المحتويات
ملخص البحث
أولًا: مقدمة
ثانيًا: مفهوم الدولة المدنية
ثالثًا: تصور الإسلاميين للدولة المدنية
1- حكم القانون
أ- الشريعة والقانون
ب- مفهوم النظام العام
2- الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين
أ- التنازع بين القومي والديني
ب- موالاة غير المسلمين
ج- الذمة والجزية
د- العلاقة مع أقليات من غير أهل الكتاب
ه- حقوق الأفراد
3- المشاركة العامة في السياسة
أ- الشورى
ب- التعددية الحزبية
ج- حقوق غير المسلمين في المشاركة العامة في السياسة
د-حق المرأة في المشاركة العامة في السياسة
4- تقييد سلطة الدولة
أ- التعاقد
ب- الفصل بين السلطات
ج- منظمات المجتمع المديني
د- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رابعًا- خاتمة
المراجع
ملخص البحث
شكل مفهوم الدولة المدنية كما تبلور على يد المنظرين الغربيين، تحديًا للفكر الإسلامي الذي دأب -في ظروف تراجع إنتاجه الفكري- على تناول المفاهيم الحديثة التي عاين نفعها الجليل في بيئاتها؛ من أجل استجلابها، واستثمارها بما يساهم في تغيير وضع الفوات التاريخي للمسلمين، والدفع بمجتمعاتهم وأنظمتهم السياسية إلى مواكبة العصر.
وهي محاولات لا تلبث أن تصطدم بعوائق تحتاج إلى جهد كبير لإزالتها، ربما يكون جذرها الأساسي تمحور الفكر الإسلامي حول النص، وعدم قدرته على التحرك خارج حدوده؛ الأمر الذي يجعل عملية تبيئة المفاهيم من العسر بمكان، ويذهب بمضمونها في بعض الحالات، أو يغير شكلها المعروف في حالات أخرى.
وهو أمر ليس معيبًا إذا لم يكن منطويًا على محاولات اعتذارية دافعها النقص الذي يعانيه المتأخر تجاه المتقدم، أو تلفيق المفاهيم تلفيقًا يورث الخطاب الذي يقدمه الفكر قلقًا في العبارة -على حد تعبير القدماء-.
يحاول البحث أن يستعرض مفهوم الدولة المدنية في نشوئه، وتبلوره، ثم يسهب في استعراض مقاربة الفكر الإسلامي الإصلاحي مفهوم الدولة المدنية مركزًا على أبعاد أربعة من أبعاد المفهوم:
حكم القانون.
الحقوق السياسية والمدينية للمواطنين.
المشاركة العامة في السياسة.
وتقييد سلطة الدولة.
وكل بعد منها يتضمن معضلات في محاولة تأصيله في التراث، أو حجز حيز له ضمن ما تتيحه ثوابت التشريع والمعتقد الإسلاميين.
ويقدم الباحث في نهاية البحث رؤية مختصرة للفروق بين تصور الفكر الإسلامي للدولة المدينية، وبين التصور الغربي، ومواطن القصور التي عاناها الفكر الإسلامي المعاصر في تناوله المفهوم وأبعاده الأربعة الأساسية. كما يقترح بعض الحلول التي يمكن أن تساعد في التغلب على بعض هذه المعضلات.
إن خطاب الفكر الإسلامي المعاصر خطاب متقدم بلا ريب، ومن الظلم عدم تقدير جهد أصحابه، ويمكن تطويره، ومعالجة نواحي ضعفه إذا تضافرت الجهود وتكاملت، فذو الصبر لا بد سيحظى بطِلبته، إذا أخلص في الطلب، واستخدم من الوسائل ما هو كفيل بتحقيق غايته، وألقى عن كاهله ما يعوق الوصول إليها.