لا جديد في حياة أهل الشام، فقد كان “الباب العالي” يَعدّ بلدهم “الشام” بقرة حلوبًا، مهمته حلبها حتى إعجافها، مثلما هو حال السلطة الحاكمة اليوم، ولذا كان يقوم بين كل فترة وأخرى بعزل الوالي أو (الجابي) الذي يعجز أو يتراخى عن دفع المبلغ المفروض عليه، في حين كان يقوم بعزل آخرين، لأنهم تمكنوا من اكتساب نفوذ كبير بين الرعية، وذلك خشيةً من قيامهم بالتمرد، “كان يسلّح الأتباع الخطرين على السلطنة، الواحد ضد الآخر، واعدًا كلًا منهما بميراث خصمه عند القضاء عليه وتنصيبه بدلًا منه، وبذلك يتخلص من كليهما في وقت واحد، لذا كانت تتكرر حالات قيام الأخ بالدسّ على أخيه عند الباشوات، بهدف إرضائهم، فضلًا عن قيام الإخوة بقتل وسمل عيون بعضهم البعض”(1).
تُشبه حالة الشعب السوري اليوم إلى حدٍ بعيد حالة الأنصار مع قبيلة قريش، أيام الفتح الإسلامي، حينما تفجّرت الصراعات السياسية والمالية بينهم وبين قريش، بسبب استئثار الأخيرة بمعظم المناصب، كخلافة الرسول وإمارة المؤمنين وقيادات الجيش وبيت المال، وغيره من المناصب الرفيعة، فضلًا عن استئثارها بالنصيب الأكبر من غنائم الفتوحات، الحاصل بعد معركة حُنين إذ جرى فيها توزيع الأموال على قريش فقط، في حين تمّ حرمان الأنصار من هذه الغنائم بشكل كامل، مع أنهم شاركوا مشاركة فعالة في تلك المعركة.
ليس المهمّ أن يقتسم الشعب السوري ثرواته الوطنية، التي نهبها وينهبها رفاق العشيرة، كي ينعم هذا الشعب فيها أو يسدّ رمق جوعه منها، بل المهمّ هو بقاء الشعب على قيد الحياة، ببقاء السلطة وبركاتها، بل إن ما هو أهمّ من كل هذا وذاك هو بقاء السلطة في الحكم، حتى لو سقطت الأوطان.
يُذكر هنا أن مقايضة هذا السقوط، والتفاخر ببقاء الرفاق، ليست هي المرة الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فعند سقوط القنيطرة عام النكسة 1967، احتفل الرفاق بانتصارهم الكبير ببقائهم في الحكم، مثلما يحتفلون اليوم بانتصارهم على الحرب الكونية تمامًا، على الرغم من خراب البلاد، وتهجير العباد.
الضرائب أو الغنائم التي يفرضونها على الشعب السوري اليوم، لتبقي نبض السلطة على قيد الحياة، حتى لو ذهبت الأوطان، لها جذورٌ عميقة وآثار كارثية في التاريخ العربي والاسلامي، مبالغ وأموال طائلة جناها الفتح الاسلامي العربي، كانت بالواقع (حلالًا طيبًا) مثلما جنى هؤلاء تمامًا من مبالغ طائلة، على مدار نصف القرن الماضي أثناء حكمهم الشعب السوري.
“لقد تحقّقّت في زمن الخليفتين أبي بكر وعمر بن الخطاب غنائم مذهلة، يحتاج إحضارها إلى كتيبة من الباحثين، (مزراب من الذهب) بحسب وصف جورجي زيدان؛ فسعد بن أبي وقاص وجد في خزائن كسرى ثلاثة ملايين من الدنانير، عدا عن الجواهر والدرر والثياب والأثاث، لذا نال وقاص حصة كبيرة من تلك الغنائم، بنى منها قصره المنيف في ضاحية العقيق، كانت حصة الفارس من هذه الغنائم تصل إلى عشرة آلاف دينار، عندما تم فتح العراق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، استولت الدولة على عقارات وأراضٍ ومزارع من ماتوا وليس لهم وريث، أصبحت تمثل دخلًا سنويًا للدولة الاسلامية، بما يقدر بين أربعة وسبعة ملايين دينار”.(2)
بالمناسبة، كان أتباع قبيلة قريش يرون أنفسهم سادة العرب بلا منازع، هذا التمايز والاستكبار هو الذي أضعف دولتهم الأموية، التي امتددت من حدود الصين شرقًا حتى الأندلس غربًا، بل عجّل بسقوطها، ومثلهم تمامًا حالُ رفاق السلطة في سورية اليوم، الذين يرون أنفسهم أشراف القوم، سوريين حقيقيين، في حين بقية السوريين هم سوريون على الهوية فقط، أو مجرد مرتزقة، حتى الرماديون هم خونة، لأنهم لم يصطفوا مع القيادة والجيش والوطن، وفقًا لتصريحات رموز السلطة.
