مقدمة الكتاب

تسلط مقدمة الكتاب الضوء على الموقع المهم للمسألة القومية في فكر الياس مرقص، وعلى انتقاده الشديد للماركسية الدوغمائية والفكر القومي العربي في آن. فقد تتبع الياس مرقص في مؤلفاته مواقف الماركسيين العرب من قضايا الإمبريالية والتحرر من التبعية، ومواقفهم من قضية الوحدة العربية ومن الصراع العربي الإسرائيلي وغيرها. وكانت مسألة الوحدة العربية قضية مركزية في فكره، وكان يرى أن تحقيقها، خصوصًا بعد فشل تجربة الوحدة المصرية السورية في عام 1961، غير ممكن من دون إعادة بناء الوعي القومي على أسس إنسانية وعلمانية وعقلانية وديمقراطية.

وتشير المقدمة أيضًا إلى اهتمام الياس مرقص بتفكيك الستالينية العربية المتمثلة بمنظومة الأحزاب الشيوعية العربية، خصوصًا بعد النكسة في عام 1967، متطلعًا إلى صوغ ماركسية عربية تقف في وجه الماركسية المسفيتة، ومنتجًا في سياق ذلك فاعلية نقدية أعادت الاعتبار لمفاهيم الديمقراطية والمجتمع المدني بعد أن غابت عن الأدبيات الماركسية عمومًا.

تتوقف المقدمة كذلك عند قصة الكتاب، وتذكر أن الشاب السوري اليساري طلال نعمة الذي تأثر بكتابات الياس مرقص النقدية للأحزاب الشيوعية، قد بادر إلى إجراء حوار مُسهب مع الياس مرقص في أيامه الأخيرة بعد إصابته بالسرطان، ليلخص فيه تجربته الحياتية والسياسية والفكرية وسجالاته الجريئة، وقد استغرق هذا الحوار نحو شهرين في عام 1990، وقد بلغ مجموع ساعات التسجيل نحو خمس وستين ساعة، وقد تعرض الحوار الشفوي على يدي كاتب المقدمة إلى عملية تحرير مضنية بحكم الاستطرادات العديدة والتكرار الكثير والنواقص الممكنة، وأحيانًا الجمل الاعتراضية والإيضاحات والشروح الطويلة التي فرضت تقسيمها إلى فقرات محددة لتصبح خفيفة الوقع على القارئ العربي، وكي تستقيم المعاني وتصبح الأفكار واضحة جلية.

وتشير المقدمة إلى فكرة مهمة تتعلق بمنهجية الياس مرقص، فعند “تحليل البنية العميقة لنصوصه تشتغل رؤية منهجية غير مألوفة في الفكر العربي الحديث في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الرؤية التكاملية العابرة للاختصاصات”[1]. وهذه المنهجية هي ما يفسر أهمية الياس مرقص في ميدان العلوم الاجتماعية، بحكم امتلاكه لأدوات المؤرخ والسوسيولوجي والاقتصادي والمتخصص بالعلوم السياسية.

 

القسم الأول

يتناول القسم الأول من الكتاب السيرة الشخصية والسياسية والفكرية لالياس مرقص، ويؤكد مرقص في بداية الحوار على طبيعة هذه السيرة: “يجب أن تكون فكرية بالدرجة الأولى”[2]، ويتابع موضحًا هدفها: “أن أترك بين أيديكم خلاصة تجربة، هي تجربة فكر وعمل وتعامل مع الدنيا والوطن والإنسان”[3]. وفي سياق الحديث عن تجربته الفكرية السياسية يتحدث مرقص عن ولادته في عام 1929 في مدينة اللاذقية ودراسته فيها، ثم سفره إلى بلجيكا وتعرفه إلى الفكر الشيوعي واطلاعه على تاريخ الثورة الفرنسية، ونيله الإجازة في علم الاجتماع والتربية في عام 1952، ثم عودته إلى سورية للعمل في سلك التعليم الذي استمر فيه بين عامي 1952 و1979، وتعرفه إلى ياسين الحافظ في عام 1953.

بدأ الياس مرقص الكتابة والترجمة في عام 1955، وفي العام ذاته انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري اللبناني، لكنه اختلف سريعًا مع الحزب بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في شباط/ فبراير 1956، وطرد من الحزب الشيوعي في عام 1957 بسبب نقده الشديد للنهج الستاليني البكداشي. وقد ركز مرقص عمله الفلسفي منذ عام 1969 على بعث لينين عام 1916 ضد أولئك الذين بعثوا لينين عام 1917 الذين اتهمهم بأنهم يجهلون لينين جهلًا تامًا، ولا يعرفون معنى عبارة ماركس “أنا لست ماركسيًا”.

