” ؛ فيخضعها للتحليل والاستنتاج في نهاية المطاف. واصفًا الجزء المطبوع من “معجم فيشر”؛ فيتناول إشاراته إلى أصول الكلمات واللغات، وتمييزه الكلمات الأعجمية، مستفيدًا من إجادته عددًا من اللغات السامية، ذاكرًا مصادره واختياراته وترجيحاته؛ لينتهي إلى الكشف عن العلاقة بين معجم “فيشر” وبين المعجم الكبير الذي وضع خطته فيشر نفسه، وتأثيره في المعجميين العرب.
ثم يذكّرنا الباحث بأوائل اللغويين العرب الذين دعوا إلى وضع معجم تاريخي للغة العربية، كإسماعيل مظهر، وإبراهيم إبراهيم يوسف، وعبد الله العلايلي، وعلي توفيق الحمد، وجمعية المعجمية العربية بتونس.
وقبل أن يختم الباحث ورقته يذكر مآخذه على فيشر، ثم ما يراها بعض مزاياه، كاتساع الثقافة، واهتمامه بالشواهد اللغوية، وترتيبه المشتقات تحت المداخل؛ ليخلص إلى نتائج وتوصيات.
4- التلازم الدّلالي والترسيس، للباحث عبد الرزاق بنور:
ويقصد بـ “الترسيس” إعادة بناء الأشكال المفترضة، أو الحلقات الناقصة في التسلسل التطوري”.Reconstruction
يضع الباحث فرضيات للعمل تنطلق مما يراها من طبيعة المعجم كمنظومة متناسقة من العلاقات؛ إذ تمثل ألفاظه شبكة ترابط صوتي ودلالي، ثم يفرّق بين المعجم التاريخي والمعجم اللغوي؛ فالتاريخي تبريري، في حين أن اللغوي وصفيّ بالدرجة الأساس، ويختلف المعجمان في ترتيب المادة اللغوية أيضًا.
بعد ذلك يُخضع الباحث أطروحات “فيشر” المعجمية للنقد، مشيرًا إلى ما أهمله فيشر وما يرى أنه أخطأ فيه.
وانطلاقًا من وظيفة “الترسيس” في ربط العلاقات الدلالية التي اهترأت على المدى، فامّحت آثارها؛ يحذّر الباحث من “التأصيلات الشعبية”، أو التأثيل الواهم للغة، داعيًا إلى ترسيس المعاني وربطها تراكميًا بحيث تعيد إلى القارئ البناء المنطقي والتطور التاريخي للمادة اللغوية، كما يؤكد التلازم الدلالي في المعجم التاريخي، مقترحا مجموعة من الأدوات والمفاهيم الإجرائية وتجربتها تطبيقيًا قبل تبنّيها.
5- المدخل المُعجمي وتصميمُ الجذاذة، للباحث بسام بركة:
يقدم الباحث تصوّره لأنموذج “الجذاذة” التي يمكن اعتمادها في وضع المعجم التاريخي للغة العربية؛ وذلك في ضوء علوم اللسانيات والمعاجم والمعجميات، وطبقًا لأهداف المشروع؛ فيبدأ بمعايير تصنيف المعاجم، ثم يستعرض بعض ثنائيات “سوسير” التي يرى الباحث وجوب أخذها بعين الاعتبار عند وضع أنموذج الجذاذة ، كثنائية ( التزامني – التعاقبي )، و ( اللغوي- الموسوعي)، و( العام – الخاص )، و( الوصفي- المعياري )، و( المحور النظمي – المحور الاستبدالي ).
بعد ذلك يدرس الباحث ترتيب المداخل في المعاجم العربية القائمة، مقترحًا اعتماد “الجذر” كمدخل، والألفبائية كترتيب، طارحًا تصوّره عن التحديد الدلالي للمفردة ومعانيها، ولكي يبلور ذلك عرّف المعنى وما يؤثر فيه من أسيقة ومتلقين وظروف زمكانية، وفي هذا التصور كان لا بد من التفريق بين المثال والشاهد، قبل الانتقال إلى ما يجب أن تكون عليه “الجذاذة “، من وجهة نظره ، وما تتضمنه من معلومات ومواد، وصولًا إلى طبيعة الجذاذة ووظيفتها، أقسامها ومستوياتها المعجمية، رابطًا كل ذلك بضرورة وضع أنموذج حاسوبي للجذاذة، ومحرّك بحث في كل الجذاذات، بالتوازي مع ضرورة العمل على المدوّنة وتحليلها لغويًا وحاسوبيًا ، بحيث يستطيع المشتغلون في المعجم استعمالها بيسر وسهولة والانتفاع بها.
