المحتويات
أولًا- شيء من التاريخ: المد الجهادي في السياق المحلي
ثانيا- الإسلام والعنف الجهادي من السياق المحلي إلى العالمي: النموذج الفرنسي
ثالثا- مستقبل الإرهاب: كونية الظاهرة في سياق اللاتكافؤ العالمي
2-المراجع الفرنسية والإنكليزية
مقدمة
تعكس التحولات الاجتماعية والطفرات السياسية التي تعرفها الساحة العربية، وانعكاساتها الإقليمية والعالمية مسارًا تاريخيًا وسياسيًا طويلًا، يفرض علينا فهم تاريخ المد الإرهابي والتطرفي، وتفسيره، من أجل الوقوف عند مكامن الخلل، ولنشعر أيضًا أن تحولات موازين القوى الإقليمية توجد في قلب الفعاليات السياسية كما العلمية، وندرك جيدًا أننا جزء لا يتجزأ من هذه (الخريطة الاستراتيجية والسياسية الجديدة للوطن العربي)، ومسؤولون عن التحولات والتغيرات التي تشهدها. بمعنى آخر، إن هذه التحولات تؤثر في بنياتنا الذهنية كما تؤطر بنياتنا الموضوعية. لذلك أحاول ضمن هذه الورقة الوقوف على الجذور السسيو-تاريخية للظاهرة الإرهابية في سياقها المحلي (العربي).
في ظل الطفرات الاجتماعية والتحولات السياسية الدولية، أصبح لزامًا على العلوم الاجتماعية في العالم العربي أن تبلور مناهج ومقاربات علمية وموضوعية متداخلة ومتعددة التخصصات، تهدف إلى تجاوز النظرة الأحادية والانغلاقية للمد الإرهابي كظاهرة سياسية أو تدينية خالصة، وتركز في البعد السوسيو-تاريخي للظاهرة.
أربع نقاط محورية تضعنا أمام مشكلين أبستيمولوجيين حول تطور الاهتمام السوسيولوجي بالظاهرة الإرهابية؛ كيف يمكن اعتبار (الإرهاب) حقيقة سوسيولوجية؟، وكيف نفكر في العلاقة (تطرف- مجتمع- تدين)؟.
أولًا، لا يمكن فصل حقل البحث في ظاهرة الإرهاب والتطرف في العالم العربي عن السياق العالمي، ولابد من تركيز الاهتمام أكثر في تاريخية (المسائل الإرهابية Les questions terroristes(.
تسعفنا المقاربة المتداخلة التخصصات في رصد الجذور (السسيو-تاريخية) المعاصرة للظاهرة الإرهابية في اقترانها بالتحولات العالمية لما بعد الحرب العالمية الثانية (خصوصًا الحرب الأفغانية – الروسية).
ثانيًا، يمكن أن نعزو تنامي الحركات السلفية والجهادية، فرنسية المنشأ، إلى التطور الجديد للمد الإسلاموي في إطاره العالمي بعد فشل مساعي التغيير في العالم العربي منذ مطلع القرن العشرين.
ثالثًا، نولي اهتمامًا أبستيمولوجيا لقيمة تجديد الحوار بين السسيولوجيا، والأنثروبولوجيا، والفلسفة، والعلوم السياسية، والاقتصاد، وضرورة هذا التجديد، كرد فعل على (سوقنة (Marketization و(سلعنة (Marchandisation العالم، وتعزيز اللاتكافؤ والتهميش الكوني، بالبحث في صيغ ومقاربات علمية تعاونية وتشاركية لمواجهة الظاهرة الإرهابية بوساطة تجاوز ثلاثة تحديات إبستيمولوجية: تجاوز مشكلة الميكرو والماكرو، وفهم البنيات الموضوعية، وحدة الظاهرة الإرهابية وتعدد أشكالها.
أولًا- شيء من التاريخ: المد الجهادي في السياق المحلي
في عقب الأحداث الإرهابية التي عرفتها فرنسا خلال السنة الماضية[1]، طرحت الجماعات العلمية الفرنسية[2] من جديد سؤال الشروط الاجتماعية والتاريخية لإنتاج الظاهرة الإرهابية بين السياقين المحلي والعالمي. لقد أضحى المد الإرهابي العالمي اليوم في حاجة إلى تحليل دقيق للشروط الموضوعية لإنتاجه، من منطلق أن العلوم الاجتماعية فاعل رئيس في الكشف عن الخفايا الموضوعية والذاتية للحركية الإرهابية في سياق تطورها التاريخي والاجتماعي (والجيو-استراتيجي والسياسي بالضرورة). لم تعد الظاهرة الإرهابية نتاج عوامل اقتصادية أو حتى أيديولوجية خالصة، بل أضحت الشروط الاجتماعية والسياسية الدينية تتفاعل تاريخيًا في ما بينها، لتنتج لنا حركة إرهابية _تنظيم الدولة الإسلامية أنموذجًا_، قائمة على تحالفات محلية وإقليمية دولية تهدف إلى نشر الأيديولوجيات المتطرفة من السياق المحلي نحو السياق العالمي، وفي ظل اللاتكافؤ العالمي؛ تصبح الحركات الإرهابية فاعلًا أساسًا في إنتاج الخريطة السياسية والاجتماعية الدولية (وبخاصة ضمن مناطق النزاع).
