المحتويات
* منطقة دمشق وريفها
* المنطقة الجنوبية
* المنطقة الوسطى والساحل
* المنطقة الشمالية
* المنطقة الشرقية
* الصواريخ أرض – أرض
* الطائرات المسيرة
* مضادات الدروع
* الصواريخ البحرية
مقدمة:
لم يكن التدخل الإيراني العسكري والأمني في سورية عند اندلاع الثورة السورية وليد لحظته، بل كانت إيران -منذ بداية استلام الملالي الحكم في طهران- تسعى لتصدير ثورتها إلى دول الجوار خاصة العربية منها، إذ بدأت بمحاولات عديدة للتغلغل في العراق، ولم تنجح هذه المحاولات إلا بعد سقوط صدام حسين، حيث تحقق حلم إيران بالسيطرة على الدولة العراقية ومؤسساتها العسكرية والمدنية، وبالتزامن مع نشاطها المحموم في العراق، عمدت إيران إلى تنفيذ مخططها الرامي إلى التغلغل في لبنان وسورية، والسيطرة عليهما لتحقيق ما أطلق عليه “الهلال الشيعي”، ومع نجاحها في ترسيخ وجود ميليشيا “حزب الله” في لبنان، لم تستطع التدخل علانية في سورية، نتيجة وجود توازنات كان يديرها حافظ الأسد لتحقيق استمرارية حكمه، ومع هذا بدأت إيران تنفيذ مخطط التغلغل في سورية منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عبر طرق وأساليب ناعمة، ركزت على الناحية الدينية والثقافية، وساعدها في ذلك الأسد الأب عبر كثير من التسهيلات والقوانين التي تُرسخ هذا التدخل، واستمرت على هذه الحال حتى لحظة اندلاع الثورة السورية، التي كانت فرصة ذهبية لتحقيق حلمها بالتدخل العلني العسكري والأمني في سورية، بعد أن رسخت قواعدها الدينية والثقافية عبر عقدين من الزمن. وفي هذه الدراسة، سأتطرق إلى بداية تغلغل إيران، أمنيًا وعسكريًا، في سورية، ومن ثمّ سأتطرق بالتفصيل إلى القواعد العسكرية الإيرانية في سورية، تمركزها ومهامها ومكوناتها، لمعرفة مدى حجم الكارثة التي جلبها الأسد الابن على سورية وعلى الشعب السوري الذي سيدفع الثمن غاليًا لإخراج هؤلاء الغزاة، فضلًا على المدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها مقاومة هؤلاء حتى إخراجهم من بلادنا.
مع اندلاع ثورات الربيع العربي، استشعر الإيرانيون خطر هذه الثورات، إذا ما وصلت إلى سورية، ولهذا أرسلوا كثيرًا من القادة والخبراء والمستشارين الأمنيين والعسكريين إلى دمشق، مع بعض الوحدات الصغرى من الحرس الثوري الإيراني، مدعمة بأعداد كبيرة من “حزب الله” اللبناني، كما سارعت إيران إلى رفد جهاز أمن الدولة السوري بما يلزمه من خبرات أمنية، عبر إرسال جزء من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني(1)، المكلف بالقيام بالعمليات الاستخباراتية العسكرية خارج إيران، وعلى رأسه رئيس هذا الجهاز العميد حسين طائب، الذي يعدّ أخطر شخصية مخابراتية إيرانية لعبت دورًا أمنيًا في سورية وقبلها في إيران، كما تم إرسال جزء من قوات إنفاذ القانون(2)، على رأسها العميد أحمد رضى رادان، نائب قائد هذه القوات، الذي له باع طويل في قمع التظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في إيران عام 2009، وتتبع هذه القوات لوزارة الداخلية الإيرانية، ولا تتبع للقوات المسلحة الإيرانية ولا إلى الحرس الثوري الإيراني، وكان الهدف الرئيس لهذه القوات تدريب عناصر الأمن السوري وعناصر الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ومشاركتهم في قمع التظاهرات في حال اندلاعها، وبالإضافة إلى هاتين القوتين، أوفدت إيران مجموعات من وزارة الاستخبارات والأمن الإيراني وشركة (ITI) المختصة في الصناعات الإلكترونية المتعلقة بالاتصالات السلكية واللاسلكية(3). ومع انطلاق شرارة الثورة السورية، عمل هؤلاء مع الجهات التي تصدت للتظاهرات كقناصين ورماة على سلاح المدفعية الذي تتمركز كتيبة منه على جبل قاسيون، إلى أن يألف جنود الأسد قنص أهلهم وشعبهم وإطلاق حمم مدافعهم على العزل من أبناء شعبهم، وفي هذه الأثناء، وصل كثير من المستشارين العسكريين الإيرانيين إلى سورية، بذريعة تقديم خبراتهم لمساعدة الجيش السوري، ولسبب آخر طالما أعلنه كثير من القادة الإيرانيين، وهو تأمين وصول المساعدات الاقتصادية إلى الدولة السورية لمنع انهيارها. وبعد فشل الأسد في السيطرة على الثورة؛ بدأت إيران بالتحضير للتدخل العسكري علنًا في سورية، وبدا الهدف واضحًا، وهو السيطرة على سورية في حال سقط الأسد ونظامه، وفي البداية عملت إيران على إنشاء قواعد عسكرية لها مشتركة مع جيش الأسد ومنظومته الأمنية، سرعان ما استقلت عنها وجعلت هذه القواعد مقار لقيادة الأعمال القتالية والتدريبية والاستخباراتية لقوات الحرس الثوري والميليشيات الطائفية التي جلبتها إلى سورية.