هناك علاقة طردية تربط بين اغتيال العقل وانتصار التفاهة، الأموال كما السلطة اغتالت كل شيء لدى العرب، فأفسدت عقولهم وقلوبهم، في آن، ليتحول هذ المال إلى نقمة عليهم، بدلًا من كونه نعمة، يروي الدكتور راغب السرجاني(3) “أنه بعد أن وحَّد عبد الرحمن الغافقي المسلمين، توجه بهم ناحية فرنسا، حتى وصل مدينة (بواتيه)، وهي المدينة التي تسبق باريس بمسافة 295 كم فقط، بعد أن عسكر في منطقة تسمى (البلاط) بدأ في تنظيم جيشه استعدادًا لملاقاة جيش النصارى، كان تعداد جيشه خمسين ألف مقاتل؛ لذا كان كافيًا للانتصار على الفرنجة”.
“غير أنه كانت هناك مشكلة كبيرة تعاني منها هذه الحملة، هي أنها كانت قد فتحت مدنًا عديدة، فجمعت من الغنائم الكثير، مما زاد وثَقُلَ في أيدي المجاهدين، هنا بدأ المحاربون ينظرون إلى هذه الغنائم، ويُفتَنُون بهذه الأموال الضخمة التي حصَّلوها، مما أدى لتجدَّد العصبيات بين العرب والبربر، تلك التي كانت قد اندحرت في الأندلس؛ حينما أخذ كل فريق ينظر إلى ما بيد الآخر من أموال؛ فالعرب جادلوا بأنهم الأحقُّ لأفضليتهم، في حين البربر جادلوا بأنهم وحدهم من فتحوا البلاد”(4).
ومثلما كان حال الغنائم في تاريخ الانكسار العربي، كان حال التشبُّث بالسلطة بمختلف أنواع الطرق، حتى لو أدى ذلك إلى الاستقواء بالخارج وفناء الأوطان، لذلك كانت الحصيلة أكثر بشاعة وأكبر فاجعة، فالملك الناصر يوسف، الحفيد الأكبر لصلاح الدين الأيوبي، وآخر السلاطين الأيوبيين مثلًا، كان في الفترة الممتدة بين (1236–1260) حاكمًا على معظم سورية، “لم يكن هذا الحفيد مثل جدّه، إنما كان متخاذلًا، جبانًا” وفقًا لما ذكره ابن أبي أُصَيبعة، في كتابه “عيون الأنباء”(5).
لقد راسل هذا الحاكم الصليبيين الذين سبق لجدّه صلاح الدين أن حاربهم وانتصر عليهم، وطردهم من بيت المقدس، من أجل مناصرته بمواجهة “شجرة الدر” بعد تنصيبها حاكمًا على مصر، ليس ذلك فحسب “عندما نمى لعلمه بقدوم هولاكو سارع لمراسلته وإرضائه بالهدايا، لذلك وصفه المؤرخون بالجبن وضعف الشخصية”(6).
لم يكتف هذا الحاكم بذلك، وإنما بعد استيلاء هولاكو على بغداد، أرسل ابنه الملك العزيز، محملًا بالمزيد من الهدايا والتحف النفيسة، طالبًا من هولاكو مساعدته في غزو مصر، إلا أن هولاكو، بدلًا من الاستجابة له، أمر بمصادرة كل أمواله ثم قتله، إضافة إلى مصادرة ما لدى نسائه وخدمه من حلي ومجوهرات كثيرة جدًا، بينما كانوا في طريقهم هربًا إلى مصر، أما الملك الأشرف موسى، فقد “ذهب إلى هولاكو في حلب و ركع أمامه، لا بل قبّل الأرض التي يدوس عليها، من أجل إبقائه في السلطة، لذلك قام هولاكو بتعيينه ملكًا على حمص، ونائبًا له على دمشق”(7).