يمكن أن نعالج الإرهاب بوصفه ظاهرة اجتماعية انطلاقًا من ثلاث فرضيات، لفهم انخراطها السياسي في المجال.
أولًا، يجب مقاربة هذا الشكل من التطرف في ضوء علاقته بالتاريخ المعاصر للحركات الاحتجاجية التي ظهرت بعد إعادة تشكيل المشهد الشرق-أوسطي في أعقاب الحرب الأفغانية – الروسية (وتعززت مع حرب العراق سنة 2003). يعد هذا التاريخ نقطة تلاقي عدد من التطورات المعاصرة؛ التشكيك في المثل القومية التي جسدتها الدولة القومية، وتسارع الطفرات الاجتماعية والاقتصادية في سياق أعباء السياسات الليبرالية الجديدة من جهة، والهيمنة الأجنبية من جهة أخرى، والاستخدامات الجديدة للعنف بوصفه شكلًا من أشكال مناشدة المطالب السياسية.
ثانيًا، أدى التحول المجالي للسلطة إلى استعادة الأراضي انتقامًا من المركزين المهيمِن والمهيمَن عليه.
أخيرًا، عيشت سجالات فعلية من شرائح السكان المحليين المختلفة منذ تمرد 2011[3]. أسهمت هذه الشروط في إنتاج فاعل إقليمي جديد سيعمل على صهر الاختلافات المرجعية والدينية (وبخاصة في الشرق الأوسط)، وسيربط العنف بالسياقين المحلي والعالمي؛ إن تنظيم الدولة الإسلامية إنتاج معقد، وقد وجب الالتفات إلى هذه الشروط المتداخلة لفهم تأثيره _حاضرًا ومستقبلًا_ في الخريطة الأمنية للمنطقة.
يرتبط التطور الكرنولوجي للحركات الجهادية العربية بثلاث مراحل أساسية، شكلت من الوجهة السوسيو-تاريخية الإطار المرجعي لتطور الحركات الإرهابية المعاصرة في السياقين العربي والعالمي، وأضحت سندًا تاريخيًّا لكل مهتم بالأصول الاجتماعية للظاهرة الإرهابية من منظور العلوم الاجتماعية، حيث إن تفاعل الشروط الاجتماعية والسياسية (بين الديني والسياسي في عقب الحرب الباردة) أسهم في نشر أيديولوجيا متطرفة باستغلال المفردات الإسلامية، قادرة على اختراق الأوساط الإسلامية التقليدية (الجهاد، والفتنة، والشهادة)[4].
- الأولى ترتبط بأفغانستان بين عامي 1979 و1997. تشكل هذه المرحلة الفضاء الرئيس لانتشار الجهاد العسكري الذي نظر له أحد الإخوان المسلمين، الفلسطيني عبد الله عزام[5]، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وإشراف باكستان، يمكن أن نجد الشيء نفسه اليوم مع دعم تحالف الجيش الحر في سورية، من قبل المملكة العربية السعودية، وقطر وتركيا.
في أفغانستان، ترجم الجهاد إلى فوز للمسلمين في سنة 1989، حيث ترك الجيش الأحمر كابول بعد عشر سنوات من الحرب. لكن لا أحد كان يدرك أنه في 14 شباط/ فبراير سيصدر آية الله روح الله الخميني فتوى تدين الكاتب سلمان رشدي، وتحكم عليه بالموت. أجمع الكل على أن حدثًا جيوسياسيًا كبيرًا قد مر من دون أن يلاحظه أحد[6].
بعد الانتصار على روسيا، عاد عدد من الجهاديين إلى ديارهم. وحاول كثير منهم تكرار النموذج نفسه في مصر والجزائر على سبيل المثال، في حين إن بعضهم الآخر حوّل الحرب الأهلية في يوغوسلافيا إلى جهاد من دون جدوى. في سنة 1997، أحكمت السلطات العسكرية والمدنية في مصر والجزائر قبضتها من جديد على الجهاديين، وفي النتيجة تراجعوا عن الجهاد أمام العدو القريب -الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي- لصالح التفكير في أنموذج ثانٍ.