ساهم الياس مرقص في تأسيس مجلة الواقع في بيروت التي ظهر العدد الأول منها في نيسان/ أبريل 1981، وتوقفت في عام 1982، كما ساهم في تأسيس مجلة الوحدة في الرباط في عام 1984 التي أشرف عليها “المجلس القومي للثقافة العربية” في ليبيا، وشارك مع صديقه ياسين الحافظ في تأسيس “دار الحقيقة” في بيروت، وكانت له علاقة وثيقة بحزب العمال الثوري العربي من خلال علاقته بياسين الحافظ وعلي صالح السعدي، لكنه لم ينتمِ فعليًا إلى الحزب.

نشر بعض مقالاته في مجلة دراسات عربية وفي مجلة الفكر العربي، واشتهر بالسجالات الفكرية والسياسية ضد مثقفي “اليسار الجديد” مثل صادق جلال العظم وناجي علوش وعزيز العظمة، وتناول كتاباتهم في كتب عدة: عفوية النظرية في العمل الفدائي وضد ألتوسير… وغيرها. كما أتقن مرقص الإنكليزية والفرنسية والروسية، إلى جانب العربية، وتوفي في 26 كانون الثاني/ يناير 1991 تاركًا إرثًا كبيرًا من المؤلفات والترجمات والمخطوطات.

 

القسم الثاني

يتناول القسم الثاني من الكتاب مجموعة من القضايا في الفكر والفلسفة والثقافة والسياسة والتاريخ والدين وغيرها، وقد وزعت في الكتاب على خمسٍ وعشرين قضية: الإبستيمولوجيا، الوضعية، الميتافيزيق، الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية، انحلال الدولة، السوق والديمقراطية، ماركس ولينين والثورة، الغرب وعبد الناصر والثورة، البيريسترويكا عربيًا، روجيه غارودي، الواقعية الاشتراكية والثقافة، الفكر الديني ولاهوت التقدم، القرآن والكنيسة والعبودية، اللغة، الأمة والمسألة القومية، الدين والفلسفة، الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، الثورة، أميركا والخليج العربي، الشعب، الله، العالم: مادة وحركة، الحرية والعبودية، العثمانيون والانحطاط والنهضة، جمال عبد الناصر.

قد يبدو بعض هذه القضايا للوهلة الأولى أنه أصبح اليوم هامشيًا، لكنه يبقى في الحقيقة مهمًا لأنه جزء من الواقع، خصوصًا أن الأفكار والعقائد لا تموت بالسكتة القلبية، مثل قضية انهيار الاتحاد السوفياتي والبيريسترويكا ومواقف روجيه غارودي وغيرها، وهي تبقى مهمة وتثير الجدل والنقاش، وليس كما تقول مقدمة الكتاب إنها باتت اليوم خارج النقاش[4].

اهتم الياس مرقص عمومًا بإقامة الحد على المفاهيم، ففي موضوع الإبستيمولوجيا يؤكد على تمييز الإبستيمولوجيا من نظرية المعرفة، على الرغم من أنها المدخل الذي لا غنى عنه لدراسة المعرفة بالتفصيل[5]. وفي موضوع الوضعية يذكر المعاني المختلفة لكلمة “وضعي”، ويعطيها معانٍ معادية للديالكتيك، لأنها رفض المطلق، وفي هذا السياق يرى أن الستالينية هي وضعانية ماركسية، وأن الألتوسيرية هي أيضًا وضعانية ماركسية[6]. أما كلمة الميتافيزيقا فتعني “معرفة الكائنات التي لا تقع تحت الحواس”، وهي أيضًا “رؤية أفلاطونية تعني الثبات”، وكذلك “معرفة الحقائق الأخلاقية المعنوية، أي معرفة ما يجب أن يكون، أو معرفة المثل الأعلى”[7]. وفي موضوع الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية يلفت الانتباه إلى أننا “نحن العرب ترجمنا كلمة (سوسياليزم) إلى (الاشتراكية)، وكان يمكن أن نترجمها إلى الاجتماعية. وترجمنا (كوميونيزم) إلى (شيوعية)، وكان يمكن أن نترجمها إلى الاشتراكية”[8]. وفي موضوع انحلال الدولة يشير إلى ارتكابنا غلطًا مميتًا حين قلنا إن الدولة جهاز طبقي لسحق الطبقات المعادية، وإنها جهاز في يد الطبقة العاملة، أي الأكثرية. وهذا خطأ إضافي، لأن الطبقة العاملة ليست الأكثرية. ويؤكد على إهمالنا تعريف الدولة لدى أفلاطون وأرسطو، فالشأن العام (الجمهورية والدولة) يتجاوز الطبقة حتى عندما تكون الدولة دولة طبقية[9].

