تكريمًا للإنسان السوري والاحتفال به، تدعو مجلة “قلمون”، المجلة السورية للعلوم الإنسانية، المهتمين بإنجازات الأديب السوري زكريا تامر، إلى المشاركة في الكتابة بالملف الرئيس في عددها الحادي عشر، المخصص لدراسة تجربة الأديب السوري المرموق.
ويسر المجلة، التي يُصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة بالتعاون مع الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية، أنها ستُخصص الملف الرئيس في عددها الحادي عشر -الذي سيصدر متزامنًا مع الذكرى التاسعة للثورة السورية آذار/ مارس 2020- لتكريم الإنسان السوري والاحتفال به، من خلال تخصيص صفحات هذا الملف للكشف عن أهم الأبعاد الفنية والجمالية والإنسانية في تجربة الأديب السوري المرموق (زكريا تامر) الذي كرس الجانب الأكبر من إبداعه الأدبي والفني لمرحلة (البراءة في الحياة الإنسانية)، أي مرحلة الطفولة التي تم التلاعب بها على مدى نصف قرن من التاريخ السوري لتشكل القاعدة الأيديولوجية التي تنطلق منها صياغة الإنسان العبد، من خلال ما فُرض على الأطفال واليافعين من ضرورةٍ تلزمهم بالانخراط في منظمات سياسية حزبية وظيفتها محو الفردية وإنتاج إنسانٍ ذي بعدٍ واحد.
وقد آثرت هيئة تحرير قلمون -احترامًا منها لإبداع الكتّاب وحرية التعبير- أن تستمع إلى مقترحات من سيتفضلون بالكتابة في هذا الملف بدلًا من اقتراح محاور محددة سلفًا.
ولد الأديب المرموق زكريا تامر في دمشق عام 1931، وباشر نشاطه الأدبي في كتابة القصة وكل أشكال المقالة الأدبية والصحفية منذ عام 1958، ولم يلبث إلا قليلًا حتى دلف إلى العناية بأدب الطفل وكان الرائد والمبرّز فيه على المستويين السوري والعربي. وبوسعنا أن نضيف إلى ذلك المستوى العالمي بعد أن تمت ترجمة جل أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة حية.
وتكريمًا له ولأطفال سورية معًا، تأتي دعوة المجلة للكتاب السوريين والعرب، المهتمين بإنجازات زكريا تامر المرموقة في حقلي أدب الاطفال والقصة، إلى المشاركة في الملف المذكور من خلال مقترحاتهم البحثية التي ستتم دراستها والرد على مرسليها.
وللمشاركة في هذا الملف، يمكن إرسال ملخص مكثف للمقترح البحثي، لا يزيد عن 500 كلمة، إلى هيئة تحرير المجلة، محتوٍ على عنوان البحث ومشكلته وأسئلته ومنهجه، وتُرسل المقترحات حتى 31 من شهر كانون الأول/ ديسمبر من هذا العام، على الإيميل التالي:
سيصدر العدد متزامنًا مع الذكرى التاسعة للثورة السورية آذار/ مارس 2020، وبهذه المناسبة تؤكد إدارة تحرير المجلة على أن الإنسان هو أثمن ما في هذا الوجود، ولا ينبغي النظر إليه إلا بوصفه غاية بحد ذاته، ومن ثم فإن كل ما من شأنه أن ييسر له فرصة أوسع لتفتح إمكاناته والتعبير عن نفسه بحرية، مطلب لا بد من تحقيقه ووضعه على قائمة الأولويات في كل عملية تنموية.
ولقد قطعت الدولة السورية الوليدة عام 1946 اشواطًا لا بأس بها على طريق تحرير الإنسان من خلال التجربة الديمقراطية (المتعثرة)، والتي وُضِع حدٌ مبدئي لها عام 1958، ووُضِع حدها الأخير عام 1963، تاريخ استيلاء الجيش السوري على السلطة لصالح حزب البعث، ومنذ ذلك التاريخ تحول الإنسان السوري إلى وسيلة تم التلاعب بها أيديولوجيا بقصد إنتاج الإنسان العبد المتكيف مع الأنظمة اللاديمقراطية كلها.
ومنذ اليوم الأول لم يستسلم السوريون بل قاوموا ورفضوا واستمروا في الرفض والإحتجاج حتى مُلئت السجون بالشباب من كل الأصقاع السورية وسائر الأوساط الإجتماعية. ولقد جاءت الثورة السورية عام 2011 (ثورة الحرية والكرامة) لتصلح ما أُفسِد عبر الاعتداء على الإنسان وحريته وكرامته على امتداد نصف قرن من الزمن . ومما يؤسف له أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، ولكننا محكومون بالأمل.