- مرحلة تنظيم القاعدة مع أفكار أيمن الظواهري. حاول الظواهري التوجه نحو العدو البعيد؛ أوروبا، حيث أعلن في ما بعد، مسؤوليته عن هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركية، من منطلق الرغبة في ضرب العدو البعيد، وفضح ضعفه، كي يتجاوز المسلمون ضعفهم ويتفرغوا للعمل على مهاجمة نظمهم السياسية، وها هم أتباع الغرب قد ضعفوا الآن. أصبحت استراتيجية العرض، مع توالي الهجمات على لندن في تموز/ يوليو 2005، عاملًا أساسًا في تعزيز العلاقات الدولية. لكن نتائجها لم تكن فاعلة، ولم تُثر الرأي العام الجماهيري.
- تعود المرحلة الثالثة، في بداياتها الفكرية إلى سنة 2005، عندما نشر المهندس السوري- الإسباني أبو مصعب السوري برنامجه المكون من 1600 صفحة على شبكة الإنترنت باسم (المقاومة الإسلامية العالمية). عمل فيه على دعوة أسامة بن لادن إلى مواجهة الجهاد الهرمي واللينيني، بجهاد شبكي من الأسفل نحو الأعلى، لا يركز على الولايات المتحدة فقط، وإنما على أوروبا كلها، ليظهر نقاط ضعف الغرب. وقد رأى في الشباب المسلمين الكارهين للغرب فاعلين رئيسين، وجب تدريبهم عسكريًا وتكليفهم بتنظيم حملات الدعوة[7].
في الوقت نفسه، تغيرت بعض المعطيات المحيطة والفاعلة، وكان أكثرها أهمية:
أ- إنشاء اليوتيوب في 14 شباط/ فبراير 2005، أي بعد بيان السوري بشهر واحد فقط الذي فتح الباب على مصراعيه أمام جهاد الجيل الثالث؛ جهاد 3G أو جهاد الفقراء. أسهمت الفيديوهات، والصور، والألعاب، وما شابهها، في تعزيز الخطاب الجديد للإسلام المتطرف، فضلًا عن الخطاب السلفي في فرنسا.
ب- الثورات العربية التي زعزعت استقرار الأنظمة السياسية، وأسقطت عددًا منها، من دون أن تنجح في تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود، باستثناء تونس.
أسهمت الفوضى التي أعقبت هذه الثورات في إنشاء مناطق جهادية قريبة من أوروبا، بهدف تدريب المجاهدين. وأخيرًا، تحققت دعوة السوري بـإنشاء داعش، حين تبنى الجهاديون والعراقيون مجموعة من الهجمات في أوروبا[8].
أسهمت هذه التحولات التاريخية والسياسية للمد الجهادي في إعادة تشكيل خارطة القوى الجيو-استراتيجية، قدّرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سنة 2014 أن المقاتلين الذين يدافعون عن (د.إ) (الدولة الإسلامية) يراوحون بين 20 ألفا و31.500 ألف في العراق وسورية، ولكن آخرين يقدرونهم بـ200 ألف. علينا ربط هذا التمدد بسياق انهيار الدول الاستبدادية في هذه المنطقة، وكذا الاختلافات الأيديولوجية. ما من شك أن د.إ ووكلاءها يعملون في بلدان مختلفة، حيث صارت ظاهرة كونية إلى الحد الذي يجعل أكثر من 6 ألاف أوروبي من بينهم 1.500 فرنسي يهاجرون للقتال في سورية. كثير من هؤلاء المنتدبين الأوروبيين من أصول مسلمة، ولكن عددًا منهم من المتحولين إلى الإسلام[9].
ثانيا- الإسلام والعنف الجهادي من السياق المحلي إلى العالمي: النموذج الفرنسي
من أجل فهم استراتيجيات أسلمة الفضاء العام الفرنسي خلال ثلاثين سنة الأخيرة، والمأسسة المتقدمة التي تقود بها الدولة الفرنسية الحوار الرسمي (وخاصة مع الجيل الجديد)، لا بد من العودة إلى تاريخ تطور الإسلام في فرنسا ما بعد السياق الكولونيالي.
أضحى رهان السلفية -القادرة على الخدمة والدعوة بصورة أفضل- التركيز على جيل الشباب، لقد برز في السنوات الخمس الأخيرة جيل من السلفيين يملك عددًا كبيرًا من المريدين والمتعلمين. إنهم أكثر تفاعلًا، بمعنى من المعاني، من البنيات التقليدية، ويستعدون اليوم لأداء دور المثقفين الحاملين لمشعل القطيعة مع قيم المجتمع الفرنسي[10].
يمكن أن نميز من جديد بين ثلاث مراحل تاريخية لتطور الإسلام في فرنسا (الإسلام الفرنسي والإسلام في فرنسا):
- المرحلة الأولى، ارتبطت بالمهاجرين الأوائل، واستمرت إلى حدود سنة 1989، اقترنت حالات الإسلام في فرنسا بالدول أجنبية، وخاصة الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي. كان الرهان الأساسي هو بناء المساجد، والمسلمون معظمهم في أثناء هذه المدة لم يكونوا من الفرنسيين، باستثناء بعض الأعزاب. تغيرت الأمور ابتداءً من سنة 1973 مع تسوية أوضاع المهاجرين وولادة كثير من الأطفال في فرنسا.
