ستة أعوام مرت على ما يسمى “أزمة اللجوء في ألمانيا”، وصل منذ ذلك الوقت 800.000 سوري وسورية إلى ألمانيا وحدها، تقطعت السبل بآلاف منهم على الطرقات وفي البحار، منهم من وصل إلى هذه البلاد من دون طعام ومنهم من وصل من دون مال، لكن أحدًا منهم لم يصل من دون هاتف ذكي، كان وسيلته التي لا يستغني عنها في مراحل رحلته كلها إلى ألمانيا. تعرض كثير من السوريين في وقتها للانتقاد، بسبب اقتنائهم الهواتف الذكية، لكن المنتقدين أدركوا بعد مدة وجيزة ماهية الدور الذي لعبه الهاتف الذكي الموصول إلى شبكة الإنترنت في إنقاذ حياة المهاجرين، وحتى اليوم ما يزال الهاتف الموصول إلى الشبكة يلعب دورًا جوهريًا في حياة القادمين الجدد.

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على تطور العلاقة مع الإنترنت، بالنسبة إلى السوريين، والدور الذي لعبه استخدام الإنترنت في حياتهم، مع التركيز على مرحلة الهجرة ومرحلة استقرارهم في ألمانيا، وتطور استفادتهم من الإنترنت في ما يتعلق بحاجاتهم العملية والحياتية في ألمانيا، ومن ثم التأثير في علاقتهم مع الوطن الأم، سواء في ما يتعلق بالتواصل مع الأهل أم البقاء على اطلاع بمستجدات الأوضاع السياسية والاجتماعية في سورية.

محتويات البحث:

بدايات الإنترنت في سورية

أبرز استعمالات الإنترنت في سورية

قبل 2011

في عقب اندلاع الثورة 2011- 2015

أولويات المتصفحين من داخل سورية

مرحلة التحضير للهجرة وخلالها

الإنترنت واللاجئين في ألمانيا

في مخيمات الاستقبال

الاستبانة والعينة

الخاتمة

المراجع

بدايات الإنترنت في سورية

بدأ استخدام الإنترنت في سورية في وقت متأخر نسبيًا مقارنة بباقي الدول، فحتى 1999 لم يكن يسمح للمواطنين السوريين بالاشتراك في الإنترنت، لكن بعض مؤسسات الدولة سمح لها بالاتصال به منذ 1997 (1). فالهاجس الأمني رافق بدايات انتشار الإنترنت في سورية، وقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لإقناع الرئيس السابق حافظ الأسد بأن استخدام الإنترنت في سورية لن يضرّ بمصالح استقلال سورية وأمنها (2).

في 17 /11/ 1997، قدم مشروع تجريبي خدماته لـ 150 مشتركًا كحد أقصى في البداية، وكانوا جميعًا من الهيئات الحكومية أو شبه الحكومية في سورية. تكون المشروع التجريبي من مخدم يخزن عناوين المشتركين وبريدهم الإلكتروني، وموجه متصل من الخارج مع مزود خدمة عالمي بعرض حزمة 64 كيلوبت في الثانية، ومن الداخل مع عشرين جهاز مودم، ومخدم مخصص لمراقبة الشبكة، وحجب المواقع غير المرغوب فيها، ومن أهداف هذا المشروع التجريبي المعلنة “تدريب الكوادر التقنية على مراقبة، واكتشاف وحجب المواقع غير المرغوبة”، إضافة إلى “وضع القواعد الناظمة لاستثمار الإنترنت على نطاق واسع”.. ويمكن القول إنه منذ بدايات عصر الإنترنت في سورية كانت محكومة باستراتيجية يشكل الهاجس الأمني، مثلها مثل جميع التقنيات الأخرى كالفاكس و GPS والهاتف الجوال.

في 2001، بُدئ فعليًا استخدام الإنترنت عبر مزود الخدمة “الأولى”. ثم أضيف مزوّد خدمة آخر في 2005 باسم “آية”. وفي نهاية 2010 بدأت خدمة ADSL بالانتشار بشكل كبير في سورية، حيث بلغ عدد مزودات الخدمة الخاصة 15 مزودًا جميعها تتخذ من العاصمة دمشق مقار رئيسية لها. وفي بدايات 2017 أصبح عدد مزودات الخدمة 30 مزودًا خاصًا، إضافة إلى مزود تراسل التابع للحكومة السورية.

لم يكن استخدام الناس للإنترنت في سورية شائعًا، وكان محصورا في فئة محدودة من الشباب أو قلة من الشركات التي كانت تواكب التكنولوجيا وتخطط للشروع في نشاط إلكتروني، هؤلاء فقط كانوا يمتلكون أجهزة الكومبيوتر ومن ثم النفاذ إلى الإنترنت، وكان محصورًا في استخدام البريد الإلكتروني مثل Yahoo وHotmail ميل ولاحقًا Google، لم يكن هناك أي استخدامات متقدمة لشبكة الإنترنت وكان الشعور بأن الدولة تراقب كل نشاط على الإنترنت مانعًا لكثير من الناس للولوج إلى الشبكة تفاديًا لأي عواقب قد تنتهي بالاعتقال، خصوصًا مع اعتقال عدد من مستخدمي الإنترنت بسبب التعبير عن رأيهم أو بسب كتابات تنتقد الحكومة(3) .

