ومستقبل سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين
في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقع حدث جلل في أصقاع المعمورة، وترك آثارًا كبيرة على مختلف الدول والحكومات في العالم، إذ أُبلغت منظمة الصحة العالمية بوجود حالات التهاب رئوي فيروسي تعود لسبب غير معروف أو محدد، وقد سُجلت تلك الحالات بدايةً في مدينة ووهان الصينية. ثم تطورت الأحداث بسرعة مذهلة، وأثر ذلك في محافظات ومدن عديدة في الصين، ثم انتقل ذلك التأثير إلى العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وأفريقيا. وفي 11 آذار/ مارس 2020، وصفت منظمة الصحة العالمية هذه الحالة الصحية الخطيرة، بأنها تفشّ لفيروس “كورونا”، أو ما سُمّي لاحقًا COVID-19، ووُصف الفيروس بأنه “جائحة” مرضية سريعة الانتشار على مستوى العالم [1].
وردًا على انتشار الفيروس؛ كثفت جميع البلدان في مختلف أنحاء العالم تدابيرها واستعداداتها، محاولةً إبطاء الفيروس والحد من انتشاره، وأوقفت كثير من السلطات الرحلات الجوية من الدول المصابة بالفيروس -علمًا أن انتشار الفيروس لاحقًا عمّ كل بلدان العالم تقريبًا- وأغلقت أجزاءً كبيرة من أراضيها، وحثت الناس على البقاء في منازلهم. وقد أعلنت الولايات المتحدة -كما هي الحال في كثير من دول الاتحاد الأوروبي- حالة طوارئ وطنية، وفرضت حظر سفر على دول مختلفة، منها دول الاتحاد الأوروبي (الذي أعلن بدوره إيقاف التعامل بحدود منظمة الشنغن، وإغلاق دول الاتحاد حدودها مع بعضها)، والصين وبعض دول الشرق الأوسط، وتم تأجيل أو إلغاء العديد من الأحداث المحلية والدولية، بسبب هذه الحالة الكارثية الاستثنائية الخطيرة [2]. وفي حقيقة الأمر، ما تزال الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا، على مختلف دول العالم، غير معروفة، وما يزال من الصعب التنبؤ بدقة بما سيحدث مستقبلًا، بخصوص إمكانية وقف انتشار هذا الفيروس القاتل، ولكن من الملاحظ -حتى الآن- أن كثيرًا من محللي السياسة والاقتصاد وعلوم المجتمع قد بدؤوا استدعاء ذكريات أحداث جسيمة مرت على العالم سابقًا، كأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، أو الأزمة المالية العالمية في 2008، أو الكساد الكبير الذي ضرب أصقاع المعمورة في ثلاثينيات القرن الماضي وأدى إلى عواقب كارثية. ومن المؤكد أن هذه الأحداث أعادت تشكيل السياسات والمجتمعات المحلية، وكذلك العلاقات الدولية على وجه الأرض، وتركت هذه الأحداث تأثيرًا واضحًا على قضايا الأمن والسلم المحلي والدولي، وعلى مسائل الحريات والرقابة على المجتمعات والهويات الوطنية والإقليمية، وأيضًا أثرت في علاقتنا -أفرادًا ومواطنين- بحكوماتنا. ومن وجهة نظر منطقية وعلمية؛ فقد بدأ تأثير فيروس كورونا (الذي قد يستمر بضعة أشهر، على الأقل) بالظهور والتأثير على جميع مناحي الحياة، كما لم يحصل سابقًا على مستوًى عالمي بهذه السرعة وبهذا المدى ومساحة الانتشار، ويبدو أن الفيروس وآثاره المرافقة سيستمران في التأثير بعمق في معاييرنا وعلاقاتنا، وسيغيّر كثيرًا من توجهاتنا المحليّة والدولية[3].
