لم يغب اسم مدينة “أزمير” التركية عن بال السوريين في الشتات حتى مدّة قريبة، فالمدينة التي تقع على بحر إيجه كانت بوابة العبور نحو الحياة أو الموت بالنسبة إلى آلاف المهاجرين الهاربين من جحيم الحرب التي يشنها النظام السوري على شعبه منذ أكثر من سبع سنوات.
كانت المدينة بمنزلة “كازبلانكا” الحرب العالمية الثانية، كثيرون نجوا وكثيرون أيضًا غرقوا قبل الوصول إلى حلم الأمان في أوروبا. في تلك السنوات كان السوريون الموجودون في أزمير يعدّونها محطة موقتة لم يتح لهم الوقت بعد ذلك إلا ليتذكرونها من خلال الحدائق القريبة من البحر حيث كانوا ينامون أو من خلال قارب مطاطي للنجاة أو الموت.
في منتصف عام 2016، أُبرم اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بتدفق المهاجرين السوريين “وغير السوريين أيضا” إلى أوروبا عبر اليونان، وتتاليًا بدأت تتناقص أعداد الهاربين عبر البحر من آلاف إلى مئات ثم عشرات قبل أن تنتهي موجة الهرب بدءا من عام 2017.
وبعد ازدهار أشكال من النشاط الاقتصادي الذي ارتبط بوجود السوريين وغيرهم في دروب الهجرة عبر البحر؛ وجد السوريون الباقون “بعد نهاية موجة الهجرة” أنفسهم أمام مرحلة جديدة وتحديات من التعايش مع المدينة والمجتمع التركي المحيط، وفي مقدمتها البحث عن نشاط اقتصادي يكفل لهم البدء بحياة جديدة.
بدت حياة السوريين بعد توقف موجة الهجرة غير مستقرة، وتخلل ذلك حوادث وتصادمات عدة بين الأتراك والسوريين، عززها خطاب سياسي لبعض أحزاب المعارضة التركية التي روّجت لآثار سلبية بسبب وجود السوريين. وعمومًا فالمدينة معروفة بأنها أحد معاقل أكبر حزب سياسي معارض وهو “حزب الشعب الجمهوري”.
لكن على الرغم من ذلك، وبعد انتهاء موجة احتقان قصيرة، ازداد وجود السوريين في المدينة خلال السنتين الأخيرتين، فقدم منهم فيها ما يقارب أربعين ألفًا، مستفيدين من تركيبها وطبيعتها بوصفها مدينة أقل غلاء في مستويات المعيشة، ومتطلبات أقل لرأس المال في افتتاح مشروعات صغيرة أو متوسطة، إضافة إلى استمرار إدارة الهجرة فيها بمنح بطاقة الحماية الموقتة “الكيملك” للقادمين الجدد من السوريين. وهذا ما جعلها المدينة صاحبة الترتيب التاسع في عدد السوريين في الولايات التركية.
أتت أهمية هذه الدراسة من كونها تعمل على تسليط الضوء على السوريين في مدينة أزمير واختبار أحوالهم في العلاقة مع المجتمع الحاضن، بما يمكن أن يشكل تصورًا للمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للسوريين الموجودين في تركيا.
انطلقت الدراسة من ضرورة التعرف إلى مؤشرات الاندماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للسوريين في مدينة أزمير التركية. وتضمن ذلك اختبار متغيرات ومؤشرات عدة تتعلق بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج التي تمحورت حول:
1- المحددات الاجتماعية الثقافية للاندماج (الحياة في تركيا)
2- المحددات الاقتصادية للاندماج.
3- المحددات السياسية- المدنية للاندماج في تركيا.
4- تصورات المستقبل والعلاقة بالاندماج.
يذكر أن الدراسة الميدانية نُفذت في مدينة “أزمير” التركية على عينة من 400 مفردة في الفترة ما بين 21 حتى 27 من يوليو/ تموز من العام 2018.
المحتويات
ملخص الدراسة
فريق عمل الدراسة
شكر
القسم الأول: الإطار النظري والمنهجي للدراسة
أولا- مشكلة الدراسة وأهميتها
ثانيا- أهداف الدراسة
ثالثا- مفهومات الدراسة ومصطلحاتها
رابعا- التعريفات الإجرائية
خامسا- منهج الدراسة
سادسا- مجتمع البحث الأصلي والعينة
سابعا- استمارة الدراسة وفريق الباحثين الميدانيين
القسم الثاني: نتائج الدراسة الميدانية
أولا- الخصائص العامة لعينة الدراسة
ثانياً- المحددات الاجتماعية للاندماج
ثالثاً- المحددات الثقافية للاندماج
رابعًا- المحددات الاقتصادية للاندماج
خامسا- المحددات السياسية للاندماج
الاستنتاجات العامة للدراسة
ملاحق الدراسة
ملحق 1- استبيان الدراسة الميدانية
ملحق 2- جداول الدراسة الميدانية
فريق عمل الدراسة
الباحث الرئيس
د. حسام السعد
فريق جمع البيانات
أيمن محمد الحسن
سامر أحمد مارديني
عبد الوهاب عبد الرحمن سبعاوي
موفق عبد الكريم خطاب
محمد عبد الله رجب
مها أحمد عثمان
رنا نادر عباس
عبير أحمد المحمد
هدى أحمد النشار
التفريغ اليدوي والالكتروني وتدقيق البيانات
إيهاب بريمو
الجداول والإحصاء
أيهم باريش