ويعيب الياس مرقص على بعض المثقفين العرب الذين يكتبون طوال الوقت عن الديمقراطية والشعب العربي من دون إدراك هذه المفاهيم ومعانيها، إذ يستعمل بعضهم كلمة شعب كما يستعمل كلمات مثل الكرسي والطاولة، وينظر إلى الشعب كأنه بديهة أو “قوم لغوي”، بينما يرى هو أن الديمقراطية تعني الشعب بالمعنى السياسي والحقوقي، أي المواطنين الذين ينتمون إلى الدولة[10].

في موضوع السوق والديمقراطية يرى مرقص أن نظام السوق هو العقبة الكبيرة ضد الأنظمة الاستبدادية، لأن ” نظام السوق هو نظام اختلاف البشر وتعدد منتجاتهم، وهذا النظام هو الذي يقيم مجتمعًا حقيقيًا، وهو الذي يضع قانون تسوية المصالح المختلفة، وهو نظام تتنافس فيه الكفاءات. والماركسية أخطأت حين نظرت إلى السوق وإلى الليبرالية وإلى العرض والطلب نظرة سلبية”[11]. وفي موضوع ماركس ولينين والثورة يقف مرقص مع بليخانوف في تخوفه من اشتراكية سابقة لأوانها “اشتراكية تؤمم الأرض وتقود روسيا إلى الاستبداد الشرقي”[12]، ويذكر أن بليخانوف، وهو على فراش الموت، ظل يلعن مسلك البلاشفة واستلامهم السلطة، لكن مرقص يعود ويؤكد على فكرة من أهم أفكار لينين في مستوى فلسفي سياسي، وهي تحذيره من “جنون الهدف على حساب الواقع”[13]. ولذلك رأى مرقص عندما تناول موضوع البيريسترويكا أن الاعتقاد أن البيريسترويكا كانت السبب في انهيار الاتحاد السوفياتي هو حماقة كبيرة[14].

ولذلك رأى عندما تناول موضوع الواقعية الاشتراكية والثقافة أن الفن السوفياتي قلما أعطانا فنًا جديدًا، وأن إحدى النقاط الخطرة في الأيديولوجيا الستالينية أو في التصور الستاليني للعالم هي “أن الآداب الأوروبية الغربية هي آداب عصر الانحطاط”، وأن “عصر الرأسمالية الاحتكارية والإمبريالية هو عصر انحدار وانحطاط وتفسخ”، فقد وقف مرقص ضد تلك الرؤى التي تقول إنه لا يوجد تقدم في الإمبريالية ولا يوجد أي شيء إيجابي، ورأى أن العلم السوفياتي والأدب السوفياتي والفن السوفياتي والثقافة والإبداع كابدوا المر بفضل العهد الستاليني وبفضل حقبة خروشوف وبريجينيف[15]. وعندما يتناول موضوع “الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي” يؤكد على أن “الاشتراكية السوفياتية ليست بالتأكيد الاشتراكية التي أرادها ماركس ولا حتى الاشتراكية التي أرادها الثوار المتسرعون في عام 1917″، لكنه يرى في المقابل أن “أوروبا ليست نهاية المطاف، ولا يمكنها أن تكون نهاية المطاف في تاريخ البشرية”، على الرغم من أنه يجب الانتباه إلى أن “أحد جوانب عظمة أوروبا أنها أخذت من اليونان ومن روما لا لتمشي وراء اليونان أو روما بل لتُعيد إنتاج أسس حضارتها. وهذا الأمر ليس تقليدًا، بل مهارة وعبقرية”[16].

يتناول الياس مرقص المسألة الدينية في مواضع مختلفة وزعت في الكتاب على عناوين عديدة: الفكر الديني ولاهوت التقدم، القرآن والكنيسة والعبودية، الدين والفلسفة، الله… إلخ. وهو يرى أن المسألة الدينية في المنطقة العربية قد “خُنقت وهُمشت وحلت محلها المسألة الطائفية”[17]، بينما تبين في الغرب “أن الفلسفة المعادية للاهوت والميتافيزيقا ليست فلسفة بل هي إلغاء للفلسفة. والعرب ضائعون بين الموقفين: فلسفة دينية تلجم الفكر، ووضعانية علماوية تلجم بدورها الفكر وتلغي الفلسفة باسم الفلسفة”[18]، وهذا معناه أنه لا يمكن فهم تاريخ القارة الأوروبية المتمددة في العالم وبين الشعوب من دون المسيحية وفكرة المسيح، فالفلسفة الأوروبية مصدرها أفلاطون ومصدرها الآخر المسيحية[19].