إن “عقيدة الصدمة” هي نظرية متداولة، تم استخدامها في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد والعلوم السياسية [4]. في الواقع، ترجع جذور النظرية إلى ستينيات القرن الماضي، حيث موّلت وكالة المخابرات المركزية مجموعة من التجارب المخبرية، بناءً على فكرة أن الحرمان الحسي عن طريق التأثير بالصدمات يمكن أن يمحو الذكريات، ويجبر المرضى على فقدان إحساسهم بالزمان والمكان، ويؤدي إلى انسلاخهم عن الواقع الذي يعيشون فيه، ومن ثَمّ يمكن تحميل أو تدوين معلومات وأفكار جديدة في ذهن الشخص المطلوب، بناءً على ما يُرغَب في إعطائه وتلقينه، ويمكن بهذه الطريقة أن تُكتَب وتُمْلى شخصية جديدة، على الأفراد والجماعات، بناءً على ما يُراد له أن يكون [5]. في الواقع، تم تنفيذ وتطبيق مثل هذه العملية في أجزاء مختلفة من العالم، من قبل حكومات مختلفة، بهدف فرض سياسات جديدة، كان من الصعب اعتمادها قبل التعرض للصدمات.
في هذا السياق، تقول نظرية “عقيدة الصدمة” إنه في فترات الارتباك، التي عادة ما تلي الحروب أو الانقلابات أو الكوارث الطبيعية أو الذعر الاقتصادي، يصبح تطبيق سياسات راديكالية جديدة، كانت في زمن سابق غير مقبولة، أمرًا أسهل بكثير وقابلًا للتنفيذ، مع انعدام أو انخفاض مستوى المعارضة لهذه التغييرات، على حساب ارتفاع نسب التأييد والقبول، بالرغم من أن غالبية المواطنين كانوا في السابق يرفضون ويعارضون هذه السياسات[6].
من الملاحظ -حتى الآن- أن كثيرًا من محللي السياسة والاقتصاد وعلوم المجتمع قد بدؤوا استدعاء ذكريات أحداث جسيمة مرت على العالم سابقًا.
إن التاريخ الحديث يشهد على مجموعة من الأمثلة في السياق ذاته، فالانقلاب الذي دعمته الولايات المتحدة على الرئيس سلفادور أليندي (رئيس تشيلي) مكّن الولايات المتحدة من فرض سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة، تحَوّلَت بها دولة تشيلي إلى الخصخصة وإزالة الحواجز التجارية مع الشركاء الدوليين، وترافق ذلك مع خفض للإنفاق الحكومي على قطاعات الرعاية الاجتماعية والأسرية. ولتبنّي هذه السياسات الجديدة وإنجازها عقب الانقلاب العسكري؛ قام النظام الجديد في تشيلي بسحق الحركات الشعبية التي رفضت هذه التغييرات، وتم اللجوء إلى سياسات التعذيب على مستوى الدولة، وأدت في النهاية إلى مقتل الآلاف من المعارضين التشيليين[7].
وكمثال آخر، يمكن الاستشهاد به على فاعلية “عقيدة الصدمة “، فإن انهيار الاتحاد السوفياتي وما رافقه من حالة عدم الاستقرار والاضطراب التي سادت دول أوروبا الشرقية، يُعدّ مثالًا آخر لواقعية فرضية عقيدة الصدمة. فقد مكّنت حالة الخوف والفزع والفراغ، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، القوى الغربية من فرض إصلاحات محددة على هذه البلدان، لجرّها بعيدًا عن النظام الشيوعي المنهار، حيث أصبحت معاهدات الدفاع المتبادل مع الغرب والانضمام أو التقرب من منظومة الاتحاد الأوروبي، واعتماد سياسات السوق الحرة، وكذلك الأيديولوجيات الليبرالية الغربية، اتجاهًا عامًا للعديد من دول أوروبا الشرقية. ولم يكن يمكن تصور سياسات كهذه سابقًا، قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وقبل انتشار الفوضى بُعيد تفتت الكتلة السوفيتية[8]. ويمكن الجزم -من منظور عقيدة الصدمة- بالقول إن هنالك حالات استُخدِمت فيها الكوارث الطبيعية على شكل مبدأ الصدمة، من قبل حكومات معينة، لإقرار سياسات جديدة على الدولة أو المجتمع. فمثلًا استطاعت حكومة سريلانكا فرض سياسات الخصخصة على مختلف القطاعات في البلاد، وتخفيض الضرائب على الشركات بعد تسونامي 2004، هذه السياسات كانت صعبة التنفيذ سابقًا، وأصبحت حقيقة بعد التسونامي. من ناحية أخرى، في الشرق الأوسط، يُعدّ احتلال أفغانستان والعراق، قبل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، أمرًا صعبًا لا يمكن للمجتمع الدولي تقبّله. ولكن تَسَبُبَ الهجمات في صدمة في الداخل الأميركي، وكذلك على المستوى الدولي، مهّد وسهّل كثيرًا على أميركا للإقدام على احتلال أفغانستان والعراق، متجاوزة للشرعية الدولية. وهكذا تمّ استثمار الصدمات الناتجة عن الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، من قبل أميركا وبعض حلفائها، لإحداث تغييرات ومكاسب معينة ما كانت لتتم قبل ذلك [9]. وبالنتيجة؛ يمكن القول إن استخدام الصدمات الطبيعية والسياسية والاقتصادية على نطاق واسع، في التاريخ الحديث، لإنفاذ سياسات حكومية معينة هو أمرٌ واقعٌ، وقد أصبح في بعض الحالات أداةً مهمة ومُنتَظَرَة للتغيير من قبل بعض الحكومات، في مختلف أنحاء العالم.
