تجنباً لتعارض موعد “المؤتمر الأول للباحثين السوريين في العلوم الاجتماعية”، الذي يعقده مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية بالاشتراك مع مجلة “قلمون” في مدينة إسطنبول في تركيا، مع مواعيد الامتحانات التي ينشغل بها عدد من المهتمين بالمشاركة في المؤتمر، فقد تقرر عقد المؤتمر خلال يومي 4 وتموز/ يوليو 2020. مع التذكير بتمديد فترة قبول ملخصات الأوراق البحثية المقترحة حتى نهاية كانون الثاني/ يناير 2020، وفترة تقديم الأوراق البحثية بصيغتها النهائية حتى 15 نيسان/ أبريل 2020.
وبهذه المناسبة أعرب المركز والجمعية عن أملهما في أن يتحول المؤتمر إلى تقليد سنوي يجمع الباحثين السوريين المشتتين في أنحاء العالم المختلفة، وأن يساعد على تحقيق رسالته بإتاحة الحرية الأكاديمية لجميع الباحثين في العلوم الاجتماعية، والتبادل الحر للآراء ووجهات النظر، لاسيما فيما يخص مستقبل سورية المنكوبة بالاستبداد والتدمير والاحتلالات المتعددة.
كما جددا التنويه بأن مركز حرمون سيتكفل بنفقات إقامة المشاركين كاملة خلال الفترة من 3 حتى 6 تموز/ يوليو 2020، كما يتكفل بنفقات السفر للمشاركين الذين لا يتمكنون من توفير تلك النفقات عن طريق المؤسسات التي يعملون بها.
وتأخذ المشاركة في هذا المؤتمر أهمية خاصة لأنه سيكون فرصة لعقد اجتماع الهيئة العامة للجمعية السورية للعلوم الاجتماعية لأول مرة منذ تأسيسها عام 2016.
ويُقام هذا المؤتمر الأكاديمي تحت شعار “الحرية الأكاديمية الكاملة للباحثين الاجتماعيين”، وسيتيح للباحثين في أي من العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع، الفلسفة، الأنثروبولوجيا، علم السكان، الاقتصاد السياسي، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، التاريخ، التربية، علم النفس، الإعلام، القانون، الدراسات العابرة للتخصصات) تقديم أوراق علمية حول الأبحاث التي يجرونها حاليًا، أو التي تم إنجازها ولم تنشر بعد، على أن يكونوا من السوريين ومن في حكمهم، بغض النظر عن موضوع البحث، أو التخصص الأكاديمي للباحث. ويمكن أن تكون الأوراق البحثية مستلة من رسائل الدكتوراة أو الكتب قيد التأليف أو غيرها من الأبحاث.
وبما أن البحث في العلوم الاجتماعية، ولاسيما البحث في المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع السوري يعاني صعوبات جمة منذ أكثر من نصف قرن، حيث كان التأليف والبحث مرتبطًا بموافقة السلطة السياسية وأجهزتها الأمنية. كما كان تعيين الغالبية العظمى من المعيدين وابتعاثهم لإعداد الشهادات العليا مرتبطًا بولائهم للحزب والسلطة، وليس بالكفاءة، الأمر الذي أدى إلى تسطيح العلوم الاجتماعية وتهميشها، وإلى انشغال البحث في هذه العلوم إما بقضايا ثانوية، بعيدًا المشكلات الأساسية للمجتمع، أو بالقضايا التي تهم السلطة الحاكمة وأجهزتها الأمنية.
أما بعد الثورة السورية التي انطلقت عام 2011، وما تلاها من قتل وتدمير وتهجير، سواء من قبل النظام الحاكم وحلفائه أم من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة، فقد تفاقمت المشكلات التي يعاني منها المجتمع السوري سواء داخل سورية أو في الشتات. وتزايدت، في الوقت نفسه، الصعوبات التي يعاني منها البحث في العلوم الاجتماعية، بفعل تركز الاهتمام على قضايا النزاع المسلح من جهة، وتشتت الباحثين السوريين في مختلف بلدان العالم من جهة أخرى.
لكن عددًا من الباحثين السوريين الذين غادروا سورية، والذين أتيحت لهم مناخات حرية البحث والتعبير، نشطوا في البحث والتأليف والنشر، بعد تحررهم من هيمنة السلطة السياسية والأجهزة الأمنية، ونتيجة لتوثيق صلاتهم بمراكز البحث الاجتماعي ووسائل النشر المختلفة في عدد من بلدان العالم. وتناولت موضوعات أبحاثهم القضايا المتعلقة بأوضاع المهجرين ومخيمات اللجوء وقضايا الاندماج الاجتماعي وغيرها، إضافة إلى البحث في المسائل الشائكة الخاصة بالشؤون السياسية السورية.