- في سنة 1989، مع الولاية الثانية لـ (فرانسوا ميتران François Mitterrand)، نجح المرور نحو مرحلة جديدة يمكن نعتها بمرحلة الأخوية والبليدارية[11] (Frères et des blédards)، إلى حدود سنة 2005. نظرًا إلى كون الجزائريين قد صوتوا لصالح جاك شيراك في انتخابات 1998، شجع وزير الشؤون الداخلية والدينية (بيير جوكس Pierre Joxe)، ظهور (الإسلام في فرنسا)، وأنشأ ما يطلق عليه (CORIF) (مجلس التفكير حول الإسلام في فرنسا) (Conseil de réflexion sur l’islam en France)، لرفع الوصاية الأجنبية عن الإسلام فيها. في الوقت نفسه أسس (UOIF اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية وفي فرنسا) (Union Union des Organisations islamiques en/de France) المقرب من الإخوان المسلمين، وعُدِّل وصف (الإسلام) في فرنسا، ليصبح (إسلام فرنسا). أصبح الإخوان المسلمون، المهيمنون في الساحة، يشكلون محور اهتمام السلطات السياسية من أجل السيطرة على الجمعيات الإسلامية. سيُجعل الحجاب لاحقًا رهانًا أساسًا، عوضًا عن المساجد، لتحريك النقاش في المجال العام والمدارس، من أجل إحكام القبضة على الأجيال الشابة.
مع بروز لجنة ستاسي في سنة 2004، وأعمال الشغب خلال سنة 2005، عمل الإخوة والبليداريون على تعزيز حضورهم الفعلي. وعملت لجنة ستاسي_بحظرها ارتداء الرموز الدينية وتشريعها على الحيلولة دون استفادة اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية وفي فرنسا من تردي الأوضاع بهدف تصعيدها.
قاد أعمالَ الشغب التي حدثت في الضواحي الفرنسية جيلٌ شاب، وأطفال وبليداريون ولدوا في فرنسا، ويتحدثون الفرنسة بطلاقة، ويرون أنفسهم فرنسيين تمامًا، لذلك لا يحتاجون إلى هيئات وسيطة.
بعد ذلك ستعايش فرنسا مشاركة جماهيرية كثيفة لهذه الفئات، فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسية سنة 2007 وخاصة في سنة 2012، صوت 90 في المئة من المسلمين لصالح فرانسوا هولاند François Hollande[12].
لقد ظهر جيل جديد من الشباب السَّلفي الطامح إلى القطيعة الثقافية بين القيم الدينية التقليدية وقيم مجتمع المستقبل (الحداثي)، آخذًا بمبدأ (الالتزام بالحلال)، محركًا لخطاباتهم الدينية والأيديولوجية، بهدف السيطرة على الشروط الاجتماعية والثقافية لإنتاج المجتمع. ما من شيء يمنع تحديد ما يمكن أن نعده مكوّنًا للطراز المشترك لمسارات التجذّر الجهادي.
ينظر المجتمع المحيط عائليًا كان أم قوميًا إلى الولاء الموجه لمجموعة معينة، بوصفه عدوًا مطلقًا، ويتجذر ذلك الولاء ويكبر نتيجة لهذا الاضطهاد واللفظ خارجًا.
وبذلك فهو يتّخذ قبل أيّ قيمة أخرى قيمة (تأكيدًا مضادًا) هويّاتيًّا وسياسيًّا جذريًّا[13]. هناك مجموعة من الدوافع الجاذبة والطاردة التي تدفع بالأفراد إلى اعتناق الأيديولوجيات المتطرفة، وهذا النبذ يعد داعمًا لذاك الاعتناق.
يمكن أن نشير أيضًا إلى متغيرات (أيديولوجية)، هي بالضرورة دينية، لكنها تظل محض عوامل مساعدة على انتشار الظاهرة الإرهابية، وليست بالضرورة نتاجًا حتميًا لها، يحتل (الإسلام الجذري) موقعه من الأمر عندما تضرب (العدوى) شُبّانًا إذا ما قرؤوا مصادفة صفحة من كتابات سيد قطب، أو التقوا أحد الأئمة (المتجذرين) في أعماق ضاحية أو _وهو أكثر تواترًا_ في أجواف الشبكة الممتدة[14]. ثمة عدد من رجال الدين الذين تسمح لهم عقائديتهم بالحصول على إشعاع محلي وإقليمي قوي، لكن هذا الإشعاع غير واضح المعالم في السياق المعاصر، حيث إن عدد زوار شبكة الإنترنت يفوق كثيرًا عدد زوار المساجد والحلقات الدعائية التابعة لها. ولكن، إذا كان المستهدفون المحتملون بالعنف الجهادي مغرمون إلى حد بالغ بالتأويلات (الإسلامية) لدوافع خصومهم (الثوريين، والعلمانيين)، فذلك في الحقيقة لأن مثل هذه المقاربة، وبقصرها تعيين المذنبين على معتنقي هذه الديانة، تعفيهم عمليًا من كل مسؤولية. لكأن مثل هذا (الوهم التربوي) (القائل إن الجهاديين صاروا كذلك لأنهم -ربما- لم يقرؤوا (السورة المناسبة) أو لم يقرؤوها (بتمامها) أو لأنهم -ربما- لم يفقهوا معناها)، يعني أنه قد يكفي تجويد التربية الدينية لبضع ملايين من المسلمين حتى نتخلص من الجذريات التي تمزق الساحات الإسلامية أو العالمية. ومن اليسير أن تتراءى لنا حدود مثل هذه المقاربة[15].