ولتحقق هدفها في استقلالية العمل العسكري والأمني، قامت إيران باختيار مطار دمشق الدولي كمركز قيادة رئيسي لها على الأراضي السورية، وقامت بدمجه فيما بعد مع نشاطها ضمن السفارة الإيرانية في دمشق والقاعدة الموجودة في جبل قاسيون، وجاء اختيار إيران مطار دمشق الدولي لأسباب عديدة، أهمّها استخدام المطار لاستقبال الشحن الجوي العسكري واللوجستي القادم من إيران، عبر الجسر الجوي الذي أقامته بين عابدان والمطار الدولي باستخدام طائرات اليوشن والطائرات التجارية التابعة لشركة فارس للطيران، تحت غطاء الهلال الأحمر الإيراني؛ والسبب الثاني سهولة تحرك القادة الإيرانيين بحرية من وإلى سورية؛ والسبب الثالث قرب المطار من العاصمة دمشق، وقد ساعد الموقع الجغرافي لهذا المقر في تحقيق ما سعى إليه قاسم سليماني مهندس الأعمال القتالية في سورية آنذاك، وهو عزل العاصمة عن محيطها وحصار المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد وتجويعها وتقطيع أوصالها، تمهيدًا لقضمها وعقد مصالحات مع سكانها، فالهدف الرئيس الذي سعى إليه الإيرانيون لمنع سقوط الأسد هو الحفاظ على العاصمة دمشق، وتحصينها ومنع دخولها أو الاعتصام داخلها، وكذلك مراكز المدن الأخرى تطبيقًا لمبدأ طالما عرف بالمؤسسات الدولية: أن من يسيطر على دوائر الدولة الرسمية هو المسيطر على الدولة.
عمد الحرس الثوري الإيراني عبر ذراعه الضارب في سورية “فيلق القدس” إلى اختيار المراكز الرئيسية لقياداته في القواعد الجوية العسكرية في جيش الأسد، ومقرات القيادة لبعض الفيالق والفرق العسكرية، ولهذا نجد أن قواعده العسكرية الإيرانية توزعت على أغلب القواعد الجوية السورية، ويقود جميع هذه القواعد العميد أمير علي حاجي زاده، ويمكن أن نقسم القواعد الإيرانية بحسب موقعها الجغرافي إلى:
أ – منطقة دمشق وريفها:
وتشمل القواعد الإيرانية الموجودة في هذه المنطقة:
1. قاعدة مطار دمشق الدولي (البيت الزجاجي):
وهي المقر الرئيس لقيادة الأعمال القتالية والأمنية واللوجستية للحرس الثوري (فيلق القدس)، وتقع في الجهة الشمالية الغربية من صالات مطار دمشق الدولي، وتبعد عن صالة كبار الزوار مسافة 900 متر فقط، أنشئت على أنقاض فندق مطار دمشق الدولي نهاية عام 2014، واشتهرت باسم “البيت الزجاجي”، ويتألف هذا البناء من 180 غرفة موزعة على خمسة طوابق: الأول والثاني فوق الأرض والباقي تحت الأرض، والطابق الأخير تحت الأرض يحوي خزائن مليئة بملايين الدولارات التي تنقل جوًا من طهران، ويحوي الطابق قبل الأخير تحت الأرض على مشفى لعلاج كبار القادة، والبناء محصن بجدران مضادة للانفجار، ويحرس البناء حوالي ألف عنصر مسلح.
تضم القاعدة (وفق الشكل أدناه):
المهمة الرئيسة لهذه القاعدة هي قيادة الأعمال القيادية واللوجستية للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، ويستخدم “فيلق القدس” جزءًا من هذه القاعدة لاستقبال المقاتلين، إضافة إلى نقل الأسلحة المتطورة تقنيًا مثل الصواريخ دقيقة التوجيه، من إيران إلى ميليشيا “حزب الله”، وأهم المهام الموكلة لهذه القاعدة السيطرة على مدينة دمشق وريفها بالكامل، وإمداد مختلف المناطق السورية بالمقاتلين، وإدارة الاستخبارات الإيرانية في سورية، وأيضًا إدارة الحرب الإعلامية ومكافحة التجسس على القوات الإيرانية في سورية والميليشيات التابعة لها وإمداد القوات والميليشيات بالأموال.
يقود المقر مجموعه من الجنرالات، هم حسين جعفري أسدي (قائد القوات الإيرانية في سورية)، سيد الرازي موسوي (قائد قوات فيلق القدس في سورية)، يحيى إرحيم صفوي، حسين حميداني(4).