أبرز استخدامات الإنترنت في سورية قبل 2011

تطور استخدام الإنترنت في سورية مع مرور الوقت ومع تزايد المواقع الإلكترونية والمجلات على الشبكة، وبات السوريون يلجون الإنترنت بشكل متزايد، لكن هذا ظل محصورًا في قراءة الأخبار “الرسمية خصوصًا” ذلك أن كل الصحف الرسمية صار لها مواقع على الشبكة، المشكلة كانت أن الحكومة التي كانت تمنع دخول صحف ومجلات معارضة إلى البلاد ظلت تتعامل بالعقلية نفسها مع المواقع الإلكترونية المعارضة فحجبت عشرات بل مئات المواقع التي تنتقد الحكومة ولم تنتشر برامج كسر الحجب بين السوريين حتى وقت متأخر، إذ بقي الخوف قائمًا لدى كثيرين من مغبة استخدام هذه البرامج وإمكانية اكتشافها من الأجهزة الأمنية التي كانت تجري عمليات التجسس و الرقابة على المواطنين، وهناك مئات الحالات التي تمكنت فيها من اعتقال مواطنين بسبب دخولهم إلى مواقع محجوبة، بالتأكيد نجح السوريون لاحقًا في مواكبة التكنولوجيا المخصصة لمواجهة الرقابة الحكومية وبدؤوا الولوج إلى المواقع المحجوبة.

قُدم الإنترنت لعموم الناس في سورية في 2000 جزءًا من الإصلاحات الحديثة للرئيس الجديد. في السنوات السبع التالية ارتفع استخدام الإنترنت بنسبة 4900%، وهو ما يتجاوز بكثير معدل النمو العالمي البالغ 249%. بلغ معدل انتشار الإنترنت في 2008 16.8% من عدد السكان، وكان أغلب المستخدمين السوريين للإنترنت يستخدمون مقاهي الإنترنت في كل مكان في سورية، ومن المنازل التي تستخدم اتصالات الطلب الهاتفي عبر الخطوط الأرضية.

لكن الحكومة السورية فرضت قوانين جديدة على مقاهي الإنترنت، وطالبت أصحاب هذه المحال بتدوين البيانات الشخصية لكل زبون يدخل الإنترنت كي تتمكن من معرفة المواقع التي يتصفحها والرسائل التي يرسلها، لذلك كانت برامج البروكسي هي الحل، ومع ذلك بقي استخدام برامج البروكسي محصورًا بعدد قليل من الأشخاص الذين يمتلكون هذه البرامج.

لقد كانت هناك رغبة عارمة لدى السوريين في قراءة الأخبار السياسية غير الخاضعة لرقابة النظام السوري، إلا أن هناك جوانب أخرى كان المستخدمون يدخلون الإنترنت من أجلها، غرفة المحادثة مثلًا قبل انتشار برامج المحادثة وبرامج التواصل الاجتماعي المعروفة، ذلك أن هذه الغرف كانت توفر لهم مجالا للتواصل بين الشبان والفتيات الأمر الذي لم يكن ميسرًا بسهولة، لقد ساعد هذا في كسر حالة الفصل بين الجنسين وبخاصة في المناطق الريفية. وفي وقت لاحق كان الاستماع إلى الموسيقا وحضور مقاطع الفيديو، لكن الأمر اختلف كليًا بعد 2011.

استخدام الإنترنت في عقب اندلاع الثورة 2011 – 2015

منذ اندلاع الثورة في 2011 بدأ نوع جديد من العلاقة بين السوريين والإنترنت، خصوصًا مع Facebook الذي كان محجوبًا كليًا عن سورية منذ 2007، فقد أقدمت السلطات السورية على رفع الحجب عن Facebook قبل بضعة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في سورية وهو ما فُسر بعد ذلك بأنه محاولة منها للتنصت على ما يدور فيه بعد الدور المهم الذي لعبه في ثورة مصر وتونس.

فخلال أشهر قليلة بدأ آلاف السوريين بافتتاح صفحات لهم على Facebook، ضوعف عدد السوريين الذين امتلكوا حسابات على Facebook بشكل هستيري بفعل الصفحات التي كانت تغطي أخبار ما يجري على الأرض، والفيديوهات التي كان يسربها الناشطون عن قمع السلطات للمتظاهرين السلميين واعتقالهم. كان لـ Facebook دورًا محوريًا ففي ظل منع السلطات لوسائل الإعلام العربية والأجنبية من العمل في الداخل السوري، ولد اتحاد التنسيقيات السورية في نيسان/ أبريل 2011 بعد شهرين من بدء الثورة، لينقل إلى العالم العربي والعالمي ما “يجري في الشارع السوري من أحداث، وهو عبارة عن مجموعة من الناشطين على الإنترنت موجودة في مختلف المحافظات السورية بلغ عددها مئات المجموعات، يتعاونون فيما بينهم لإيصال ما يحدث في الداخل السوري إلى وسائل الاعلام العالمية والعربية”.

