• مقدمة
  • البدايات ومفاصل التغلغل
  • تصنيف الميليشيات التي تديرها إيران في سورية:

أولًا- فيلق القدس

ثانيًا- الميليشيات العراقية

ثالثًا- الميليشيات الفلسطينية

رابعًا- الميليشيات اللبنانية

خامسًا- الميليشيات المتعددة الجنسيات

سادسًا- الميليشيات السورية

  • خاتمة
  • مقدمة:

لعبت الميليشيات الإيرانية منذ انطلاق الثورة السورية دورًا دمويًا بارزًا، في مساعدة بشار الأسد للاستمرار في السلطة، وذلك بارتكاب كثير من الجرائم بحق الشعب السوري الثائر، تمثلت في جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري لسكان المناطق الثائرة، والتصفية الجسدية لناشطي الثورة ورجالاتها، ولم يكن هذا وليد الصدفة، بل كان فصلًا من فصول إستراتيجية نظام الملالي في طهران، للسيطرة على سورية، وقد بدأت تلك الإستراتيجية تظهر بُعيد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، من خلال تبنيها “جمعية المرتضى” التي ترأسها جميل الأسد (شقيق حافظ الأسد) إلا أن الأسد الأب وأد الفكرة في مهدها، لحرصه على أن لا يشاركه أحد في الحكم، وإنْ كان مؤيدًا له وداعمًا لسياساته، ولهذا اكتفى الإيرانيون باستخدام القوة الناعمة للتغلغل في المجتمع السوري، لتشويه هويته الوطنية، وعند تسلّم بشار الأسد السلطة؛ بدأت تظهر النشاطات الإيرانية على العلن، نتيجة ضعف شخصية الأسد الابن وعدم سيطرته الكاملة على مفاصل الدولة، وكان ذلك من خلال نشر التشيّع وبناء الحُسينيات والحوزات العلمية، وإقامة مسيرات مراسم العزاء، وافتتاح المدارس والمعاهد الدينية التي تتبنى المذهب الشيعي في مناهجها، ونشر اللغة الفارسية وإرسال البعثات الطلابية إلى إيران، ولعل أخطر ما قامت به إيران شراء كثير من العقارات في وسط دمشق العاصمة، وقد ركّزت على مناطق بعينها (مثل محيط الجامع الأموي والسيدة رقية ومنطقة السيدة زينب) ولم يظهر لإيران أي نشاط عسكري أو أمني في تلك الفترة، إلا على نطاق محدود جدًا، حتى اندلاع الثورة السورية، حيث عمل الإيرانيون بداية على رفد الأسد بمنظومة أمنية، قادها كبار ضباط قوات فرض القانون في إيران، وساعدت الأسد في الصمود أمام الموجة الأولى من الاحتجاجات الشعبية، لكن التطور غير المتوقع لأحداث الثورة السورية، وسيطرة الجيش الحر على كثير من المناطق، والتهديد المباشر لمؤسسات السلطة خاصة في دمشق، دفع إيران إلى التدخل عبر الحرس الثوري، وأدار قائده قاسم سليماني عمليات القوات الإيرانية والميليشيات التابعة له في سورية حتى مقتله أوائل عام 2020، بنار القوات الأميركية قرب مطار بغداد، وخلال هذه الفترة استقدمت إيران، إضافة إلى الحرس الثوري الإيراني لواء القدس، كثيرًا من الميليشيات الطائفية التابعة لها في العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وبعض الدول التي تمتلك فيها نفوذًا، ووصل عدد هذه الميليشيات إلى نحو خمسين مجموعة، سأتحدث عنها بالتفصيل في هذه الدراسة، من حيث بنيتها وأعدادها وتبعيتها وتدريبها والأعمال الإجرامية التي ارتكبتها هذه الميليشيات في سورية.

  • البدايات ومفاصل التغلغل

لم تكن طلائع الميليشيات الإيرانية التي دخلت سورية مستحدثة، أو مشكّلة على عجل، بل كانت قوات تملك خبرات قتالية تكتيكية كبيرة، من خلال تجاربها في العراق ولبنان وأفغانستان، وبهذا دخلت هذه الميليشيات أرض المعركة فور وصولها، بينما خضع المقاتلون الجُدد لدورات تدريبية داخل سورية، تحت إشراف ضباط الحرس الثوري وضباط من جيش الأسد، وتم الاستفادة من هذه الخبرات لتحقيق إستراتيجية إيران في السيطرة على سورية، وكان ينفذها الجنرال سليماني من مركز القيادة المركزي لفيلق القدس في “البيت الزجاجي” قرب مطار دمشق الدولي.