2. قاعدة مطار السين (السيكال):
يعدّ مطار السين ثالث أكبر مطار في سورية، وهو من أهم القواعد العسكرية الإيرانية في المنطقة الجنوبية، نظرًا لموقعه الاستراتيجي الواقع بين العاصمة دمشق والحدود العراقية على مسافة 120 كم شمال شرق مدينة دمشق، و115 كم جنوب غرب مدينة تدمر، و73 كم عن منطقة الرويشد جنوبًا وهي قريبة من القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة التنف، ويبعد كيلومترات قليلة عن الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد، وهو المركز الرئيس المسؤول عن قيادة كافة الميليشيات الإيرانية (سيد الشهداء، ميليشيات الباقر، حزب الله اللبناني، كتائب أبي الفضل العباس العراقية، لواء فاطميون الأفغاني، حركة الأبدال العراقية، القوة الجعفرية) المتمركزة في البادية السورية، في مناطق السبع بيار وجليغم وظاظا والشحمي على طرفي الطريق الواصلة إلى الحدود العراقية وفي عمق البادية السورية، كما تعدّ هذه القاعدة مركز استقبال للجنود والمعدات العسكرية الآتية من إيران، عبر طائرات اليوشن 76 الإيرانية الخاصة في نقل الجنود والأسلحة والذخائر، إضافة إلى تمركز طائراتي نقل عسكري (سي 130) في المطار لتقديم عمليات الدعم اللوجستي للميليشيات الإيرانية في البادية السورية، تتمركز قيادة هذه القاعدة في مبنى المدرسة المطارية قرب مبنى قيادة “اللواء 17″، إضافة إلى التمركز في بعض مباني (السرب 697 سابقًا) الذي تمركز فيه سرب من الطائرات المسيرة الإيرانية من مختلف الأنواع أبرزها نوع “شاهد 129”(5).
3. قاعدة الكسوة:
تعدّ هذه القاعدة المقرّ الرئيس لقيادة الأعمال القتالية للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها العاملة جنوب العاصمة دمشق، وتتألف من 20 مبنًى أغلبها تحت سطح الأرض، وهي مركز رئيس لتخزين الصواريخ أرض- أرض المتوسطة والبعيدة المدى، وتتوزع القاعدة على ثلاثة مواقع: الأول يضم مستودعات “صواريخ ميسلون” المطورة من (سكود) التي تعمل بالوقود السائل؛ والموقع الثاني يقع غرب أوتوستراد دمشق – درعا الدولي، قبل دخول مدينة الكسوة على يمين الطريق الذي يعبر لداخل مدينة الكسوة، ويتمركز على هضبة استراتيجية تطل على المدينة تحوي اللواء 91 التابع للفرقة الأولى في جيش الأسد، ويُعدّ هذا الموقع من المواقع التي يتم فيها تركيب قطع الصواريخ التي تُصنّع في إيران “صاروخ قيام” و “ذو الفقار”، وتُنقَل أجزاء متفرقة في شاحنات تحمل مواد استهلاكية؛ والموقع الثالث يقع على يسار الطريق الواصل بين مدينتي الكسوة والحرجلة الواقعة شرق مدينة الكسوة، ويحتوي هذا الموقع كذلك على قطع صواريخ، وفيه مخازن لتخزين هذه الصواريخ أيضًا، وتمتاز القاعدة بقربها من مدينة دمشق، إذ تبعد 17 كم من مركز المدينة، كما تمتاز بقربها من الحدود مع الجولان السوري المحتل حوالي 55 كم(6).
4. قاعدة مطار الناصرية:
ومهمته الرئيسة صناعة الصواريخ وتخزينها، وعلى الرغم من أن القاعدة صغيرة نسبيًا، فإن أهميتها جاءت من موقعها الاستراتيجي القريب من الطريق الدولي الممتد من دمشق إلى بغداد، وأيضًا بسبب قربها من مطار السين، ولهذا أصبحت نقطة ارتكاز مهمة للقوات الإيرانية في منطقة القلمون الشرقي وصولًا إلى البادية السورية، ويضم مطار «الناصرية» الذي يقع شرق مدينة جيرود، ويبعد من دمشق 60 كم، قاعدة صاروخية ومستودعات تحوي 21 حظيرة إسمنتية، بالإضافة إلى أربع حظائر أخرى ومخازن للأسلحة تحت الأرض، وتقع قربه كتيبتا إطلاق خاصة بصواريخ (سكود)، إحداهما (الكتيبة 578) الشهيرة التي نـفذت أول عملية إطلاق صواريخ (سكود) ضد المناطق المحررة(7).
5. قاعدة جبل شرقي (الإمام الحسين الشيباني):
وتقع على مسافة 10كم شمالي غرب مدينة دمشق، وكانت قاعدة تدريب رئيسية للحرس الجمهوري السوري، ومهمتها تدريب عناصر الميليشيات الإيرانية وإرسالهم إلى وسط سورية، ويبلغ تعداد العناصر التابعين لهذه القاعدة حوالي 3000 عنصر، جلهم من ميليشيات “حزب الله” اللبناني والميليشيات الأفغانية(8).
6. قاعدة الزبداني:
لا يوجد معلومات كافية عن هذه القاعدة إلا من خلال معلومات شحيحة، تم الحصول عليها من بعض السكان المحليين، على الرغم من ندرة وجودهم هناك نتيجة السرية العالية التي تحيط بها، وشيدت هذه القاعدة على أنقاض مدينة الزبداني التي تم إخلاء سكانها، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة يحكمها “حزب الله” اللبناني، وتقع على بعد 30 كم غرب مدينة دمشق، وعلى مساحة 2.5 كم مربع، وقد أحيطت بأسوار وأسلاك شائكة بارتفاع كبير، فوق الأرض وتحتها، بشكل يجعلها قادرة على الصمود في وجه الصواريخ والطائرات، وأفادت المعلومات التي أوردها المصدر أنها أصبحت مجمعًا للأبحاث والتطوير، وبخاصة تطوير القنابل الكيميائية، وتصنيع القنبلة القذرة “الإشعاعية”، بمساعدة خبراء أجانب، وتسيطر هذه القاعدة على الطريق الواصل بين دمشق ولبنان، الذي يمتد على طول 83 كم(9).