إضافة إلى ذلك زادت نسبة السوريين الذين يتصفحون المواقع الإلكترونية المحلية والعربية والعالمية وبخاصة أن الخبر عن سورية صار واحدًا من الأخبار الرئيسية في مختلف وسائل الإعلام الإلكترونية العربية والدولية. الأمر ذاته حدث مع موقع Twitter لكن بدرجة أقل مقارنة بـ Facebook .

استخدام برنامج Skype كان منتشرًا في أوساط المتخصصين والناشطين وذوي الخبرة فقط، بمعنى أنه لم يكن وسيلة تواصل جماهيرية كونه لم يكن متاحًا بشكل واسع على أجهزة الموبايل وكان يحتاج إلى كومبيوتر وكاميرا، وكان المستخدمون القلائل يدركون بأنه أكثر البرامج أمنًا، كون الحكومة السورية كانت عاجزة عن اختراقه والتنصت على مستخدميه، إلا أن هذا لم يكن آمنًا على الإطلاق فقد كانت الحكومة السورية قادرة على التنصت على المواطنين من خلال تقنيات تم شراؤها من شركة أميركيّة تدعى BlueCoat على الرغم من أن النظام السوري يندرج على القائمة السوداء للولايات المتحدة الأميركية(4). في 2010 بدأ الناس باستخدام برنامج WhatsApp على نطاق قليل وقد ازداد بشكل كبير جدًا في السنوات التي تلت اندلاع الثورة ليس فقط لأنه أصبح أكثر أمنًا، بل لأنه مجاني في ضوء غلاء أجور الاتصالات الخلوية التي كانت وما تزال محتكرة من رجال أعمال مقربين من النظام السوري. لقد سهل الإنترنت للسوريين الاطلاع على ما يجري في الأرض من أحداث، ولولا الثورة ربما لم يكن آلاف السوريين ليستخدموا الإنترنت بهذه الطريقة.

أولويات المتصفّحين من داخل سورية

تفيد alexa بأنه خلال العام الحالي 2021 بأن Google هو الموقع الأكثر زيارة من السوريين، ثم يأتي Youtube، Facebook، ويكبيديا، ثم مواقع مختلفة مثل الجامعة السورية الافتراضية وموقع روسيا اليوم ووكالة سانا للأنباء، وموقع Telegram وInstagram، وعمومًا فإن هذه النتائج متشابهة في كل دول العالم حيث يتشارك زوار النت نشاطات من طابع مشترك. في الدرجة الثانية بعد مواقع البحث والتواصل الاجتماعي والمراسلة يزور السوريون مواقع البورنو والصور الإباحية. في الدرجة الثالثة، تأتي مواقع كسب الأموال عن طريق الإنترنت، تليها مواقع المنوعات والأخبار السياسية والرياضة، في حين يتأخر أول موقع معارض للنظام إلى المرتبة 21. ذلك أن الحظر والرقابة التي تمارسها الحكومة على تصفح الإنترنت في سورية يؤثر في هذه الخيارات إلى حد بعيد(5).

استخدام الإنترنت في مرحلة التحضير للهجرة وخلالها

منذ بداية الثورة في سورية 2011 ترك آلاف السوريين بيوتهم بسبب اندلاع أعمال العنف، قسم كبير منهم اختار النزوح إلى ما وراء الحدود، تركيا، لبنان، الأردن، العراق ومصر، ومنذ 2015 بدأت الهجرة إلى أوروبا بشكل كثيف.

معظم اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء، فقدوا قدرة التواصل مع النت بشكل شبه كلي، وكل المحاولات التي قدمتها المنظمات الإنسانية وهيئة الأمم المتحدة كانت تتركز على توفير الغذاء واللباس والدواء بشكل رئيسي، وليس على توفير الإنترنت، لكن اللاجئين الأكثر حظًا نجحوا في الوصول إلى المدن والبلدات، هؤلاء تمكنوا من النفاذ إلى الإنترنت.

في الواقع، لا توجد هناك إحصاءات تحدد الأمكنة التي أتى منها اللاجئون إلى أوروبا، هل هي من مخيمات دول اللجوء، أو المدن والبلدات خارج المخيمات، لكن النسبة الكبرى للذين وصلوا إلى أوروبا كانت عبر طريق البلقان الذي يبدأ من تركيا، هؤلاء لم يكونوا جميعهم من المقيمين في تركيا، فاللاجئين السوريين في كل أنحاء المنطقة كانوا يتوجهون إلى تركيا، يبقون فيها أيامًا أو أسابيع أو أشهر حتى تسنح لهم الفرصة في ركوب القوارب المطاطية والوصول إلى أوروبا. إلا أن هناك آلاف السوريين الذين وصلوا من طرق أخرى أو حصلوا على تأشيرات دخول تمكنوا من خلالها من الوصول إلى أوروبا وتقديم طلبات لجوء فيها.