فيما مضى، (وبخاصة مع الجيل الأول والثاني من المهاجرين)، لم يكن الحجاب قضيةً اجتماعية وسياسية في فرنسا، وكان من النادر العثور عليه. اليوم نجده في الأمكنة كلها. اليوم ثمة أكثر من 2600 مسجد، يفتح اثنان في الأسبوع، ونجد أكثر من 1600 فرنسي موجود اليوم في سورية، محض إرهابيين نجحوا في قتل الناس، والمثقفين و(المرتدين)، يدعون التزامهم بإسلام راديكالي يرفضه المسلمون معظمهم. هذا كله يولد مزيدًا من العداوات. تلك هي الرغبة الأخيرة لقادة الفكر الإسلامي للجيل الثالث، إذ إن فكرتهم المثالية هي خلق حرب أهلية في أوروبا، حيث يقتل عبيد الإسلاموية بعضهم، إلى نهاية الزمان[16].
لا بد من الإشارة إلى كون الجهاديين ينظرون إلى أنفسهم بأنهم منبوذون كونيًا، من خلال فشلهم الاجتماعي والاقتصادي، ومصاعب الاندماج في مجتمع الكهول أو في المجتمع عامّة أيضًا (حيث إن عددًا من المرشحين كانوا في المنطلق في سنّ تتجاوز الثلاثين) من جراء ثقل القيود ذات الارتباط المخصوص بالمنحدر المغاربي أو (المسلم). من المعقول أن نلحظ أن عددًا لا يستهان به من الجهاديين المستقبليين الفرنسيين يسافرون إلى سورية كرد فعل على ما تعرضوا له من وصم فردي أو جماعي، (تمييز في الدراسة، أو العمل). ولكن _وهو ما يتردد قوله أقل مما يتردّد القول الأول_ تعود مظاهر التمييز هذه وبصفة أعم، إلى انعدام التمثيل السياسي، يتمظهر ذلك في مستويين اثنين؛ فضلًا عن التمثيل الانتخابي حيث تبدو معايب النظام بجلاء في الإحصاءات، ويمكن أن نرى بوضوح التضييقات المكثفة على حرية التعبير العمومي وهي أشد ضررًا[17]، إضافة إلى سيادة تمثلات ثقافية تقصي الآخر في سياق اللاتكافؤ العالمي بين الشمال والجنوب.
إن الشروط الاجتماعية لاستقبال الإسلام واستدماجه (بوصفه دينًا غير فرنسي) في سياق ما بعد الكولونيالية، من قبل الدولة كما الأفراد، والتاريخ الطويل من الاستبعاد والوصم الاجتماعي والثقافي الذي عاناه الجيل الأول والثاني، هي بدورها منتجة لا مباشرة أو مباشرة لهذه الصناعات الجهادية الجديدة (في السياق المحلي أو العالمي). فالحملات الإعلامية والمناظرات المعادية للمهاجرين عمومًا، في سياق العقدين الماضيين، قد أنتجت لاشعورًا جمعيًّا عند بعض من أفراد الجيل الثالث (وخاصة الشباب)؛ في إطار غياب الصوت السياسي أو حتى الاعتراف الرسمي بالخصوصية في زمن الكونية، وأضحى الانفتاح على الراديكالية رهانًا أساسًا لرد المنزلة للذات (المحلية)، وبخاصة بعد أحداث الربيع العربي، وبروز تنظيم الدولة الإسلامية فاعلًا إقليميًّا أساسًا في المنطقة.