دخلت الميليشيات الإيرانية ساحات القتال على مختلف الجبهات المشتعلة في سورية، تارةً إلى جانب قوات الأسد على الجبهات الشمالية والوسطى والجنوبية والشرقية، وتارة أخرى بشكل مستقل كما في منطقة القصير بالقرب من مدينة حمص أو في ريف دمشق الجنوبي، ابتداءً من منطقة السيدة زينب باتجاه الغرب وصولًا إلى داريا وجنوبًا وصولًا إلى غرب الكسوة، إضافة إلى تمركزها في الطريق الواصل بين دمشق والحدود العراقية شرقًا، مرورًا بمنطقة الضمير ومطار السين ومنطقة السبع بيار، وصولًا إلى معبر البوكمال الحدودي، إضافة إلى تمركز عدد من هذه الميليشيات في كثير من المطارات والقواعد العسكرية المهمة، كمطار الشعيرات ومطار (تي فور) ومطار دمشق الدولي ومطار السين ومطار حلب، كما قامت الميليشيات الإيرانية في السيطرة على المناطق المحيطة في مراكز البحوث العلمية، خاصة في ريف دمشق منطقة جمرايا والصبورة وبرزه البلد، وفي ريف حماة في منطقة مصياف، وقرب مدينة حلب حول مؤسسة معامل الدفاع في السفيرة، وغيرها من المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، وإضافة إلى هذا كله كان القادة والضباط الإيرانيون حاضرين في غرف العمليات التابعة لجيش الأسد، في المقر المركزي في قلب دمشق، والمقر الموحد الجنوبي قرب الضمير، والمقرّ الموحد الشمالي بالقرب من مدينة حمص، وغرفة عمليات الساحل بالقرب من مدينة بانياس، وكذلك كان هناك وجود للمستشارين العسكريين الإيرانيين، في أغلب القطعات والتشكيلات العسكرية في جيش الأسد.

كانت أولى الميلشيات العسكرية الطائفية التي وطئت الأرض السورية ودخلت على خط قمع ثورة الشعب السوري في عام 2011 هي كتيبة القناصة العائدة لميليشيا “عصائب أهل الحق” العراقية، التي يقودها أحد أذرع إيران في العراق قيس الخزعلي، ويديرها حكّام إيران، وتُقدر أعدادها بـ 800  قناص من المُدرَبين وأصحاب الخبرة، وهم الذين انتشروا على أسطح مباني الدوائر الحكومية والمقار الحزبية للسلطة، ليتولوا مهام قنص المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي وقتلهم، وتركز ذلك بوضوح في الغوطة الشرقية مدينة دوما، ثم انتشرت هذه الميليشيا في العديد من المناطق الثائرة، وامتد انتشارها إلى الجنوب السوري في دمشق ومحيطها وريف حلب الجنوبي وريف حماة الشرقي وشماله وجنوب إدلب وحمص وريفها ودرعا ودير الزور والبوكمال والميادين، وتُدار هذه الميليشيات جميعها من قبل غرفة عمليات مركزية واحدة مكونة من ضباط إيرانيين وضباط منتدبين من هيئة الأركان السورية وأجهزة الأمن الأسدية.

تمت عملية دخول عناصر هذه الميليشيات بإشراف مباشر من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الأسد عبر المطارات والمنافذ الحدودية البرية مع لبنان والعراق والأردن، وعلى شكل أفراد أو مجموعات، وأحيانًا تحت غطاء حُجاج أو زوار للمزارات والمقامات الشيعية، أو عقود عمل مزيفة تسهل خروجهم من البلدان التي قدموا منها، كما تم إدخال قسم منهم بجوازات سفر سورية صادرة عن إدارة الهجرة والجوازات في دمشق، وما زالت إيران تقيم جسرًا جويًا لنقل هؤلاء المرتزقة إلى سورية، بالرغم من الانحسار الكبير للعمليات العسكرية في سورية، واستعادة الأسد سيطرته على كثير من مناطق البلاد.

  • تصنيف الميليشيات التي تديرها إيران في سورية

بلغت أعداد الميليشيات الإيرانية المدعومة من قِبل النظام الإيراني في طهران نحو 50 فصيلًا، جُل عتادها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ويبلغ عديد عناصرها حوالي 100 ألف مقاتل، وهم في ازدياد ملحوظ، ويقوم الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس بمهام تمويل وتسليح وتوجيه هذه الميليشيات، ويمنح كل عنصر في لواء “فاطميون” الأفغاني راتبًا شهريًا يراوح ما بين 500 إلى 1500 دولار أميركي، وهو الأجر الأعلى بين الميليشيات الأخرى التي يبلغ رواتب عناصرها ما بين 300 إلى700 دولار أميركي، وتتلقى الميليشيات السورية المحلية أقل الأجور، ولا يتجاوز راتب العنصر 100 دولار أميركي، وتتكون هذه الميليشيات من:

أولًا- “فيلق القدس”

وهو القوة الرئيسية للحرس الثوري الإيراني في سورية، ومهمته تنفيذ سياسة إيران الخارجية، وهو مسؤول عن قيادة وتأمين الأعمال القتالية لكل الميليشيات الإيرانية في سورية، على مختلف مشاربها، ويقوده الجنرال إسماعيل قاآني، ومقر قيادته الرئيس في مطار دمشق الدولي، وينتشر في ريف دمشق واللاذقية وطرطوس، ويبلغ عديد قواته 8000 مقاتل وخبير.