يشكل اللاجئون السوريون شريحة مهمشة ومستضعفة، نشأت منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية، بعد ثورة آذار/ مارس عام 2011. وهم الآن -بحكم طبيعة الحال- من الأشخاص الذين يتابعون بعناية الانتشار المخيف لفيروس كورونا حول العالم. إن كابوس الحرب الأهلية التي دامت عشر سنوات في سورية تصدّره كابوس آخر، جاء هذه المرة متخفيًا تحت الأنفاس، ونتيجة لتتالي المصائب فقد أصبح البؤس عنوان القاعدة الأساسية في حياة اللاجئين السوريين، ولا سيّما من كان في دول الجوار والمحيط الجغرافي لبلدهم الأم. بيد أن شرارة أمل فُتحت حديثًا لبعضهم، للهجرة مجددًا وبعيدًا من الجوار السوري، وخصوصًا لمن هو مقيم في تركيا، فمع وجود أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، أعلنت السلطات التركية أخيرًا أنها لن توقف تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي[10]. ومع ذلك، يبقى التساؤل القديم والمتجدد قائمًا: هل سيصبح حلم آلاف اللاجئين السوريين الراغبين في العبور إلى الاتحاد الأوروبي حقيقةً مرة أخرى؟ وإذا كان الأمرُ كذلك، فهل سيكون الاتحاد الأوروبي المتوقع بعد فيروس كورونا هو نفسه ما كان قبله؟ للأسطر التالية رأيٌ في هذا.
ويفترض مبدأ أو “عقيدة الصدمة” أن الأزمات تمثل فرصة للحكومات لفرض التغيير. وبالتالي فمن هذا المنظور، فإن فيروس كورونا سيغيّر وجه السياسات الأوروبية إلى حدّ بعيد، وخاصة تلك المتعلقة باللاجئين والمهاجرين. لقد كان صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، في بعض دول الاتحاد الأوروبي، حتى الآن على الأقل، محدودًا إلى حدٍّ بعيد خلال السنوات الماضية، وذلك لعوامل وأسباب عديدة، من أهمها العقلية الأوروبية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية التي ترفض الإقصاء وتؤمن بالعدالة والديمقراطية والمساواة، وتمج العنصرية والتعصب والانغلاق لِما سبّبته للقارة الأوروبية من محن ومآسٍ وحروب خلت. هذه العقلية المتجذرة في الأفراد والجماعات الأوروبية مكّنت -في كثير من الحالات- من تخفيف حدة صعود ظاهرة اليمين المتشدد في أوروبا، وانعكس ذلك إيجابًا على موجة اللجوء، وخصوصًا لجوء السوريين، الذي حدث في عامي 2014 و2015. ولقد كانت بعض الصيحات اليمينية المتعصبة في بعض دول الاتحاد الأوروبي كافية لأن تقض مضاجع اللاجئين السوريين هناك، ولكن هذه الصيحات المتطرفة لم تلقَ آذانًا مصغية في البرلمانات والحكومات الأوروبية، وربما يمكن القول إنه في كثير من الأحيان كانت المعركة مع اليمين المتشدد تنتهي بسرعة لمصلحة الأحزاب الأكثر اعتدالًا، مع الإدراك أن أحزابًا يمينية، في دول مثل السويد وألمانيا وفرنسا وهنغاريا وإيطاليا، تلقى رواجًا من حين إلى آخر، ضمن أوساط مجتمعاتها لأسباب مختلفة. غير أن رواج هذه الأحزاب اليمينية وارتفاع شعبيتها أو سيطرتها على حكومات بلدانها، يشكل تهديدًا خطيرًا لوجود اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي، وكذلك لأولئك الذين ينوون أو يحاولون بالفعل العبور إلى أوروبا في المستقبل القريب. وبحسب عقيدة الصدمة، يُمكن الافتراض أن الجماعات والأحزاب السياسية الأوروبية، خصوصًا الموجودة منها في أقصى اليمين، ترى في الفيروس التاجي المنتشر بشدة الآن في أوروبا، سفينةَ نوح، للخلاص والتحول إلى سلّم القيادة. فقد بدأت هذه الأحزاب، في دول مثل إيطاليا وألمانيا والسويد