أما في أثناء الحكم العربي للأندلس، فقد شهد عصر ملوك الطوائف أكثر الصراعات العسكرية عنفًا ودمويةً وفوضى واضطرابات، باتفاق المؤرخين، كانت الأندلس عبارة عن دولة واحدة، لكن بسبب التنازع على السلطة والصراع بين الإخوة والأعمام، “تفرّقت الدولة -حسب بعض المؤرخين- لاثنتين وعشرين دويلة، أطلق عليها ممالك الطوائف، في حين يرى محمود مكي بأن الأندلس عقب الفتنة قد قسمت إلى ستين دويلة”(8).
وكما هو حال بعض الدول العربية اليوم، وكي يحافظ كل من حكام هذه الممالك على بقائه، حتى لو ذهبت الأوطان، لم يكن لدى هؤلاء الحكام ما يمنع من التحالف مع الأعداء، الواحد ضد أخيه الآخر، لا بل تسابقوا على كسب مودة عدوهم، واستعانوا به لقتال بعضهم البعض، ولمواجهة شعوبهم في آن، هذا يستعين بـ “فرناندو الثالث” ملك قشتالة، وذاك يستعين بـ “الفونسو السادس” لحمايته، وثالث بـ “بريموند” كونت برشلونة، ورابع بملك ألمانيا.. وهكذا، حتى وصل بهم الأمر من الذل والهوان جميعًا إلى دفع الجزية لهؤلاء، فضلًا عن الأموال والهدايا النفيسة التي كانت تُقدّم لهم باستمرار، فضلًا عن التنازل في كل مرة عن قطعة من أشلاء الأندلس دون تحفظ، مع الخضوع والطاعة.
تمامًا مثلما ساعد الأسد الأب إيران في حربها الثمان سنوات ضد العراق، وأمعن بمناصرتها والتحالف معها، ضد أي مشروع عربي يمكن أن يلوح بالأفق، وهو ما أكده المغيّب فاروق الشرع، بروايته المفقودة التي نُشرت في آذار/ مارس 2015، حينما كشف عن تفاصيل اجتماع سرّي عُقد في الأردن عام 1986، بمساعٍ من الملك حسين، بين كل من حافظ الأسد وصدام حسين، لمدة 11 ساعة متواصلة، وذلك بهدف طيّ الخلاف بينهما، يذكر فيها الشرع أنه “من شدة حرص الملك حسين على سريّة هذا اللقاء، كان يوصل بيديه الطعام والشراب للرئيسين من خلف الباب، عندها أصرّ صدام على أن تصدر سورية بيانًا بإدانة إيران، كشرط للمصالحة، ولكنّ الأسد لم يوافق على ذلك”.
لذلك، من غير المستغرب أن تكون إيران من أوائل من استنجد بها الأسد الابن، لمواجهة شعبه المنتفض، مع بداية الاحتجاجات في آذار/ مارس 2011، والتي اجتاحت عموم الساحة السورية، قبل أن يستنجد بروسيا عام 2015 بسنوات، حيث “تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن متوسط إنفاق إيران في سورية يعادل 6 مليارات دولار سنويًا، وهذا يعني أنها أنفقت بين عامي 2012-2018 مقدار 36 مليار دولار، في حين قدّر الدعم الإيرانيّ غير العسكريّ المقدَّم إلى سورية خلال الصراع بنحو 15.6 مليار دولار أميركيّ، على شكل خطوط ائتمانية؛ ضمّ صادرات نفطية وغذائية وطبية ومنحًا مالية، مما فاقم من حجم الدين الخارجي لصالح إيران”(9).
أما المقابل، فلم يكن بالانتشار العسكري الإيراني على امتداد الساحة السورية، فحسب، الذي تقوم إسرائيل باستهدافه بين كل فترة وأخرى، ولا بمشروعها الهادف لتشييع المجتمع السوري وتفتيته، وارتهانها مقدرات البلاد والاستيلاء على القطاعات الحيوية، الذي مكنها من الاستحواذ على عقود استثمارية طويلة الأمد، ولا بالقواعد العسكرية الروسية في الساحل، أو تقاسم ورهن الثروات الوطنية والتدخل في الشؤون السورية في مختلف مؤسسات الدولة كجهات وصائية، بل كان بانتشار مختلف الاحتلالات الأجنبية، والتفريط بوحدة الأراضي السورية وسقوط الأوطان.