وفي هذا السياق، يذكر الياس مرقص تأكيد ياسين الحافظ على وجوب تمييز الدين من الأيديولوجيا، أي إن العقيدة الدينية تتحول بين أيدي البشر، فيؤولونها ويفرعونها، ومن الممكن أن يصبح هناك تباعد بين المنظومة والعقيدة[20]، ولذلك يرى بالتالي أن المنظومة الثقافية الأيديولوجية الإسلامية قد تكونت عبر التاريخ، حتى وصلت إلى عصور الانحطاط العثمانية ثم إلى عصر النهضة والمد القومي العربي، ثم الارتداد والانتكاس ونمو العنف في الربع الأخير من القرن العشرين.

يتوافر لدى الياس مرقص رؤية شاملة وموضوعية للدين ودوره في حياة الإنسان، فمن جهة يرى أن أخطر ما في تاريخ الأديان باعتبارها مؤسسة وقادة وجمهور هو اضطهاد حرية الضمير وحرية المعتقد، ويؤكد على أن من حق الدين أن ينذر الناس بجهنم وبعقاب إلهي بالنار الأبدية، لكن لا يجوز أن نعطي للمؤسسات الدينية أو رجال الدين حق إرسال الناس إلى النار في الحياة[21]. ومن جهة ثانية لا بدّ من رؤية الدور التقدمي للدين، فقد ساهمت الكنيسة في بناء فرنسا وفي بناء القرية وفي بناء دور العبادة، وكان لها شأن في التشريع، وفي الشغل، بل كانت الكنيسة في طليعة خلق هذا العالم الجديد الذي هو أوروبا[22]. ويؤكد مرقص على هذه الحقيقة في موضع آخر من الحوار عندما يقول: “الدين والمحرمات الدينية والنواهي الدينية كان لها شأن كبير في انتشال الإنسان من الحالة البهيمية الغريزية. والدين أدى دورًا تأسيسيًا في تجاوز مرحلة القبيلة وارتبط ببناء الدولة وبالأمة الجديدة”[23].  فالنوع الإنساني كله كان يتعاطى مثلًا أكل لحوم البشر وقتل الإنسان، لذلك فإن “أول تحريم كان ضد افتراس الإنسان للإنسان”[24] بحسب ما يقول أيضًا في مكان آخر من الحوار.

يتناول الياس مرقص المسألة القومية في مواضع مختلفة، ويوضح أنه يعتمد على لينين في مقاربته، ويتخذ من الإمبريالية قاعدة لتفكيره، ويرى في ذلك ردًا على ستالين والستالينية[25]. فالماركسيون السوفيات قالوا انطلاقًا من ستالين ومن المؤرخين السوفيات إن العرب شعب واحد يتفرع إلى أمم متعددة هي الأقطار العربية، بينما مرقص يثمن رؤية عبد الناصر المعاكسة تمامًا، إذ اعتبر العرب أمة واحدة مؤلفة من شعوب، وهذا التثمين في رأيه يرتبط بمقولة الإمبريالية وبموضوع المستقبل[26]، من حيث ضرورة الوحدة العربية في عصر الإمبريالية.

أعتقد أن القضايا التي عرض لها المفكر الراحل الياس مرقص في هذه الحوارات، وهي القضايا التي بسطها وتناولها في كتبه وأبحاثه، هي قضايا واقعنا ومستقبلنا: قضايا الفكر والسياسة والأخلاق والدين، قضايا الفرد والمجتمع المدني وبناء الدولة، قضايا الحرية والديمقراطية والشعب والأمة والقومية، وهي قضايا لا تزال مفتوحة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب.

[1]  الياس مرقص: حوارات غير منشورة، أجراها طلال نعمة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، بيروت، تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، ص 12.

[2]  المرجع نفسه، ص 27.

[3]  المرجع نفسه، ص 27.

[4]  المرجع نفسه، مقدمة  صقر أبو فخر، من الماركسية إلى الماركسية القومية، ص 14.

[5]  المرجع نفسه، ص 209.

[6]  المرجع نفسه، ص 213 و214.

[7]  المرجع نفسه، ص 215.

[8]  المرجع نفسه، ص 221.

[9]  المرجع نفسه، ص 223.

[10]  المرجع نفسه، ص 351.

[11]  المرجع نفسه، ص 226.

[12]  المرجع نفسه، ص 236.

[13]  المرجع نفسه، ص 236.

[14]  المرجع نفسه، ص 248.

[15]  المرجع نفسه، ص 263.

[16]  المرجع نفسه، ص 311 و312.

[17]  المرجع نفسه، ص 267.

[18]  المرجع نفسه، ص 266 و267.

[19]  المرجع نفسه، ص 267 و268.

[20]  المرجع نفسه، ص 271.

[21]  المرجع نفسه، ص 279.

[22]  المرجع نفسه، ص 280.

[23]  المرجع نفسه، ص 307.

[24]  المرجع نفسه، ص 329.

[25]  المرجع نفسه، ص 303.

[26]  المرجع نفسه، ص 303.