ثالثا- مستقبل الإرهاب: كونية الظاهرة في سياق اللاتكافؤ العالمي
أضحى جيل الشباب يخلق نمطًا خاصًا للمطالبة بمكانه في المجتمع وانتقاد النظام الاجتماعي. لقد اختفت الأيديولوجيات اليسارية والشيوعية (عند الغالبية العظمى من الشباب المسلمين)، وأصبح كثير من الشباب يفضل استخدام المصطلحات السياسية للإسلام من أجل التميز في ظل الفراغ الراهن، ما يفسر أيضًا توالي التحولات وبلوغها حد الذروة[18]. سيكون من المثير للاهتمام أن نجد نسبًا كبيرة من الشباب الفرنسي (والأوروبي عامة) المعتنق للإسلام حديثًا يتوجه نحو سورية للجهاد، الأمر الذي يجعل من الأيديولوجيات المتطرفة قوة حقيقية لاختراق الشروط الاجتماعية لإنتاج الفعل والتمثل التديني عند الشباب، من منطلق استغلال المفردات الإسلامية (الجهاد، والفتنة، والشهادة) وفق رهانات سياسية بالضرورة.
لم تعد الظاهرة الإرهابية مرتبطة بمجال جغرافي أو اجتماعي معين، فحتى السعودية، التي نجد كثيرًا من رعاياها قد التحقوا بتنظيم القاعدة، قد تعرضت لمجموعة من الهجمات الإرهابية من الجهاديين بين عامي 2003 و2006[19]. في الواقع، بسطت داعش اليوم نفوذها نحو جنوب اليمن، وعلى الحدود السعودية، ومنه الدول العربية معظمها، ما أصبح يشكل تهديدًا داخليًّا لهذه الممالك. وعلى الرغم من كون داعش معادية بصورة كبيرة للإخوان المسلمين، فإن موقفها قد انقلب اليوم انقلابًا جذريًّا[20]. تدعو الملكيات اليوم إلى إعادة الإخوان لموازنة الكتلة السنية، في مواجهة داعش وضد إيران أيضًا[21]، الأمر الذي يعكس تعدد الأبعاد الفاعلة في إنتاج الحدث الإرهابي، بصورة تجعل من البنيات الموضوعية المختلفة (في السياق المحلي كما العالمي) منتجًا وضحية للفعل الإرهابي بالضرورة.
في سياق الأحداث الأخيرة التي وقعت في بروكسل (بلجيكا)، وقبلها في باريس (فرنسا)، يمكن أن نتنبأ بثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل الظاهرة الإرهابية في السياق المحلي وتأثيرها في السياق العالمي[22]:
السيناريو الأول: تلاشي الجماعات الإرهابية والنجاح في محاصرتها ثم القضاء عليها، وهو سيناريو مرتبط بقدرة المنظومة الدولية على التوافق على استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب تستأصل الأسباب التي تخلق البيئة المناسبة للجماعات الإرهابية، أكثرها أهمية انتهاء الصراعات والأزمات التي تعصف بالدول التي تشكل بؤرًا لهذه الجماعات، وإيقاف الدعم الإيراني للمليشيات الشيعية. إلا أنّ تحقق هذا الشرط غير متوقع في المدى القصير، فحالات الإخفاق والعجز لبعض الدول الوطنية، وتعقّد الصراعات والحروب فيها، يستمران في مدّ التنظيمات الإرهابية بأسباب البقاء.
السيناريو الثاني: تفكك التنظيمات الإرهابية الكبرى إلى مجموعات أصغر، فبفعل الضربات الجوية التي توجهها دول التحالف والقوى الكبرى إلى هذه التنظيمات في العراق وسورية واليمن وليبيا، المترافقة مع مقتل قياداتها في الصف الأولّ، قد تنقسم التنظيمات الكبرى إلى مجموعات إرهابية أصغر. وهذا السيناريو قد يحصل في المدى القصير، وقد وقع مثله سابقًا لتنظيم (القاعدة) في أفغانستان والعراق وفي شمال أفريقيا.
السيناريو الثالث: تمدد الجماعات الإرهابية بوساطة التحالفات الإقليمية، وهذا السيناريو تحقق بصورة جزئية، باستراتيجية (الدولة الإسلامية) (داعش) في إقامة تحالفات مع الجماعات الإرهابية الأخرى بهدف توسيع دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، ومن خططها السعي إلى جعل شمال أفريقيا ثاني مركز لها بعد العراق والشام، بل يبدو أنه مع اشتداد الضغط والحصار لهذه الجماعات الإرهابية في العراق والشام فإنها تتحرك نحو شمال أفريقيا. وثمة تحرك دولي وإقليمي مضاد للحيلولة دون توطينها هناك أو تمددها في ليبيا وجوارها، وإيجاد تواصل جغرافي يصل مالي والنيجر. وهذا السيناريو قد يتحقق في سرت الليبية، وقد يستمر في حال تلكؤ القوى الإقليمية والدولية عن الإسراع في مواجهة الجماعات الإرهابية، ما يعني أنّ ثمة ضرورة لتطوير سياسات مضادة للإرهاب على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية.
