نظّم مركز حرمون للدراسات المعاصرة حفل إعادة افتتاح المنتدى الثقافي العربي في إسطنبول، السبت 16 تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك بعد توقف نشاطاته لعدة أشهر، بسبب جائحة كورونا.
حضر الافتتاح نخبة من الأكاديميين والمثقفين من سورية وتركيا وبلدان عربية، وصحفيين من وسائل إعلام سورية وعربية وتركية.
بدأ الافتتاح بكلمة ترحيبية للأستاذ سمير سعيفان، المدير العام لمركز حرمون للدراسات المعاصرة، قدّم خلالها نبذة عن المنتدى الثقافي العربي ونشاطاته خلال المرحلة القادمة، والغاية التي أوجد المنتدى من أجلها وهي أن يكون منبرًا للحوار في قضايا سورية وعربية وإقليمية تخص العرب والأتراك، من أجل تعميق الحوار وفهم القضايا العامة، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين، وتعزيز العلاقات العربية التركية، إضافة إلى بعض النشاطات الأدبية والثقافية.
بدأت أولى فعاليات حفل الافتتاح بندوةٍ، بعنوان (العلاقات العربية التركية.. الواقع والآفاق المستقبلية)، بمشاركة عدد من الأكاديمين العرب والأتراك، وهم أحمد أويصال (رئيس مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط)، مروة شبنام أوروج (كاتبة وصحافية تركية في صحيفة ديلي صباح)، طارق شندب (محام لبناني وأستاذ القانون والعلاقات الدولية)، إسماعيل القريتلي (صحفي وكاتب ليبي)؛ وأدار الحوار الدكتور سمير العبد الله، مدير المنتدى الثقافي العربي.
ناقش المشاركون في الندوة واقع العلاقات العربية التركية، وسُبل تطوير هذه العلاقات في المستقبل، بما يحقق فائدة لشعوب المنطقة. واستهل الندوة البروفيسور أحمد أويصال بقراءة عن واقع العلاقات العربية التركية عبر التاريخ، وعن مستقبل هذه العلاقات، وأهمّ التحديات التي تواجهها وسبل تجاوز هذه التحديات.
بعد ذلك، تحدث طارق شندب، أستاذ القانون والعلاقات الدولية، عن نظرة العرب إلى العلاقات العربية التركية، وأهم المحددات لهذه العلاقات وما يشوبها من مشكلات، من وجهة نظر العرب. وتطرق خلال حديثه إلى السياسة التركية في بلدان عربية عدة، وإلى التدخل الإيراني في المنطقة، والدور الذي يجب أن تلعبه تركيا حيال ذلك.
بدورها، تحدثت الصحافية التركية مروة شبنم أوروج عن العلاقات العربية التركية، من منظور تركي، سواء على المستوى الحكومي أو الأكاديمي أو الشعبي. وسلطت الضوء على التاريخ المشترك للعرب والأتراك، وعلى النقاط والسياسات الخاطئة التي أثّرت في هذه العلاقات خلال الحرب العالمية الأولى، مثل ادعاءات المذابح الأرمنية، ودعم نظام حافظ الأسد حزب العمال الكردستاني الذي كان له معسكرات في سورية ولبنان، الأمر الذي انعكس سلبًا على علاقة تركيا بالدول العربية، إضافة إلى صعود الموجات القومية المعادية للعرب في تركيا. وشددت أوروج على ضرورة أن يفهم العرب السياسة الداخلية لتركيا، ووضعها الداخلي، من أجل وعي الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في المنطقة.
في الجزء الأخير من الندوة، تحدث الكاتب والصحافي الليبي إسماعيل القريتلي، عن العلاقات التركية مع دول شمال إفريقيا ودورها في الملف الليبي، وآليات تطوير هذا الدور. وبيّن أن هذه العلاقات احتكمت إلى بعض السرديات داخل المنطقة العربية، وشدد على ضرورة أن يلعب الإعلام التركي دورًا في خلق سردية صحيحة وواقعية عن العرب، بما يؤدي إلى التخفيف من وطأة الحساسيات بين الجانبين، ويفتح آفاق التعاون والحوار. وأعقب الندوة نقاش مفتوح، بين الحضور والمتحدثين، حول المحاور التي تناولتها الندوة.
استكملت بعد ذلك فعاليات حفل الافتتاح، بحفل توقيع كتاب (بين الديمقراطية والتيوقراطية أين تكمن الحقيقية؟)، للكاتب أحمد سامر العش، الرئيس التنفيذي للرابطة الطبية للمغتربين السوريين، وقدّم الكاتب للحضور نبذة عن كتابه الجديد، ثم قام بتوقيع عدد من نسخ الكتاب وإهدائها للحضور.
واختتم حفل الافتتاح بمعرض جماعي لفنانين تشكيليين من بلدان عربية عدة، بالتعاون مع جمعية شام للفنون التشكيلية، وقدّم عمر النمر، رئيس الجمعية، نبذة عن الجمعية ونشاطها، والعمل الذي شارك به، ومن ثم قام كل فنان بتقديم شرح موجز للوحته للجمهور.
المنتدى الثقافي العربي هو مشروع ثقافي لـ “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”، يهدف إلى خلق مساحة إبداعية وثقافية في مدينة إسطنبول، ويسعى إلى تحقيق غايته في أن يكون منبرًا للحوار، حول القضايا الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، من خلال عقد ندوات وورش حوار، يشارك فيها مفكرون ومثقفون وأكاديميون عرب وأتراك، لمناقشة القضايا العربية المشتركة أو التي تخص بلدًا بذاته، وقضايا الإقليم/ المنطقة وعلاقاتها الدولية، وأدوار القوى المتداخلة والمؤثرة فيها.