بدوره، دكتاتور السودان عمر البشير ما إن تبلغ خبر سقوط الطاغية روبرت موغابي في زيمبابوي، حتى طار إلى موسكو مذعورًا، ليستنجد بحامي الدكتاتوريات، ومتعهدها الحصري “فلاديمير بوتن” طالبًا منه حمايته من الملاحقات الأميركية، فيما كان واقع الحال يقول بحمايته من ملاحقات شعبه الغاضب، أسوةً بما حصل في سورية من تدخل عسكري روسي، وغطاء سياسي في جميع المحافل الأممية، لمنع سقوط النظام الحاكم، وهو ما دعا البشير لطلب الدعم الروسي، كما يقول الخبير العسكري أليكسي ليونيكوف، وطلبه من موسكو تشييد قاعدة عسكرية لها في السودان، أسوة بالقواعد التي أقامتها في سورية، “لأن الحضور الروسي، استنادًا للتجربة السورية، سيعني إحلال السلام في الإقليم”(10).
من الجدير ذكره أنه لم تكن تلك المرة الأولى التي يقايض فيها البشير بين رحيله عن السلطة أو بيع الأوطان، فعندما لوحق من قبل محكمة الجنايات الدولية، وصدرت بحقه مذكرة توقيف في العام 2009، لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لم يجد بدًا من التنازل عن ثلث مساحة السودان، وثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، ونصف إيراداته الحكومية، وثلثي احتياطاته من العملة الصعبة، ليصبح السودان بعد ذلك سودانين، مجردًا من معظم مقوماته الإستراتيجية.
كذلك فعل المخلوع علي عبد الله الصالح؛ فقد تضمنت رسالة المساومة التي وجّهها إلى السعوديين وسلّمها ابنه أحمد قبل يومين من بدء الهجوم العسكري الذي شنه التحالف الخليجي على اليمن، في 26 آذار/ مارس 2015، وقد نشرتها قناة «العربية»، تضمنت صفقة مفادها أنه مستعد للوقوف مع المملكة وبيع حلفائه الحوثيين، مقابل تحقيق مصالح شخصية تتمثل برفع العقوبات المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن، ومنع سفره وتجميد ثرواته في البنوك اليمنية والخارجية، وكذلك السماح لابنه وذريته بالحكم.
الجنرال ميشيل عون، من جهته، أراد الرئاسة حتى لو على خراب لبنان، لذلك كانت وثيقة التحالف التي أبرمت بينه وبين “حزب الله” بالعام 2006، والتي من شأنها تحقيق ذلك، مهما بلغت الأثمان، على الرغم من أنه كان من أشد المنددين بسلاح الحزب غير الشرعي، وأكثر المطالبين بنزعه، لا بل سبق له أن اتهم أجهزة الحزب باغتيال الحريري الأب، فضلًا عن وقفته الشهيرة أمام الكونغرس الأميركي عام 2003 التي أدلى خلالها بشهادته، بشأن التدخل السوري ودور الحزب في لبنان، وما تلا ذلك من صدور قانون محاسبة سورية، من ثم قرار مجلس الأمن 1559 الذي يدعو إلى حل سلاح الميليشيات في لبنان، لذلك قام كل من عون وحليفه “حزب الله” بتعطيل مؤسسة الرئاسة أكثر من عامين ونصف، حتى تم فرضه كرئيس على اللبنانيين.. والقائمة طويلة، بالتأكيد.
ختامًا، تذكر المراجع التاريخية أنّ من بين أهم المعارك في التاريخ العربي الإسلامي كانت معركة “الزلاقة” التي دارت رحاها في بلاد الأندلس عام 1086، بين الجيش الإسلامي بقيادة “يوسف بن تاشفين” والملك القشتالي “ألفونسو السادس”، ويقول عنها “يوسف أشباخ”، في كتابه (تاريخ الأندلس على عهد المرابطين والموحدين) “إن ابن تاشفين لو أراد استغلال انتصاره في موقعة الزلاقة، لربما كانت أوروبا الآن تدين بالإسلام، ولدرس القرآن في جامعات موسكو، وبرلين، ولندن، وباريس”(11).
ويتساءل المفكر الفلسطيني “حنا بطاطو”، في كتابه “فلاحو سورية: أبناء وجهائهم الريفيين الأقلّ شأنًا وسياساتهم”، كما يقول أسعد أبو خليل، حيال لغز حافظ الأسد: “مَن يستشير؟ كيف يتابعُ عمليّة صنع القرار في الغرب، خصوصًا في أميركا؟ كيف كان يتوصّل إلى استنتاجاته في العلاقة مع الغرب؟ كيف كان يتلاعب بالحكومات الغربيّة بهذه المهارة الفائقة؟ ماذا كان يقرأ، ومَن كان يقدّم المشورة له؟ كان بطاطو مُعجبًا بذكاء الأسد، وبقدرته على المناورة في العلاقة مع الغرب، وفي بناء قوّة البلد الذي سيطر عليه بالقوّة المفرطة. ثم يضيف، دائمًا: آه، لو أنه استعمل هذا العقل الفذّ لعمل الخير”(12).