وهناك عدد من القواعد الإيرانية في الريف الدمشقي، تقوم بمهام متفرقة تعمل أغلبها في تنفيذ مهام دقيقة، كقاعدة الضمير ثالث قاعدة عسكرية إيرانية في سورية، وتقع على مسافة 45 كم إلى شرق دمشق، ومهمتها تأمين الدعم اللوجستي بين دمشق والقلمون الشرقي والبادية السورية، وصولًا إلى مطار السين، إضافة إلى تخزين الصواريخ في مستودعاتها، كذلك مركز جمرايا لتطوير الأسلحة الكيمياوية الذي يقع على بعد 9 كم من مدينة دمشق، بالقرب من مركز البحوث العلمية، وتستخدم إيران المطار الشراعي في الديماس قاعدة مهمة للتدريب على استخدام الطائرات المسيرة، ومركزًا مهمًا لنقل بعض المعدات الدقيقة بين قواعدها المنتشرة في المنطقة الجنوبية، وهناك قاعدة السيدة زينب، وهي أقدم قاعدة للحرس الثوري الإيراني مخصصة لحماية المراقد المقدسة عند الشيعة، وكانت تستخدم نقطة ارتكاز رئيسية للأعمال الأمنية والقتالية في غوطتي دمشق الجنوبية والشرقية، أيضًا أقامت إيران قاعدة لها في جبل القلمون الغربي، وأنشأت عليه مهبط طائرات ملائم لهبوط طائرات الأنتينوف، كما يستخدم المهبط لتفعيل الطائرات المسيرة “بابل- شهيد 129”.
ب – المنطقة الجنوبية:
بعد سيطرة قوات الأسد وحلفائها على الجنوب السوري؛ عملت إيران بكل طاقتها من أجل تعزيز موقعها هناك، حيث نقلت كميات كبيرة من الأسلحة خاصة الصواريخ إلى منطقة القنيطرة واللجاة، وإلى مطاري الثعلة وخلخلة في السويداء.
1. قاعدة اللجاة:
عززت إيران قاعدتها في منطقة اللجاة وحصّنتها جيدًا لحمايتها من القصف الذي تتعرض له دائمًا، وتقع هذه القاعدة إلى الشمال الشرقي من مدينة درعا، وأقامتها إيران بعد تدمير وجرف ثماني قرى: (حوش حماد، السحاسل، الضهر، المدورة، علالي، الشومره، سطح القعدان، الشياح)، ومهمة هذه القاعدة القيادة والسيطرة على مختلف المجموعات التابعة لها، وتزويدها بالسلاح والذخيرة والمعلومات الاستخباراتية، ومن أهم هذه المجموعات مجموعات “حزب الله” اللبناني الذي يقدر عددها بـ 3500 عنصر، ووحدات من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية والحزب القومي السوري وقوات درع الوطن، ومجموعات عديدة من عناصر المصالحات(10).
2. قاعدة القنيطرة:
بعد انسحاب فصائل المعارضة من منطقة القنيطرة بداية عام 2014؛ حرصت إيران على السيطرة على ما يسمّى “مثلث الموت” الذي يشكل موقعًا استراتيجيًا يربط بين ريف درعا الشمالي وريف دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة، ولهذا اختارت مقرات لها في منطقة معقدة جغرافيا، كتلال فاطمة، أحدثت فيها غرفة عمليات تحت الأرض، إضافة إلى مقرات في تل مرعي وتل السرجة وتل العروس، وسعت للسيطرة على منطقة حرمون، وتتمركز القوات الإيرانية في التلال الحمر ومشاتي حضر ومدينة البعث والتلال الحاكمة، وبعد سيطرتها على هذه المناطق؛ عملت إيران على توطين عائلات من الطائفة الشيعية جلبتهم من إيران والعراق، بهدف تشكيل حزام بشري شيعي في المنطقة(11).
ت – المنطقة الوسطى والساحل:
1. قاعدة مطار التيفور (T4) (التياس):
تعد هذه القاعدة أكبر قاعدة لسلاح الجو السوري، وتقع شرق مدينة حمص على بعد 93 كم منها، و62 كم غرب مدينة تدمر، استخدمها الحرس الثوري الإيراني كقاعدة رئيسية لتصنيع وتطوير الطائرات المسيرة، عبر خيرة الخبراء الإيرانيين في هذا المجال، لتُزوّد بها كُل قواعدها في سورية، لكن تكرار استهداف “إسرائيل” للقواعد الرئيسية في دمشق وريفها دفع إيران إلى استخدام هذه القاعدة أيضًا كمستودعات رئيسية لأسلحتها القادمة من إيران.
2. قاعدة الشعيرات (الدردغان):
دأب الإيرانيون على استخدام هذه القاعدة كغرفة عمليات رئيسية لقيادة الأعمال القتالية في المنطقة الوسطى، حيث يستقر فيها العديد من الضباط الإيرانيين الذين يشرفون على إدارة قطاعات معينة من المعارك خاصة في المنطقة الوسطى والبادية السورية، وتستخدم أيضًا هذه القاعدة للتدريب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتقع هذه القاعدة على مسافة 40 كم جنوب شرق مدينة حمص.
