انقضى (العرس) الانتخابي، بكلّ دبكاته ورقصاته وفجوره وآثامه، والتعبير بالعرس الديمقراطي تعبير وطني بعثي أصيل، وعلى الرغم من معناه المُهين الذي يختصر مطالب الوطن ومآسيه بدبكة، فإن القوم يفضلونه على كلّ الألقاب؛ فالوطن مجرد زواج متعة يقيمه الغالب على المغلوبين، ولا شيء آخر، أما المليون قتيل وجريح ومفقود، والعشرة ملايين مشرد، والأحد عشر ألف جثة من المعذبين المصوّرة في فروع المخابرات، فهي مجرد تفاصيل هامشية في هذا العرس الوطني، وهم مجرد أدوات خطابية تتقدم بها منظمات حقوق الإنسان الإمبريالية والصهيونية. أما الشعب فهو متحد تمامًا، وليس له إلا مطلب واحد وهو كرسي القائد!!
وبدلًا من رسائل التوحّد والمصالحة التي يوجهها الرؤساء عادة بعد انتهاء المنافسات الانتخابية؛ فقد كُتب خطاب “النصر” بلغة شتائمية سوقية شوارعية، حيث إن الأسد يصنّف شعبَه إلى “ثيران وثوّار”، فمن أيّده فهو “ثائر”، ومن عارضه فهو “ثور”، وهذا هو شكل سوريا الجديدة!!
ولكن الجانب الأكثر سقوطًا في هذه المعركة اللئيمة هو العِمامة التي كوّرها السلطان، وكانت أبرز الحاضرين في المهرجان الأسود، وظهر تنافس غير مسبوق لتقديم أشكال من الطاعة والولاء، لم يطلبها المستبد نفسه، ولم ترد في معقول ولا منقول، وظهرت فنون من الدبكة والهتاف، صُممت لتتساوق مع الجبّة والعِمامة، والمفاجأة في هذا المهرجان الجديد أن يعتلي منبر الأموي مَن يصرّح مباشرة بدعوة العمائم لفعل كل شيء في خدمة السلطان ذي الأخلاق الإلهية!!
العمامة شعار يرتديه رجل الدين للتعبير عن مجموعة القيم البيضاء التي ينادي بها الإسلام، وعلى رأسها الصدق والثبات على الحق والخوف من الله، والمعنى الأكثر دهشًا في العمامة أنها كانت تمثّل الكفن الحاضر للفقيه، حين يدعى إلى الباطل فيأباه ويقول بشجاعة: كفَني معي، وماذا يصنع أعدائي بي: سجني خلوة، ونفيي سياحة، وموتي شهادة!!
إنه لمشهدٌ مأساوي أن تتأمل في الفقيه السلطاني ونهاياته المأساوية، ولا أريد أن أتحوّل إلى رداح يكرر الغضب الفيسبوكي والتويتري، ولكنني أسأل أصحاب هذه العمائم المشاركة في الدبكة: هل شعروا بمليون سوري بين جريح وقتيل ومفقود؟! وبعشرة ملايين سوري أُخرجوا من ديارهم، خسروا بيوتهم وأموالهم وأهاليهم بسبب وجود هذا الشخص في الحكم؟
هل شعروا بأنهم يكرسون بشكل عملي استمرار هذا الواقع الأسود الذي تعيشه سورية، منذ اندلعت الحرب قبل عشرة سنين وأوصلتنا إلى هذا القاع الذي صارت فيه سورية معزولة عن كل دول العالم، وصار شعبُها الأفقر بين كل دول العالم بلا منازع، وفق كل المؤشرات الدولية، حيث لا يزيد راتب الأستاذ الجامعي عن ثلاثين دولارًا شهريًا، بينما هو أجر الساعة الدرسية الواحدة في أفقر بلد في العالم!
هل يعلم هؤلاء أنهم يبيعون مبادئهم وقيمهم، وأن الأجيال القادمة ستلعن هذه الثقافات التي قدّمت الإسلام نفسه صورة استخذاء وعجز وبلاهة، يعجز عن خطاب الحرية والكرامة والعدالة، ويقوم دون حياء بالتبرير لمن سلبه حريته وكرامته، تحت عنوان طاعة وليّ الأمر والصلاة وراء كل بر وفاجر!