لكن الأسد الأب لم يستعمل هذا الذكاء لمصلحة سورية، وإنما كانت عينه دائمًا على الطائفة، طائفية مستترة مارسها طوال فترة حكمه، واستمرت على هذه الحال مع مجيء الابن “كان احتكار الطائفية في سورية ولا يزال أحد الأساليب التي استخدمتها السلطة السورية طيلة سنوات حكمها، لبسط سيطرتها على سورية، حيث منع النظام التكلّم بالطائفية، تحت ستار الوطنية والقومية والعلمانية التي رفعها شعارًا يخفي كل الممارسات السلطوية التي كانت تتم بالخفاء وبتوجيه من الأجهزة الأمنية”(13).
إزاء هذه الصورة التراجيدية، يوضح رئيس تحرير مجلة «الشراع» حسن صبرا، في مقدمة كتابه (لعنتا لبنان) أنه لا يملك “تفسيرًا لارتكابات الأسرة الحاكمة وضباطها، في سورية ولبنان، سوى إحالتهم إلى أطباء نفسيين، ليشرحوا لماذا كان هؤلاء على هذا القدر من السادية والسعار للسلطة والمال!”.
باختصار؛ كانت الغنائم وجمع المال سبب انكسار العرب، في حين كانت السلطة وما زالت سبب خروجهم من التاريخ، إنها حكمة الدول، فعندما ينشغل الحاكم عن مصلحة الوطن، لصالح العائلة والطائفة ورفاق الحزب الواحد، وتوريث الأبناء، فعلى الأوطان السلام.
المراجع:
1. سورية وفلسطين تحت الحكم العثماني ـ قسطنطين بازيلي ـ موسكو ـ دار التقدم ـ 1989 ـ ص29ـ 31 ـ 32
2. المال والهلال ـ شاكر النابلسي ـ بيروت ـ دار الساقية ـ 2002 ـ ص173
3. التاريخ الإسلامي دون تشويه أو تزوير ـ راغب السرجاني ـ فتوحات عبد الرحمن الغافقي ـ 27 ـ 2 ـ 2011
4. تاريخ دولة الأندلس ـ إيناس محمد البهيجي ـ مركز الكتاب الأكاديمي ـ 2017 ـ ص105
5. الجزيرة نت 10/5/2021 سلاطين تنصّروا لحفظ عروشهم وآخرون سلّموا القدس مرتين ـ أحمد بن إبراهيم.
6. ويكيبديا ـ Amitai-Preiss, p.20
7. السلوك لمعرفة دول الملوك ـ أحمد بن علي المقريزي ـ تحقيق محمد عبد القادر عطا ـ بيروت دار الكتب العلمية ط1 ـ 1997 1/464
8. راغب السرجاني ـ قصة الأندلس ـ مؤسسة إقرأ ـ القاهرة ـ ط1 ـ 2010ـ ص 3.
9. مركز الحوار السوري، بعد قيصر من يتحمل المسؤولية عن تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في سوريا؟ ـ 26 أيار/ مايو، 2021
10. RT 26.11.2017 ـ خبير روسي، التجربة السورية أوحت للسودان بطلب الحضور العسكري الروسي على أراضيه.
11. معرفة www.marefa.org
12. صحيفة الأخبار ـ 17 آذار/ مارس 2015 ـ الرواية الناقصة، فاروق الشرع يتذكر.
13. السلطة واحتكار الطائفية في سوريا ـ محمد ديبو ـ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014
لكن استوقفتني العبارة التالية: "لكن الأسد الأب لم يستعمل هذا الذكاء لمصلحة سورية، وإنما كانت عينه دائمًا على الطائفة، طائفية مستترة مارسها طوال فترة حكمه.."
أقول في هذا أن عين الأسد لم تكن على الطائفة العلوية في يوم من الأيام، بل على ديمومة السلطة. عبر تسخير وتوريط الطائفة... وما اللعبة الطائفية إلا أداة لخدمة غرض الاستئثار بالسلطة تحديدا..