وفرنسا، تنتقد أداء حكوماتها حول كيفية تعاملها مع أزمة كورونا [11]. وبغض النظر عن صوابها أو خطئها، فمن المؤكد أن هذه الأزمة الوبائية ستزيد الأحزاب اليمينية المتطرفة قوةً، على حساب أحزاب اليسار والوسط، نتيجة لضعف الأداء الحكومي الحالي، لكثير من الدول وضعف القيادات الأوروبية في تعاملها مع هذا الملف الوبائي الخطير، أي انتشار الوفيات والإصابات الفيروسية بطريقة مهولة. وبالتالي، فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة التي ترى أن اللاجئين مصدرٌ لكثير من مشاكل دول الاتحاد الأوروبي، ستغتنم فرصة الحالة العامة للرعب وعدم اليقين المرتبطة بفيروس كورونا، لكسب مزيد من الدعم وتغيير السياسات الأوروبية التي من أهمها -بالنسبة إليهم- السياسات “الرحيمة والضعيفة والمرتبكة” مع ملف اللاجئين [12]. وفي حقيقة الأمر، ستمثل الصدمات الكارثية القادمة (المتولدة عن فيروس كورونا) على كل من الاقتصادات المحلية والدولية، وعلى المجتمعات والعلاقات الدولية، التربةَ الخصبة لزيادة السياسات الراديكالية والاستراتيجيات التقييدية والحمائية داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، أو بين دول الاتحاد الأوروبي -إذا استمر الاتحاد الأوروبي في الصمود ككتلة موحدة أصلًا بعد جلاء كورونا- والدول الأخرى. وكلما كانت هذه الصدمات الناتجة عن انتشار الفيروس أقوى وأعنف وذات مدى أطول على الدول الأوروبية؛ تركت فرصة أقل لأي قوى معارضة للتغييرات والسياسات اليمينية المتطرفة والعنصرية، وخاصة تلك المصممة ضد اللاجئين. وبالتالي ستدفع الصدمات الناتجة عن فيروس كورونا الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى القيادة، مستغلةً حالة الإرباك والفوضى والرعب التي سيخلّفها كورونا، ليشكل ذلك وضعًا كارثيًا على اللاجئين السوريين، وخاصة أولئك الذين ينتظرون فرصةَ العبور إلى أوروبا ومحاولة الاندماج في مجتمعات دول الاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن تروّج أفكار جديدة، لم تكن مقبولة على نطاق واسع في السابق، تعادي اللاجئين والمهاجرين، وتفرض عليهم حصارًا كبيرًا من داخل المجتمعات الأوروبية، وتعبّر عن كرهها الشديد لموجات جديدة من اللاجئين.
[1]-The European Respiratory Society(2020); The main website of The European Respiratory Society: Available from: https://www.ersnet.org/the-society/news/novel-coronavirus-outbreak–update-and-information-for-healthcare-professionals
[2]-The BBC (2020); The main website of the BBC: Available from: https://www.bbc.com/news/world-51235105
[3]-Politico (2020); The main website of Politico “Coronavirus Will Change the World Permanently. Here’s How” Available from: https://www.politico.com/news/magazine/2020/03/19/coronavirus-effect-economy-life-society-analysis-covid-135579
[4]-Norberg, Johan (2008) “The Klein Doctrine: The Rise of Disaster Polemics” From 2-15
[5]-Klein, Naomi (2007) “The Shock Doctrine” page 42
[6]-Norberg, Johan (2008) “The Klein Doctrine: The Rise of Disaster Polemics” Page 2
[7]-Ferrara, A. (2014). Assessing the Long-term Impact of Truth Commissions: The Chilean Truth and Reconciliation Commission in Historical Perspective. London: Routledge.