من هنا انطلق مركز حرمون للدراسات المعاصرة في التأكيد على العمل من أجل استنهاض الطاقات البشرية السورية وتمكينها من السعي نحو غدٍ أفضل لسورية والسوريين، وانطلقت رسالة الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية في التأكيد على النهوض بالعلوم الاجتماعية، والإسهام في تطوير المعرفة العلمية في سورية، وتدعيم البحث وإنتاج المعرفة في مجالات العلوم الاجتماعية المختلفة من خلال دعم الباحثين والبحث العلمي والأكاديمي، والمساهمة في إنتاج الأبحاث في إطار العلوم الاجتماعية ونشرها، وترسيخ مبادئ السجال الفكري الحر حول التحديات المصيرية التي تواجه سورية، وبلدان المنطقة العربية. مع التأكيد على تعزيز دور العلوم الاجتماعية المختلفة في الحياة العامة في سورية والمنطقة وفي رسم السياسات العامة فيها. ولتحقيق هذه الرسالة يصدر مركز حرمون والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية مجلة قلمون كمجلة سورية للعلوم الإنسانية، تعنى بنشر الأبحاث والدراسات الفكرية والاجتماعية والسياسية استنادًا إلى أخلاقيات البحث العلمي وقواعد النشر المعتمدة عالميًا.
وتكمن أهمية عقد هذا المؤتمر في إتاحة الفرصة للباحثين السوريين المشتتين في مختلف أنحاء العالم، سواء باختيارهم الشخصي أم نتيجة للأزمة التي تعاني منها سورية منذ أكثر من ثماني سنوات، للالتقاء والتعارف وتبادل الرأي في القضايا التي يعاني منها المجتمع السوري والثقافة السورية بوجه عام، في جو من الحرية والاستقلالية الأكاديمية لم يعرفه السوريون منذ أكثر من نصف قرن. كما تتيح لهم عرض أبحاثهم أمام أكاديميين ومفكرين وكتابًا وخبراء في مختلف العلوم الاجتماعية، إضافة إلى جمهور واسع من المهتمين بالشأن السوري وبالمسائل النظرية والتطبيقية للعلوم الاجتماعية.
ومن الجدير بالتنويه، أن الأوراق المحكمة المقدمة في المؤتمر ستنشر، في حال موافقة الباحث، في مجلة قلمون، كما ستنشر على موقع الجمعية وموقع مركز حرمون، الأمر الذي يسهم في تعريف جمهور واسع من القراء بإنتاج بحثي مهم، قد لا يجد طريقه للنشر في مكان آخر.
ويمكن إجمال الأهداف التي من المتوقع أن يحققها هذا المؤتمر بالآتي:
1 – تعارف الباحثين السوريين في العلوم الاجتماعية، المتواجدين في بلدان العالم المختلفة، والتعرف على الإنتاج البحثي الراهن لكل منهم، وتبادل وجهات النظر حول ذلك الإنتاج بحرية تامة، بعيدًا عن أجواء الرقابة والقمع التي عرفها السوريون خلال العقود الفائتة، وإرساء قواعد جديدة في الحوار الأكاديمي الحر.
2 – التداول حول القضايا التي يعاني منها المجتمع السوري في أزمته الراهنة، بما في ذلك قضايا اللجوء والهجرة، والمشكلات الاجتماعية التي تواجه السوريين في الداخل والخارج كالمشكلات الخاصة بالتعليم والصحة والبيئة.. وغيرها، وكذلك المشكلات التي تعاني منها الثقافة السورية بوجه عام.
3 – اطلاع جمهور واسع على ما يتناوله البحث الأكاديمي من قضايا المجتمع السوري، سواء بحضور المؤتمر أو بنشر الأوراق البحثية في عدد من وسائل النشر.
4 – تعزيز الاتجاه نحو عقد مؤتمرات سنوية مماثلة، يمكن أن تمهد لشكل من أشكال التنظيم الذي يشكل مكونًا حيويًا من مكونات المجتمع المدني السوري المنشود.
شروط المشاركة في المؤتمر
* لمزيد من المعلومات، رجاء التوجه برسالة إلى اللجنة العلمية للمؤتمر عبر البريد الإلكتروني المبين أعلاه، أو الاتصال بسكرتارية المؤتمر، على الهاتف رقم 0097444885996.
الورقة الخلفية: المؤتمر الأول للباحثين السوريين في العلوم الاجتماعية، اضغط هنا
يمكن كذلك مراجعة موقع الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية.