بدأت اليوم السبت 19 تشرين الأول/ أكتوبر، في مدينة إسطنبول التركية، أعمال اليوم الأول من الندوة الحوارية التي ينظمها (صالون الكواكبي) المنبثق عن (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) حول التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تحتاج إليه سورية المستقبل، وذلك بمشاركة أكثر من عشرين باحثًا وباحثة سوريين.
تهدف الندوة الممتدة على مدار يومين إلى فتح باب الحوار والجدل، حول إعادة تأسيس المفاهيم، والاتفاق على مفاهيم مشتركة تتجاوز الخلافات الجوهرية، على أمل الوصول إلى مفاهيم تصلح للتعاون، في مقاربة الواقع السوري ووضع حلول عملية لمشكلاته.
وفي افتتاح الندوة، قدّم الباحث الدكتور مناف الحمد، نبذة تعريفية عن (صالون الكواكبي) المنبثق عن مركز حرمون للدراسات المعاصرة، مؤكدّا أن “الصالون، منذ بداية تأسيسه، انتهج نهج تأسيس الحوار بين الأطياف الفكرية والسياسية المختلفة، وعُني في بداياته بتعميق العلاقة بين الدين والدولة والسياسة، التي يمثل كل منها حقلًا ودلالة معينة”.
وأعرب الحمد في ختام كلمته، عن أمله بأن تكون هذه الندوة بداية لتأسيس حوار مثمر، يضع اقتراحات لحلول جادة لا تُقصي أي طرف.
وألقى الأستاذ سمير سعيفان، مدير عام (مركز حرمون للدراسات المعاصرة)، كلمة رحّب فيها بالباحثين المشاركين في الندوة، ومن ثم تحدث عن الهدف والفكرة الأساسية لتأسيس مركز حرمون، وهي إقامة النشاطات والفعاليات الثقافية والفكرية، وليس السياسية فقط.
وقدّم سعيفان، فكرة عامة عن النشاط الحالي للمركز قائلًا: “لدينا حاليًا فرعان للمركز: الأول في الدوحة، والآخر في إسطنبول التركية، وهو المركز الرئيس لنشاط المركز حاليًا، ونعمل حاليًا على تحويل فرع الدوحة ليصبح منتدى تقافيًا عربيًا تُقام فيه فعاليات عدة، ويتألف من ثلاثة أقسام: منتدى سياسي، وثقافي، وصالة معارض وصور.
وتحدث عن الدراسات التي يقوم المركز بإنجازها حاليًا، منها دراسة عن السيناريوهات القادمة في سورية، ودراسة أخرى عن الأثر الاقتصادي للجوء السوري في تركيا، وستُترجم إلى اللغتين الإنكليزية والتركية، إضافة إلى دراسة ثالثة عن تحولات المرأة السورية بعد 2011، ودراسة أخيرة حول التعليم، وسيكون الجزء الأول منها في إدلب وحلب وريفها.
وعبّر مدير مركز حرمون، في ختام كلمته، عن أمله بأن يكون هذا اللقاء الحواري مثمرًا، وأن يُبنى عليه مستقبلًا، لأن هذه الحوارات هي مقدمة وانعكاس لكل التغيرات، التي تشهدها سورية حاليًا.
تضمّن برنامج الندوة، في يومها الأول، أربع جلسات حوارية، ناقشت كل واحدة منها مسألة محددة، وناقش المشاركون في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور أحمد طعمة، مفهوم الدولة والمجتمع والسلطة، وضرورة الحوار بين الأديان، والفصل بين السلطات.
ركزت الجلسة الثانية التي ترأستها الأستاذة شيماء البوطي، على مصدر التشريع في الدستور السوري، بين التيارات المحافظة والعلمانية، ومفهوم حيادية الدولة ودين رئيس الدولة، تلاها نقاش مفتوح عن الموضوع.
ويتناول الباحثون المشاركون في الجلسة الثالثة، برئاسة الدكتور عبد الحميد العواك، مفاهيم حقوق الأفراد وحقوق الجماعات، وتدخلية الدولة، والتوفيق في بعض التجارب السياسية، وتنتهي بنقاش مفتوح.
وتختتم الندوة بالجلسة الرابعة والأخيرة، برئاسة الأستاذ حسن النيفي، حيث يقدّم الباحثون المشاركون فيها عرضًا عن الهوية، من المنظورين العلماني والإسلامي، ومفهوم العقد الاجتماعي.
والندوة التي يشارك فيها اكثر من عشرين باحثًا ومختصًا تتابع أعمالها غدا الأحد.
صالون الكواكبي، المنبثق عن مركز حرمون للدراسات المعاصرة هو صالون حواري يحاول أن يُجسِّر الهوّة بين الأطياف الفكرية المختلفة، عبر الحوار المفتوح غير المقيّد إلا بضوابط أصول الحوار العلمي ومنهجيته، ويختص بالحوار حول ماهية الدولة السورية الجديدة، وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجديد، وخصوصًا ما يرتبط بعلاقة الدين بالدولة والقوى السياسية.
ومركز حرمون للدراسات المعاصرة هو مؤسسة بحثية ثقافية تُعنى بشكل رئيس بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتمّ بالتنمية الاجتماعية والثقافية، والتطوير الإعلامي وتعزيز أداء المجتمع المدني، واستنهاض وتمكين الطاقات البشرية السورية، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان.
للاطلاع على برنامج الدورة يرجى الضغط على الرابط: