عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، عبر البث المباشر، الثلاثاء 15 أيلول/ سبتمبر 2020، ندوة بعنوان “إضاءات على ملف المعتقلين والمختفين قسريًا”، شارك فيها دياب سرية، أحد مؤسسي رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، وأدارتها الإعلامية نسرين طرابلسي.
قدّم الضيف في بداية الندوة لمحة عامة عن سجن صيدنايا، وعن الظروف التي يعيشها السجناء داخله، مبيّنًا أن هذا السجن، منذ تأسيسه 1987 حتى الآن، يختزل شكل نظام حكم آل الأسد المستبد في سورية، وأنه مكان لكل من خرج عن الخط السياسي الذي رسمه النظام، سواء أكان من الإخوان المسلمين أم الشيوعيين. وأشار سرية إلى أن سجن صيدنايا كان، في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، أشبه بمستودع بشري لأشخاص يريد النظام أن يتخلص منهم نهائيًا أو يخفيهم قسريًا، ولآخرين يريد أن يجمدهم مؤقتًا إلى حين خروجهم بصفقة سياسية، إضافة إلى وجود معتقلين كانوا جزءًا من النظام، وانتهى بهم المطاف في سجن صيدنايا بسبب خلافات سياسية.
استعرض سرية مراحل التعذيب التي يمرّ بها المعتقل، منذ لحظة وصوله إلى سجن صيدنايا، وهي تبدأ بما كان يُسمى بـ “حفلة الاستقبال”، يتعرّض فيها المعتقل للتعذيب طوال اليوم تقريبًا، ومن ثم يُنقل إلى الزنزانة المنفردة لمدة غير محددة، تراوح ما بين ستة أشهر وسنة، ثمّ تأتي المرحلة الثالثة، وتسمّى بـ “العزل”، حيث يوضع المعتقل في مهجع يضمّ حوالي 16 معتقلًا، ليس فيه أي وسيلة تواصل مع العالم الخارجي، ويستمرّ في هذه المرحلة أيضًا تعذيب المعتقلين وإذلالهم.
وتحدث الضيف عن فكرة تأسيس “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” وأهدافها، وذكر أن تاريخ تأسيس الرابطة يعود للعام 2017، إذ أسسها مجموعة من الأشخاص الذين عملوا مع منظمة العفو الدولية على تقرير الانتهاكات في سجون النظام، الذي صدر عام 2016، والهدف من الرابطة هو إيجاد مظلة جامعة لكل المعتقلين، تمكنهم من إيصال صوت معاناتهم، وتوثيق الانتهاكات التي تعرضوا لها، وتقديم خدمات الدعم النفسي والصحي لهم. وشرح سرية المنهجية المتبعة في الرابطة في توثيق الانتهاكات الخاصة بملف الاختفاء القسري، وهي تعتمد في الدرجة الأولى على التواصل مع أهالي الضحايا والاستماع إلى شهادتهم، منذ اليوم الأخير الذي سبق حادثة الاختفاء، ومن ثم يتم تحليل هذه المعلومات وربط الأحداث مع بعضها، للوصول إلى تصوّر أكثر دقة عن عملية الاختفاء والمكان المتوقع أن يكون به الشخص.
في الختام، سلّط الضيف الضوء على استغلال نظام الأسد لأهالي المعتقلين والمختفين، وابتزازهم ماديًا عن طريق شبكة كبيرة من الوسطاء، في أثناء عملية التعرّف إلى مصير أبنائهم وذويهم، مبيّنًا أن تقريرًا خاصًا حول هذا الملف سيصدر قريبًا عن “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”.