المحتويات
أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة
ثانيًا: الضحايا
ثالثًا: التغييب القسري
رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات
خامسًا: المشهد الميداني
سادسًا: المستجدات في مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته
سابعًا: المستجدات في مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها
ثامنًا: المستجدات في مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها
تاسعًا: المستجدات في الحراك السياسي الإقليمي والدولي
عاشرًا: المستجدات في مواقف القوى الإقليمية والدولية المؤثرة وسياساتها
حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية
ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية
نبدأ من الضحايا، إذ رصدنا سقوط 347 قتيلًا على الأراضي السورية في هذه المدة (من 01 إلى 10 آب/ أغسطس) نسبة المدنيين منهم 35 في المئة فقط، (120 قتيلًا مدنيًا) منهم 13 طفلًا (11 في المئة من القتلى المدنيين) و18 امرأة (15 في المئة من القتلى المدنيين).
درعا في صدارة المحافظات من حيث عدد القتلى، بحصيلة مقدارها 134 قتيلًا أغلبيتهم العظمى من العسكريين الذين سقطوا في المعارك بين قوات النظام وجيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة، وجزء كبير من هؤلاء القتلى من مقاتلي التنظيم (48 مقاتل) الذين أعدِموا من قوات النظام بعد انتهاء المعارك وخروجهم من حوض اليرموك.
دير الزور تلي درعا في الترتيب، بحصيلة مقدارها 89 قتيلًا، أغلبيتهم العظمى أيضًا من المقاتلين، وهؤلاء يتوزعون بين مقاتلي تنظيم الدولة ومقاتلي نظام الأسد ومقاتلي قوات سورية الديمقراطية، وقد سقطوا بسبب معارك تصفية وجود التنظيم في ريف دير الزور الشرقي.
أما قتلى الحسكة الـ 46 فهم قتلى سجون الأسد الذين أعلن عنهم في قوائمه المسلمة إلى دوائر النفوس، أما قتلى السويداء الـ 25 فمعظمهم من العسكريين، أغلبهم من مقاتلي داعش، وقد سقطوا في العمليات العسكرية التي باشرها جيش النظام ضد مناطق وجود التنظيم في بادية السويداء بعيد مجزرة السويداء الأخيرة.
نختم ملف الضحايا بخبر اغتيال عزيز إسبر، مدير مركز البحوث العلمية في مصياف، في تفجير استهدف سيارته، وسط غموض يلف العملية.
ميدانيًا أحكمت قوات النظام سيطرتها على كامل منطقة حوض اليرموك غربي درعا بعد أيام من معارك طرد تنظيم جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة من المنطقة، وأصبحت منطقة جنوب غرب سورية خالية تمامًا من المعارضة المسلحة ومن التنظيمات الجهادية.
الحدث الآخر البارز ميدانيًا في هذه المدة هو سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على كامل الجيب الذي كان تحت سيطرة تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي، بمحاذاة الحدود العراقية، وهو يعدّ من أكبر الجيوب التي كانت في حوزة التنظيم، لتتقلص بذلك مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى ما يعادل 2 في المئة من الأراضي السورية.
نختم في المشهد الميداني بأخبار اشتداد القصف الجوي على القطاع الجنوبي من ريف إدلب، في ما يبدو أنه بداية لمعركة إدلب التي يصرح النظام باقترابها، وبرغبته في استعادة المحافظة من قبضة فصائل المعارضة، وسط مخاوف واسعة من النتائج المخيفة والكارثية التي قد تترتب على هذه المعركة، بسبب الكثافة السكانية العالية للمنطقة.
سياسيًا نرصد مسعى مجلس سورية الديمقراطية الكردي للتنسيق والتفاهم مع نظام الأسد بشأن مصير المناطق وإدارتها، تلك التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية في شمال شرق سورية، إذ زار وفد من المجلس دمشق، وأجرى مباحثات مع المسؤولين هناك، وشُكّلت لجنة مشتركة للمتابعة.
نرصد أيضًا الموقف المعلن واللافت للقيادة الإسرائيلية من استعادة قوات النظام لسيطرتها على المناطق الحدودية مع إسرائيل، حيث الراحة والاطمئنان لوضع مستقر وحدود هادئة محروسة جيدًا. الأمر الذي يشير إلى حقيقة الموقف من نظام الأسد، وإلى تهافت كل ادعاءات المقاومة والممانعة. ويشير بقوة أيضًا إلى سبب بقاء الأسد وعدم رغبة الإدارة الأميركية في التخلص منه.
أخيرًا، فقد فقدت الثورة السورية إحدى رموزها البارزة، برحيل الفنانة مي سكاف، في إثر نزيف دماغي حاد، أنهى مسيرتها النضالية المشرفة التي تميزت بالنقاء والشجاعة والصلابة والانحياز المطلق إلى ثورة السوريين وحلمهم في الحرية والكرامة. وقد شارك حشد كبير من السوريين في تشييع جثمانها إلى مثواه الموقت في إحدى ضواحي باريس، ريثما يتاح نقله إلى دمشق.