ثانيًا- الميليشيات العراقية “الحيدريون”

تنتشر الميليشيات العراقية الشيعية التابعة لإيران، في المنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية والوسطى من سورية، وتتبع أغلبها لقوات “الحشد الشعبي” العراقي، وتُعدّ ميليشيا “النجباء” و “أبو الفضل العباس” من أكبر وأهمّ الميليشيات العراقية المشاركة في الحرب على الشعب السوري منذ بدايتها تقريبًا، وفيما يلي استعراض لأهم الميليشيات العراقية في سورية:

1 – ميليشيا “حركة النجباء”:

تعدّ هذه الميليشيا ثاني أقوى ميليشيا عراقية في سورية، أسست عام 2013، أغلب عناصرها من العراقيين، وبينهم عناصر من البحرين والكويت والسعودية، ويبلغ تعداد عناصرها حوالي 10 آلاف مقاتل، موزعين في سورية على ثلاث ألوية:

– “لواء الإمام الحسين المجتبي”: ومقره في الريف الشرقي لمدينة دمشق، وهو مسؤول عن حماية وتأمين طريق مطار دمشق الدولي.

– “لواء الحمد”: ومقره في ريف دمشق، ومهمته محصورة في استعمال الصواريخ والمدفعية.

– “لواء عمار بن ياسر”: ومقره في مدينة حلب، ومهمته حماية عقد المواصلات الواصلة إلى مطار حلب والنيرب العسكري.

المقر الرئيسي للحركة يقع في مدرسة رسم بكور، خلف جبل عزان، ويقود هذه الميليشيات أكرم الكعبي الشيعي العراقي الذي يدين بالولاء المطلق للولي الفقيه في طهران، وتعدّ هذه الميليشيا من مفرزات ميليشيا “عصائب الحق” التي تفرعت عن جيش المهدي، وقد أدرجت حركة النجباء العراقية وقائدها على لائحة المنظمات الإرهابية العالمية(1).

شاركت الحركة في كثير من المعارك، كان أهمها معركة فك الحصار عن منطقتي نبّل والزهراء، ومعارك سهل الغاب، ومعارك جبين وخناصر، ومعارك الكليات العسكرية في حلب، ومعارك الشيخ نجار في مدينة حلب، ومعارك خان طومان، ومعركة سلمى، ومعارك مدينة القصير، ومعارك الغوطة الشرقية، ومعارك طريق المطار الدولي، ومعارك السيدة زينب في ريف دمشق، ومعارك مخيم اليرموك.

يتم تدريب عناصر الحركة قبل إرسالهم إلى سورية مدة ثلاث أشهر في جنوب العراق، ويتلقى البعض منهم تدريبه في لبنان ضمن معسكرات “حزب الله اللبناني”، كما يتلقى قسم من عناصر الحركة تدريبهم في إيران، ويختص هؤلاء في عمليات نزع الألغام والاتصالات وتشغيل الطائرات دون طيار.

من أهم قيادات هذه الميليشيا كل من:

– أكرم الكعبي: وهو قائد الميليشيا ومؤسسها، كان من ضمن عناصر جيش المهدي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وتولى إدارة العمل الثقافي في النجف، ثمّ اختير قائدًا للمجاميع الخاصة التابعة لجيش المهدي، ثم لـ “عصائب أهل الحق” المنشقة عنها.

– هشام الموسوي (أبو وراث): وهو المتحدث الرسمي باسم ميليشيا النجباء.

– حيدر جاسم الدنيناوي: وكان المسؤول عن تجنيد المقاتلين في العراق، وقد تمكن الجيش الحر من قتله بريف حلب في حي الراشدين، في أثناء قيامه بجولة استطلاعية(2).

2 – ميليشيا لواء أبو الفضل العباس:

تشكلت نواة هذه الميليشيا من عناصر تابعين لعدد من الميليشيات، منها منظمة بدر، جيش المهدي، وكتائب حزب الله العراقي، وعصائب الحق، وأفراد من الشيعة السوريين، ومتطوعين من اليمن ودول شرق آسيا، وتعدّ هذه الميليشيا من أكبر وأول الميليشيات العراقية التي قاتلت في سورية، حيث ظهرت لأول مرة في منطقة السيدة زينب منتصف عام 2012، بذريعة “حماية مرقد السيدة زينب”، يبلغ تعداد مقاتلي هذه الميليشيا ما بين 4800 إلى 5000 مقاتل، ويتكون اللواء من كتائب عدة سُميت على أسماء بعض الأئمة الاثني عشر(3). وتحظى هذه الميليشيا باهتمام خاص من المرجعية في إيران، وهي تتبع بشكل مباشر إلى قيادة الحرس الثوري الإيراني، ومن أهم قياداتها:

– أوس الخفاجي: وهو مؤسس هذه الميليشيا في العراق وسورية، وعمل كمساعد لمقتدى الصدر في جيش المهدي الذي انفصل عنه عام 2006.

– أحمد حسن كياره: من أكبر القيادات لواء أبو الفضل العباس، وقاد كثيرًا من المعارك في سورية، أهمها معارك منطقة السيدة زينب، وقُتل في ريف دمشق.