ولكن هل هذا الاستخذاء المهين قدرٌ كُتب على أهل العمائم، وباتوا في موقع “إلا مَن أُكره وقلبُه مطمئن بالإيمان”؟! وهل هناك نموذج آخر لعمامة الكرامة المتسامية على المصالح والهوى؟
رحل خلال بداية الثورة الإمامان الجليلان إبراهيم سلقيني ووهبة الزحيلي، وهما أكبر فقيهين سوريين في القرن الحالي من دون منازع، ولا يمكن لأيّ فقيه أن يجاريهما علمًا ولا فقهًا ولا استقامة، وقد شهد كل منهما الأيام المريرة القاسية، وكانت السلطة تدفع إليهما بأشكال وألوان للانخراط في المعركة الإعلامية، وفق الشروط التي يريدون، ولكنهما حفظا كرامة العمامة، ونجحا في أن يضيفا إلى سجل العمامة في تاريخ المقاومة والحرية والكرامة رصيدًا جديدًا.
لقد حظي هذا الموقف باحترام الأحرار والشرفاء في العالم، ولكنه كان باستمرار محلّ نقد عمائم السلطان، الذين يتبادلون كلمات الحكمة والمداراة والمداهنة: “رحمهما الله! ما فائدة العناد والتعالي؟ لقد تم حرمانهما من المنبر والمحراب والإعلام، ولو أطلّوا على الإعلام وتحدثوا في الصلاة والصيام، لانتفع بهم الناس، بدل أن ينعزلوا عن الحياة ويعيشوا في الظل ويموتوا غمًا”!!
ولكن السؤال الحريّ بالجواب: ما فائدة تعليم الفقه والتلاوة، إذا كانت قيم الإسلام العليا في الحرية والكرامة ممنوعة؟! وما فائدة تخريج أجيال من الواعظين الذين ينشؤون على منطق اسمعُوا وأطيعُوا، ولو أكلوا أموالكم وضربوا أبشاركم وسرقوا حقوقكم وعفشوا بيوتكم وشردوا إخوانكم؟
ليست مسؤولية الأحرار أن يغيّروا العالم، ولكن عليهم ألّا يكونوا جزءًا من سقوطه، وأن يحفظوا مكان العمامة مخزنًا للصدق والنبل والطهارة، لا أداة في هوى السياسة والاستبداد.
الكاتب نفسه كلب من كلاب السلطة . فقدنشأ في ظلها وتمرغ في فجورها حتى اذا تبشمت بطنه من هباتها وقذارتها يريد أن يحفظ خط الرجعة .
ونقول له كما قال الله عز وجل لفرعون موسى . الٱن وقد كفرت من قبل
المدعو سم جابي sam jabi – أجيبك بنفس لغتك المنحطة
الكاتب أيها الحقير السافل سام اليهودي الجابي انشق عن النظام مع أول قطرة دم قبل عشر سنوات وتمت مصادرة كل املاكه وحكم عليه بالاعدام – بس التافهين امثالك هم الذين خربوا ثورتنا ولا ندري في اي كهريز نجاسة تسكن الآن
للاسف كل ماتفضلت به صحيح وسيأت ذلك اليوم الذي يبصر فيه اصحاب العمائم الذين لعبو الدور القذر على الطرفين الست معي ان من شوه ثورتنا هم الاسلاميين ولن اقول المتأسلمين وسأغض النظر على الافراج عنهم من سجون الطاغيه وارسالهم بالاسماء ليصنعو امارات ويرفعو رايات النصره وجيش الاسلام انا لا اتحدث عن داعش الايرانيه وداعش التركيه والاوربيه اتحدث عمن دخل صميم الثوره وطعنها الم يلعب الاخوان المسلمون دور قذر في تسليح الجيش الحر لذلك ياصديقي اان كان لدى البعض امثالي قليل من الايمان فهذه الثوره نظفتني منه حتى ان زوجتك شاركت بمؤتمر استانا الذي دعم النظام ثم قامت بحذفي من صفحتها عندما عبرت عن رأيي باستانا ونساء ديمستورا اسؤا ناوجده الانسان على الارض هو الدين ليستطيع ان يؤله افكاره ههههه
هي ثورة حرية وكرامة
و حبذا لو كانت كل شراءح المجتمع
تراجع نفسها وتدرك ان حجم الظلم في سوريا يحتاج الف ثورة
محمد حبش رمز للحرية والعقلانية والوسطية والأعتدال كل يوم أحترمك أكثر وما أحوج سوريا لشخص مثلك يخرجها من هذه المحن التي زرعها الأسد