[8]-Laitin, David D (2000) “POST-SOVIET POLITICS” Pages:117-141
[9] -Klein, Naomi (2001) “The Shock Doctrine: The Rise of Disaster Capitalism” Pages:36-40
[10]-UNHCR (2020); The website of the UNHCR “ the Registered Syrian Refugees in Turkey” Available from: https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/113
REUTERS (2020); The main website of REUTERS “Turkey says will not stop Syrian refugees reaching Europe after troops killed” Available from: https://www.reuters.com/article/us-syria-security/turkey-says-will-not-stop-syrian-refugees-reaching-europe-after-troops-killed-idUSKCN20M0GR
[11]-Center for American Progress. “Coronavirus May Be the EU’s Hardest Test Yet.” Available from: Available from: https://www.americanprogress.org/issues/security/news/2020/03/18/481862/coronavirus-may-eus-hardest-test-yet/
[12] -Intini, Dario. “No Migrants , No Schengen : How Right-Wing Political Parties Are Increasing Their Popularity in Europe.” Pages:1-24
_____________________
Coronavirus – Shock Doctrine and the Future of the EU’s Refugee Policies
Tareq Naseef
The Coronavirus
December 31 2019, the World Health Organization (WHO) was informed of numerous cases of viral pneumonia with an unidentified cause, found in Wuhan, China. The outbreak has quickly evolved, affecting different cities and towns in China as well as many nations worldwide in Asia, Europe, North and South America, Australia and Africa. Soon enough, March 11 2020, WHO labelled the coronavirus (COVID-19) outbreak as a pandemic.[1]
In response to the virus’ spread, countries around the world have ramped up measures to try to slow it down. Authorities have halted flights from virus-hit nations, locked down big regions within their countries and urged people to stay at home. The United States has declared a national emergency and imposed a travel ban on different countries including many of those from the European Union (EU), China, and some countries in the Middle East. Travelers from outside the EU are also being turned away from airports and borders after the EU announced a one-month ban on entry. Many local and international events have been postponed or even cancelled.[2]
The political, social and economical impacts of the coronavirus on the world remain unknown and are still difficult to predict, but it has so far been noticed that many people have started to recall the impacts of 9/11 or the 2008 financial crisis, drawing a sense of familiarity with those of the virus, today. Such events have surely reshaped local policies and societies as well as international relations. They have impacted domestic and international security, surveillance, national identities and the general public’s relationship with their governments. The coronavirus – which, at minimum, may still last a few months longer – has already had a global impact and will continue to drastically affect and change our norms and relationships, locally and internationally.[3]
The Shock Doctrine
The Shock Doctrine is a famous theory that has been used in psychology, sociology, economics, and political science.[4] The theory’s roots are traced back to the 1960s where the CIA funded laboratory experiments based on the idea that sensory deprivation, by means of shock therapy, could erase memories and force patients to lose their sense of time and space. By doing this, new data could be uploaded to the patient’s mind based on what is desired thus a new personality could be written.[5] In fact, this process has been implemented in different parts of the world by different governments to impose new policies that have been difficult to implement prior to the shocks. The theory suggests that in periods of confusion following wars, coups, natural disasters and economic panics, new policies – especially free-market policies – which were previously rejected and opposed by most citizens, are imposed by the government and are more readily accepted.[6]
In this sense, the US-supported coup, that overthrew President Salvador Allende of Chile, enabled the US to impose new liberal economic policies, turning Chile to privatization policies in order to eliminate trade barriers, cutting government spending. To adopt these policies, the new Chilean regime squashed popular movements that rejected these changes, and a new state policy of torture was implemented which ultimately led to the deaths of thousands of dissidents.[7] Another example would be following the collapse of the Soviet Union (SU) when instability and turmoil were dominant. This enabled Western powers to impose specific reforms in these countries to drag them away from the previous SU communist system. Mutual defense treaties with the West, joining the EU, adopting free-market policies as well as western liberal ideologies have all become common to many Eastern European countries’ policies.[8]
Moreover, there have been cases where a natural disaster has been used as a form of Shock Doctrine. For instance, the Sri Lankan government imposed privatization policies to slash corporate taxes throughout various regions within the country after the 2004 tsunami.
Furthermore, in the Middle East, the war on terrorism including the occupation of Afghanistan and Iraq would not have been easy to conduct without the attacks of 9/11. The 9/11 terrorist attacks caused shock, both within the US as well as on an international level. These shocks have been politically invested in to inflict wars in the Middle East which would have been totally rejected before the events of 9/11.[9]
The use of natural, political and economic shocks has become very evident in recent history and, in some cases, has become a tool for change by some governments in the world.
Syrian refugees and the coronavirus
One group of people who are carefully following the spread of the coronavirus are the Syrian refugees. The anguish of the ten-year civil war in Syria has been topped with yet another form of torment. Layers upon layers of misery have become the norm to the lives of Syrian refugees. However, an element of hope has recently been sparked in Turkey. With more than 3.5 million Syrian refugees in Turkey, the authorities have recently announced that it would not stop the flow of refugees into EU countries.[10] Would the dream of thousands of Syrian refugees wanting to cross borders into the EU finally be coming true? If so, would life within the EU be the same after the coronavirus?
As assumed by the Shock Doctrine, the crisis presents an opportunity for governments to impose changes. From the perspective of the Shock Doctrine, the coronavirus will change the face of European policies forever, especially those concerning refugees and immigrants. Over the past few years, the rise of right-wing parties in some EU countries has been, so far, tackled and stopped to a good extent. Such a rise would have been a serious threat to the existence of Syrian refugees in the EU as well as for those who intend to, or are already trying to, cross over into Europe in the future.
It is easily assumed that the already existing far-right parties in some countries see the coronavirus as their Noah’s ark. These parties, in countries such as Italy, Germany, Sweden, Hungary, and France, have already started criticizing the performance of their governments on how they are dealing with the COVID-19 crisis. Regardless of whether they are right or wrong, it is certain that this epidemic crisis will increase far right-wing parties at the expense of left and center parties.
Thus, the far-right parties who see refugees as the source of all problems in EU countries would take advantage of the current state of fear and uncertainty, associated with the coronavirus, to gain more support and climb the ladder of power and change European policies against refugees. The coming catastrophic shocks, on the local and global economy and societies as well as international relations, would be fertile soil for the increase of radical policies and restrictive and protectionist strategies within the EU – if it even stays put – as well as those with foreign states. The stronger these shocks, the less opportunity left for any opposing powers to refuse radical changes and policies, especially those designed against refugees and open societies within the EU countries.
The shocks resulted from the coronavirus will push far-right parties to leadership. This would be catastrophic for Syrian refugees, especially those who are awaiting an opportunity to cross the border to Europe. The fact that the catastrophic impacts of the coronavirus are progressively getting worse, will increase the suffering of Syrian refugees with regards to being accepted in European societies and will likely create a high siege from within European societies against the welcoming of a new wave of refugees.
References
Center for American Progress. “Coronavirus May Be the EU’s Hardest Test Yet.” Available from: https://www.americanprogress.org/issues/security/news/2020/03/18/481862/coronavirus-may-eus-hardest-test-yet/
Ferrara, A. (2014). Assessing the Long-term Impact of Truth Commissions: The Chilean Truth and Reconciliation Commission in Historical Perspective. London: Routledge.
Intini, Dario. “No Migrants , No Schengen : How Right-Wing Political Parties Are Increasing Their Popularity in Europe.” Pages:1-24
Klein, Naomi (2001) “The Shock Doctrine: The Rise of Disaster Capitalism” Pages:36-45
Laitin, David D (2000) “POST-SOVIET POLITICS” Pages:117-141
Norberg, Johan (2008) “The Klein Doctrine: The Rise of Disaster Polemics”
Politico (2020); The main website of Politico “Coronavirus Will Change the World Permanently. Here’s How” Available from: https://www.politico.com/news/magazine/2020/03/19/coronavirus-effect-economy-life-society-analysis-covid-135579
REUTERS (2020); The main website of REUTERS “Turkey says will not stop Syrian refugees reaching Europe after troops killed” Available from: https://www.reuters.com/article/us-syria-security/turkey-says-will-not-stop-syrian-refugees-reaching-europe-after-troops-killed-idUSKCN20M0GR
The BBC (2020); The main website of the BBC: Available from: https://www.bbc.com/news/world-51235105
The European Respiratory Society(2020); The main website of The European Respiratory Society: Available from: https://www.ersnet.org/the-society/news/novel-coronavirus-outbreak–update-and-inform ation-for-healthcare-professionals
UNHCR (2020); The website of the UNHCR “ the Registered Syrian Refugees in Turkey” Available from: https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/113
To load the English version please press here
تحليل جيد و خلاصة مفيدة للواقع في الغرب
نظرة ثاقبة وتحليل واقعي جدا
توصيف دقيق