إن تعداد دوافع مهاجمي باريس (وأيضًا بروكسل)، لا يربطها نسقيًا بما يقع في المحور العراقي – السوري فحسب، ولا يضع الصراع والمواجهة ضمن مدى زمكاني محدد؛ فرنسي – فرنسي أو بلجيكي – بلجيكي. والحال أن (تركيزًا بؤريًا استرجاعيًا) مهمًا هو الكفيل وحده بأن يجعلنا نعد المَدَيَيْنِ المكانيّ والزمانيّ (الواسعين) للمواجهة، ومن ثم التمكن من فرصة استكشاف ملامح مفاتيح قراءتها ومعالجتها. وَحْدَه المَدَى المكانيّ الدولي يمكّننا من أن نفهم أنّ الدوافع السلبية لا تُترجم إلى أفعال إلا لأنّها تجد لها صدًى في عُمْق شَرْخٍ سياسيٍّ عميق دُوَلي، حُفر في المحيط التاريخي المباشر للشّرخ الاستعماري القديم بأحادية سياسات فرنسا وحلفائها في العالم الإسلامي، بصفة مباشرة (في مالي أو في العراق) أو بتوسّط حليف مُبجّل، الإسرائيلي (في غزة) أو الأميركي (في اليمن)[23]. إن هذا التداخل متعدد الأبعاد للشروط الاجتماعية والجيو-استراتيجية والسياسية (من دون نسيان شرط الدين)، في إنتاج الظاهرة الإرهابية في السياقين المحلي والعالمي، يجعل منها بحق ظاهرة متداخلة التخصصات _من الوجهة الأبستيمولوجية_ ولا يمكن فهم تجلياتها ورهاناتها ومستقبلها إلا في ظل تجديد الحوار الأبستيمولوجي بين مختلف التخصصات الاجتماعية من أجل مواجهة هذا التهديد الإقليمي ضمن نسق اللاتكافؤ العالمي.
المراجع:
1-المراجع بالعربية
د.م، القتل باسم الله: الجماعات الإرهابية، البنية والمسارات والمآلات، (أبو ظبي: مركز الإمارات للسياسات، 2015).
2-المراجع الفرنسية والإنكليزية:
- KEPEL.Gilles, Le jihadisme transnational 1979-2015, (cours au Master Science politique, mention Relations, 2015-2016) :
https://www.sciencespo.fr/ecole-doctorale/sites/sciencespo.fr
- Dans les pays arabes, les islamistes sont à leur tour confrontés à l’épreuve du réel
- Passion française. (La voix des cités, Gallimard, 2014).
- Quatre-vingt-treize, (Gallimard, 2012).
- Terreur et martyre, (Paris: Flammarion, 2009).
- Terreur et Martyre. Relever le défi de civilisation, (Flammarion, 2008).
- Expansion et déclin de l’islamisme, (Paris: Gallimard, 2003).
- baudrillard. Jean, La Pensée radicale, éd. (Sens & Tonka, 1998).
[1] – وحوادث بلجيكا الأخيرة (بروكسل، يوم الثلاثاء 22 مارس 2016).
[2] – أكد عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فيفيوركا (Michel Wieviorka) أن فرنسا و(أوروبا عامة)، غير آمنة من الهجمات الإرهابية. ولمواجهة العنف المستمر باسم الدين، على الجماعات العلمية البحث عن تنمية المقاربات المتداخلة التخصصات للبحث في الجذور التاريخية والاجتماعية لميلاد الظاهرة الإرهابية في السياقين المحلي (العالم العربي- الإسلامي) والعالمي (أوروبا)، من أجل الاستعداد لمواجهة العالم العنيف. انظر:
ذهب كل من فريدريك لابارون (Frédéric Lebaron) وفاني جدليكي (Fanny Jedlicki) ولورون وليامز (Laurent Willemez) إلى الشيء نفسه. حيت أكدوا أن الحاجة إلى السسيولوجيا _وبخاصة السسيولوجيا النقدية_ قد أضحت أساسًا لفهم تحولات موازين القوى العالمية، وتقديم تحليلات عقلانية لأصل الحركات الإرهابية. انظر:
[3] – Matthieu Rey, « Aux origines de l’État islamique », La Vie des idées , 17 mars 2015. ISSN: 2105-3030. p :02. URL : http://www.laviedesidees.fr/Aux-origines-de-l-Etat-islamique.html.
[5]– Gilles KEPEL, Le jihadisme transnational 1979-2015, (cours au Master Science politique, mention Relations, 2015-2016)M : https://www.sciencespo.fr/ecole-doctorale/sites/sciencespo.fr
[6] – يتعلق الأمر هنا بتحليل تاريخي ورد في حوار لجيل كابيل مع مجلة علوم إنسانية حول (مستقبل الإسلام)، يصف فيه كون موت سلمان رشدي قد أسهم في تعزيز الحضور الإسلاموي في المنطقة. ولمزيد من التفاصيل انظر:
- Kepel, Terreur et martyre, (Paris : Flammarion, 2009).
- Kepel, Jihad. Expansion et déclin de l’islamisme, (Paris : Gallimard, 2003).