6- مدوَّنة المعجم التاريخي للغة العربية، للباحث حسن حمزة:
بعد أن بسرد الباحث تاريخ الحلم في معجم تاريخي عربي ، إن جاز التعبير، يدخل في الأصول العامة للمدوّنة، مشترطًا أن يتوفر فيها الأصالة،والشمول والحوسبة، فالوسم، ثمّ صحة التمثيل، بعدئذ يدرس أصول مدوّنة “المعجم التاريخي للغة العربية”، وهي أصول خاصة بهذا المعجم؛ فيرى وجوب القطيعة مع المعجم العربي السائد، وأن تكون المدوّنة مقفلة، أي: تبدأ من تاريخ محدد وتنتهي عند تاريخ محدد، معمقًا الدرس في علاقة المدوّنة بالمعجم العام ، ومعتبرا أن التاريخي عام أيضًا!
ثم يسهب في التفريق بين المعاجم العامة والخاصة من حيث اشتمالها على المصطلحات العلمية والفنية، ليعود إلى المدوّنة واللغة العربية؛ فيُبرز افتراق المدونة المستعملة في تدوين ألفاظ الحياة العامة ( الشفاهية) عن مدوّنات اللغة المكتوبة، ثم يمايز بين مدوّنات اللغة الفصحى ومدوّنات العامية، مسهبًا في تبيان علاقة المدوّنة بالمستويات المختلفة للغة العربية ، وما يجب أن تكون عليه المدوّنة في كل مستوى.
7- المدوّنة اللغوية– دراسة مسحية، للباحث عودة خليل أبو عودة:
تتبع الباحث – في هذه الورقة – معنى ومفهوم “المدوّنة” في المعاجم العربية القديمة والحديثة ، ولدى الغربيين، مستعرضًا تعريفاتهم للمدوّنة، وإشاراتهم إليها؛ ليبلور – في النهاية – تعريفا للمدوّنة يتضمّن خصائصها ووظائفها، ثم ينقل الباحث تلك الخصائص عن أحد الباحثين، ويعرض لأشكال المدوّنة وأمثلتها المختلفة عند العرب وعند غيرهم، ولعلّ أشهرها مدوّة براون، ومدوّنة إكسفورد، وكذلك مدوّنة كامبريدج العالمية، والبنك الإنكليزي للغات المكتوبة والمنطوقة ..إلخ.
بيد أن البحث يفتقر إلى المنهجية وإلى العمق في التحليل، كما يفتقر إلى النتائج التي يفترض من الباحث استخلاصها ، ولا يقدم الباحث في هذه الورقة أي وصايا أو مقترحات تخص مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”!!
8- المدوّنات العربية المحوسبة- دراسة مسحية، للباحث عبد المجيد بن حمادو:
بعد أن يمهّد الباحث لبحثه بمزايا المعاجم الإلكترونية من حيث قدرتها على تخزين كمية هائلة من البيانات، وسهولة البحث فيها، ينتقل إلى تعريف المدوّنة المحوسبة من خلال ما أسماه “علم لغويات المدونة، مشيرًا إلى انبنائه على نظرية مستقلة بذاتها وعلى منهجية عمل منذ تسعينات القرن الماضي، ثم يبحث في ترميز المدوّنةوتصنيفها؛ ليصل إلى علاقة المدوّنة المحوسبة ببناء المعجم التاريخي، مؤكدًا حداثة عهد العرب بالمدوّنة المحوسبة، فيعدد فوائد المدونة لبناء المعجم، ويصف المدوّنات المحوسبة للغة العربية ذاكرًا أهم وأشهر المدونات العربية، وكيفية استثمارها، أو توظيفها، في بناء المعجم التاريخي العربي، ثم يختم بحثه بمحموعة مقترحات تخص المشروع.
9- نحو إطار عام لمدوّنة لغوية للمعجم التاريخي للغة العربية، للباحث عبد المحسن الثبيتي:
تحذو الورقة حذو سابقتها في بيان أهمية المدونة اللغوية في بناء المعجم، وتعرّفها وترصد أنواعها وخصائص كل نوع على حدة؛ ثم تتجاوزها إلى تعريف المعجم التاريخي، وتقترح تصميما للمدوّنة العربية يأخذ بعين الاعتبار الغرض من بنائها، ومعايير جمع النصوص ولغتها وطبيعتها وأحجامها ومجالاتها، مع التمثيل للمقترحات بجداول تعكس تصوّرالباحث لما يجب أن تكون عليه مدونات المعجم التاريخي للغة العربية، ثم يدخل الباحث الوظائف الحاسوبية، موضحًا كيفية تصميم وبناء قاعدة بيانات علائقية لمدونة المعجم التاريخي للغة العربية، ويختم بجملة مقترحات وتوصيات استنتاجية.
10- نحوَ آليّة لتطوير المدوّنات لتطوير جذاذات المعاجم العربية، للباحث حامد السحلي:
في هذه الورقة بحث في المشكلات التي يتوقع ظهورها عند الشروع في حوسبة اللغة العربية، ويرجعها الباحث إلى ما يدعوه بـ “قصور الكتابة العربية”، وعدم اكتمال العديد من الدراسات اللسانية النظرية؛ لهذا يعمل على إيجاد آلية تقنية تساعد في حل مشكلات حوسبة العربية.