– علي حسن عجيب جظه: الملقب أبو عجيب السوري، تسلّم قيادة اللواء بعد مقتل كياره، وينحدر من بلدة نبّل في ريف حلب الشمالي، وأصبح يقود المقاتلين السوريين فقط في اللواء.

– هيثم الدراجي: عراقي مقرب من رجل الدين الشيعي بشير النجفي، ويقود المتطوعين العراقيين في اللواء.

ينتشر لواء أبو الفضل العباس في سورية، في المناطق التالية:

– منطقة السيدة زينب: وهي المقر الرئيس للميليشيا.

– مدينة حلب: لهم نقاط مرابطة في أغلب مناطقها.

– مدينة نبل والزهراء في ريف حلب: لهم فيها وجود خاص، بسبب أهميتها، وكون سكانها من الشيعة(4).

اشتركت ميليشيا لواء أبو الفضل العباس في أغلب المعارك ضد الشعب السوري، وكان أهمها: معارك جنوب دمشق، ومعركة بلدة الحجيرة جنوب دمشق، ومعركة المليحة في الغوطة الشرقية، ومعارك حي جوبر الدمشقي، ومعارك القلمون، ومعارك طريق مطار دمشق الدولي، ومعارك حصار الغوطة الشرقية، واشترك في مجزرة الكيمياوي هناك، ومعارك ريف حماة الشمالي، ومعارك مدينة حلب.

3 – قوات الشهيد محمد باقر الصدر (منظمة بدر الجناح العسكري):

لم تعلن (منظمة بدر) اشتراكها في الحرب على الشعب السوري، إلا في حزيران/ يونيو  2013، إذ كانت تشارك في القتال بشكل سري، منذ بداية التدخل الإيراني في سورية، من خلال انخراط عناصرها في صفوف بعض الميليشيات، مثل ميليشيات “سيّد الشهداء” و”أبو الفضل العباس” و”ذو الفقار”، يقود هذه الميليشيات هادي العامري، ويراوح عدد مقاتليها من 1500 إلى 2000، وشاركت (منظمة بدر) هذه في العديد من المعارك في منطقة السيدة زينب ومناطق الغوطة الشرقية ومناطق جنوب دمشق(5).

4 – ميليشيا “كتائب سيّد الشهداء”:

تشكلت هذه الميليشيا في نيسان/ أبريل عام 2013، على إثر خلافات بين قيادات “حزب الله العراقي”، انتهت بانشقاق حميد الشيباني (الملقب بـ أبو مصطفى الشيباني) الذي يحمل الجنسية العراقية والإيرانية، وبتشكيله هذه الميليشيا، انتقلت كتائب “سيد الشهداء” للقتال في سورية في آب/ أغسطس 2013 بتوجيه إيراني، لوقف الاحتكاك بين الطرفين المنقسمين، وفي سورية كُلّفت الميليشيا بمنع قوات المعارضة من التسلل عبر الخط الفاصل مع قوات النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، يبلغ عدد عناصر هذه الميليشيا في سورية 700 مقاتل، وكانت أبرز مشاركاتهم في معارك منطقة السيدة زينب، ومعارك الغوطة الشرقية.

5 – فيلق “الوعد الصادق”:

ظهرت هذه الميليشيا لأول مرة في سورية في أيلول/ سبتمبر عام 2013، وتعداد مقاتليها حوالي 2000 مقاتل عملت في ريف دمشق والقلمون وحلب وريفها.

6 – ميليشيا “قوات أسد الله الغالب في العراق والشام”:

ظهرت هذه الميليشيا في كانون الثاني/ يناير من عام 2013، ضمن لواء “أبو الفضل العباس”، ويقودها عبد الله الشيباني، وتضم عددًا من الوحدات، مثل كتيبة “علي الأكبر”، وعملت هذه الميليشيا في منطقة السيدة زينب، واشتركت في معارك المليحة في الغوطة الشرقية، ويعدّ أبو فاطمة الموسوي (العقيل الموسوي) قائدًا لهذه الميليشيا، وهو المنسق العام للميليشيات العراقية في سورية، ويبلغ عديد عناصرها حوالي 600 مقاتل.

7 – ميليشيا “لواء ذو الفقار”:

وهي إحدى المجموعات التي انشقت عن لواء “أبو الفضل العباس”، وتضم في صفوفها مقاتلين من “منظمة بدر” و”عصائب الحق”، ويقودها المدعو فاضل صبحي الملقب (أبو هاجر)، والقائد العسكري أبو مهدي الكناني، ويبلغ عدد عناصرها حوالي 1000 مقاتل، شاركت هذه الميليشيا في معارك السيدة زينب وطريق المطار، ومعارك منطقة عدرا في الغوطة الشرقية، كما شاركت في اجتياح مدينة النبك.

8 – ميليشيا “لواء كفيل زينب”:

كانت جزءًا من ميليشيا “عصائب الحق”، وانفصلت عنها في تموز/ يوليو 2013، وعملت في معارك الغوطة الشرقية ومنطقة السيدة زينب وطريق المطار والقلمون ومعارك حلب.

