تمتّع جودت سعيد بشخصية قادرة على صدم من يسمعه أو يلتقيه، ولو مرّة واحدة، أو من يعيش معه نصف قرن. كان يكرر كثيرًا أن القرآن حرّره من آبائه المحلّيين والعالميين، وبحسب ما أتصوّر، فقد ساعده إيمانُه العميق بالله وباليوم الآخر، واطلاعه الواسع، في دخول فضاء مختلف، لقد رفض الخضوع لأي سلطة سياسية أو اجتماعية، على حساب قناعاته وأفكاره، وأصبح مثقفًا ومفكرًا وإنسانًا استثنائيًا قادرًا على أن يفاجئك في كل يوم، وفي كل موقف، تقريبًا...