3. قاعدة القصير:
تعدّ هذه القاعدة من أهم القواعد الإيرانية في سورية، لسببين: الأول المهام الخطيرة التي أوكلت إلى “حزب الله” الذي يديرها، وتتمثل في تصنيع وتخزين ونقل أنواع الأسلحة والذخائر كافة إلى معقل “حزب الله” في لبنان، والسبب الآخر موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتمثل بوجودها على الحدود اللبنانية السورية، وتقع هذه القاعدة في الجنوب الغربي لمدينة حمص، على مسافة 35 كم منها، ويجاورها مطار الضبعة العسكري، وتحوي أنفاقًا تصل الأراضي السورية بالأراضي اللبنانية، كما تحوي مخازن لسلاح المدفعية (الكاتيوشا – الهاون)، وفيها أيضًا 60 دبابة T72 ، ومستودعات ومنصات إطلاق صواريخ متوسطة وقريبة المدى أنواع (شهاب1 – شهاب2 – فاتح 110)، وتحوي أيضًا معهد تدريب خاص على استخدام الصواريخ بإشراف ضباط إيرانيين، إضافة إلى أربع مصانع لإنتاج الذخيرة بأنواعها كافة(12).
4. قاعدة جبل زين العابدين:
تتمتع هذه القاعدة بأهمية خاصة لدى الإيرانيين، لسببين: الأول باعتبارها مقام الإمام زين العابدين، والثاني الموقع الاستراتيجي، إذ يقع جبل زين العابدين شمال مدينة حماة، ويبعد عنها حوالي 6 كم، وغربه بحوالي 5 كم، ويبلغ ارتفاعه 620 م، وهو يُطلّ على أغلب محافظة حماة وسهل الغاب، ولهذا عمدت إيران إلى نشر المدفعية والراجمات عليه، كما يحوي المكان قاعدة استطلاع وتشويش إلكتروني على الاتصالات في المنطقة، ويوجد فيه مقر قيادة عمليات اللواء 99 دفاع جوي، ورادارات لقيادة الأعمال القتالية لأسراب الطائرات الموجودة في مطار حماة العسكري، إضافة إلى غرفة عمليات رئيسية للحرس الثوري الإيراني وقوات النظام ومهبط للحوامات(13).
5. قاعدة مصياف (مركز البحوث العلمية):
تعدّ هذه القاعدة من أهمّ وأخطر القواعد العسكرية الإيرانية، نظرًا لاحتوائها على مركز رئيسي لتطوير وتصنيع الأسلحة التقليدية كالبراميل المتفجرة والأسلحة غير التقليدية كالأسلحة الجرثومية والكيمياوية، تتمركز القاعدة في معمل الدفاع والبحوث العلمية، بمنطقة الشيخ غضبان في ريف مصياف غرب حماة، على الطريق الواصل بين منطقة وادي العيون ومدينة مصياف(14).
6. قاعدة اللواء 47 (الإمام السجاد):
تعدّ هذه القاعدة قاعدة عسكرية إيرانية بحتة، وتقع في جنوب مدينة حماة بـ 5 كم، في جبل معرّين، في مقر قيادة اللواء 47 دبابات، المعروف سابقًا بثكنة “محمد سلمون”، تحتوي على عدد كبير من القاعات والساحات والأنفاق تحت الأرض، كما أنها تحتوي على عدة طائرات، والأهمّ هو ذلك الموقع الذي يوجد فيه معدات خاصة غريبة تشبه الطواحين الحديثة لصنع السكر أو ما شابه، وهذه المعدات تعمل بالطاقة الكهربائية، وقد تكون أدوات لتجهيز مفاعل نووي، لأن الحفر داخل القاعدة يكون بأعماق وبقوة استنادية كبيرة، خاصة أن هذه الحفر رُدمت بالأتربة الحمراء بسماكة أكثر من مترين، ومن ثمّ سُكب الإسمنت عليها، كما يحتوي اللواء على مستودعات ضخمة ومركز انتساب من أبناء الطائفة الشيعيّة حصرًا، ومركز للتدريب، ومقبرة جماعية بالجهة الشمالية الشرقية للقاعدة(15).
بالإضافة إلى هذه القواعد، حرصت إيران على إنشاء مراكز لها متفرقة في المنطقة الوسطى والساحل السوري، وأهمها مركز معسكر الطلائع، على الطريق الواصل بين طرطوس واللاذقية، وهو مركز تجمع عناصر الميليشيات الإيرانية التي تقاتل على جبهة جبل الأكراد والتركمان، كما أنشأت إيران قاعدة عسكرية لها في ميناء البيضاء شمال مدينة اللاذقية تستخدمه لنقل الصواريخ والمعدات العسكرية الثقيلة إلى الأراضي السورية، وهناك قاعدة مطار حماة العسكري، ويستخدم الحرس الثوري الإيراني المطار لزج قواته وأسلحته باتجاه الأعمال القتالية على جبهات الشمال، وفيه عدد من المقرات الخاصة بالحرس فقط، يقيم فيها اختصاصيون متبدلون، وكان لهم دور في «مجزرة كيمياوي خان شيخون»، كذلك توجد قاعدة عسكرية إيرانية بمقرّ قيادة “اللواء 99” القريب من مطار حماة العسكري، وقاعدة أخرى بالجهة الجنوبية لجبل “زين العابدين” شمال مدينة حماة، وكذلك قاعدة عسكرية داخل “مدرسة المجنزرات” شرق مدينة حماة، وتحتوي هذه القاعدة على طائرات مروحية للقادة العسكريين الإيرانيين، وعلى طريق “إثريا” بريف حماة الشرقي، توجد قاعدة عسكرية إيرانية ضخمة على “جبل أُحد” بالقرب من الشيخ هلال، وهناك قاعدة أخرى داخل “رحبة خطاب”، وأخرى قرب شلالات “الزاوي”، بالقرب من مدينة مصياف غرب حماة(16).
