صحيح أننا أمام مشهد الانهيار السوري، بكل أبعاده العسكرية والسلطوية والمجتمعية والمعارضة وحتى الهوياتية، ولكن كل هذا لا يعني التسليم بأن أي تسوية حول سورية يجب أن يكون أطرافها مرهونين للخيار الذي يضعنا أمامه مقال "سعادته"، الذي يأتي متأخرًا جدًا بعد أدوار سابقة لفورد في سورية، من كونه دبلوماسيًا إلى مناصرًا للثورة، ومتجولًا بين ساحاتها، إلى مشجع على التمرد، ومشرف على تشكيلات المعارضة، ومشارك في سياساتها، إلى محذر من التسويات مع النظام، ثم مهدئ وناصح للكرد بالتوجه إلى أبواب دمشق وطرقها، ثم إلى صائد تجارب ومضمونها العودة إلى تصفير الحرب وتبييض الصفحات بالعفو المتبادل والمصالح المشتركة...