9 – ميليشيا كتائب حيدر الكرار “عصائب أهل الحق”:

وهي الفرع السوري لـ “عصائب أهل الحق” في العراق التي يقودها قيس الخزعلي، وقائد فرعها في سورية الحاج مهدي، وتعمل في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وفي ريف دمشق، وفي البوكمال، وجل عناصرها من القناصة، ويبلغ عددهم 800 عنصر.

10 – ميليشيا “كتائب حزب الله” العراق:

عملت هذه الميليشيا في سورية منذ آذار/ مارس عام 2013، وتعمل تحت قيادة ميليشيا “أبو الفضل العباس”، ويقودها هاشم الحمداني الملقب (أبو آلاء) وتعمل هذه الميليشيا في القلمون الغربي والغوطة الشرقية، ويبلغ عديد عناصرها 7000 مقاتل.

11 – ميليشيا “كتائب الإمام علي”:

وهي الذراع العسكري لحركة العراق الإسلامية، ظهرت في سورية عام 2015، ويقودها جعفر الباوي (أبو كوثر)، ومقرها الرئيس في السيدة زينب قرب دمشق، وتنتشر في مدينة دمشق وريفها، وعلى الحدود العراقية السورية، ويبلغ تعداد عناصرها 1000 مسلح.

12 – ميليشيا “سرايا طلائع الخراساني”:

وهي الجناح المسلح لحزب الطليعة الإسلامي، يقوده اللواء المتقاعد حاج حميد تقوى فر، شكل بذريعة الدفاع عن المقدسات في الشام، وبأمر من الخامنئي شخصيًا، شاركت السرايا في معارك البحارية في الغوطة الشرقية قرب مطار دمشق الدولي، ومعارك الغوطة الغربية في معسكر الفاروق والسكة ومنطقة الذيابية والأحمدية، كانت السرايا على تنسيق عال مع “حزب الله” اللبناني، يبلغ عديد هذه السرايا 1400 مسلح.

وهناك عدد من الميليشيات المنتشرة على الأراضي السورية بأعداد قليلة نسبيًا، منها لواء المؤمل الذي يتبع لجيش المهدي؛ لواء الشباب الرسالي؛ لواء اليوم الموعود؛ سرايا عاشوراء؛ لواء الشهيد محمد باقر؛ لواء الإمام الحسين؛ فوج التدخل السريع الذي يتمركز في ضاحية حرستا قرب مدينة دمشق. وجميع هذه الميليشيات فتحت مكاتب تجنيد لشباب العراق العاطلين عن العمل والمنحدرين من أسر فقيرة في بغداد ومدن جنوب العراق، للقتال في سورية بذريعة الدفاع عن الأماكن المقدسة، وتعرف هذه المكاتب باسم مكاتب الجهاد والدفع، ويديرها رجال دين إيرانيون، وتراوح رواتب العنصر الواحد في هذه الميليشيات ما بين 300 إلى 1500 دولار أميركي، ناهيك عن توفير الطعام والسكن والاحتياجات الأخرى، من قبل الحكومة السورية، ويجري تدريب هذه الميليشيات في معسكرات في كل من العراق وإيران ولبنان، غير أنّها تخضع أيضا للتدريب في معسكرات داخل سورية هي: معسكر يعفور بريف دمشق، المقام في موقع عسكري تابع للفرقة الرابعة؛ معسكر السيدة زينب بدمشق؛ معسكر مدرسة ميسلون التابع للمخابرات العسكرية؛ معسكر نجها لأمن الدولة؛ معسكر شهيد المحراب في مدينة حلب؛ معسكر الزهراء في مدينة حلب(6).

ثالثًا- الميليشيات الفلسطينية:

* الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة):

يقود الجبهة أحمد جِبْرِيل، وأسهمت عناصرها في عملية قمع ثورة الشعب السوري إلى جانب الأجهزة الأمنية الأسدية، بدعمٍ إيراني، وشاركت في العديد من المعارك، منها الهجوم على مخيمي اليرموك وفلسطين في ريف دمشق الجنوبي، والهجوم على الغوطة الشرقية، ويتلقى أفرادها التدريب في معسكرات “حزب الله” اللبناني في لبنان، وتمتلك الجبهة معسكرًا في صيدنايا، وآخر في منطقة الصبورة في ريف دمشق الجنوبي الغربي.

* لواء القدس الفلسطيني:

يتكون هذا اللواء من الفلسطينيين المقيمين في سورية، تأسس عام 2013 بإشراف ودعمٍ إيراني، ومقره في مخيم النيرب بالقرب من مدينة حلب، وأغلب عناصره من أبناء هذا المخيم، تتركز معسكرات تدريب عناصره في ثلاثة معسكرات هي مخيم حندرات والشيخ نجار والملاح في ريف حلب.