ت – المنطقة الشمالية:
1. قاعدة جبل عزان:
وهي ثالث أكبر قاعدة عسكرية إيرانية في سورية، وأبرز قاعدة إيرانية في ريف حلب الجنوبي، أنشئت في بداية عام 2015 وتبعد حوالى 12 كم جنوبي مدينة حلب ضمن مركز البحوث العلمية، وتضم مختلف قيادات الميليشيات الشيعية، وتعد غرفة العمليات العسكرية الأولى في المنطقة، يدير هذه القاعدة الحرس الثوري الإيراني، وتطلّ على الطريق السريع بين دمشق وحلب، تضم عددًا من الميليشيات، وهي ميليشيات “حزب لله” اللبناني، وحركة النجباء العراقية، ولواء فاطميون الأفغاني، ولواء القدس الفلسطيني، وهم بإمرة قادة الحرس الثوري الإيراني، وتتفرع عن القاعدة مجموعة من الثكنات والقواعد العسكرية الصغيرة في المنطقة، ومن بينها قواعد جعارة والعدنانية والأربعين وعبطين. وتتوزع تلك القواعد على المناطق الواقعة جنوبي وشرقي الحاضر(17).
تتمركز ميليشيات إيران أيضًا في حلب، بمطار (النيرب) العسكري، الذي يقع قرب مطار حلب الدولي، وكان سابقًا يستخدم كنقطة لصيانة الطائرات الحربية والمروحية، وخلال الثورة بات يعدّ محطة استقبال مهمة لعناصر الميليشيات الشيعية القادمة من العراق، ونقطة اتصال مهمة بين الشمال والجنوب لنقل المقاتلين والذخائر، كما تتمركز القوات الإيرانية في مطار كويرس ومدرسة المشاة في محيط حلب، وتتوزع الميليشيات الموالية لإيران في مناطق مختلفة من حلب في منطقة الشعار ومساكن هنانو والحيدرية والمرجة والصاخور والمشهد ومنطقة باشكوي(18).
ج – المنطقة الشرقية:
1. قاعدة الإمام علي:
تعدّ هذه القاعدة أكبر القواعد العسكرية الإيرانية التي بنتها إيران في سورية، وأكثرها أهمية جيوستراتيجية، خاصة أنها قريبة من الحدود العراقية كثيرًا، وتستطيع خدمة أهداف إيران في البلدين، لقربها من معبر القائم الحدودي الذي سيشكل نقطة مهمة لنقل الأسلحة والصواريخ إلى سورية، بنيت هذه القاعدة لتستوعب آلاف الجنود والقوات التابعة لهم، وأشرف على بنائها “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، وهذه أول قاعدة تقوم بإنشائها إيران بكاملها من الصفر، تبعد هذه القاعدة عن قاعدة التنف الأميركية 320 كم، وتضم 15 نقطة عسكرية، بينها 10 نقاط تحوي عددًا من مخازن السلاح، وساحات لتدريب المقاتلين، إضافة إلى عدد من المقار العسكرية للميليشيات المدعومة من إيران، وعلى رأسها الحرس الثوري وميليشيا فاطميون، بالإضافة إلى خمس نقاط أخرى تحوي منصات إطلاق صواريخ متطورة(19).
تنتشر إيران عبر ميليشياتها في أغلب المدن والمناطق الشرقية ساعية للسيطرة على أكثر المناطق أهمية، لخدمة مشروعها الاستراتيجي الهادف للوصول إلى البحر المتوسط، وتتوزع هذه القواعد والمراكز كما يلي:
2. قاعدة حقل الورد النفطي في محيط البوكمال: ويشغلها حركة النجباء والحشد الشعبي العراقية، وعدد آخر من الميليشيات الإيرانية.
3. مجمّع المقار العسكرية في الجلاء: وهو مجموعة من النقاط والمقار العسكرية الإيرانية في منطقة الجلاء التي تقع بالقرب من المنطقة الأثرية “دورا أوروبس” في محيط البوكمال، وتنفذ الميليشيات الإيرانية في هذا المجمع مهمات إسناد ودوريات مستمرة في مدن الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.
4. قاعدة (تي 2) أو (الكم): تقع في البادية المقابلة لمدينة البوكمال، وهي الأقرب للقواعد الأميركية، وعلى مقربة منها أيضًا هنالك جيب أخير لتنظيم “داعش”.
5. قاعدة مطار دير الزور العسكري: وهي قاعدة مشتركة بين الفئات المدعومة من إيران، وعلى رأسها “حزب الله”، وقوات من الجيش الروسي.
6. قواعد معسكري الصاعقة والطلائع: وهي أكبر تجمّع للميليشيات الإيرانية داخل مدينة دير الزور، وتقع بالقرب من مبنى المحافظة وحي الجورة، وهي في المجمل معسكرات تدريب وتجميع لمقاتلي الميليشيات ومنطلق باتجاه المنطقة الوسطى.
7. قاعدة عين علي: وتقع في بادية مدينة القورية في الريف الشرقي، وقد أنشأت ميليشيا “فاطميون” فيها مزارًا دينيًا، وبالإضافة إلى أهمية هذه النقطة عسكريًا، فإنها أيضًا تعدّ مركزًا لتجمع الحجاج القادمين من إيران والعراق باتجاه سورية(20).
