ضمن أنشطة برنامج دعم المجتمع المدني، أقام مركز حرمون للدراسات والأبحاث المعاصرة ندوةً حواريةً، في مدينة أطمة بمحافظة إدلب، يوم السبت 18 كانون الأول/ ديسمبر، تحت عنوان “تنظيم السوريين سياسيًا ودور المرأة في النشاط السياسي”.

بدأت الندوة التي أدارتها الناشطة الحقوقية هدى سرجاوي، بحضور خمسة عشر مشاركة من الناشطات السوريات، بطرح أسئلة وجّهتها السرجاوي إلى المشاركات، حول أهمية التنظيم السياسي وتعريفه وعوامل نجاحه، واستعرضت المحاضرة المحاور الرئيسية للندوة التي ناقشت وشرحت مفهوم التنظيم السياسي وتعريفه وأشكاله، وأهمّ عناصره الأساسية التي تنظم العلاقة بين المهتمين بالشأن العام.

وناقشت السرجاوي عددًا من الأسئلة التي طرحتها الحاضرات، عن كيفية تنظيم الناشطات السوريات أنفسهن سياسيًا في ظل ظروف الحرب وغياب التنظيم الإداري وصعوبات الحياة في ظل النزوح، ومدى أهمية دور المناصرة لضمّ أعضاء جدد، لتحقيق الأهداف والانتقال إلى مستقبل جديد يحمي أطفالنا.

وأشارت السرجاوي إلى أهمية النقاش المطروح ودور المرأة في بناء السلام مستقبلًا، وضرورة التنظيم لبدء عملية تطوير المشاركة السياسية والانتقال من حالة الفوضى إلى الشكل المنظم، إضافة إلى صقل المهارات والخبرات، مبيّنة أن السياسة ليست ترفًا فكريًا، بل هي شأن يوميّ نعيش تداعياته من تهجير واعتقال وقصف وغيره.

 كما ناقشت الندوة عددًا من المحاور، تناولت أهمية النقاش حول الهوية السياسية للتنظيم، وأنها تتحدد بالقوى الاجتماعية المنضوية تحت لوائه، كما أشارت إلى ضرورة الانتخابات المباشرة في التنظيمات السياسية، لأنها تمثل ضمانات أساسية لبناء التنظيم، والتزام أسس الممارسة الديمقراطية داخل المستويات التنظيمية، وأكدت أنّ النقد والنقد الذاتي ينعكس إيجابًا على العمل التنظيمي، إضافة إلى التقيد بأحكام النظام الاساسي وبالأنظمة والقوانين الداخلية والاهتمام بتنمية الطاقة البشرية لأعضاء التنظيم، من حيث النوعية والتعددية والكوادر القيادية المؤهلة والتفاعل الحي مع حركة الجماهير وعدم الانعزال عنها.

وناقشت السرجاوي قضية نسبة مشاركة النساء سياسيًا في العالم والوطن العربي وفي أجسام المعارضة السورية واللجنة الدستورية، إذ تعد هذه النسبة قليلة مقارنة بمشاركة المرأة في مجالات الحياة الأخرى.

وعن التحديات التي تواجه المشاركة السياسية للنساء، ناقشت المشاركات صعوبة عمل المرأة في الشأن العام، إن لم يساعدها باقي أفراد الأسرة والمجتمع.

 وأوضحت مرام ازكاحي، إحدى المشاركات، طبيعة التحديات التي تواجه المرأة وتعوق عملها السياسي، كالعادات والتقاليد وتنميط عملها في المنزل أو الصحة والتعليم، إذ لا تظهر المرأة في النقابات والمنظمات كقياديات، بالرغم من العدد الكبير للنساء في المنظمات.

وعن أهمية استهداف السوريات بمثل هذه الندوات، قالت علا الضعيف، وهي احدى المشاركات، إن استهداف النساء بهذه الندوات في الداخل هو خطوة أولى للانطلاق بتكوين تنظيمات، تلامس تطلعات النساء وتساعدهن في تفعيل دور المرأة سياسيًا.

وتطرق نقاش المشاركات إلى نقص التأهيل السياسي لدى النساء، في ظل الظروف الحالية، والحاجة إلى مزيد من التدريب لتتاح لهن الفرصة في العمل بالشأن العام، في ظل غياب مشاريع جدية لتمكين المرأة سياسيًا وتأهيلها.

وعن الدور الذي يجب أن تقوم به منظمات المجتمع المدني لتعزيز دور المرأة في المشاركة السياسية، أبدت المشاركات الرغبة في تفعيل وإقامة جلسات وندوات حوارية، وأكّدن أن غالبية المنظمات تتوجه للتدريبات المهنية أو برامج الحماية، في ظل غياب توعية أو تطوير مشاركة المرأة في المجال السياسي.

كما أبدت المشاركات رغبتهن في تلقي مزيد من التثقيف، حول دور المرأة في السياسة وصنع القرار، لنشر أكبر قدر ممكن من المعلومات في محيطهن الأسري والاجتماعي، والاستمرار في إقامة ندوات سياسية مشابهة، وأن ينظر بجدية إلى أهمية دعم حركة تنظيم المؤسسات والأحزاب والتيارات السياسية السورية الناشئة، بما يوجه حركة السوريين وينقلهم من الفوضى إلى التنظيم.