منذ 2015، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بأخبار اللجوء والهجرة إلى أوروبا، اللاجئين الأوائل الذين وصلوا إلى أوروبا، نشروا تجاربهم على صفحاتهم الشخصية، الطرق التي سلكوها وأحيانًا بالخرائط، أسماء المدن والبلدات التي مروا بها، طرائق تلافي الوقوع في قبضة حرس الحدود، الأوقات الفضلى للانطلاق في رحلة التهريب، الأوراق والوثائق التي يجب عليهم جلبها معهم، كيفية التصرف في حالات الطوارئ، نصائح حول المعلومات التي يجب أن يقدموها للسلطات عن أنفسهم، كيف استقبالهم في الدول التي وصلوا إليها، حياتهم اليومية، الميزات التي توفرها لهم الدول الأوربية، الرواتب، دورات اللغة والاندماج، الضمان الصحي وكل ما يتعلق بحياتهم الجديدة في أوروبا. كما ظهرت صفحات ومواقع على الإنترنت مهمتها توفير المعلومات لمن يرغب من السوريين في الوصول إلى أوروبا. باختصار خلال مدة زمنية قصيرة وفر الاتصال بالإنترنت للراغبين في الوصول إلى أوروبا كل المعلومات التي تلزمهم من أجل تنفيذ هدفهم. ولعبت برامج المحادثة دورًا في التواصل المباشر مع اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا، خصوصًا أن كثيرًا من العائلات اكتشفت بفضل اطلاعها على هذه المواقع أنها يجب ألا تسافر مجتمعة، إذًا يكفي أن يصل فرد أو اثنين غير بالغين كي يتمكنا من لم شمل العائلة بطريقة قانونية من دون الحاجة إلى المغامرة بالسفر عبر القوارب المطاطية التي شهدت حوادث مؤسفة راح ضحيتها آلاف اللاجئين(6).

وخلال رحلة البحر، لعب الإنترنت دورًا مهمًا من خلال استخدام تطبيق GPRS الذي ساعد اللاجئين في الوصول إلى اليونان كون المهربين عادة لا يرافقون اللاجئين في الرحلة، بل يتركون لهم قيادة الزورق والتعرف إلى الاتجاهات بوساطة تطبيق GPRS، فضلًا عن التواصل عبر برامج المحادثة وتنسيق مواعد الانطلاق والتواصل مع المهربين قبل الانطلاق.

فضلًا عن ذلك ظهرت مجموعات على الإنترنت من الناشطين في المجال الإنساني ومن جنسيات مختلفة، كانوا يعملون للتواصل مع المسافرين بحرًا خلال الرحلة لمساعدتهم على الوصول وتزويدهم بأخبار الطقس أو من أجل تبليغ سلطات الإنقاذ في حال وقوع حوادث غرق.

لقد كان من النادر أن يصل لاجئ من دون أن يكون بحوزته هاتف ذكي ومخزن للطاقة تفاديًا لنفاد البطارية في الطريق، لقد أنقذ الإنترنت حياة آلاف اللاجئين خلال رحلتهم الشاقة إلى أوروبا، على الرغم من تعرض اللاجئين لاحقًا إلى كثير من الانتقادات من الأوربيين لاقتنائهم هذه الأجهزة التي تعد باهظة الثمن(7).

الإنترنت واللاجئون في ألمانيا

اليوم بعد قرابة ستة سنوات على قدوم آلاف السوريين إلى ألمانيا كيف يتعاطى السوريون الإنترنت في ألمانيا؟ هل تغيرت وظيفة الإنترنت؟ ما الدور الذي يلعبه في تسهيل حياة السوريين وهل هناك استخدامات ذكية للشبكة بعيدًا من التسلية وإمضاء الوقت؟ هل ما زال بمقدور اللاجئين استخدام الإنترنت بالطريقة نفسها التي كانوا يدرجون عليها في سورية؟ أم أنهم تجاوزوا ذلك إلى استخدامات أخرى عملية وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها إلى حد بعيد؟ هل ما يزال الأمر محصورًا بالشباب؟ أم صار استخدام الإنترنت بيد معظم الرجال والنساء من أعمار متقدمة من خلال هواتف ذكية يتمكنون من خلالها من الاتصال بالإنترنت وممارسة أنواع من النشاط ما كانوا يومًا يعتقدون بأنهم سوف ينجحون في التعامل معها؟ سنحاول من خلال هذه الدراسة الموجزة الوقوف على تطورات الأمر من خلال استطلاع رأي عدد من السوريين من أجل الحصول على نتائج تمكننا من بناء تصور واقعي أو قريب من الواقع على الأقل في ما يتعلق باستخدامات الإنترنت من السوريين في ألمانيا.

في مخيمات الاستقبال

لقد أظهرت المطالبات التي أصر عليها نزلاء المخيمات ومراكز استقبال اللاجئين رغبة حقيقية تنم عن احتياج فعلي من أجل النفاذ إلى شبكة الإنترنت، وعلى الرغم من عدم توفر خدمة الإنترنت في هذه المراكز في 2015، إلا أن القادمين الجدد لم يتوقفوا عن المطالبة بتوفيرها لهم، ليس بوصفها نوعًا من الرفاهية، بل احتياجًا أصيلًا. وقد تجاوب عدد من الناشطين المتحمسين للاجئين وأطلقوا عددًا من المبادرات المهمة.

بالقرب من مدينة ميونيخ الألمانية تقع بلدة غاوتينغ التي يقطن فيها عشرون ألف نسمة. طالبو اللجوء من دول مختلفة يعيشون هناك في مخيمات للاجئين، والوطن يبعد عنهم آلاف الكيلومترات. أغلب اللاجئين يمتلكون هواتف نقالة، ولكن المكالمات الدولية مكلفة. إلا أنه في الآونة الأخيرة بات من الممكن للاجئين مخاطبة العائلة والأصدقاء مجانًا، والفضل في ذلك يعود إلى التقني “توبياس مكفادن” الذي يعمل في وقت فراغه على تركيب شبكات WI-FI مفتوحة لطالبي اللجوء.

يقول توبياس: “بمجرد رؤية اللاجئين لي وأنا أصعد على سلّم كي أركّب تجهيزات الإنترنت المجاني يسألونني عما يجري، ويقولون: هل هذا واي فاي؟ فأقول نعم. ثم يسألونني عن كلمة المرور، لكنني أوضح لهم أن كل شيء مجاني ولا توجد كلمة سر. وبمجرد اكتمال العمل ينتشل الجميع هواتفهم لاختبار كل شيء فورًا. الجميع متحمسون ويظهرون امتنانهم”(8).

كما أسس “سفين بورخيرت” وبعض أصدقائه في دورتموند مبادرة “فرييفونك”، وفيها يزودون اللاجئين في مراكز اللجوء بإنترنت مجاني. ويعمل القائمون على المبادرة على وضع جهاز “راوتر” في مراكز اللجوء وجمع التبرعات لتمويل المشروع الخيري. أكثر من 400 لاجئ في دورتموند استفادوا من الإنترنت المجاني بفضل هذه المبادرة(9).

وعلى الرغم من أنه لا توجد في أيدينا دراسات دقيقة حول طرائق استخدام السوريين للإنترنت أو الوقت الذي كانوا يمضونه في استخدامه يوميًا في بلادهم، إلا أنه من الواضح أن هناك تغيرات جوهرية في علاقتهم مع الإنترنت وهو ما سوف نحاول أن نميزه من خلال الاستبانة التي وزعناها على 50 سوريًا وسورية في ألمانيا هدفنا من خلاله إلى الحصول على مؤشرات عامة على تطور علاقة اللاجئين بالإنترنت مع التركيز على الدور الذي لعبه استخدام الإنترنت في مرحلة تفشي فايروس كورونا في ألمانيا، وكان ذلك من خلال الاعتماد على تجربة عينة عشوائية وزعنا الاستبانة عليها بطريقتين، إلكترونيًا وورقيًا، على اعتبار أن من بين أفراد العينة من لا يمتلكون بريدًا إلكترونيا على Google أو ممن لا يجيدون التعاطي مع الاستبيانات الإلكترونية.

الاستبانة والعينة:

تضمنت الاستبانة مجموعة من الأسئلة التي تناولت علاقتهم بالإنترنت في سورية وإلى اليوم، وكان الهدف هو الوصول إلى نتائج ونسب رقمية تمكننا من تلمس تطور استخدام الإنترنت الذي حصل لدى السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ 2015 حتى الآن.

بلغ عدد العينة 50 شخصًا بين رجال ونساء مناصفة، تبدأ أعمار العينة من سن 19 وتنتهي بسن 65 عامًا ويراوح مستوى التعليم من التعليم الابتدائي إلى الشهادات الجامعية العليا. بلغت نسبة السوريين الحاصلين على شهادة تعليم جامعي في العينة 66%، وهذا ما يؤكد الأرقام التي قدمتها دائرة الأجانب في ألمانيا التي تفيد أن 70% هي نسبة السوريين الذين يحملون تحصيلًا علميًا عاليًا في ألمانيا (10). وكانت نسبة الحاصلين على تعليم ثانوي 16% 6% شهادة إعدادية و12% ابتدائية، كما أن 46 من أفراد العينة كانوا إما طلابًا أو يتعلمون اللغة أو باحثين عن عمل.

السؤال الأول: هل كنت تستخدم الإنترنت في سورية؟

84% من العينة قالوا إنهم كانوا يستعملون الإنترنت في سورية، وبالنظر إلى المهن التي كان يمارسها هؤلاء التي من بينها مطور برامج على سبيل المثال وكذلك ربة منزل، يمكن الوقوف على التفاوت الكبير في طريقة استخدام الشبكة. على الجانب الآخر قال 16% من العينة إنهم لم يكونوا على صلة بالإنترنت على الإطلاق وهن 5 من السيدات اللواتي ذكرن بأنهن يعملن ربات منازل وثلاثة رجال، أحدهم من السوريين الكرد ممن كانوا محرومين من الجنسية السورية، ورجلين آخرين فوق سن 65 سنة وهذه نتيجة تكاد تكون طبيعية نظرًا لانخفاض الفرصة أمام السيدات ذوات التعليم المتدني اللواتي يعملن في منازلهن في تعلم الإنترنت وللرجال الكبار في السن.

السؤال الثاني: إذا كان الجواب نعم؟ هل يمكن أن تحدد كم ساعة تقريبًا كنت تستخدم الإنترنت في سورية؟

قال 52% منهم إنهم كانوا يستخدمون الإنترنت أكثر من ساعتين يوميًا، وقال 16% إنهم كانوا يستخدمون الإنترنت أقل من ساعتين وقال 32% إنهم كانوا يستخدمون الإنترنت أقل من ساعة واحدة يوميًا. “حتى 2011 ظل الإنترنت منتشرًا في أوساط فئة الشباب، وكان المستخدمون الجدد للشبكة ينتقلون بسرعة كبيرة من الاستخدام المحدود للشبكة” أقل من ساعة يوميًا إلى الاستخدام الممتد إلى أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات ومعظم هؤلاء من فئة الشباب الذين كانوا يعبرون بسرعة إلى الفئة الأكثر استخدامًا من ناحية الوقت، في حين يمكن ملاحظة نوع من الاستقرار في الفئة العمرية المتوسطة والمتقدمة في السن على أوقات مشاهدة مستقرة من ساعة إلى ساعتين”(11).

السؤال الثالث: ما هي الوسيلة التي كنت تستخدم الإنترنت من خلالها في سورية؟

من بين 84% الذين كانوا يستعملون الإنترنت في سورية قال 46% منهم إنهم كانوا يستعملون الموبايل للنفاذ إلى الإنترنت، ولكن هذا لا يعني أن نسبة من يمتلكون الهاتف الخليوي في 2011 وما قبلها كانت 46% فكثير من الناس كانوا يمتلكون هواتف نقالة من دون نفاذ إلى الشبكة إما لأنها هواتف غير ذكية وإما لتعذر وجود شبكات إنترنت. وقال 33% إنهم يستخدمون اللابتوب والموبايل، وقال 19% إنهم يستخدمون الكومبيوتر والموبايل. غلاء أسعار أجهزة الكومبيوتر واللابتوب يفسر إقبال الناس على استخدام الموبايل للنفاذ إلى الإنترنت، هذا لا يعني أن أجهزة الموبايلات كانت رخيصة الثمن، لكن انتشارها في أوساط السوريين ساعد كثيرًا في زيادة شعبية الإنترنت وزاد من أعداد الناس الذين بدؤوا باستخدام الإنترنت.

السؤال الرابع: ما هي المجالات التي كنت تستخدم بها الإنترنت في سورية؟

قال 54% منهم إنهم كانوا يستخدمون الإنترنت في برامج التواصل الاجتماعي وقال 24% قالوا إنهم كانوا يستخدمون الإنترنت بشكل أساسي من أجل البريد الإلكتروني، و6% فقط كانوا يتابعون الأخبار عبر الإنترنت في حين قال نحو 16% إنهم يستخدمون النت لأغراض مختلفة. ويبرز هنا انخفاض نسبة قراء الأخبار عبر الإنترنت في تلك المدة بالنظر إلى الحظر المفروض على كثير من المواقع الإخبارية من قبل النظام وبالنظر إلى العواقب التي يمكن أن تطال الولوج إلى المواقع المعارضة.

 السؤال الخامس: هل ساعدك الإنترنت في الوصول إلى أوروبا؟

قال 54% من العينة إن الإنترنت ساعدهم في الوصول إلى أوروبا في حين قال 46% لا.

السؤال السادس: كيف ساعدك الإنترنت في الوصول إلى أوروبا؟

56% قالوا إنهم استفادوا من الإنترنت للوصول إلى أوروبا خلال مرحلة التحضير للهجرة، في حين قال 44% إنهم لم يستفيدوا من الإنترنت.

وقال 48% إنهم اطلعوا على تجارب اللاجئين الآخرين من خلال الإنترنت، وتواصل 32% من العينة مع مهربين من خلال الإنترنت، وقال 50% منهم إنهم استفادوا من الإنترنت للبقاء على اتصال مع عائلاتهم وأصدقائهم.