ترتكز ترسانة إيران العسكرية في سورية على أربع أنواع من الأسلحة وهي:
أ – الصواريخ أرض – أرض:
حرصت إيران على نقل هذا الصنف من أصناف الصواريخ بمختلف أنواعه ذات المدى القصير والمتوسط والبعيد، ومن هذه الصواريخ:
1 – الصاروخ شهاب:
أنتجت إيران أربعة أجيال من هذا الصاروخ، يوجد في سورية جيلان منها فقط:
الصاروخ شهاب 1:
صاروخ مطور عن الصاروخ الروسي “سكود بي”
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: قصير المدى / تكتيكي
المدى: 300 – 500 كم
الارتفاع: 11.184 م – القطر: 0.885 م – نوع الوقود: سائل(21).
الصاروخ شهاب 2:
صاروخ مطور عن الصاروخ الروسي “سكود سي” يحمل قنابل عنقودية
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: قصير المدى – تكتيكي
المدى: 500 – 750 كم
الارتفاع: 11.37 – 12.29 م – القطر: 0.885 م – نوع الوقود: سائل(22).
2 – الصاروخ فاتح 110:
هو صناعة إيرانية محلية أنتجت منه أربعة أجيال، طُور من صاروخ “زلزال2” الإيراني
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: قصير المدى – تكتيكي
المدى: 300 كم للجيل الرابع
الطول: 8.86 م – القطر: 0.61 م – نوع الوقود: صلب(23).
3 – الصاروخ زلزال “زلزال-3ب”:
هو أحد أنواع المدفعية الصاروخية
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: قصير المدى – تكتيكي
المدى: 200 – 250 كم
الطول: 9 – 9.6 م – القطر: 610 ميليمتر – نوع الوقود: صلب(24).
4 – الصاروخ ذو الفقار:
صناعة إيرانية محلية من عائلة الصاروخ فاتح
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: متوسط المدى
المدى: 700 كم
الطول: 8.86 م – القطر: 61 سم – نوع الوقود: صلب(25).
5 – الصاروخ “النازعات”:
هي سلسلة من الصواريخ البالستية الإيرانية القصيرة المدی، هناك طرازان من هذه الصواريخ: (نازعاتH-6) و(نازعاتH-10)
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: قصير المدى
المدى: H-10: 110 كم
الطول: 6 م – القطر: 45.7 سم – نوع الوقود: صلب(26).
6″- الصاروخ قدر:
صناعة محلية إيرانية وهو نسخة معدلة من صاروخ (شهاب-3أ)
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: متوسط المدى
المدى: 2000 كم – الطول: 15.86 م – القطر: 125 سم
نوع الوقود: يعمل بالوقود السائل في المرحلة الأولى والوقود الصلب في المرحلة الثانية(27).
7″- الصاروخ قيام:
صناعة محلية إيرانية وهو أول صاروخ ذو جنيحات تنتجه البلاد
المواصفات الفنية والتكتيكية:
النوع: متوسط المدى
المدى: 1800 كم
الطول: 11.45 م – القطر: 0.88 م – نوع الوقود: سائل(28).
المستودعات التي تخزن بها هذه الصواريخ في سورية موزعة على مواقع عدة، ثلاثة منها في قاعدة الكسوة، ومستودعات جب الجراح شمال شرق مدينة حمص، ومستودعات جبال القطيفة، ومقرات اللواء 55 صواريخ أرض – أرض في جبال القطيفة الغربية، ومعسكر الطلائع قرب مدينة مصياف، وقاعدة القصير قرب مدينة حمص، ومستودعات مطار التيفور، وفي قاعدة اللجاة الواقعة بين محافظتي درعا والسويداء، وقاعدة مطار الناصرية في القلمون الشرقي.
وهناك مراكز تعمل على تطوير هذه الصواريخ، أهمها مؤسسة معامل الدفاع في حلب السفيرة، وقاعدة القصير قرب مدينة حمص، وقاعدة اللواء 47 قرب حماة، وقاعدة مطار الناصرية.
ب – الطائرات المسيرة:
حرصت إيران على إدخال هذا النوع من الطائرات إلى سورية، نتيجة عدم تمكنها من نقل طائراتها القتالية إلى سورية، استخدمت هذه الطائرات في مهاجمة بعض المواقع الإسرائيلية، ومن المرجح أن هذه الطائرات هي من تهاجم المواقع الروسية في سورية كمطار حميميم، ويمكن أن نحدد أنواع الطائرات المسيرة التي أدخلتها إيران إلى سورية بالأنواع التالية:
1 – أبابيل 3: وهي طائرات مسيرة استطلاعية إيرانية الصنع تحمل قنابل ذكية، ويمكن أن تفخخ ليتم تفجيرها في الهدف، كما يمكن أن تحلق لمسافة 250 كم، ولمدة 8 ساعات متواصلة(29).
2 – شاهد 129: هي طائرات قتالية بدون طيار صناعة محلية إيرانية، تحمل صواريخ ذكية تنفذ مهامها على مسافة 1700 إلى 200 كم، وتحلق لمدة 24 ساعة متواصلة(30).
3 – صاعقة: هي طائرة قتالية استطلاعية بدون طيار بعيدة المدى، وهي الوحيدة التي يمكن أن تلقي قنابل ذكية من نوع “سديد – 342” الإيرانية الصنع وتحلق لمسافة 450 كم، وتحلق لمدة 4.5 ساعة متواصلة(31).
