أقام مركز حرمون للدراسات المعاصرة، ندوة بعنوان “التنمية السياسية في سورية المستقبل”، أمس السبت، في مدينة سرمدا في إدلب.

وتأتي هذه الندوة ضمن أنشطة برنامج دعم المجتمع المدني، بالتعاون مع “تجمع ثوار سوريا”، حيث قدّمت عبير الحسين محاضرة تناولت فيها مضامين دراستَين أنجزهما قسم الدراسات في مركز حرمون: الأولى بعنوان “العلاقة بين المناخ السياسي والتنمية الشاملة – سورية نموذجًا”؛ والثانية بعنوان “مؤشرات غياب التنمية السياسية في سورية”.

تناولـت الحسين في محاضرتها التي حضرها عدد من الناشطات في المجتمع المدني، مفهـوم التنميـة السياسـية وأهدافهـا ومضامينهـا، من خلال أسس أربعة تقوم عليها التنمية السياسية، وهي المشاركة السياسية، التعددية السياسية، التداول السلمي للسلطة، واحترام وحماية حقوق الإنسان.

كما تطرقت إلى عوامل التنمية السياسية، وضرورة تجديد الثقافة السياسية، والعلاقة الجدلية بين الثقافة السياسية والديمقراطية، وعلاقة المجتمعين الأهلي والمدني بالدولة، وضرورة وجود إطار قانوني لضمان حرية الرأي والتعبير والتنظيم، وترابط التنمية الاقتصادية والسياسية في سورية المستقبلية.

قدمت المحاضرة شرحًا حول العلاقة بين النظام الاقتصادي – الاجتماعي، وطبيعة السلطة السياسية، من حيث تطابقهما أو تخالفهما، وسياسات النظام السوري الاقتصادية في مجال توظيـف الاقتصـاد ليخـدم بقـاءه السـلطة، وأهميـة المناخ السياسي في توجيـه عمليـة التنميـة الشـاملة المرتقبة في سورية المستقبل.

وأوضحت حاجة سورية إلى إرادة سياسية للخروج من كارثة وضعها الحالي الاقتصادي والسياسي والتنموي، وإلـى المناخ الملائم لعمليـة بنـاء سـورية مـن جديـد، مـن خـلال تكامـل مجـالات التنميـة والمسـاهمة الفعالـة للأجيـال الجديـدة فـي إدارة وتنفيـذ مشـاريعها، وختمت بالتأكيد أن التنمية السياسية تفرض نفسها كأولوية لا بدّ منها في الدول المتخلفة التي يتحكم فيها الاسـتبداد ويلجم تطورها.

وشهدت الندوة مداخلات واستفسارات من قبل الناشطات المشاركات، وحوارًا حول المفاهيم والمحاور التي جرى تداولها في الندوة.