في المرحلة الممتدة من 2014 (بداية ما يسمى بأزمة اللاجئين) ظهرت كثير من المواقع الإلكترونية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كانت تنشر معلومات وصورًا تفصيلية لطرق التهريب، مثل تكاليف التهريب ومدة الرحلة والمخاطر، إضافة إلى نصائح عامة. كما أن اللاجئين الأوائل الذين وصلوا إلى أوروبا لم يتأخروا كثيرًا في نشر قصصهم وتجاربهم سواء على صفحاتهم الشخصية على Facebook أم من خلال المقابلات التي أجروها على المواقع الإلكترونية. وكثير من اللاجئين الذين أتوا من تركيا إلى اليونان استخدموا بدرجة أولى (WhatsApp) للتواصل مع المهربين أو Messenger، لكن النسبة الكبرى من اللاجئين قالوا إنه بفضل الإنترنت تمكنوا من البقاء على تواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم.

السؤال السابع: كيف تستخدم الإنترنت في برلين؟

قال 96% من العينة إنهم يستخدمون الموبايل في النفاذ إلى الإنترنت، منهم 16% يستخدمون الكومبيوتر العادي إلى جانب الموبايل، في حين قال 58% إنهم يستخدمون اللابتوب إلى جانب الموبايل.

اثنان فقط من المستطلع رأيهم قالوا إنهم لا يستخدمون الموبايل شخصيًا في الاتصال مع النت، وهما سيدة مسنة بسبب مشكلات في الرؤية ورجل مسن يستخدم هاتفًا غير ذكي. وانخفاض نسبة من يستخدمون الكومبيوتر العادي للاتصال مع النت مقارنة بالموبايل والكومبيوتر النقال معظمهم ممن تمكنوا من إيجاد وظائف تتطلب منهم النفاذ إلى الإنترنت من خلالها. في حين أكد أكثر من نصف العينة إمكانية النفاذ إلى الإنترنت من خلال كومبيوترات محمولة الأمر الذي يعكس استخدامات للإنترنت تتعدى عملية برامج التواصل التقليدية.

السؤال الثامن: ما هي المجالات التي تستخدم فيها الإنترنت في برلين؟

96% من افراد العينة قالوا إنهم يستخدمون الإنترنت في ألمانيا من أجل التواصل مع الأهل والأصدقاء في سورية

94% من العينة يستخدمون الإنترنت من أجل عمليات الشراء أو البيع أو البحث عن عمل أو شقة للسكن

92% يستخدمون النت من أجل المعرفة أو البرامج التعليمية

80% منهم قالوا إنهم يستفيدون من الإنترنت في التسلية أو تمضية الوقت.

السؤال التاسع: ما هي برامج المحادثة التي تستخدمها؟

قال 96% من أفراد العينة أنهم يستخدمون تطبيق WhatsApp في محادثاتهم، و80% يستخدمون Messenger، و8% يستخدمون Viber و10% يستخدمون برنامج Skype و16% يستخدمون برامج محادثة أخرى.

السؤال العاشر: ما هي الاستخدامات الجديدة للإنترنت التي بدأت باستعمالها بعد وصولك إلى ألمانيا؟

أما بالنسبة إلى الاستخدامات الجديدة للإنترنت التي بدأ السوريون بالاستفادة منها في عقب وصولهم إلى ألمانيا فجاءت عمليات الشراء في المرتبة الأولى بنسبة 92% ويعود ارتفاع هذه النسبة إلى التوجه العام إلى الشراء عبر الإنترنت بسبب الإجراءات التي فرضت بسبب تفشي فايروس كورونا، ثم جاء تطبيق الخرائط بنسبة 88% ثم جاءت برامج الطقس بنسبة 84% وبرامج تعلم اللغة الألمانية بنسبة 72%، كما وصلت نسبة من يبحثون عن عمل إلى 55% من خلال تطبيقات الإنترنت.

وبخصوص الاستخدامات التقليدية حازت متابعة أخبار السوريين في ألمانيا نسبة 60% ونسبة 30% لمن يتابعون الأخبار الرياضية، و20% هم من يستفيدون من الإنترنت في الدراسة الجامعية.

السؤال الحادي عشر: ما هي المصادر التي تستقي منها معلوماتك عن سورية؟

قال 84% إنهم يحصلون على أخبار تتعلق بسورية من مواقع وسائل الإعلام وقال 52% إنهم يعتمدون على قنوات على YouTube، وقال 32% إنهم يستفيدون من خدمات محركات البحث في التزود بالأخبار عن سورية، كما قال 28% إنهم يستفيدون من خدمات الصفحات الشخصية على وسائل التواصل، وقال 20% إنهم يستفيدون من خدمات مجموعات مثل كلاب هاوس وواتس أب في هذه المهمة. في حين قال 12% فقط إنهم يعتمدون على مراكز بحثية في المعلومات عن سورية.

 السؤال الثاني عشر: ما هو الوقت الذي تمضيه على الإنترنت يوميًا؟

قال 60% إنهم يمضون ثلاث ساعات وما فوق وقال 20% إنهم يمضون ساعتين وقال 12% إنهم يمضون خمس ساعات على الأقل، وفقط 8% يمضون ساعة واحدة أو أقل.

السؤال الثالث عشر: هل تعتقد أن استخدامات الإنترنت سهلت حياتك في ألمانيا في ظل إجراءات كورونا؟

100 % أجابوا بنعم.