رابعًا- الميليشيات اللبنانية:

  • 1 – “حزب الله” اللبناني:

وتنتشر ميليشياته في القلمون الغربي، وصولًا إلى الحدود اللبنانية السورية في منطقة ميسلون، وفي منطقة القصير ودرعا والقنيطرة وجنوب حلب، ومقر قيادته الرئيسي في مدينة القصير في الريف الجنوبي الغربي لمدينة حمص، ويأتي في المرتبة الأولى، من حيث عدد مقاتليه، بين الميليشيات الأجنبية على الأراضي السورية، حيث يبلغ تعدادهم 12000 مقاتل، وتكبّد الحزب خسائر فادحة في الأرواح، في المعارك التي خاضها في سورية.

  • 2 – سرايا التوحيد اللبنانية:

وهي ميليشيا أطلقها اللبناني وئام وهاب (حليف حزب الله في لبنان)، وتوجد في سورية بأعداد قليلة جدًا، لا تتعدى 70 عنصرًا، وكانت مشاركتها في المعارك ضعيفة، ومن أبرز المعارك التي اشتركت فيها معركة شرق السويداء ضد تنظيم (داعش)، وتعمل تحت إمرة ميليشيا “حزب الله” اللبناني.

  • 3 – ميليشيا “حرّاس المقام”:

تم تأسيسها عام 2013، حول مقام السيدة رقية في قلب دمشق وبالقرب من الجامع الأموي وفي حرم مقام السيدة زينب، عناصرها من السوريين واللبنانيين والعراقيين، ومهمتها حماية مقامات السيدة رقية والسيدة زينب، وعدد عناصرها 600 مسلح.

4 – القوة 313:

وهي القوة التي تتخفى تحت اسم الدفاع الوطني، وتتبع لميليشيا “حزب الله” اللبناني، وتعمل أمنيًا تحت ستار عسكري الهدف منه تجنيد كوادر سنّية وتنفيذ عمليات اغتيال داخل صفوف ضباط نظام الأسد حصرًا، لمن لا ترغب إيران فيهم، وتحاول إيران -بواسطة حزب الله اللبناني- صناعة حزب إيران السوري، يشبه ميليشيا “حزب الله” في لبنان، ويقود كوادره الأمنية إبراهيم عقيل (أحد قياديي حزب الله اللبناني)، ويقود هذه القوة الحاج أبو العباس، ويحاول المسؤولون عن هذه القوة تجنيد شباب المصالحات من الطائفة السنية في محافظتي درعا والقنيطرة، لإخفاء طبيعتها الطائفية، ويبلغ تعداد هذه القوة ما بين 200 و 250 عنصر، شاركت القوة 313 في معارك داريا ومعركة تدمر ومعارك الغوطة الغربية ومعركة حلب ومعارك المنشية في درعا ومعارك ريف حماة الشمالي.

خامسًا- الميليشيات الأجنبية:

أبرز الميليشيات الأجنبية التي جلبتها إيران إلى سورية:

1 – ميليشيا لواء “فاطميون”:

تأسست هذه الميليشيا عام 2014، لقتال المعارضة السورية، على يد المدعو رضا توسلي المعروف باسم (أبو حامد)، وجلّ عناصرها من الأفغان الفارين إلى إيران من الهزار الأقلية العرقية الأفغانية، مهمتها محصورة في حماية المراقد والمقدسات الشيعية في سورية، وقد شاركت هذه الميليشيا في معارك دير الزور والبوكمال ضد تنظيم (داعش)، ووصل عدد مقاتلي اللواء إلى 4000 مقاتل، بحسب ادعاء سيد حسن حسيني الملقب بسيد حكيم، وهو نائب قائد لواء فاطميون، مقر هذه الميليشيا الرئيسي في إيران مدينة مشهد، ومقرها في سورية منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، ويتم تمويلها وتدريبها من الحرس الثوري الإيراني في معسكرات تدريب داخل إيران(7).

2 – لواء “زينبيون”:

أسس اللواء في عام 2015 بعد انشقاقه عن لواء “فاطميون”، وعناصره جميعهم من شيعة الباكستان، ممن يطلق عليهم الهزار من بلوشستان، ومن باراتشينار، ومن أحد أقاليم باكستان الأربعة (خيبر بختونخوا)، قُدّر عددهم بحوالي 1000 مقاتل، لكن ليس هناك إحصائية دقيقة لعدد عناصر هذا اللواء، أسس لواء (زينبيون) محمد جنتي الملقب بـ “الحاج حيدر”، وهو باكستاني الأصل، وقد قُتل في معارك حماة مع فصائل الجيش الحر، ومهمته الرئيسية حماية المقامات المقدسة للشيعة في سورية، ومركزهم الرئيسي في دمشق وضواحيها، اشترك اللواء في العديد من معارك دمشق ودرعا وحلب وحماة، يقاتل لواء زينبيون جنبًا إلى جنب مع قوات الأسد، ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتدريب عناصر اللواء في تسعة معسكرات تدريب داخل إيران، ومن بعد إنهاء التدريب، يحصلون على إقامة دائمة في إيران، إضافة إلى التكفل بتعليم أبنائهم في حال مقتلهم، وإلى راتب يصل حتى 1200 دولار أميركي، وقد مُنح بعضهم الجنسية السورية(8).

سادسًا- الميليشيات السورية:

1 – كتيبة الفوعة:

جُلّ عناصرها من شيعة بلدة الفوعة، ويتلقون الدعم الكامل من إيران، وأعدادها لا يتجاوز 320 مسلحًا.

2 – كتيبة الزهراء:

جميع عناصر الكتيبة من أبناء بلدة الزهراء الشيعية شمال مدينة حلب، عدد عناصرها لا يتجاوز 230 مسلحًا، وتحظى بالدعم العسكري والمالي والتدريب من قِبل إيران.

3 – كتيبة شهيد المِحْراب:

عناصرها من أبناء بلدة نبّل الشيعية الواقعة شمال مدينة حلب بالقرب من بلدة الزهراء، وعديد عناصرها 150 مسلحًا، ويتلقون الدعم الكامل من إيران.

4 – ميليشيا كتيبة العباس:

تشكيل عسكري جميع عناصره من أبناء بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب؛ وعددهم لا يتجاوز 240 مسلحًا، دعمهم الكامل من إيران.

5 – قوات الدفاع الوطني (اللجان الشعبية):

ترتبط هذه القوات بفيلق القدس الإيرانية ارتباطًا مباشرًا، وتشاركه في معاركه كلها، وتتمركز تشكيلاتها في مراكز المحافظات.

6 – ميليشيا القاطرجي:

توجهها إيران، ومؤسسها حسام قاطرجي، وعدد عناصرها لا يتجاوز 250 مسلحًا، ومصدر تمويلها الرئيس من عائدات تهريب النفط بين قوات (قسد) الانفصالية وسلطة دمشق، وتملك شركة القاطرجي أكثر من 400 صهريج لنقل البترول.

7 – قوات النمر:

يقودها العميد سهيل النمر، تتلقى دعمًا عسكريًا كبيرًا من إيران، وكانت تشارك في المعارك تحت غطاءٍ من المقاتلات الروسية، وأعداد هذه القوات 10.000مسلح.

8 – ميليشيا حزب الله السوري:

أسست إيران نسخة “حزب الله السوري” عام 2013، على شاكلة “حزب الله” اللبناني، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، من حيث التمويل والتسليح والتوجيه، لا ليكون تشكيلًا عسكريًا وحسب بل ليكون مكونًا سياسيًا وعقائديًا سوريًا محليًا أيضًا، يوالي علنًا المرشد الأعلى في طهران، متجاوزًا الحدود الوطنية، وتقدر عناصر الحزب بحدود 15.000 مسلح، وتمكنت هذه الميليشيا من استقطاب بعض عناصر المصالحات إلى صفوفها، وتتكون من الميليشيات المنتشرة في كل من حلب ودرعا والقنيطرة وهي:

* لواء القدس: عناصره من شبيحة حلب السوريين وبعض الفلسطينيين من مخيم النيرب، ويقوده الفلسطيني محمد السعيد، واللواء في مطاري حلب والنيرب العسكريين.

* لواء “درع الوطن”: مقره مدينة درعا، وعدد عناصره 400 مسلح يقوده طارق معروف.

* مجموعة “خالد حشيش”: وقائدها أحد عناصر المصالحات، وهو مقرب من الفرقة الرابعة، مقره في بلدة تل شهاب، عدد المنتسبين إليه 350 مسلحًا، وتنتشر عناصره على الحدود الأردنية في بلدات تل شهاب وزيزون، وعلى الرغم من اغتيال قائد هذه المجموعة المدعو خالد حشيش، فإنها مازالت تمارس نشاطها وتخضع لأوامر الفرقة الرابعة.

* لواء العرين: يقوده وسيم مسالمة، وهو مكون من 600 عنصر من أبناء درعا، ومقره الرئيس في درعا البلد.

* مجموعة هيثم أبو سعيفان: وهي مكونة من 200 عنصر، يقودها أبو سعيفان، حيث كان يعمل سابقًا عنصرًا في الأمن العسكري الأسدي سابقًا، وتتمركز عناصرها في بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك جنوب الأردن.

* مجموعة أبو سالم: يقودها أحمد المهاوش، وعدد مسلحيها 300، ومقرها الرئيس بلدة خراب الشحم، وتتمركز عناصرها في بلدات العجمي والفوار وخربة قيس ونهج.

* مجموعة مجد الملوحي: تنتشر في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، وعدد مسلحيها 200 وأغلب عناصرها من المصالحات.

* مجموعة محمد الحراكي: يقودها محمد الحراكي، من عناصر المصالحات، وعدد مسلحيها 200 مسلح.

* مجموعة سامر الحريري: مكونة من 200 عنصر، من عناصر المصالحات، تتمركز في بلدة المليحة في ريف درعا الشرقي.

* مجموعة فارس الحويلة: تتكون من عناصر المصالحات، ويبلغ عددهم 100 مسلح، ومركزها بلدة غصم في ريف درعا الشرقي.

* مجموعة خضر حليحل: في بلدة الرديف في ريف محافظة القنيطرة، وتتكون من عناصر المصالحات ويبلغ عددها 270 مسلحًا.

* مجموعة علي العذبة: مكون من أبناء بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وعدد عناصرها لا يتجاوز 200 عنصر مسلح.