4 – فطرس: هي طائرة إيرانية الصنع، وتعدّ أكبر الطائرات المسيرة التي تملكها إيران من حيث الحجم، تقوم بمهام الاستطلاع والمراقبة والرصد والمسح الجوي وتسلح بصواريخ جو- سطح، كما تقوم بعمليات قتالية نظرًا لتجهيزها بأنواع من الصواريخ والقنابل، ويصل مسافة عملياتها إلى 2000 كيلو متر، وتحلق لمدة تراوح بين 16 إلى 30 ساعة(32).
تتمركز هذه الطائرات ومراكز تطويرها في مطار التيفور، ومطار الديماس الشراعي، والمهبط الموجود في القلمون الغربي، ومطار بلي العسكري.
ت – الصواريخ البحرية:
لم يكن اهتمام إيران بالأسلحة البحرية كاهتمامها بباقي الأسلحة التي أدخلتها إلى سورية، نظرًا لعدم إمكانية استخدامها ضد الشعب السوري، وقلة احتمال استخدامها ضد “إسرائيل”، ويمكن أن نحدد أنواع هذه الصواريخ التي جلبتها إيران إلى سورية بما يلي:
1 – الصاروخ حوت:
طوربيد مضاد للغواصات والسفن الحربية لا يرصده الرادار، صناعة إيرانية يحمل رأس حربي وزنه 220كغ، ولهذا يمتاز بقوة تدميرية هائلة، يستخدم على الغواصات، يمتاز بسرعته العالية: “100متر في الثانية”(33).
2 – الصاروخ نصر1:
صاروخ إيراني الصنع مضاد للسفن قصير المدى، يعمل بالوقود الصلب قادر على تدمير سفن حربية يصل وزنها إلى ثلاثة آلاف طن يمكن إطلاقه من المروحيات والغواصات(34).
3 – الصاروخ قدير:
صاروخ صناعة إيرانية مضاد للقطع البحرية بعيد المدى كروز، يبلغ مداه 300 كم قادر على إصابة الهدف بدقة وقوة تدميرية هائلة(35).
4 – الصاروخ هرمز2:
صاروخ إيراني الصنع باليستي قادر على إصابة الأهداف المتحركة على سطح البحر، مداه 300 كم، ويتمتع بدقة إصابة عالية، يحمل رأسًا تفجيريًا زنته 650 كيلوغرام(36).
5 – الصاروخ نور:
صاروخ كروز إيراني الصنع، يُعَد نسخة مطورة من صاروخ C-802 الصيني، ويصل مدى النسخة الإيرانية إلى 120 كم، وفي نماذج أخرى أكثر من 220 كم، يُطلَق هذا الصاروخ من المنصات الأرضية والبوارج والمقاتلات، نسبة إصابة الصاروخ للهدف 98 بالمائة، وزن الرأس الحربي 155 كغ(37).
عمدت إيران إلى تخزين هذه الصواريخ في مستودعات على الساحل السوري أو قريبة منه، لتسهيل نقلها عندما يراد استخدامها، وهذه المستودعات تقع في قاعدة المينا البيضة شمال مدينة اللاذقية، وقاعدة معسكر الطلائع على الطريق الواصل بين اللاذقية وطرطوس، وفيمستودعات الفوج 200 التابع للقوى البحرية السورية.
ث – الصواريخ المضادة للدروع:
اعتمدت إيران في ترسانتها العسكرية على نوعين رئيسين من الصواريخ المضادة، على الرغم من امتلاكها الكثير من أنواع هذه الصواريخ، نظرًا لوفرة هذا النوع من الأسلحة وبكثرة في وحدات الجيش السوري.
1 – الصاروخ طوفان:
صاروخ إيراني الصنع، يمكن عدّه موازيًا للصاروخ (تاو) الأميركي، موجه بأشعة الليزر، وهو فعال ضد المفخخات العربات رباعية الدفع، وهو قادر على اختراق ما يصل إلى 550 ملم من الدروع الفولاذية المدلفنة والمتجانسة، ويبلغ مدى الصاروخ 3850م(38).
2 – منظومة Dehlaviyeh:
صاروخ إيراني الصنع موجه، مضاد للدروع، يوجّه بأشعة الليزر، مداه 5500 متر يستطيع اختراق 1200 ملم من الدروع، وهو نسخة مطورة عن الصاروخ كورنيت الروسي(39).
زودت إيران هذه الصواريخ لأغلب وحدات جيش الأسد و”حزب الله” اللبناني والميليشيات التابعة لإيران، والمركز الرئيسي لتجميعه قاعدة مطار التيفور، ووزعت هذه الصواريخ بشكل كثيف على وحدات القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في محافظة دير الزور.
خاتمة:
يمكن أن نقول إن نشر طهران لقواعدها العسكرية، بهذا الحجم الهائل، وتزويد هذه القواعد بأحدث أنواع الأسلحة والذخائر، على الرغم من انسحابها من بعض القواعد التي شيدتها وإعادة انتشار قواتها في سورية، إنما يدل بوضوح على مخططها الخطير الذي يستهدف سورية الأرض والشعب ومقدراتهما للسيطرة عليهما بالقوة، ولعل أخطر ما تعمل عليه محاولتها -تحت غطاء هذه القواعد- تنفيذ مخططها لإحداث التغيير الديموغرافي في المنطقة، سعيًا منها لإكمال سيطرتها على ما سمي “الهلال الشيعي” الممتد من طهران إلى بيروت عبر دمشق وبغداد.
الهوامش والمراجع