السؤال الرابع عشر: إذا كان الجواب على السؤال السابق نعم؟ بأي طريقة؟

قال 80% إن الإنترنت مكنهم من التعرف إلى القوانين الجديدة التي انتشرت بسبب الفايروس، وقال 86% إنهم استفادوا من عمليات الشراء عبر الإنترنت، وقال 72% إنهم استفادوا من المعلومات التي رفعت مستوى التوعية بالفايروس، وقال 84% إنهم استخدموا الإنترنت من أجل الدراسة، 12% قالوا إنه سهل العمل من المنزل.

خاتمة:

لقد واجه اللاجئون كثيرًا من الانتقادات بسبب اقتنائهم أجهزة الهاتف الذكية، فمن غير المألوف بالنسبة إلى اللاجئ أن يمتلك أشياء ثمينة أو رفاهيات، لكن هذه الأجهزة الموصولة إلى الشبكة أضفت كثيرًا من التوزان على حياة اللاجئين وقللت من شعورهم بالاغتراب، لقد شكل الإنترنت صلة وصل دائمة مع الأهل عبر برامج المحادثة، ووسيلة أساسية لتعلم اللغة الألمانية، ووفر الإنترنت للاجئين كثيرًا من المعلومات عن المدن التي سكنوا فيها مما ساعد على كسر عزلتهم.

لا يوجد بين أفراد العينة من لا يستخدم الإنترنت في ألمانيا، والشخصان اللذان لا يستخدمان الهاتف الذكي، يستفيدان من الإنترنت بطرائق أخرى، أما الأشخاص الثمانية الذين قالوا إنهم لم يكونوا يستعملون الإنترنت في سورية، بدؤوا يستعملونه في ألمانيا وهم يمضون اليوم ساعات في التصفح والقراءة ولم يعد من الممكن بالنسبة إليهم التوقف عن استخدام الإنترنت.

ما تزال برامج المحادثة وبرامج التواصل الاجتماعي هي الأكثر استخداما من قبل اللاجئين. WhatsApp يأتي على قائمة التطبيقات الأكثر رواجًا بينهم لتعذر الاتصال العادي بذويهم في سورية نظرًا إلى غلاء أسعار الاتصالات، فضلا عن الأمان النسبي الذي يشعر به اللاجئين بسبب استخدامهم لهذا التطبيق الآمن نسبيًا، كما يبدو Facebook وسيلة تواصل أساسية للحصول على الأخبار وللتواصل مع الأهل من خلال Messenger أيضًا، وتأتي تطبيقات الخرائط وبرامج تعلم اللغة الألمانية والقواميس في المرتبة الثانية.

البحث عن عمل أو البحث عن شقق للإيجار والتسوق هي من الوظائف التي لم يكن اللاجئين يستخدمونها في سورية، وهي اليوم تعد بالنسبة إليهم أحد أبرز الوسائل التي لا يمكنهم التخلي عنها.

قالت ربات المنازل في الاستبانة إن تعاملهن مع النت يقتصر بشكل رئيسي على Facebook وWhatsApp، في حين لم تسمح العينة العشوائية التي استطلعنا رأيها بالوصول إلى شريحة الطلاب، لذلك لم نتمكن من معرفة حجم الدور الذي يلعبه الإنترنت في حياة اللاجئين من طلاب المدارس والجامعات.

أخيرا تؤكد السيدة نهاد معاذ التي تشتغل في مساعدة اللاجئين من أجل الحصول على بيوت للسكن في برلين أن الحصول على خدمة الإنترنت المنزلية بالنسبة إلى العائلات السورية لا يقل أهمية عن باقي الاحتياجات كالكهرباء والماء، وأن الحصول عليها بالنسبة إليهم بات أمرًا تقليديًا لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط بالنسبة إلى العائلات التي يوجد فيها أطفال، ولكن حتى بالنسبة إلى الكبار في السن أيضًا، لم يعد الإنترنت أمرًا يمكن الاستغناء عنه.

المراجع:

1- https://bit.ly/3n0IfCm

2- Amr Salem, “Syria’s Cautious Embrace,” Middle East Insight, March-April 1999, pp. 49-50.

3- A Wasted Decade, Human Rights in Syria during Bashar al-Asad’s First Ten Years in Power

https://bit.ly/3F5uRD8

4- International Telecommunication Union (ITU), “Percentage of individuals using the Internet, fixed (wired) Internet subscriptions, fixed (wired)-broadband subscriptions,” 2011, accessed July 13, 2012,

https://on.wsj.com/31IGhyh

https://bit.ly/3bWwMNW

5- https://bit.ly/3H8GU4C

6- https://bit.ly/3wwxHOs

7- https://bit.ly/3qojF0i

8- https://bit.ly/3oa9XvK

9- https://bit.ly/3ojG7oK

10- https://bit.ly/3qojZfw

11- لقاء شخصي مع خبير السيد سليمان أ. ف “خبير اتصالات”.

12- لقاء مع السيدة نهاد معاذ “ناشطة في مجال إسكان اللاجئين” برلين.