وعليه؛ فإنه يقترح توسيع ترميز الكلمة ليشمل الدلالات الإعرابية والتاريخية، ويدرس آليات الانتقال من النصوص البسيطة إلى الترميز المعنوي والتراميز الوسيطة، ويبيّن كيفية توليد الجذاذات من المدوّنات وفق ترميز دلالي يقترحه، ثم يختم بحثه بالنتائج التي توصل إليها استدلاليًا.
11- تقنيات الإفادة من المدوّنات المحوسبة في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، للباحث المعتزّ بالله السعيد طه:
يسعى الباحث – في هذه الدراسة – لتقديم منهج لبناء مدوّنة محوسبة للمعجم التاريخي المنشود، ملتزمًا المنهج الوصفي؛ فيقترح للمدوّنة مادة من نصوص العربية المشتركة،المؤرَّخ لها عبر العصور، تعقبها دراسة لسانيات المدوّنة التي تعنى ببحث الظواهر اللغوية وتفسيرها بواسطة مجموعة من نصوص محوسبة تمثل الواقع اللغوي، وبأدوات علم اللغة الحاسوبي ، وهو علم يعنى بتوجيه الأنظمة الحاسوبية إلى فهم اللغات الطبيعية ومحاكات الذكاء البشري.
وقد دعّم الباحث دراسته بالصور التوضيحية اللازمة لمثل هذا النوع من الدراسات، وخلُص إلى أنّ الدراسة أفصحت عن طرائق ثلاث لبناء المدوّنات اللغوية المحوسبة: الاستبيان، الحصر الشامل، العيّنات الإحصائية. وفي النهاية اقترح استخدام الطريقة الثالثة في بناء مدونة المعجم التاريخي للغة العربية.
12- التصميم الحاسوبي للجذاذة والمدوّنة والمرصد، لكلّ من الباحثين: عبد الحقّ لخواجة، وعزّ الدين مزروعي، ومحمّد رقاس، ومحمّد ولد عبد الله ولد بباه:
تدرس الورقة التصميم الحاسوبي لأنموذج أوليّ للمعجم التاريخي للغة العربية؛ وذلك بالاستفادة من تجربتين معجميتين مهمتين: التجربة الفرنسية، من خلال “ذخيرة اللغة الفرنسية”، والتجربة الإنكليزية من خلال معجم أكسفورد للغة الإنكليزية.
وبعد تحليل شامل لهاتين التجربتين في نسخهما الثلاث: الورقية، والمتاحة على الشابكة، ونسختها المضغوطة في قرص مدمج، يعرض الباحثون أنموذجًا للتصميم الحاسوبي للمعجم التاريخي للغة العربية، موضحين علاقات المستخدمين- على تنوّعهم – بكل نسخة على حدة، مستعرضين – بعدئذ- الإمكانات الحاسوبية التي ستسهم في إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية. وقد زوّدوا الورقة البحثية بوفرة من الجداول والترسيمات والصور والخرائط التدفقية التي تجسد أنموذجهم الأوليّ.
13- البرامج الحاسوبية المستخدمة في بناء المدوّنات المعجميّة وتدبيرها- دراسة تقويمية، لكلّ من الباحثين: عزّ الدين مزروعي، وعبد الحقّ لخواجه، ومحمد ولد عبد الله ولد بباه، ومحمد رقاس:
تركّز الورقة البحثية الأخيرة على حزمة من البرامج الإلكترونية الحاسوبية التي تخدم عملية بناء المعجم التاريخي للغة العربية، سواء في إنشاء قاعدة أساسية للبيانات،أو في إنجاز الجذاذات والمدوّنات، وعليه؛ فإنّ هذه الورقة تجرُد وتعطي تقويمًا أوليًا لأهم تلك البرامج الخاصة بمعالجة اللغة العربية؛ فتشرع في دراسة إمكانية جمع ورقمنة نصوص المدوّنة، وتحليلها صوتيًا وصرفيًا ونحويًا، وتشكيل حروفها وتدقيقها وفهرستها بواسطة البرامج الحاسوبية المخصصة، ليخلص الباحثون إلى نتيجة مفادها: “تسمح البرامج الحاسوبية المعروضة في هذا العمل بمواكبة عملية جمع المادة اللغوية للمدوّنة المعجمية وتصحيحها ووسمها بالمعلومات الصرفية والنحوية، إضافة إلى فهرستها”.
خاتمة
مما تقدّم يتضح أن هذا الكتاب يزودنا – مسبقًا – بملامح المعجم التاريخي للغة العربية، المعجم الذي تفتقر إليه مكتبتنا العربية دون سائر مكتبات العالم المتقدم، ويحلم به المختصون في العلوم الإنسانية المختلفة، لاسيّما اللغويون منهم؛ لما لمعطياته المتوقعة من أهمية في تمكين دراساتهم وأبحاثهم، خاصة المتعلقة منها بتقييم تراثنا الفكري والعلمي، علاوة على ما سيتيحه استثمار المدوّنة اللغوية العربية الضخمة في إنتاج وتطوير البرامج الحاسوبية الخاصة بالمعالجة الآلية للغة العربية، كالمحلل الصرفي، والمدقق النحوي، والمحلل الدلالي، والترجمة الآلية، وغيرها.