[7] – انظر:
Gilles Kepel, Terreur et Martyre. Relever le défi de civilisation, Flammarion, 2008.
[8] – لتفاصيل أكثر، انظر:
Gilles Kepel, Passion française. La voix des cités, Gallimard, 2014.
Gilles Kepel, Quatre-vingt-treize, Gallimard, 2012.
[9] – Sari Hanafi, The Appeal of the Islamic State, An Interview with François Burgat, GLOBAL DIALOGUE, VOL. 5 / # 4 / DECEMBER 2015, p : 08.
[10] – انظر:
Quel avenir pour l’islam ? Rencontre avec Gilles Kepel, Magazine Sciences Humaines, Grands Dossiers Hors-série N° 4 – nov/déc 2015 – jan 2016, La grande histoire de l’Islam, op-cit, p: 01-02.
[11] – البليدار (Les blédards)، يطلق هذا اللفظ على الفرنسيين أو المهاجرين المقيمين في أوروبا ذوي الأصول المغاربية (شمال أفريقيا) [المترجم].
[12] – انظر:
Quel avenir pour l’islam? Rencontre avec Gilles Kepel, Magazine Sciences Humaines, Grands Dossiers Hors-série N° 4 – nov/déc 2015 – jan 2016 La grande histoire de l’Islam, op-cit, p : 04.
[13] – Sari Hanafi, The Appeal of the Islamic State, An Interview with François Burgat, op-cit, p : 08.
[14] – Ibid. p. 08.
[15] – Sari Hanafi, The Appeal of the Islamic State, An Interview with François Burgat, op-cit, p : 09.
[16] – Quel avenir pour l’islam ? Rencontre avec Gilles Kepel, Magazine Sciences Humaines, Grands Dossiers Hors-série N° 4 – nov/déc 2015 – jan 2016, La grande histoire de l’Islam, op-cit, p : 06.
[17] – – Sari Hanafi, The Appeal of the Islamic State, An Interview with François Burgat, op-cit, p : 10.
[18] – Quel avenir pour l’islam ? Rencontre avec Gilles Kepel, Magazine Sciences Humaines, Grands Dossiers Hors-série N° 4 – nov/déc 2015 – jan 2016, La grande histoire de l’Islam, op-cit, p : 03.
[19] – سبق أن تعرض ولي العهد الحالي ووزير الداخلية الأسبق محمد بن نايف، في 27 آب/ أغسطس ،2009 ، لمحاولة اغتيال بطريقة هجوم انتحاري.
[20] – انظر:
Gilles Kepel, Dans les pays arabes, “les islamistes sont à leur tour confrontés à l’épreuve du réel”, voir :
http://www.lexpress.fr/actualite/monde/proche-moyen-orient/gilles-kepel-dans-les-pays-arabes-les-islamistes-sont-a-leur-tour-confrontes-a-l-epreuve-du-reel_1233710.html
[21] – Quel avenir pour l’islam ? Rencontre avec Gilles Kepel, Magazine Sciences Humaines, Grands Dossiers Hors-série N° 4 – nov/déc 2015 – jan 2016, La grande histoire de l’Islam, op-cit, p : 07.
[22] – ورد هذا التحديد ضمن دراسة صادرة عن مركز الإمارات للسياسات حول مستقبل الظاهرة الإرهابية في سياق التحولات الإقليمية، انظر:
“القتل باسم الله”: الجماعات الإرهابية: البنية والمسارات والمآلات/ مركز الإمارات للسياسات، أبوظبي، 2015
انظر أيضا:
http://www.mominoun.com/articles/مستقبل-الظاهرة-الإرهابية-3735
[23] – Sari Hanafi, The Appeal of the Islamic State, An Interview with François Burgat, op-cit, p : 09.
محمد الإدريسي
Mohammed EL IDRISSI
00212663277553
العنوان: صندوق البريد 3458، الجديدة، المغرب
أستاذ للفلسفة في صفوف التعليم الثانوي، باحث في علم الاجتماع في (المغرب)، وعضو فريق التحرير الإقليمي لمجلة (Global Dialogue)، التابعة للجمعية الدولية للسوسيولوجيا في العالم العربي. له عدد من المقالات، والدراسات، والترجمات، ومراجعات الكتب، والحوارات والتقارير المنشورة في مجموعة من المجلات العربية المحكّمة (مجلة إضافات، المستقبل العربي، المجلة العربية للعلوم السياسية، تبين، نقد وتنوير، المجلة العربية للأنثروبولوجيا المعاصرة، فكر، كتابات معاصرة، العربية والترجمة، شؤون عربية، عمران)، والمجلات الثقافية (الدوحة، الرافد، أفكار الأردنية، الفيصل، أفكار المغربية)، وإسهامات في مجموعة من المؤلفات والأعمال المشتركة، كما شارك في ندوات ومؤتمرات وأيام دراسية وطنية ودولية عدة.