صدر العدد الثاني والعشرون من “قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية”، وحمل ملفه الرئيس عنوان “السوريون والتحدّيات المعيشية بعد 11 عامًا من الحرب والتمزق”. بحث هذا الملف في سياسات النظام الممنهجة المستخدمة في حربه على السوريين، وأدواته، والنتائج المترتبة على ذلك.
يُستهلّ الملفّ ببحث لعمّار السمر، عنوانه (على حافة المجاعة: الغذاء زمن الحصار في سورية وتجربة التأقلم: حالة حصار الغوطة الشرقية 2013-2018). وقد عني البحث بسياستي (الحصار والتجويع) اللتين مورستا على السوريين في الغوطة الشرقية، مع استهداف المنطقة بالقصف والأسلحة الكيمياوية. وعني أيضًا بسبل التأقلم مع ظروف الحصار والمجاعة، وحلل آثار هاتين السياستين السياسية والصحية والنفسية والاجتماعية.
عالج خالد العكيدي، في بحثه (أثر غياب سيادة القانون في انتشار الفقر في سورية)، دور غياب سيادة القانون في انهيار الحالة الاقتصادية للمواطنين، وتناول موضوع المستوى المعيشي في سورية، ثم ناقش العلاقة بين غياب سيادة القانون وحالة الفقر، وقدّم توصيات ضرورية لحل مشكلة الفقر.
وعرض بسّام سفر أدوات النظام المتنوعة في حروبه على السوريين في مناطق سيطرته، بدءًا بالتعفيش، وليس انتهاءً بصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية (الكهرباء والماء). وقد سلّط الضوء على ضحايا هذه السياسات الممنهجة، مثل النباشين والنباشات، ونتائج ذلك في العودة إلى سوق البالة وبيع الأعضاء، وارتفاع أسعار القبور ارتفاعًا شديدًا. حلّل البحث أثر هذه السياسات في الأسرة السورية سلبًا، مع صور مقاومتها مدنيًا، مثل (حملة بدنا نعيش) في السويداء.
ويفرق شوكت غرز الدين، في بحثه (سياسات التقنين وانعكاساتها على السوريين)، بين التقنين الذي تفرضه الأسباب (الحرب)، والتقنين السياسي المستمر مع غياب الأسباب الموجبة له. ويدحض الأسباب المعلنة للتقنين ببيان زيفها، ثم يدرس تطبيقات سياسات التقنين، ويحلل آثارها في تعميق التفاوت وفرض الممرات الإجبارية، وتعدد سعر المادة الواحدة وعدم تناسبه مع متوسط دخل الفرد، وتبديد فكرة الحقوق وغيرها.
يبحث عبد الناصر الجاسم، في (الدور الاجتماعي للتحويلات المالية من اللاجئين السوريين إلى النازحين في شمالي غرب سورية)، ويحلل من خلال عينة الاستطلاع دور هذه الحوالات التي يرسلها لاجئون سوريون في الخارج، إلى ذويهم في الداخل، في استقرار دخل الأسرة، وإسهامها في تعزيز الثقة المجتمعية، وتعزيز القيم والاتجاهات المشتركة.
وتكمن أهمية بحث آرام الحكيم (شحّ الطاقة وتأثير ذلك في الأحوال المعيشية في سورية بعد ربيع 2011) في البرهنة على الترابط الوثيق بين شحّ الطاقة وتدهور الأحوال المعيشية للسوريين، وازدياد تدهور هذه الأحوال مع كل زيادة تقنين إضافية للطاقة، وعلى أهمية دور الطاقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنطلقة من التركيز على الفرد ضمن عملية إعادة إعمار سورية المستقبلية ومكافحة الفقر.
ويختتم الملف ببحث لوجيه حداد، عنوانه (مزدوجة تدهور الواقع الصحي مع انهيار المستوى المعيشي في سورية)، ويدرس العلاقة بين عجز النظام عن تأدية وظائفه الاجتماعية، وتراجع الواقع الصحي في مناطق النظام، بفعل تقليص الإنفاق الحكومي، وتراجع الخدمات والمرافق الصحية، وبفعل الأوضاع العامة التي أدت إلى هجرة غالبية العاملين في القطاع الصحي، وتدمير النظام البنية التحتية في المناطق الخارجة عن سيطرته، ونتائج ذلك في التدهور شبه الكامل للقطاع الصحي فيها، ولا سيما في الشمالين الشرقي والغربي من سورية.
ويستكمل هذا العدد ملف العدد السابق من مجلة قلمون، عن الإعلام السوري، بدراستين لماريانا الطباع ولبابة الهواري. وفيه أيضًا دراسة للمستشرق إغناتسيو دي فرانشيسكو عن التحديات الجديدة التي تواجه الأخلاق الإسلامية، إلى جانب دراسات أخرى ومراجعات كتب صدرت حديثًا، وإسهام أكاديمي لميسون شقير في دراسة السرد السوري بين عامي 2000 و2020 في جامعة مدريد المستقلة.
يُذكر أن “قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية” مجلة فصلية علمية محكمة، يصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة منذ عام 2016، وتتعاون في صدورها مع الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية حاليًا.
يمكن الاطلاع على الورقة الخلفية لملفّ العدد الثالث والعشرين “اللجوء السوري في العالم الغربي: ضرورات الاندماج وتحولات الهوية” من الرابط الآتي: https://2u.pw/NwUrSg
ويمكن مراجعة سياسة التحرير والنشر في مجلة قلمون من الرابط أدناه: http://bit.ly/3Z5yEuQ