المحتويات
أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة
ثانيًا: الضحايا
ثالثًا: التغييب القسري
رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات
خامسًا: المشهد الميداني
سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته
سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها
ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها
تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية
عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة
حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية
ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية
1138 قتيلًا سقطوا هذا الشهر على الأراضي السورية، منهم 228 مدنيًا فقط، نسبتهم 20 بالمئة من إجمالي الضحايا؛ وأقول “فقط” لأن هذا الرقم هو الأقل منذ شهور عدة، يتبين لنا ذلك بوضوح إذا نظرنا إلى الرسم البياني الذي يقارن بين عدد القتلى في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
لدمشق كان النصيب الأكبر من القتلى، لكن غالبيتهم العظمى من العسكريين الذين سقطوا في الأحياء الجنوبية من العاصمة بسبب المعارك بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة، والتي انتهت مؤخرا بخروج عناصر التنظيم وسيطرة قوات النظام على المنطقة على ما سيرد لاحقا. تأتي دير الزور في المرتبة الثانية بحصيلة مقدارها 328 قتيلًا، وأيضا غالبيتهم العظمى من العسكريين التابعين لجيش النظام ومقاتلي تنظيم الدولة.
قتلى إدلب الـ 123 معظمهم من المدنيين (73 قتيل – 60 بالمئة) سقط نصفهم تقريبًا بانفجار المفخخات، أما قتلى حمص الـ 92 فغاليتهم من العسكريين (77 قتيل – 84 بالمئة) ومن قوات النظام تحديدًا، وقد سقط معظمهم في معارك مع مقاتلي تنظيم الدولة القادمين من بادية دير الزور.
في المشهد الميداني هناك مناطق ساخنة انتهت المعارك فيها، وتوقف قصف النظام لها، وانتهى أمرها إلى إبعاد المقاتلين، وتهجير السكان، وسيطرة قوات النظام. وأقصد بالتحديد المنطقة التي تشمل ريفي حمص الشمالي، وحماة الجنوبي، وتلك التي تشمل جنوب دمشق. وقد انتهى وضع المنطقة الأولى في منتصف هذا الشهر تقريبًا، بعد خروخ آخر دفعة من المهجرين. وانتهى وضع الثانية (جنوب دمشق)، بعد خروج آخر دفعة من مهجري بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم باتجاه الشمال، ثم بعد خروج مقاتلي داعش من آخر معقل لهم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن إلى البادية السورية. لكن اللافت أنه نُقِل المئات منهم إلى بادية محافظة السويداء بالاتفاق مع قوات النظام.
في المشهد الميداني هذا الشهر برصد انطلاق حملة عسكرية جديدة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف للإجهاز على ما تبقى من مناطق تنظيم الدولة الإسلامية في ريف دير الزور والبادية، وذلك بعد مدة جمود دامت أشهرًا عدة بسبب انشغال قوات سوريا الديمقراطية بمعركة عفرين.
أما الحدث الميداني الأبرز هذا الشهر، فكان الاحتكاك العسكري المباشر والخطر بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، بعد أن سبقته تهديدات وتحذيرات إسرائيلية متعددة، فقد شنت الطائرات الإسرائيلية، بحجة هجوم صاروخي إيراني على مرتفعات الجولان المحتل، أعنف هجوم لها على أهداف عسكرية إيرانية في الجنوب وريف دمشق ومحافظتي حماة وحمص… ما أدى إلى مقتل 28 عسكريًا إيرانيا على الأقل، وتدمير معظم تلك الأهداف، وكادت الحرب أن تندلع بين الطرفين لولا أن إيران آثرت لعق جراحها والتحلي بالصبر، واستمرت اسرائيل بمهاجمة مواقع إيرانية في سورية بصورة شبه يومية من دون رد، مع رفع سقف مطالبها التي وصلت إلى خروج القوات الإيرانية جميعها من سورية مهما كان دورها وحجمها. بعد أن كان المطلب يقتصر على عدم الاقتراب من حدود الجولان.
إضافة إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية المباشرة، تلقت إيران صفعة قوية من حليفها الروسي الذي طالبها بترك الجنوب لقوات النظام حصرًا، ما استدعى ردًا إيرانيا غاضبًا، وتأكيدًا بأنها لن تنسحب من سورية مهما كان حجم الضغوطات. ويبدو أن إضعاف الدور الإيراني في سورية هو مطلب أميركي إسرائيلي معلن، وروسي غير معلن.
أما النظام، الذي ارتاح من معاركه جنوب دمشق وسيطر على المنطقة، فقد أعلن نيته توجيه قواته باتجاه الجنوب لاستعادة السيطرة على المنطقة، وطرد المعارضة المسلحة منها، ما استدعى ردود فعل رادعة من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي هددت بإجراءات صارمة في حال باشرت قوات النظام حربًا هناك، بوصف الجنوب الغربي منطقةَ خفض تصعيد تم التوافق عليها من قبل الولايات المتحدة وروسيا والأردن بمباركة إسرائيلية.