صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الفلسطينيون في العالم: دراسة ديموغرافية، وفيه يبحث يوسف كرباج وحلا نوفل في الجوانب الديموغرافية للفلسطينيين في العالم، التي تتأثر بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية. حيث التحليل الديموغرافي في هذا الكتاب هو القياس الموضوعي للحقائق الديموغرافية المتعلقة بماضي الفلسطينيين وحاضرهم، ويوفر مسارات علمية للتنبؤ بمستقبلهم الديموغرافي، محاولًا التعرف إلى تيارات الهجرة التي شكلت مجتمعات فلسطينية في المهاجر، وساعيًا إلى تقديم إسقاطات ديموغرافية لعدد الفلسطينيين في العالم بحلول عام 2050، من دون إغفال دراسة السمات الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في كل بلد من بلدان العالم.
يتألف الكتاب من 296 صفحة، تتضمن 12 فصلًا، يتناول المؤلفان في الفصل الأول، “دولة فلسطين: أكبر عدد من الفلسطينيين على الرغم من الكارثة”، ديموغرافيًا الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتحول الديموغرافي بين الفلسطينيين، وفي الفصل الثاني المُعنون “الفلسطينيون في إسرائيل”، يوضّح المؤلفان كيف يمكن أن تتعرض المناطق التي فيها عدد كبير من السكان الفلسطينيين للعزل.
في الفصل الثالث الذي يحمل عنوان “الأردن: العدد الأكبر من الفلسطينيين في الشتات”، يسلطان الصوء على أن الفلسطينيين يمثّلون عنصرًا أساسيًا في الأردن، لكنه العنصر الذي لا يرغب في السيطرة على كل شيء.
وتتناول الفصول الرابع والخامس والسادس على التوالي، الفلسطينيون في سورية ولبنان ومصر، وفي الفصل الرابع الذي يحمل عنوان “الفلسطينيون في سورية: من الاستقرار إلى التهجير الثاني“، يسلطان الضوء على ظاهرة سعي الفلسطينيين للهجرة إلى أي دولة أوروبية من أجل البحث عن استقرار جديد بعد الاستقرار الذي فقدوه في سورية من جرّاء الحرب المستمرة، في مقابل التخلي عن حق العودة. والفصل الخامس الذي يحمل عنوان “الفلسطينيون في لبنان: من حق العودة إلى حق الهجرة“، يتناول الثقل الديموغرافي للفلسطينيين في لبنان الذي ما عاد كما كان عليه في بداية اللجوء، ثم ينتقل الفصل السادس “الفلسطينيون في مصر: من الاندماج إلى النسيان”، يشرح كيف أن الفلسطينيون في مصر يبدون بمنزلة نقطة صغيرة في بحر.
في الفصل السابع المُعنون “الفلسطينيون في العراق: أرض استضافة متواضعة للفلسطينيين”، يشير الكاتبان إلى انخفاض عدد الفلسطينيين في الأردن إلى عتبة ديموغرافية متدنية جدًا إلى درجة بات انقراضهم على المدى الطويل أو القصير محتّمًا. وفي الفصل الثامن “الفلسطينيون في دول الخليج العربية: نخبة مثقفة ومختارة”، يقول المؤلفان إن للفلسطينيين في منطقة الخليج العربي أهمية خاصة بالنسبة إلى دول الشتات الفلسطيني، ولا يتعلق الأمر بأهميتهم العددية؛ لكن لدورهم الاقتصادي، وبدرجات معيّنة تأثيرهم السياسي.
أما الفصل التاسع فيحمل عنوان “الفلسطينيون في أوروبا الغربية (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا)”، فيدرس وضع الفلسطينيين في ثلاث دول من دول أوروبا الغربية. والفصل العاشر “الفلسطينيون في بلدان شمال أوروبا“ يبحث أحوالهم في السويد والدنمارك والنرويج وأيسلندا وفنلندا، ثم ينتقل الفصل الحادي عشر ليدرس أوضاعهم في الولايات المتحدة، ويحمل عنوان “الفلسطينيون في الولايات المتحدة الأميركية: بين الاندماج والشعور بالانتماء”، ويختتم الكاتبان بشرح أوضاع الفلسطينيين في التشيلي في الفصل الثاني عشر الذي يحمل عنوان “الفلسطينيون في تشيلي: أهمية رمزية وسياسية”.
يوسف كرباج، هو أكاديمي متخصص في الدراسات الديموغرافية وتحليل الهجرة في أوروبا ومنطقة البحر المتوسط، ذو خبرة طويلة في اتجاهات المهاجرين نحو الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض المتوسط وشرق أوروبا، مع تركيز خاص على الهجرتين الداخلية والدولية، وإبراز الدور الحاسم للهجرة في التطور الديموغرافي في بلدان الجنوب. عمل خبيرًا استشاريًا في المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة التابع للاتحاد الأوروبي، ومدير مشروع في الأمم المتحدة، ومديرًا للبحوث في المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية، ومديرًا علميًا في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى.
حلا نوفل، أستاذة الديموغرافيا والدراسات السكانية في معهد العلوم الاجتماعية (الفرع الأول) بالجامعة اللبنانية (1979-2015)، وأستاذة مشرفة على أطروحات الدكتوراه في مجال الديموغرافيا والدراسات السكانية في المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة اللبنانية منذ عام 2015، وخبيرة دولية في قضايا السكان والتنمية. عملت خبيرة ومستشارة مع منظمات أممية عدة، منها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة العمل الدولية والبنك الدولي. كما عملت مع مركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأميركية في القاهرة، ومعهد الدراسات الأوروبية في إطار “الكونسورتيوم للبحوث التطبيقية على الهجرة الدولية في الجنوب” بمركز سياسات الهجرة في فلورنسا.