* مجموعة أحمد كبول: يتمركز عناصرها في خان أرنبة في ريف القنيطرة الشمالي، وتتكون من 300 عنصر مسلح.

* مجموعة معاذ نصار: تتكون من عناصر المصالحات في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشرقي، ويبلغ تعداد عناصرها 250 عنصرًا مسلحًا.

*’مجموعة ظاهر الحمد: وتتكون من 325 مسلحًا، من عناصر المصالحات، وتتمركز في صيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي.

* مجموعة أبو غدير: تتكون من 240 مسلحًا من عناصر المصالحات، يتخذون بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي مركزًا لهم.

* مجموعة باسل حسون: عناصرها من المكون الدرزي في بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي، عديد عناصرها 270 مسلحًا.

وتخضع جميع هذه الميليشيات للتدريب العسكري داخل معسكرات للجيش السوري، هي:

  1. معسكر مدرسة ميسلون التابع لشعبة المخابرات العسكرية.
  2. معسكر نجها التابع لإدارة أمن الدولة.
  3. معسكرات يعفور في ريف دمشق التابعة للفرقة الرابعة.
  4. معسكر السيدة زينب التابع للقوات الخاصة.
  5. معسكر شهيد المحراب ومعسكر الزهراء في ريف حلب، ومسؤول عنهما القوات الخاصة.

ارتكبت هذه الميليشيات منذ دخولها الأراضي السورية عشرات المجازر المروعة بحق الشعب السوري، ولم يسلم من إجرامهم طفل ولا امرأة ولا عجوز، ووقع معظم هذه المجازر بالسلاح الأبيض، حيث ذُبح كثير من الرجال والأطفال والنساء أمام أعين ذويهم، فضلًا عن عمليات الاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات أمام آبائهم وإخوتهم وأزواجهم في الساحات العامة، في سابقة لم تشهد لها سورية مثيلًا من قبل، ووصل عدد المجازر في عام 2012 إلى 74 مجزرة، في ما عُرف بمجازر النبك الأربعة، ومجزرة القصير، ومجزرة شارع الأمين في قلب دمشق، ومجزرة الحولة في ريف حمص الشمالي، ومجزرة داريا، ومجزرة البيضا، ومجزرة التريمسا، ومجزرتي الجورة والقصور في مدينة دير الزور، وبلغ عدد ضحايا هذه المجازر 4835 شهيدًا ذُبحوا بالسكاكين وحُرقت أجسادهم، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

  • خاتمة:

لا شك في أن الدور الذي قامت به الميليشيات الإيرانية في سورية ساعد كثيرًا في بقاء نظام الأسد على قيد الحياة، منذ عام 2012 حتى عام 2015، عندما تدخلت روسيا بقواتها الجوية الضاربة، بعد فشل هذه الميليشيات وعجزها عن مواجهة فصائل الجيش الحر الذي حرّر أكثر من 70% من الأراضي السورية، وعلى الرغم من توفر الإمكانات المادية والعقدية لهذه الميليشيات، فإنها هُزمت أمام قوة وإرادة الجيش الحر، قبل أن تخطفه الفصائل الراديكالية ويتآمر عليه من سيطر على المؤسسات الرسمية للمعارضة وحوّله من جيش ثورة إلى جيش ثروة، ومن جيش وطني إلى جيش مرتزق، يدفع به قادته إلى القتال خارج الأراضي السورية في معارك لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل، سوى إرضاء من اغتصب تمثيل الثورة السورية ليحقق حلمه في إقامة مشروع أمة متناغمًا مع مشاريع ملالي طهران في الوطن العربي وسورية خاصة، ويبقى الخطر الأكبر الذي ستكرسه هذه الميليشيات هو المساعدة في فرض التغلغل الأمني والعسكري في صفوف الجيش السوري، إضافة إلى التغلغل الاجتماعي والاقتصادي والفكري في المجتمع السوري، إذ إن ذلك التغلغل سيحقق الهدف الإستراتيجي لملالي طهران المتمثل في تحقيق التغيير الديموغرافي في سورية.

هوامش:

  •  موقع الجزيرة، النجباء العراقية على قائمة الإرهاب الأميركية، https://bit.ly/3rw6xoe
  •  موقع الجزيرة للدراسات، الميليشيات العراقية في سورية: الدور والمستقبل http://bit.ly/3nKCYNf
  • انظر المرجع السابق.
  • موقع إيران وير بالعربي، خريطة انتشار الميليشيات الإيرانية في سورية والعراق http://bit.ly/3pajPEK
  • موقع زمان الوصل، دراسة تكشف هويات الميليشيات الشيعية في سورية وتطالب بإدراجها على قوائم الإرهاب   http://bit.ly/3pdmnSH
  • انظر المرجع رقم (2).
  • موقع ويكيبيديا، لواء فاطميون https://ar.wikipedia.org/wiki/
  • موقع شبكة شام، لواء زينبيون يضم أكثر من 1000 باكستاني شيعي للقتال إلى جانب الأسد http://www.shaam.org/news/syria-news/