أقام مركز حرمون للدراسات المعاصرة، في مقره في الدوحة، ندوة حوارية للدكتور محمد صالح المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، يوم الجمعة، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الحصار الجائر الذي فرضته دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على دولة قطر، وحملت الندوة عنوان “السياسة الخارجية القطرية في ظل الحصار“.
الندوة التي أدراها محمود الحسين، الباحث في مركز حرمون للدراسات، وبثتها معرفات مركز حرمون على وسائل التواصل الاجتماعي، تناولت محاور عدة ، تحدث فيها الدكتور محمد المسفر عن تزامن فرض الحصار على قطر مع ذكرى النكسة، أو العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران/ يونيو من العام 1967، ودلالات هذا التزامن، مؤكدًا أن عدوان دول الحصار على قطر يعدّ نقطة تحوّل في تاريخنا، وأشاد الدكتور المسفر بالقرارات الحازمة التي اتخذتها القيادة القطَرية للتصدي لتلك الحملة التضليلية ضد دولة قطر، والتي كانت دول الحصار -بتشجيع من إدارة ترامب- تخطط لتصعيدها نحو غزو عسكري.. وأكد الدكتور المسفر أن احتواء التداعيات الخطيرة لهذه الحملة تمّ بفضل تماسك الجبهة الداخلية في قطر، ووقوفها خلف القيادة السياسية، بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى تضامن الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت الموقف القطري.

تطرق المسفر إلى الأداء الرفيع الذي ظهرت عليه الدبلوماسية القطرية، وجهودها الكبيرة المبذولة بهدف شرح الموقف القطري لدى قادة العالم، وتوضيح حقيقة الحملة المضللة وأهدافها الرامية إلى النيل من سيادة قطر واستقلال قرارها الوطني، مشيدًا بجهود الخارجية القطرية على هذا الصعيد، وأداء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأشار الدكتور المسفر إلى أن جهود دولة قطر نحو تنويع مصادر الدخل الوطني، وتطوير أنشطتها في مجال الزراعة والصناعة، بدأت منذ الأيام الأولى للحصار، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وحققت نجاحات ملحوظة على هذا الصعيد.
ونوه المسفر بالجهود والمساعي الصادقة لدولة الكويت، بقيادة سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، لاحتواء تداعيات الأزمة، عبر الوساطة النشطة التي أطلقها سموه منذ الأيام الأولى للحصار، مؤكدًا أن تعنّت القادة في السعودية والإمارات والبحرين ومصر حال دون تحقيق الوساطة الكويتية أهدافها في رأب الصدع، على الرغم من التعاون والموقف القطري الداعم للوساطة الكويتية، وإعلان دولة قطر بشكل دائم قبولها الجلوس على طاولة الحوار، بهدف الوصول إلى حل يحفظ لأطراف الأزمة مصالحها دون إملاءات أو تدخل في الشؤون الداخلية، وشدد المسفر على أن القيادة السعودية أعاقت الجهود الدولية والكويتية التي كادت تُسفر قبل فترة عن انفراج في الأزمة. ونبّه إلى أن السياسة القطرية حافظت على نمط أخلاقي في مقاربتها لقضايا المنطقة، مراعية عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، واحترام الروابط الاجتماعية التي تتميز بها شعوب منطقة الخليج العربي.
وتطرق المسفر في حواره إلى جهود الوساطة القطرية في إحلال السلام في أفغانستان ونجاحاتها على هذا الصعيد، مؤكدًا أن هذه النجاحات أثارت غيرة وغضب دول الحصار. وتحدث المسفر عن أهمية الدور الأميركي في حل الأزمة الخليجية وإنهاء الحصار على قطر. وأشار إلى استمرار دعم دولة قطر للمنظمات والمؤسسات الدولية ولشعوب صديقة وشقيقة رغم ضغوط الحصار والأزمات الاقتصادية التي عانت وتعاني منها دول العالم والمنطقة.
وأشار المسفر إلى أن الدبلوماسية القطرية حافظت على موقفها الثابت من قضايا، تختلف فيها مع سياسات إيران في المنطقة، بالرغم من أن دول الحصار لم تترك لقطر منفذًا إلا عبر إيران، ما يعكس استقلالية القرار الوطني القطري، وفند المسفر ادعاءات دول الحصار بأن قطر ترتبط بعلاقات مع إيران تهدد مصالح دول المنطقة، في حين أن الإمارات والسعودية تحتفظ بعلاقات تجارية واقتصادية قوية مع إيران.
وختم المسفر بأن دولة قطر لم تتخلَّ عن دعم الشعب السوري في ثورته ضد نظام الاستبداد، ولم توقف دعمها الإغاثي والإنساني للسوريين، والفلسطينيين، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تعانيها بفعل الحصار الجائر، مطالبًا برفع الحصار لتتمكن دولة قطر من تقديم الدعم والمساعدة للشعب اليمني.
مركز حرمون للدراسات المعاصرة: هو مؤسسة بحثية ثقافية، تتبع للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تُعنى بشكل رئيس بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتمّ بالتنمية الاجتماعية والثقافية، والتطوير الإعلامي وتعزيز أداء المجتمع المدني، واستنهاض الطاقات البشرية السورية وتمكينها، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان.